منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   شعر التفعيلة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=33)
-   -   يا حبيبي.. إنني ما زلتُ طفلة.. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=26411)

نوفل عيسى 07 / 01 / 2014 04 : 11 AM

يا حبيبي.. إنني ما زلتُ طفلة..
 
قبل القصيدة...
صغيران أحبَّا بعضهما... وصغيران تعاهَدا على الزواج عندما يكبران... لكن وعدهما اعترضته المأساة السورية، فابتعدتْ هي لاجئةً مشرَّدَة، تحت الخيام، في بلد غريب...، وبقيَ هو في بلده حزيناً خائفاً، لا يدري ما اللهُ فاعلٌ به..
وتحت وطأة الحاجة والعوز، اضطرَ أهلُها لتزويجها من ثري عربي هَرِم، جاء من بلد شقيق يبحث عن فتاة تُدفئُ شيخوخته وتمتعه، مقابل مهر بائسٍ دفعه لأبويها لقيماتٍ تُنقذهما وأخوتها من الموت جوعاً، وأغطيةً وملابس تقيهم الموتَ برداً..
لقيماتٌ اصطاد بها ذلك الهرم أهلَها الذين أغرقتهم المأساة في مائها العكر، فلم يملك أبواها سوى الموافقة على بيع طفلتهما الجميلة لإنقاذ نفسيهما وأخوتها من الموت..
وبموافقتهما بدأت مأساتها هي.. مأساتها التي ضمت إلى فقدان الحبيب زواجاً بهرِمٍ أكبر من أبيها سناً...
وفي الأبيات التالية، تروي تلك الطفلة التي بِيعت في أسواق نخاسة المروءة العربية والإسلامية، ما حدث معها ليلة الدخلة..
تروي لحبيبها الذي هجرته غصباً، واضطرت للزواج بغيره رغماً، كيف خاب ظنُّ زوجها الثري والبليد الإحساس عندما تَوَهَّم أنه يستطيع امتلاكها، بما أغدقه عليها ليلة الدخلة من جواهر وذهب، فإذا به لا يستطيع أن يمتلك بجواهره وذهبه، سوى جسدها، أما قلبُها...، فتُطَمْئِنُ حبيبَها الذي بقي في سوريا، مجهولَ المصير.... أن قلبَها مازال، وسيبقى ملكَه وحده إلى أن تموت..
(1)
يا حبيبي...
إنني ما زلتُ طفلةْ...
زَوَّجوني رغم أنفي،
إنما لا زلتُ طفلةْ...
مزَّقوني يا حبيبي،
عندما قالوا: غداً تُضحين زوجة..
ونسَوا ــ وَيْلِي ــ بأني بَعْدُ طفلةْ...
(2)
أَلْبسوني يا حبيبي،
حُلَّةَ العرسِ القشيبةْ،
وَسْطَ ألحانٍ طروبةْ...
رَصَّعوني باللآلي،
زَيَّنوني بالجواهرْ،
أَثقلوني بالأساورْ...
دَلَّلوني،
حاولوا أن يُفرحوني،
جاهدوا، كي يُضحكوني..
إنما خابوا حبيبي،
إذ نَسَوا أن يمنحوني،
ــ مثلما قد كنتَ تفعل، عندما أغضبْ وأزعلْ ــ
قطعةَ السكرْ، وقبلةْ،
فأنا ما زلتُ طفلةْ...
(3)
أدخلوني يا حبيبي
غرفةً بيضاء حلوةْ...
كلُّ ما فيها مُرَفَّهْ..
سجنوني في زواياها لوحدي،
ساعةً... آهٍ... ليُنهيْ
زوجيَ المجهول حفلَهْ..
لم أُفكرْ...
لم أُثرثرْ..
إنما أطرقتُ أبكي،
عندما أصبحتُ وحدي...!!!
(4)
وأتى زوجي لينحرْ،
ما تبقى من شعوري..
فَتَصَوَّرْ...
طفلةَ الأمسِ السعيدةْ،
سوف تُنحَرْ..
(5)
غاب قلبي...
ضاعَ عقلي..
لم أعدْ أشعرْ.. أُفكرْ..
عندما قد مدَّ كفّاً نحو صدري...،
فإذا صدري تحرَّرْ...
مدَّ أخرى،
مدَّها... لا.. لستُ أَجْسُرْ..
صرتُ أبكي..
ظنَّني خجلى..
تَبسَّمْ،
ثم تَمْتَمْ:
لا تخافي!
ثم أكملْ..
ضَمَّنِي.. قَبَّلَني..
واغتالَ طُهرِي..
في دقائق..
كنتُ طفلةْ،
صرتُ زوجةْ..
في دقائقْ..
ضاعَ عمري..
ضاعَ عمري...
(6)
يا حبيبي..
إنْ تلاقينا بيومٍ،
ذاتَ يومٍ..
لا تُعاتبني، وتَذكُرْ
طفلةَ الأمسِ الحبيبةْ..
ثم تهمسْ:
كنتِ حلوةْ..
كنتِ طفلةْ..
ثم تبكي عاتباً، أَنْ صرتُ زوجةْ..
ثم تبكي لائماً: قد صرتِ أكبر..
لا حبيبي..
أبداً.. إيّاكَ تفعلْ..
بل تأكَّدْ
أنني ما زلتُ رغم الزوج طفلة،
تَذْكُرُ الماضي وتبكي!!
أنني ما زلتُ رغم الزوجِ حُبَّكْ!
هل تُصدِّقْني حبيبي؟!
دمشق 2014...

ميساء البشيتي 07 / 01 / 2014 37 : 07 PM

رد: يا حبيبي.. إنني ما زلتُ طفلة..
 
ماذ أقول ؟
ليته كان محض خيال ؟
المصيبة أنه لو افترضنا أن أوطاننا تعرضت لإغتيال ما
المفروض أن ما لم يتم اغتياله ينجو ..
لكن كيف ينجو ؟
لماذا دائماً تحاصرنا الذئاب والضباع ؟
هذه الأمور التي تهز البدن أكثر من اغتيال وطن بأكمله
البشاعة حين تصبح سيدة الموقف وتغتال الطهر والبراءة والطفولة
إذا لا داع لأن نسجل في هيئات الأمم الدولية أننا دول طالما ما زلنا
وحوش في ثياب آدميين ..
ماذا نفعل لهذا العالم الذي لا يريد أن يفهم أن يحل عن الطفولة
أن يرفع عنها يده ..
أن لا دخل للطفولة بأطماع الذئاب ..
متى يفهم هذا العالم أن هناك شيئاً غير الشهوات ؟
على كل حال قد نكون بحاجة لمحرقة وإلا فسيبقى الهم رفيقنا
لو صعدنا إلى سطح القمر ..
أعتذر عن ردة فعلي الغاضبة فهذا أكثر ما يستفزني في بني البشر
شكرا أخي العزيز نوفل فأنت قلم نادر وجدا ..
ودمت

نوفل عيسى 12 / 01 / 2014 48 : 09 AM

رد: يا حبيبي.. إنني ما زلتُ طفلة..
 
شكراً لمرورك سيدة ميساء..
ولا عليك مما اعترى ردك من غضب،
فهذا الغضب نفسه هو ما حرَّكني لكتابة هذه القصيدة،
حين وصلتني قصة تلك الفتاة المسكينة..
إنه الشعور الطبيعي الذي لابد أن يعتري الإنسان،
حين يرى الظلم يحيق بأخيه الإنسان، من أقرب الناس إليه،
بل بمن يُفترَض أن يمدَّ له يد المساعدة لإنقاذه من الظلم الذي لحقه،
لا أن يفترسه..
لك كل مودتي وتقديري..

رشيد الميموني 12 / 01 / 2014 46 : 08 PM

رد: يا حبيبي.. إنني ما زلتُ طفلة..
 
المبدع نوفل ..
جاءت قصيدتك معبرة عن الماساة أكثر من مقدمتها ..
لا يملك المرء هنا إلا أن يغضب حقا وهو يرى كيف تهدر الكرامة العربية وتباع في سوق النخاسة ..
دمت متالقا ولك كل المودة والتقدير .

نوفل عيسى 12 / 01 / 2014 32 : 10 PM

رد: يا حبيبي.. إنني ما زلتُ طفلة..
 
أخي الكريم... الأستاذ رشيد...
شكراً لكلماتك الصادقة التي أفرحني صدقها..
فأنا، وبعد أن نشرتُ القصيدة في المنتدى،
أحسستُ بأن مقدمتها النثرية قد أَثْقَلَتْهَا،
لكن ما جرى كان قد جرى..
وأصدقُك القول أخي الكريم،
أن طولها، ربما يعود لأنني كنتُ، حين كتبتُها، في غاية الانفعال،
وكذلك حين كتبتُ القصيدة قبلها، متأثراً بقصة بطلتها المسكينة..
ولم يهدأ انفعالي حتى بعد أن دفعتُ الاثنتين للنشر..
فكان ما كان..
هي سقطةٌ...
أعترفُ وأعتذر..
شكراً مرة أخرى لاهتمامك، ودمت أخاً صادقاً وناقداً صادقاً..
مع مودتي واحترامي..

ماري الياس الخوري 13 / 01 / 2014 40 : 01 AM

رد: يا حبيبي.. إنني ما زلتُ طفلة..
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=justify]يا ريت المشكلة تتوقف حيث انتهت بها هذه القصيدة مع الزوج الذئب
المشكلة أنه تزوجها دون تسجيل الزواج رسمياً وتمتع بها أياماً لا تتعدى الشهر ثم اختفى وطلقها غيابياً ورماها إلى المصير المخيف
هذا ما يتكرر كل يوم ، فالرجل العجوز لا يريد سوى متعة أيام معدودات!
فهل أكملت قصيدتك بأخرى توثق لنا بها أين حملت الأيام السوداء هذه الطفلة؟

احترامي لك [/align]
[/cell][/table1][/align]

نوره الدوسري 13 / 01 / 2014 48 : 05 AM

رد: يا حبيبي.. إنني ما زلتُ طفلة..
 
الاستاذ الفاضل //نوفل عيسى

اوطان تغتال بأكملها وتنتهك على مرأى ومسمع

صور ومواقف تتالى والكل طامع ومتمصلح

فهذه الطفلة صورة حية و واضحة تتكرر

فالحاجة والفقر سكين تسلط على رقاب هؤلاء اللاجئين

وهذا العجوز طامع بالشباب والمتعة

ووالد هذه الفتاة يطمح في حياة افضل واكرم وان كانت التضحية

بهذه الفتاة
والفتاة رغم ماحدث الا ان الامل مازال يزهو في عينيها
ياحبيبي إنني مازلت طفلة

الاستاذ الفاضل //

مدخل نثري اضاء لنا النص

مقطوعات متسلسلة تنساب بجمال وعذوبة

ببساطة وعمق وبصور بالغة الاثر في خيالنا وفكرنا

ناهيك عن هذا القلم المبهر الذي يكتب الابداعا شعراً

رائع

تقديري

نورة الدوسري

فاطمة البشر 16 / 01 / 2014 07 : 01 AM

رد: يا حبيبي.. إنني ما زلتُ طفلة..
 

لا نخوة ، لا رجولة ، ولا حتى أدنى إنسانية بهم ...
وكل تحت غطاء العيش يُرمى ، وطفلة كهذه تقتل ببطء...
وصفت هذه المأساة بدقة حرقت قلبي ،
آمل أن يوضع لهذه الأفعال حداً ....
دمت وداك قلمك أ. نوفل عيسى
ودي ووردي

نوفل عيسى 16 / 01 / 2014 19 : 08 AM

رد: يا حبيبي.. إنني ما زلتُ طفلة..
 
الأخت ماري العزيزة...
شكراً لمرورك اللطيف،
كما أشكر لك هذه التفاصيل التي أضَفتِها إلى قصيدتي،
فقد أعطت للقصة التي حكيتُها فيها أبعاداً أوضح،
وأعطتني إشارة بأن قصيدتي وصلت إلى قارئتها على أفضل نحو...
أما بالنسبة لإكمال قصة تلك الطفلة المسكينة بقصيدة أخرى،
فأرجو أن يلهمني الله القدرة على ذلك،
وأعدُك بالمحاولة قريباً...
أسعدني تعليقُك وتفاعلُك..
دمتِ بخير..

نوفل عيسى 16 / 01 / 2014 30 : 08 AM

رد: يا حبيبي.. إنني ما زلتُ طفلة..
 
الأخت العزيزة نورة الدوسري...
تحياتي لكِ وتقديري العميق لرأيك بقصيدتي..
وقد سرني تفاعلُك الرائع مع مضمونها،
كما أخبرَتْني بذلك كلماتُ تعليقِك عليها...
أختي الغالية...
إن كل ما حكيتُه في هذه القصيدة،
لا يُمثِّل أكثر من لقطة واحدة من ملايين اللقطات التي يُشكِّل مجموعها بعضَ مأساتنا الراهنة،
نحن السوريين،
ولو أُتيح لكل هذه اللقطات أن تتحول شعراً،
لشكَّل مجموعها أكبر ديوان شعر في تاريخ العالم،
ولأبكى مضمونه الحجر..
شكراً مرة أخرى لمرورك وتعليقك..
مودتي واحترامي


الساعة الآن 31 : 05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية