منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   مدينة د. منذر أبو شعر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=489)
-   -   دعوة وعتاب وسؤال (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=25522)

د. منذر أبوشعر 05 / 06 / 2013 36 : 02 AM

دعوة وعتاب وسؤال
 

انتظرتكِ طويلا طويلا ..
توقعتُ أن تأتني ذات صباح ربيعي ، تطرقين بابي ،وتقولين بأدبك الجم : صباح الخير .
أوتشيرين إليَّ من بعيد ، وأنا متكئ على شرفة منزلي الجديد ، فأطمئن عليكِ ، وتطمئنين عليَّ.
بل إنني لما تملَّكتُ بوابات مدينة أشعاري ، انتظرتك أن تقولي لي : أريد قصراً فسيحاً في مدينتك..بل أريد حيًّا ،بل بصراحة أكثر أريد أن أقاسمك المدينة ، لأنني أنا أول من شدَّ على يديك ،وألهمك استمرار شدوك الجميل في دربك الوليد .
فهل تدرين أنني هيأتُ لكِ القسم الشمالي من المدينة، لإطلالته الفريدة على البحر ، وموقعه النادر على الجبل الربيعي الشاهق،وانتظرتكِ طويلا أن تأتي ؟!
غاليتي :
أين أنتِ ؟ ولما هذا الإصرار على الغياب ؟
خيراً .. خيراً .
فعهدي بكِ أنك صابرة قوية ، تبتسمين وقلبك يتمزق ! وتضحكين ودمعك في عينيك حائر يتحدث دونما كلام !
أم تراها هي مشاغل الحياة وهموم اليوم ؟
لكم أرجو أن يكون ذلك كذلك .
وكل الخير لك ، ونبقى مع حلو اللقاء
** ** **
رد:

حبيبي: عندما أصبحتْ لك مدينة ذهبتُ لأراها من بعيد، فأطمئن عليك ! وكم كنتُ أسعد عندما أراكَ تكتب حرفاً جديداً ، لكن لم يتسن لي أن أتابع حروفك .. فاعذرني، فأنا مازلتُ لا أقدر على قراءة الكلمات ، ولا أجد نفسي يطيب لها التجوال بين فنون الأدب ..
وعندما قرأتُ رسالتك انحنى الدمع مصافحاً وجنتيَّ ، فلا أدري هل كان ذلك فرحاً بشاعر لم أعلم أنه هنا ،أم حزناً على حال وصلتُ إليه ؟!
أحاول أن أكون قوية ، أحاول أن أمارس حياتي كالمعتاد ، لكن يبقى في القلب غصة ألم..
أشكرك من أعماقي لأنكَ تفقدتَ أحوالي ، وأشكرك لأنكَ ناديتني ملهمتك..
فأنا بحاجتك فكن بالجوار دائماً .
** ** **
فكرة
أتدرين ما أقسى شئ في دنيانا ؟
إنه ( الجحود ) ، هذا الداء المزمن بسبب ( الثقة ) المفرطة بمن توهمنا أننا نحبه !
وثقي، ملهمتي ،أنني لن ألبس أمامك ثوب الواعظ ، فأنت أدرى بمسالك دروبك وخطأ اختيارك .. وتعلمين جيداً ، أنك تجنين سوء خطأ عاقبة إفراط الثقة .
لكنك في غمرة انفعالك ، تتناسي رحمة الله ، وفيوضات محبته ، وأنه هو وحده الصدر الواسع الصادق،والبيت الدافئ الكبير الذي تلجأين إليه ..
ناديه معي ، فهو قريب حبيب .. ناديه وابك بين يديه ..
اطلبي منه أن يغسل أساك ، ويسلي حلكة صدرك ، ويثلج حرقة قلبك ..
فبدوام الطلب تتملكين راحة اليقين وبرد سلام القلب .
كل الحب لك ، ,وأنا على ثقة أنك ستقهرين كل حزن .
** ** **
رد:
أيها العزيز :
لم أفرط في الثقة ، بل اتخذتُ قراراً بالرجوع عن طريق أحسستُ أنه خاطئ ، وأصبحتُ بين نار العودة عن قراري ونار إكمال المشوار بمفردي ،وعندما قرأتُ كلماتك أزحتَ عني هماًّ ثقيلا ، وجعلتني أفكر مليًّا وأقرر عدم الرجوع إلى الماضي . فشكراً لأنك ذكرتني بالحنّان المنّان .
فمهما ابتعدنا عن مسالك الله ، نعود خاضعين له، لنجد عنده الحب والرحمة والسلام . وقد أخطأتُ طريق البحث ، وعليَّ تحمل المسؤولية .
.. .. ..
ولا أعلم لماذا تهفو النفس إلى غير الله ، مع أنه عزوجل ينتظرنا بشوق !
وثق أنني سأدعو وأبكي طويلا بين يديه ، لأعود كما كنتُ وأفضل .
وثق أنني بدأتُ محاولة النهوض ولملمة الجراح .

** ** **
فينيق عربي

هكذا عهدي بكِ
..

فأنتِ طائر فينيق ، بوجه عربي مسلم ، عَشَقك الاحتراق وعَشقته ، فانسرب في مسام عقلك وقلبك ، وصار جزءاً منك ، لتولدي من جديد ،فتعيدي تفاصيل الصورة بكاملها .
والفينيق ، كما تعرفين ، يحيا من رماد جثته ، ويشفى من سيل دمعه ، وإذا ما بكى على أي جرح برأ الجرح والتأم ، وأصحاب البصيرة هم وحدهم يعرفونه ويبصرونه ..
ملهمتي: أعرف أن الكلام قد يبقى ، في أحايين كثيرة ، مجرد كلام :
سهل قراءته ، وسهل متابعته ، ويبقى نزيز الجرح النازف أعمق من كل قول ومن بلسم كل قريب محب ، لكنني لا أملك سوى تكرار الدعوة إلى الله .
نعم ..تذكري في كل خطواتك ( الله ) ثم (الله ) ثم ( الله ) ،فعنده الأمان وشاطئ الرحمة الحق . ودائماً اجتنبي ( الاندفاع ) وتوهم (المثل ) و( القدوة )، لأننا كلنا طينٌ بشر ، وبالتالي فكلنا نخطئ.. وتبقى عوالم الحلم الجميل حلماً جميلا , لكنها تبقى حلماً بعيد المنال .
كل الحب لك ، وأنتظر حلو عودتك .
** ** **
رد:
حبيبي :
بالنسبة لي هو ليس كلاماً ، بل عقداً فريداً أطوق به طريقي ليكون لي منارة أهتدي بها ..
كم أنا بحاجة لوقفتك الشامخة ، وكم أنا عاجزة عن شكرك .
وبإذن الله لن يطول غيابي بعد اليوم.



هدى نورالدين الخطيب 05 / 06 / 2013 47 : 03 AM

رد: دعوة وعتاب وسؤال
 
[align=justify]
تحياتي لك دكتور منذر
حوار جميل وحنو شفاف استمتعت بقسمات ألحانه كثيراً..

النفوس الحرة الأبية التي لا ترضى الانحناء لبني البشر هي التي تنعم بعبوديتها لله سبحانه ولا تلجأ إلا له
ما أروع اللجوء لله والوقوف بين يديه وذلك الشعور بالأمان الذي يلفنا حين نتوكل عليه ونفوض له أمورنا

أسعدتني جداً قراءة هذا الحوار وعمق الإيمان الذي تتحلى به
عميق تقديري لك
[/align]

محمد الصالح الجزائري 05 / 06 / 2013 28 : 05 AM

رد: دعوة وعتاب وسؤال
 
ليتنا في ردودنا نلتحف حرفك أستاذنا الكريم منذر !!! جميل جدا ما نثرت في أنحاء مدينتك الدافئة الشفّافة في هذا الزمن الجليدي الغامض!! شكرا لك..

د. منذر أبوشعر 05 / 06 / 2013 23 : 11 AM

رد: دعوة وعتاب وسؤال
 
الأستاذة الأديبة هدى الخطيب وجه الحق:
وقتما تكسب كتابتي امتياز طلة ألق حضورك،تتباهى بنفسها ،وتشرق ربيعاً بلا أمداء .
والخير كله لك، ونبقى مع طيب صدق الحديث.

د. منذر أبوشعر 05 / 06 / 2013 29 : 11 AM

رد: دعوة وعتاب وسؤال
 
الشاعر الحر أخي محمد الصالح الجزائري صوت الجزائر:
نمسك يداً بيد، ونمشي بثبات في طريقنا الطويل الطويل، ونحن نرى النور ينسكب هانئاً في الأحداق.
والخير كله لك، ونبقى مع طيب صدق الحديث.


الساعة الآن 09 : 02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية