![]() |
أخـلاق سـادة البشـر – الحيـاء
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اعلم أخي المسلم أن سادة البشر الحقيقيين ليسوا من بنى مملكة تفنى و إنما من كمل في الدنيا خلقه فنال في الفردوس الأعلى مملكة لا تأكلها النيران . أخي المسلم : الحياء صفة نبيلة كريمة رائعة و كيف لا و هي التي تجعل صاحبها يستحيي من فضل ربه عليه فيسارع إلى شكر مولاه على نعمه التي لا تحصى , باحثاً عن السبيل لذاك فيأتيه الجواب أن اعمل بما يفرضه عليك ربك تشكره , دعه يراك حيث أمرك و أن يفتقدك حيث نهاك , أََطِعه فيما أمرك و انته عما زجرك , فيسارع الحيي في شكر ربه قولاً و عملاً , غير مُتَوانٍ عن ذلك أو متباطىءٍ , لا متملصٍ و لا ممتعضٍ , قد أدرك فضل المنعم و حق شكره فأبى أن يكون لئيماً جاحداً لا يشكر منعماً و لا يعترف بفضلٍ , شمر عن ساعد الجد و التزم الطاعات و انته عن المعاصي و الذنوب . و الحياء يدفع المسلم نحو عمل الخير في مجتمعه , فيسارع لنشر الفضيلة و المعروف و البر و الصلة في مجتمعه , جاعلاً من حوله سعداء فرحين به و بوجوده , غير متأففين منه و لا ضجرين , راضين عنه و بطول العمر له داعين . و الحياء يجعل المسلم يأنف من قبيح الأعمال و سيئها , فيبتعد عنها و لا يأتيها , لا ينشرها أو يعلمها أو يرتضيها , أحبت روحه كرام الناس فألفوه و ألفهم و نفرت من شرارهم فكرهوه و كره صنيعهم . و فضل الناس على الحيي جبل قد أتعبه و أشقاه , يتقلب في همه و كأنه على جمر قد ألهب جنباه , يقول متى أكافىء صاحبه و من قيده أتحرر و أنساه , فلله دره من امرىء قد حسنت جيرته و عشرته و قرباه . و أما الجحود فيرى الحياة مكسباً من هذا و ذاك و لا يبالي بشعور الناس و لا معاناتهم و كأنهم خُلِقوا عبيداً له و لشهواته و أطماعه يدوس عليهم متى شاء و يعفو عنهم متى شاء . و الحياء الرائع الجميل هو الحياء الذي يدفع صاحبه للإلتزام بشرع الله عزوجل و أما الحياء الذي يحجز صاحبه عن الحق و عن الامتثال لأوامر و نواهي الإله فهو حياء مَرَضي و على صاحبه أن يتخلص منه . أخي المسلم : لابد لك من خلق الحياء إن أردت الفوز برضا الرحمن و العيش بجواره في الجنان و التنعم بالأمن و الأمان في الدارين و مع المصطفى العدنان ذلك لأنك إن ضيعت هذا الخلق فقد ضيعت الدين و من ضيع الدين فقد ضيع نفسه و أرداها في الهلاك المبين مع العصاة المجرمين و الشياطين الضالين . - استحيوا من الله حق الحياء , قلنا : يا رسول الله إنا لنستحي و الحمد لله , قال : ليس ذلك و لكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس و ما وعى و تحفظ البطن و ما حوى و لتذكر الموت و البلى و من أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا . يعني من الله حق الحياء . الراوي : عبد الله بن مسعود في صحيح الترمذي . - كان النبي صلى الله عليه و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه . الراوي : أبو سعيد الخدري في صحيح البخاري . - لكل دين خلق و خلق الإسلام الحياء , من لا حياء له لا دين له . الراوي : معاذ بن جبل - المحدث : ابن عبد البر- المصدر : التمهيد - خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن - وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ (53) الأحزاب - اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ - مراجع : - الدرر السنية , الموسوعة الحديثة و موسوعة الأخلاق الإسلامية - بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل . الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 13 آب 2013 |
الساعة الآن 10 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية