![]() |
تراتيل
تراتيل...
[gdwl]افتتاح {عندما ينفضُ الذبابُ رمادَ السجائرِ فوق أدمغة النجوم...، يصبح البحر قطرةً قابلةً للتبخرْ، وتزغردُ النارُ في غاباتِ الحلمِ النوراني، ويصير الرفضُ المتشامخُ في عيون الكبرياء أجيراً يمسحُ الغبارَ عن أحذيةِ الرمالِ المحشوَّةِ بأثداءِ النفاقْ...! لكنْ...، قد يتفجَّرُ طوفانُ الغضبِ الساحقِ من بينِ الأصابعِ الممسكةِ بالسوط المترنِّمِ فوق الظَّهر، إذا أصرتْ الدروبُ على إنباتِ الجماجم والعروق اليابسة...!}. [/gdwl] [gdwl]مدخل آنَ ارتعاشِ الصخرِ...، ما الحَجَلُ؟![/gdwl] [frame="13 85"] الترتيل الأول عندَ منعَطَفِ المغيبْ، قامتْ شوامخُنا على صدر الرمادْ....! أرأيتِ فجراً في الرمادْ؟! أرأيتِ أحلاماً بلا جذرِ؟! هذي مدائننا، تُبنى على صدرِ البراكينِ...! فتصوَّري!!! الترتيل الثاني لا تَسْأَلِينِي... للقبرِ أُنشدُ...، للتبابْ... للنفيِّ أحصدُ ألوانَ ازدهاري... للوأدِ نجمي، طفرتي، كلُّ انتصاري...! مأساةُ إنسانٍ أنا، في ذروةِ انْتباهِهِ....، انطفأْ... في لحظةِ انطلاقِه...، انكَفَأْ... لا تَسْأَلِينِي... لا تَسْأَلِينِي... الترتيل الثالث في الليلِ ترتاحُ الدروبُ منَ المسيرْ، والصَّوتُ يبْلَعُهُ السكونْ...، وحبيبتي الحسناءْ، تلتَفُّ في شالِ الذهولْ، وتنامُ في حضنِ البكاءْ، ذكرى بهاءْ... مذبوحةٌ ذكراكِ يا عَبَقَ الطفولةِ والشبابْ، يا همسةَ الودِّ القديمْ، يا لونَ أفراحي التي قد بتُّ أنسجُها: دعاءً دافئاً، أسطورةً، في مخدعِ الحلمِ البريءْ، والآنَ أسكبُها غيوماً خائبةْ، في غيهبِ الوجعِ المُراقْ... أُوَّاهُ يا حُلُمَ الجمالْ، لوني حريقٌ وابتهاجي حسرةٌ، مذْ سافرَتْ لحقولِكِ الخضراءْ، سحبُ الجرادْ... الترتيل الرابع النايُّ مصدورٌ، مُدَمَّى.... صوتُه، نغمٌ ذبيحْ... والآهُ من جوفٍ كظيمْ، نارٌ رماديةْ... عقيمةُ الأنوارْ... تنداحُ في ليلٍ ثقيلْ...، ليلٍ كئيبْ... ما فيه نجمٌ أو قمرْ، أو نسمةٌ تلهو بأغصان الشجرْ... ليلٌ تَبَجَّسَ من بئارِ العهرِ غذَّتها غيومٌ من صديد... ليلٌ رهيبْ، وكأنَّهُ وحشٌ خرافيٌّ يُعشِّشُ في القلوبْ... عيناهُ بركانانِ من لهبٍ أثيمْ... شِدْقاهُ ينفتحانِ عن غابةْ... أشجارُها أرماحْ.. ومياهُها سيلٌ من السُّمِّ، يصبُّ في بحرِ الحياةْ... الترتيل الخامس أمشي...، وتمضَغُني الخطى... ظلِّي صليبي، والدربُ أنبوبُ اختبارْ...، والعشقُ نارْ..، والصبرُ شفرةْ، تلهو بأعصابي وتفكيري، وتمسحُ نصلَها مسحَ ارتواءْ... والجوعُ يعوي في عروقٍ يابسةْ، والعينُ فوقَ الترْبِ مسكوبةْ... قد مصَّها الإعياءْ، والخوفُ والألمُ، والحربُ منفرداً أمامَ أذنابِ الطغاةْ... الترتيل السادس يا ليلُ علَّمَنِي جنونُ تفتُّحي أنْ أركبَ الإعصارَ، لا أخشى هياجَهْ.. كي أفتحَ الأورامَ في سدِّ الضَّياعِ نوافذَ شُرَّعاً... منها... أرى الآتي، وأعانقُ الهدفَ... يا ليلُ... أجدلُ من ظلامكَ صبوتي للَّحظةِ الرؤيا... تضوعُ في حَلْقِ التَّصبُّرِ صيحةً مملوءةً فرحاً، تُقَبِّلُ العُمُرَ المُعَتَّقَ بالأسى، وتُضمِّدُ الجرحَ المعفَّرَ بالعذابْ، في جبهةِ الشمسِ...، ليصيرَ للغادي منارةْ.. وتصيرَ شطآنُ انتحارِكَ مطمحاً، للمظلمِ القادمْ، من عالمِ المجهولْ... الترتيل السابع الحلمُ يحيا في رمادِ القهرِ عاصفةً... في جيبه شمسٌ، والحبُّ مستقبلْ... سَيَجِيئُ في صبحٍ... يمشي على رمشِ الكفَنِ العتيقْ... كعابدٍ يمشي على الماءِ... تنمو بكفيهِ الغيومْ، والخصبُ يُورِقُ في لهيبهْ... فتأهَّبي للقائنا...، كي تسأليني عن نشيدي يا حبيبةْ... [/frame] دمشق 2013 |
رد: تراتيل
سبعة تراتيل كسبع سنبلات خضر!!! رائع أنت أخي نوفل..دام ألقك ودام لنا الاستمتاع !!! شكرا لك..
|
رد: تراتيل
أستاذي الغالي الشاعر محمد الصالح الجزائري...
كم أجدني عاجزاً عن شكرك على ما تكتبه عني من كلمات تثير بي الكثير من الثقة بنفسي وشعري، والكثير من الحماس لكتابة قصائد أفضل... هذا فضلاً عن لطفك الذي يتجلى بإعادة إخراج قصائدي على نحو بالغ الدلالة على رفيع ذوقك الجمالي.. فشكراً لك شاعراً مبدعاً.. وشكراً لك أستاذاً ناقداً... واعانني الله على ردِّ جزء من لطيف تعاملك معي.. |
رد: تراتيل
ليس هناك أي سر أخي الفاضل عيسى.. لأنك من الشباب ووصية الراحل الحي (طلعت) عليه رحمة ربي أوصاني بالشباب خيرا..فهذا واجبي..ثانيا لكونك تحمل اسم والدي ـ رحمه الله ـ (عيسى)..ثالثا لكونك شاعرا مطبوعا..سبعة أشهر قضيتها بيننا وتسعة مواضيع مميزة..( شكرا لكل طغاتنا ـ الخروج من القمقم ـ مدن القهر ـ قراءة في كف الوجود ـ هوية سوري ـ علّمني يا حقدي ـ بطاقة معايدة ـ خذ حلقي واصرخ ـ تراتيل ) تابعتك في سبعة منها فأدركتُ أنك قلم واعد..استمر..تفاعل مع ما يكتبه الأعضاء..واستفد من الجميع فكلنا تلاميذ ..كنّا وسنبقى إلى الأبد..شكرا لك مرة أخرى..
|
رد: تراتيل
يعود الحمام إلى برجه من جديد
و تُورِقُ في الحقل أشجار لوزٍ و تين يَطِيرُ الفراش هنا و هناك و يُزْهِر حبّيَ في جَنَبات القصيد أقول سلاما.. على من إذا ما رأتها النجوم تودّ بكلّ اشتهاء، بكلّ حنين معاقرة النور من مُقلتيها و ترغبُ لو أنّها في مدار هواها تحوم سلاما على من إذا ما رآها القمر يودّ بكلّ جنون مقاطعة الأرض.. كي يغتدي في مدار هواها قمر |
رد: تراتيل
والله ما عدت أدري أيهما أكثر إثارة للإعجاب
قدرتك على النفاذ إلى لب قصيدتي، أم غرائبية نقدك لها وجماله! أنا معجب بطريقة نقدك هذه... بوركت أخي علي ودمت شاعراً مبدعاً وناقداً شاعراً.. |
الساعة الآن 50 : 03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية