![]() |
ذاكرة للضياع
[frame="10 85"]- رصيفٌ وشاعرْ
و ألفُ شظيةِ ذِكرَى.. خُطى القادِمينَ تثيرُ ضَجيجًا تبعثِرُ فِي الجَوِّ سُنبُلتينِ و تمْضِي.. غدًا.. كنتُ أسِمَعُ صَوتا مَعَ الريحِ يهمسُ أنّ الشتاءَ سيرْحَلُ هذا المَسَاءَ أخِيرا و كَانَ الصَدَى صَامِتا.. خَلْفَ تِلكَ السَتائِرْ وكنتُ الوَحِيدَ الذي لا يَغنِّي، و يَدْخلُ فِي طقسِ حبٍ جَدِيدٍ لِيَنَسَى بدَايتهُ بَعْدَمَا صَارَ صَعبًا عَليهِ التوغُلُ فِيهَا.. و صَارَ خَطِيرا. هِيَ الآنَ أنتِ !.. تمشطُ شَعري تعَدِّلُ زِرَّ قمِيصِي تغيِّرُ دِيكُورَ بَيتِي، و أَغْضَبُ حِينَ تمَزِّقُ شِعْري.. تقولُ اِبتكِرْ غَيْرَ هَذِي القَصِيدَة إنّ الضَفائِرَ تُصْبِحُ أطوَلْ، و هَذا القمِيصُ يَضِيقُ لِيُصبِحَ أجْملَ حينَ أجِيئُكَ فِيهِ لحَفلةِ رَقصٍِ، و لَسْتُ أَظنكَ تَخْجَلْ.. هِيَ الآنَ وَهْمٌ !.. أنَا لا أرَاهَا بِأيِّ مَكَانِ و لا أتَعَثرُ فِي بَعضِ أغرَاضِهَا.. لا أحِسُ بوَقعِ أصَابعِهَا الدَافئاتِ كأنَّ يَدًا.. رُبمَا لمْ تعُدْ تَسْتطِيعُ التَشكّلَ حِينَ ترَانِي.. فَتبْقَى مُجَرَّدَ ذِكْرَى. و أنْتِ الآنَ أنتِ !.. بِكلِ خَطايَاكِ أَنتِ بكلِ تَطَرُّفِ فِكرِ و كلِ تعصُّبِ بِنتٍ تدَافِعُ عَن وجنتيهَا.. و ترفُضُ حبًا يَجيءُ مُصَادَفة لا يُعَمِّرُ أكثرَ مِن بَعْضِ يَومٍ، ليُصبحَ شيئًا مِنَ الأمْسِ كَانَ هُنا ثمَ غادَرْ.. غَدا.. يَنتهِي الحُلْمُ يَبْدَأ آخَرْ.. فَكَيفَ أدَافِعُ عَنِّي و كانَ مَسَائِي لِغيْرِكِ دَوْما وكُنتِ.. كمَا لمْ تكونِي هُنالِكَ يَوْما وَصِية شاعِرْ؟ إذا العُشبُ رَدّدَ كالبَبّغاءِ غِنائِي و قالَتْ جَمِيعُ النِسَاءِ: يُحَاولُ خلقَ عُيُونٍ أشدّ سَوَادا و رَسمَ حُدُودِ عِناقٍ يَدُومُ عُقودا.. فَلا تَسْألِي عَـن عِناقِي الأخِير رَجَاءً فقدْ كانَ مَحْضَ نِفاقٍ يَدُومُ ثوَانِي قلِيلَهْ و كانَ ككُل نِهَايَة حبٍّ مُجَرّدَ ذِكرَى جَمِيلَهْ[/frame] |
رد: ذاكرة للضياع
أولا أرحّب بك أخي محمد إنسانا وشاعرا وقلما جديرا بالقراءة...ستكون لي عودة بإذن الله...أهلا وسهلا بك بيننا في النور...
|
رد: ذاكرة للضياع
أعود لأثبتها في:
2013/08/03 |
رد: ذاكرة للضياع
شكرا أستاذ على الترحيب، و وفقكم الله..
|
رد: ذاكرة للضياع
شكرا لك أيها الشاعر أبدعت شعرا جميلا رائعا ذكرنا بروائع الشعر الحديث وكأن هذا النص أسمعناه غناء شجيا بصوت عذب رقيق قادم من ذاك الزمن الخالد الجميل .... ولعلها ذكرى جميلة شكرا لك |
رد: ذاكرة للضياع
شكرا صديقي العزيز.. على مرورك الجميل، و كلماتك الأجمل.
|
الساعة الآن 28 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية