![]() |
قصيدة للميلاد ورأس السنة
عذراً... يا كلَّ العالم... عذراً...
إن عكَّرْنا بصراخِ مآسينا فرحَك، في ليلة عيد الميلادِ، ورأسِ السَّنةِ، وكلِّ الأعيادِ الأخرى... فعلى رغمِ إرادتنا، صِحنا ألماً... من سوط مزَّق منَّا اللحمَ وأثخنْ.. وعلى رغم إرادتنا، صِحنا رعباً، من سكينٍ أبصرناها غارت، في لحمِ أحبتنا ظلماً... وعلى رغم إرادتنا أيضاً، صِحنا غضباً، من مغتصب راحَ يُمزِّقُ أعراضَ حرائرنا، جهراً... لا من أجل متاعٍ، فعلَ، وشهوةْ، بل إذلالاً لرجولتنا وكرامتنا... فاعذرنا يا ذا العالمُ إنْ، غصباً عنَّا، أزعجناكْ... لم نقصدْ إزعاجكَ يا ذا العالمُ، لا والله.. لا... لم نقصدْ.. لولا أنَّ الموتَ بصمتٍ صعبْ... لولا أن الذلَّ بصمتٍ أصعبْ... لولا أنَّ العجزَ أمامَ الفاتكِ بالأعراضِ جهاراً أصعبُ... أصعبُ... أصعبْ... فلتعْذُرْنا يا ذا العالمُ إن أزعجْنا دَعَتَك، بصراخ دمانا... ولتعذُرْنا إن أزعجْنا هدأَةَ نومكْ، بصياح ذرارينا قبل الذبحْ، وصياح عذارانا تحت الهتكْ، فالألمُ الـ (عانيناه) فاقت شدَّتُه ما نملك من صبر، فصرخنا غصباً عنَّا... والرعبُ الـ (قاسيناه) فاقت رهبتُه ما عشنا من قهرٍ قَبْلَهْ، فصرخنا غصباً عنَّا... والذلُّ الـ (كابدناه) فاقت قسوتُه كلَّ مواجِعَنا والآلامِ الأخرى، فصرخنا غصباً عنَّا... فاعذرنا، يا ذا العالمُ، إن أزعجناكَ صراخاً.. واعذرنا أكثر، إن نبَّهنا، قبل الموتِ، ضميركَ من غفوتهِ... اعذرنا... فنحن العربَ المضطَهَدين ما عدنا نقدر أن نحتمل الذلَّ بصمتٍ ونحن العربَ المغدورين ما عدنا نقدر أن نحتمل الذبحَ بصمتٍ ونحن العربَ المخذولين ما عدنا نقدر أن نحتمل الطغيانَ بصمتٍ ما عدنا نقدر أن نحتمل الغشَّ وصوتَ الكذبِ وسوطَ القهر يُمزِّقُ وجهَ كرامتنا... فلْتَعْذُرْنا... يا ذا العالمُ.. اعذرنا... اعذرْنا... اعذرْنا... أو لا تفعلْ.. ما عادَ يَهُم.. 29/12/2013 |
رد: قصيدة للميلاد ورأس السنة
[align=justify]
عذراً أيها العالم لو أزعجناك بصراخ ذعرنا [/align]عذراً أيها العالم فنحن نعرف أنه لا يهمك أمرنا موجعة .. صادقة.. عميق تقديري لك ولوجعك الإنساني أستاذ نوفل |
رد: قصيدة للميلاد ورأس السنة
قصيدة تصرخ في وجه الظلم والطغاة
لا أدري كيف استطاعت القصيدة أن تصرخ في ظل هذا الوجوم الذي يحيط بنا اليوم لا صوت يعلو فوق صوت الاحتفالات لا أحد يدري أنه في رقعة ما لا صوت يعلو على صوت الموت ! الشاعر العزيز أ. نوفل عيسى بوركت وعاشت الأنفاس |
رد: قصيدة للميلاد ورأس السنة
صرخات لا يسمعها من هو منهمك في الاحتفلات ولا يبالي بما حوله ..
وآخرون قد تهزهم صرخة أقل حدة إذا تعلق الأمر بأشياء تافهة أو أنها تنبعث ممن يهمهم أمرهم .. بوركت أخي نوفل ودمت متألقا . محبتي . |
رد: قصيدة للميلاد ورأس السنة
[frame="10 75"]فنحن العربَ المضطَهَدين ما عدنا نقدر أن نحتمل الذلَّ بصمتٍ ونحن العربَ المغدورين ما عدنا نقدر أن نحتمل الذبحَ بصمتٍ ونحن العربَ المخذولين ما عدنا نقدر أن نحتمل الطغيانَ بصمتٍ ما عدنا نقدر أن نحتمل الغشَّ وصوتَ الكذبِ وسوطَ القهر يُمزِّقُ وجهَ كرامتنا... فلْتَعْذُرْنا... يا ذا العالمُ.. اعذرنا... اعذرْنا... اعذرْنا... أو لا تفعلْ.. ما عادَ يَهُم..[/frame] ...نعم سنحتفل بخيباتنا..فعذرا هذا ما تبقّى لنا..شكرا لك أخي عيسى ..سيحتفظ عام 2013 بكلماتك هذه..وإنّ غدا لناظره قريب...شكرا لك مرّة أخرى.. |
رد: قصيدة للميلاد ورأس السنة
الله ما أروعك يا أخي نوفل وأنت تخلع قناع الفرح المزيف عن هذه الامة التي ضحكت على جهلها الامم تحياتي وتقديري |
رد: قصيدة للميلاد ورأس السنة
أختي العزيزة السيدة هدى...
لطالما اشتهيتُ أن أكتب، قبل نهاية عام 2013، قصيدة تضجُّ بالفرح.. أو قصيدة غزل كالتي كنتُ أكتبها فيما مضى.. لكن هيهات... فما إن بدأت أكتب قصيدتي هذه حتى وجدتُ نفسي محاصراً بكل وجع العالم، وخصوصاً وجع أهلي من المحيط إلى الخليج، الذين يموت بعضهم قتلاً ويموت آخرون منهم جوعاً، ويموتون جميعاً من القهر.. فإذا بكلماتي تخرج صراخاً غصباً عني، فاعذروني... شكراً لمرورك الكريم ولتعليقك المعبر على إيجازه.. |
رد: قصيدة للميلاد ورأس السنة
الأخت ميساء البشيتي...
شكراً للفتتكِ الكريمة ولكلماتك المعبرة.. وصدقاً كنتُ أودُّ، كما كتبتُ في ردي على تعليق السيدة هدى، أن أكتب قصيدة فرح، فلم أستطع غير الصراخ.. كيف يستطيع البعض أن يفرح وآلاف من أهله يعانون، كيف؟! لَكَمْ نحن بحاجة إلى إحساس صادق بالآخرين نغسل به قذارة أنانياتنا.. كي نستطيع تجاوز حاضرنا بكل ما يمور به من قبح وغدر وفظاعات.. |
رد: قصيدة للميلاد ورأس السنة
وبوركتَ أنتَ أيضاً أخي رشيد...
لقد لمستَ بكلماتك القليلة مكمن وجعي، كإنسان أولاً وكعربي ثانياً.. وكمندهش مثلكَ من قدرة بعضنا على الإحساس بالفرح والقدرة على الاحتفال، بينما نغرق جميعاً في خضم من دم بريء! وتملأ سماء حياتنا غيومٌ سوداء قاتمة لا تُبشِّر بمطر وشيك، بل بموت بطيء مُوجِع.. أي قسوة هذه وأي لا مبالاة! |
رد: قصيدة للميلاد ورأس السنة
شكراً لكَ أخي محمد الصالح..
لقد بتُّ أجد في تعليقاتك الكريمة على قصائدي مرآة أتمعَّن على صفحتها الشفافة مثلك، مدى جودة ما أكتب.. أما عن فرحنا بخيباتنا، كما قلتَ، فأظن أن هذا الفرح الغريب بات من غرائب شخصيتنا العربية.. وكم أنا تواقٌ لرؤيتنا معافين من هذا المرض الغرائبي، دون مزيد من الدم والألم والدموع.. أراني مديناً لك بالكثير، ومتمنياً لقاءك، لأنني لمستُ فيك الإنسان، قبل الناقد المبدع، فأحببتك دون أن أراك.. مرة أخرى، شكراً لاهتمامك بي وتشجيعك لي.. |
الساعة الآن 04 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية