![]() |
أبكيها حية
أبكيها حية في مستشفى عمومي شاسع المساحة تدوخ بين أروقته رغم اللافتات التنويرية المزروعة في الممرات، و في غرفة بستة أسرة مفصولة عن بعض بجدار زجاجي يحجب النظر بين النزلاء؛ ترقد رفيقة الطفولة. فاجأتها صباح يوم دخولها المستشفى بحضور غير متوقع جحضت له عيناها؛ إذ لم يخطر على بالها طي المسافة في ظرف وجيز بين مدينتي و حيث ترقد لزيارتها. بصوت شاحب نادتني باسمها، اقتربت منها حتى لامس خدي شفتيها، و بنبرة مذبوحة صوبت رصاصة في أعشار قلبي، اهتز لها كياني مزلزلا بهمس متلعثم في شديد اختصار - أغتال ببطء - الأعمار بيد الله قلت؛ و أنا أشد بيدي المرتعشة يدها الذابلة كما جسمها. المرض لا يقتل يا عزيزتي؛ إنه الأجل من يحدد صلاحية تأشيرة البقاء في دار الفناء، و كم من سقيم أطال الله في عمره، وكم من معافى باغته الموت دون استئذان. رمقتني بنظرة تحمل كل ألوان الأوجاع، فأطرت عمق إحساسي؛ لتنقش على جداره عذاب آلامها؛ مختومة بقذائف سيل عينيها؛ مستفزة صمودي الذي لم يخنِّي في أحلك الظروف التي حاكها القدر على ثوب حياتي. و أنا أعلم صدق قولها الذي بصمت عليه مخالب العدو المستوطن خريطة جسمها، و هي الأدرى أنها تطوي ما تبقى من أيام على سكة حياتها. و بسكرة المغشي عليه من الآلام؛ المنسوخة طبق الأصل بكتها كل ذرة مني؛ و أنا أنفخ إلى أن انطفأت شمس ذاك اليوم؛ في إيمانها الذي لم يزعزعه قهر المرض . ودعتها إلى أجل مسمى و أنا أفطم عيني عن ناظريها الغارقة في الحزن حد الثمالة، مستنجدة القادر أن يطيل رفقة عمري التي حملت على مصراعيها ذكريات أكبر من عمرنا و مواقف نبيلة سقت غرس حبنا. |
رد: أبكيها حية
الاستاذة الفاضلة // ليلى مرجان اصعب الامور الموت حينما يدنو من قريب والاصعب عندما نراه في معركة غير متكافئة مع المرض فالاجل قادم والمرض وافتراسه تأشيرة لعبورالموت لنزع تلك الروح فالمحيطون تملأهم مشاعر حزن ذكريات قلق الساعات ظاغطه والانظار تتحين الموت في كل لحظة والقلوب واجفة تنتظر الاسوء ورحمة الله هو الامل الاستاذة الفاضلة // ليلى مرجان رائعة وأكثر تقديري نورة الدوسري |
رد: أبكيها حية
و الأروع مرورك الكريم و تعليقك الواعي أستاذة نورة لك محبتي و تقديري |
رد: أبكيها حية
قصة حوت كثيرا من مشاعر النبل والوفاء وايضا الألم ..
صياغة القصة كانت بأسلوب هادئ ناسب إيقاع الحدث المتمثل في ذاك الحوار الهامس .. أبدعت ليلى وانتظر المزيد من كتاباتك . ودي وورودي . |
رد: أبكيها حية
الزميلة ليلى
نص ثري بعباراته الشجية ، وفكرة الصراع بين الموت والحياة واردة في كل لحظة والمرض ليس نهاية الحياة بل الأجل هو نهاية الحياة استمتعت بقراءة هذا النص سلمت يمينك |
رد: أبكيها حية
نعم عزيزتي فاطمة لكل أجل نهاية و الدنيا كلها إلى زوال فطوبى لمن ثقلت موازينه راقني استمتاعك بنصي و أشكرك على مرورك العطر تحياتي |
رد: أبكيها حية
عندما يضيع الأمل في الشفاء يبلغ الألم منتهاه و أنت تترقب أفول نجم أضاء صحبة امتدت منذ سن الخامسة و لم يخدش صفاءها عائق فإنك تموت في اللحظة ألف مرة قبل أن ينطفئ ضوءه أخي رشيد بصمتك على حروفي شهادة أعتز بها دمت مشجعا |
رد: أبكيها حية
قصة رائعة وأشكرك على نسجها بهذه الدقة تحياتي , وإلى الأمام .
|
رد: أبكيها حية
قصة حوت كل معاني الألم...
فقد الأحبة شعور صعب. دمت مبدعة أستاذة ليلى. |
رد: أبكيها حية
حبيبتي ليلى أبدعت في حبك القصك كما أبدعت في الدخول إلى غور الأعماق وملامسة القلوب لنتخلص من دموع كانت متجمعة في الجفون لتنزل جارفة حارقة فوق الخدود، وانت تعلمين أني أعاني كثيرا وأتألم لألم والدايا الحبيبين ولا أستطيع فعل شيء لهما سوى الدعاء . دمت مبدعة رائعة.
|
الساعة الآن 30 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية