منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الخِلافةُ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=26481)

عصام كمال 17 / 01 / 2014 43 : 02 AM

الخِلافةُ
 


الخِلافةُ
يَا مُنَى الأَكوَانِ الَّذِي هَلَّ بِشْرًا =( مُصْطَفَى ) ياَ سَعْدَ الوَرَى وَ هُدَاهَا
حِينَ أشرَقْتَ مِنْ سَنَى وَ سَناءٍ =عَادَ للأدوَاحِ الصِّبَا ، وَ شَذَاهَا
ضَاءَ بَيتُ ( المَولَى ) ضِيَاءً وَهِيِجًا =وَ سَرَى النُّورُ في الدُّنَا وَ كَسَاهَا
حِينَهَا اهتزَّ الكَونُ ، وَ ارْتَدَّ كُفْرٌ =غَرَّدَ الطَّيرُ في السَّمَا وَ زَهَاهَا
قِيْلَ : يَا مَاءُ اسْتَنهِضِ الخَيرَ يَجرِي =وَ ارْوِ بِالحُبِّ الأَرْضَ حَتَّى جُذَاهَا
يَا (حَبِيبَ العَرشِ) الَّذِي شَادَ دِينًا =بِكَ تَسمُو الأَروَاحُ ، يَسرِي سَنَاهَا
أَنتَ كَالبَدرِ فِي تَمَامِ هِلَالٍ =وَ تُبَاهِي بِكَ النُّجوُمُ سَمَاهَا
رَافَقتْكَ النُّفُوسُ شَوقًا لَغَوثٍ =بَعدَما قَارَبَ الوَهَى مُنتهَاهَا
بَعدمَا هَالَها المَخِيفُ دُهُورًا =حُجِبَ النُّورُ ، وَ الهُدَى عَنْ ضُحَاهَا
عَادَتِ الأُمنيَاتُ تَزهي وَجُودًا =وَ الرِّضَا يُحيِي النَّفْسَ بَعْدَ جَفَاهَا
عَظُمَتْ نَفسُكَ الجَليَّةُ عَدلًا =وَ سَرَى في الأَكوانِ وِدٌّ غَشَاهَا
دَعوةٌ قَامَتْ وَالفَلا قَد أجَابَتْ =أَنشَدَتْ : قُمْ يَا فَجْرُ ، وَ احْمِلْ لِوَاهَا
وَ ارْسِلِ النُّورَ للوُجودِ فَيسرِي =في قُلُوبِ الأَنَامِ يَمحُو قَسَاهَا
قَد رَأَى المُشرِكُونَ هَدْيًا وَضِيئَا =وَ رَأُوا مِنْ شَفِيفِ رُوحٍ سَنَاهَا
وَ مَشَتْ فِي خُطَاكَ آمَالُ قَومٍ =تَرتَجِي طُهْرَ النُّورِ ، تَرنُو هُدَاهَا
سَجَدَتْ لِلرَّحمَنِ- حَمْدًا- جِبَاهٌ =أسَّسَتْ فِي دَارِ الهُدَى مُلتَقَاهَا
وَ إذَا البَيتُ طَهَّرتهُ نُفُوسٌ =وَإذَا الأَرضُ سبَّحَتْ مَنْ دَحَاهَا
وَ إذا بالجَفَاءِ يَغدُو وِدَادً =وَ إذَا بِالأَشْجَارِ يَزْهِي نَمَاهَا
وَ إِذَا أنَّاتُ الأَيَامَي سُكُونٌ =وَ إذَا بِالأقدَارِ يَسرِي صَفَاهَا
سبَّحَ المُلْكُ ، وَالمُلُوكُ تَوَارُوا =خَرَّتِ الأُسْدُ خَشْيَةً ، وَ لَبَاهَا
أُمَّةُ الحَقِّ تَنْتَشِي بِصَلاةٍ =وَ لِقَاءُ الأَذَانُ يَمحُو دُجَاهَا
بِأَبِي أَنتَ -يَا ( رَسُولاً ) - وَ أُمِّي = فَحَيَاةٌ أَنقَذتَهَا مِنْ رَدَاهَا
وَ اسْتَظلَّ النَّاسُ الهُدَى وَ إخَاءً =وَ بَكَا المَرءُ مِنْ ذُنُوبٍ أَتَاهَا
سُنَّةٌ بِالأخيَارِ تَجِري رَوَاءً =وَ الدُّنا (بِالفُرقَانِ) تَجنِي هُدَاهَا
عَزَفَ الأَطهَارُ الدُّعَاءَ علَى نَبْ =ضِ ُقلُوبٍ - وَ الذِّكرُ لَحْنٌ زَهَاهَا
أَنتَ فِينَا فَلَا نَهَابُ مُصَابًا =أَو دُرُوبًا تَأسُو الوَرَى مِنْ غَفَاهَا
أَنتَ مَنْ شَادَ فِي البَّريةِ نَهْحًا= سُنَّةً تغدُو لِلْبَرَايَا نَجَاهَا
أَنتَ نُورُ الإسَلامِ يَسري وَهَاجًا =مِثْلَ شَمْسِ الدُّنا اسْتَبَاحَتْ مَدَاهَا
حِينَ سِلْمٍ- يُغرِّدُ الِودُّ فِينَا =فِي الوَغَى، وَعْدُ الأَمنِ يَغشَى رَحَاهَا
كُلُّ مَنْ جَاءَ بَابَكَ العَدلَ يَلقَى =بَهْجَةَ الرُّوحِ وَ النَّقَاءُ سُقَاهَا
(رَوضَةٌ) زَانَهَا التُّقَى وَ صَلاةٌ =نُورُهَا مِنْ (عَرشِ) السَّمَاءِ بَهَاهَا
مِنْ جَلَالِ الأَخلَاقِ ، وَ الحُسْنِ فيها =قُدْوَةٌ فِي الأَفعَالِ يَسْرِي سَنَاهَا
أَدَبُ العَارِفِينَ يَمحُو ظَلامًا =ظُلمَةُ الجَاهِلينَ تَلْقَى رَثَاهَا
قَد سَلَكْتَ الطَّريقَ رَغمَ أَذَاةٍ= لِلْهُدَى وَ الآمَالِ ، تَدعُو الإِلَهَا
وَ مَلَكْتَ الأَنَامَ وَ الكَونَ- طَوعًا =لَا بِأسيَافِ الحَربِ ، أَو بقَنَاهَا
يَتَوَالى الفُرسَانُ صَوبَ ثُغُورٍ =وَ سَرَايَا الإِيمَانِ يَعلُو لِواهَا
بَينَ كَرٍّ لمْ يَعرِفِ الفَرَّ حِينًا =وَ أنَاشِيدُ النَّصرِ يَعْلُو صَدَاهَا
مِثلَ مَوجِ البِحَارِ يَدفعُ لُجًّا =صَوبَ مَرسَى الأمَانِ يصْبُو لُقَاهَا
يَا (بَشِيرًا) : نَفْسٌ بِبَابِكَ حَيْرَى =يَستَغيثُ المَرءُ النَّجَا مِنْ غَوَاُهَا
لَو مَشَينَا علَى خُطَاكَ لَسِرنَا =لِعَلَاءٍ ، والرُّوحُ تَلْقَى مُنَاهَا
تَعِبَ البَدرُ مِنْ رَجَاءٍ وَ أمسى =فِي اللَّيَالِي يَنْعِي السَّمَا ، وَ دُجَاهَا
وَ الْوَرَى فِي زَيْفٍ ، وَ أَوهَامِ فِكْرٍ =يَعبَثُ الشَّرُ فِي الدُّنا ، فَدَمَاهَا
أُمَّةٌ تَجثُو – وَ الأَسَى يَعتَرِيهَا- =لَمْ تَزَلْ تَشكُو ، فِتْنَةً وَ شَقَاهَا
وَهَنَتْ وَ الأَهوَالُ بَينَ رُبَاهَا =جَلَسَتْ وَ الخَرِيفُ طَوْعًا أتَاهَا
تَدفَعُ الشَّرَ بِالتَّمنِّي وَ تَبكِي =سَطوْةَ البَأسِ وَ الوَهَى قَد غَزَاهَا
رَفَعَتْ أَعلَامَ الشِّقَاقِ ، وَ ترجُو =رَحمْةَ اللهِ والجَفَا قَد رمَاهَا
وَ قَلِيلُونَ قَد أَضَاؤا شُمُوعًا =وَكَثِيِرُونَ عِنْدَ لَيْلٍ دَجَاهَا
تَذْكُرُ العَهدَ ، وَ الخِلافَةُ تجِني = - فِي دِيَارِ الإِسلَامِ- زَهْرَ صِبَاهَا
هَلْ تَناسَى التَّاريخُ أمجادَ عُرْبٍ =أَنَّنَا كُنَّا في البَرايَا سَنَاهَا
بَدرُ أَمْسٍ طَافَ البِحَارَ نَدِيمًا =وَ زَهَا الأَرضَ بِالوَفَا – وَ بهَاهَا
إنَّمَا اليَومَ أََحْجَمَ الَمجدُ عَنَّا =وَ انزَوَى فُرسَانُ الوَغَى وحُمَاهَا
أَينَ مَاضِيكِ - أُمَّتي - هَلْ تَلاشَى ؟! =مِنْ لَهيبِ الأَرزَاءِ يشكُو لَظَاهَا
أَينَ إِشرَاقُكِ الَّذي دَامَ زَهوًا =أَينَ أَعلَامُكِ الَّتي في عُلَاهَا
أَيُّهَا البَدرُ يَا نَدِيمَ الَخوَالي =يَا حَلِيفَ السَّمَاءِ رَغمَ دُجَاهَا
قُمْ إلَى الأَمسِ ، حَدِّثِ الكَونَ عنَّا =لَا تخَفْ مِنْ أَهوَالنَا ، وَ لَظَاهَا
وَ احْكِ لِلأبنَاءِ الشُّمُوخَ وَ نَصرًا =بِجِهَادٍ ، وَ شِرعَةٍ ، وَ هُدَاهَا
وَ احْكِ تَارِيخَ العُربِ حِينَ تَرَاءَى =دَوحَةً فَاحَ زَهْرُهَا بِشَذَاهَا
كَانَ عَصرًا بِالأُسْدِ يَأبَى انْهِزَامًا =جَاءَ عَصرٌ أَشقَى المُنَى وَنَهَاهَا
دَولَةُ الأَمسِ فِي ضَمِيرٍ ، وَ رُوحٍ =عِظَةٌ لِلأجيَالِ تَخطُو خُطَاهَا
أمَّتِي يَا عِزَّ الجِدُودِ ، وَ مَجْدٍ =أُمَّتِي يَا شَذَا الدُّنَا وَ صِبَاهَا
أُمَّةٌ عَذْرَاءُ ازْدَهتْ بِإبَاءٍ =مَا تَهَاوَتْ ، وَلَا الغَوَاءُ رَمَاهَا
خفَقَتْ فِي القُلُوبِ ذِكرَى صِبَاهَا =زَلزَلَتْ في الأَعمَاقِ نَجوَى هَوَاهَا
وَ نجُومٌ فِي الكَونِ تَزهِي ضِياءً =وَ ثِمَارٌ فِي الأَرضِ تَعلُو رُبَاهَا
وَنِسَاءٌ كُسِيِنَ عِزًّا ، وَ دِينًا =وَ رَفَعْنَ الأَذكَارَ ، تَدعُو الإِلَهَا
سُلَّ سَيفُ الحُقُوقِ فَوقَ مُلُوكٍ =وَ ارْتَضَى الكَونُ شِرعةً وَ سَنَاهَا
فَلِمَنْ يَصحُو عَزمُنَا لَو غَفَا فِيـْ =نَا صُمُودٌ ، وَ عِزةٌ وجُذَاهَا
مَجْدُنَا كَالهِلَالِ يَبْقَى تَلِيْدًا =رَاسِخًا فِي عُمْقِ الدُّنَا وَ مَدَاهَا
وَ المُنَى فِي الحُرُوبِ تَصبُو المَنَايَا = كَي تَنَالَ الْجِنَانَ بَينَ رَحَاهَا
أَيكَةُ العُرْبِ فِي عُيُونِ الخَوَالِي =مِثلَمَا الأَغصَانُ ازدَهَتْ بِنَمَاهَا
وَ كَحَادِيْ ( الْأَظْعَانِ ) بَينَ ظِلَالٍ =وَ نَسِيمُ الأَزهَارِ يَجنِي شَذَاهَا
كَاليَوَاقِيتَ فِي ضِرَامٍ وَ بأَسٍ =مَا خَشَتْ نَارًا أَو خَبَتْ مِنْ لَظَاهَا
وَ بَلَغْنَا فِي الكَونِ شَأوًا عَظِيمًا =قَد غَدَا فِي الحَيَاةِ مِثْلَ حَيَاهَا
كَسَنَا الشَّمسِ تُرسِلُ النُّورَ هَديًا =وَ تُبَاهِي الأَقمَارَ عِندَ سَمَاهَا
خُلَفَاءُ الرَّسُولِ فِينَا ضِيَاءٌ = أَيقَظُوا أرْجَاءَ الدُّنَا مِنْ غَفَاهَا
حَينَ خَاضُوا العَوَانَ مِنْ أَجْلِ دِينٍ =رَفَعُوا أَعلَامَ الهُدَى لِعُلَاهَا
أيُهَا الغَافِي عَنْ رَبِيعِ الخَوالِي = سَلْ دُرُوبَ الأجْدَادِ بَينَ رُبَاهَا
وَ اسْأَلِ (الرُّومَ) ، وَ اسْألِ (الفُرسَ) عَنَّا =عَنْ فُتُوحٍ وَ النَّصرُ فَيهَا زَهَاهَا
وَ اسْأَلِ الأَرضَ وَ السَّمَاءَ ، وَ بَدْرًا =وَ لُقَى القَيْظِ بِالفَلَا وَ مَدَاهَا
وَ اسْألِ (الشَّامَ) ، وَ( العِرَاقَ) ، وَ ( مِصْرًا) =وَ اسْألِ (الصِّينَ) وَ الجُوَارَ تَلَاهَا
أُمَّةٌ بَاعَتْ فِي الحُرُوبِ المَنَايَا =تَشتَرِي بِالأروَاحِ فَجرًا دَعَاهَا
إنَّهُ المُلْكُ دَامَ فِينَا دُهُورًا =إِنَّ مُلكَ العُرْبِ ازْدَهَى بِهُدَاهَا
قَد خَبَا وَ النُّفُوسُ حَسْرَى تَهَاوَتْ =وَ الهُدَى هَامَتْ ، وَ الفُتُورُ رَعَاهَا
وَ رَمَى الدَّهرُ ما رَمَى مِنْ رَزَايَا =وَ ارْتَضَينَا بِشِقوَةٍ وَ رَدَاهَا
لَا تَلُومَنَّ عُصبَةً أَو زَمَانًا =إِنَّمَا لُومُوا النَّفسَ تَرنُو هَوَاهَا
أُمَّةٌ شَادَتْ فِي العُصُورِ رِجَالاً =كَيفَ تَهْوِي والوَيلُ غَصْبًا أَتَاهَا
لَمْ تَنَمْ مِنْ أَحزَانِهَا حِينَ هَامَتْ =وَ اكْفَهَرَّتْ بِاليَأسِ حَتَّى غَزَاهَا
ثُمَّ تَسْتَصرِخُ العُلَا بِسَرابٍ =ثُمَّ تَسْتَوهِبُ العَفَا مِنْ عِدَاهَا
وَ إِلى مِا نَصبُو ، وَ نَفْسٌ بِبأَسٍ =وَ الرَّدَى جَابَ وِحْدَةً وَ فنَاهَا
شَيَّعتْ في صَدرِ النَّهَارِ إبَاءً =نَخْلُهَا مِنْ أشْجَانِهَا قد رَثَاهَا
ضَاقَ وَجْهُ الأَرضِ ، اشْتَكَى مِنْ بُغَاةٍ =وَ الفَلَا نَجوَى غَيْمةٍ وَ سُقَاهَا
هَتَكَوا الدَّوحَ ثمَّ أَدمَوا زَهُورًا =وَ اعْتَلُوا أَغصَانَ المُنَى وَ رُبَاهَا
هَلْ شَجَانا أنَّ البَلاءَ عَظِيمٌ ؟ =وَ سَعِدنَا مِنْ صَرخَةٍ وَ صَدَاهَا ؟
هَلْ أَضَعنَا الوُعُودَ بَينَ التَّمنِّي ؟ =غَيرُنا قَد أسرَى بهَا وَرَعَاهَا
هَلْ حَسِبنَا أَمجَادَنَا ظِلَّ رَسْمٍ =فَتَرَكْنَا الأَمجَادَ تَلقَى فنَاهَا
هَلْ شَكَا الحُبُّ لِلزَّمَانِ البَرايَا =وَ شَكَا الْمَوتُ لِلقُبورِ ثَرَاهَا
وَيحَنَا كَيفَ اهْتزَّ عَرْشُ الخَوَالي =غَابَ عنَّا فِي لَيلَةٍ وَ ضُحَاهَا
فَقِفِي يَا أُخْتَ الإِباءِ حِدَادًا =إنَّ شَمسَ عُرْبٍ هَوَتْ مِنْ سَمَاهَا
بَينَ أَهوَالِ اليَومِ تَرنُو نَهَارًا =تَرتَجِي البَدرَ أنْ يُعِيدَ سَنَاهَا
ما سَرَى فينَا غَيرُ أَحْزَانِ قَوْمٍ =لا نَرَى فِي الآفاق إلاَّ سِوَاهَا
أُمَّةٌ صَارَتْ بالنَّوَادِبَ تَحيَا =أُمَّةٌ أشْقَاهَا الوَهَى ، وَ دَمَاهَا
هَبْكِ أدْمَيتِ بِالبُكَاءِ عُيُونًا =هَلْ تَعُودُ الأَمجَادُ عِندَ عُلَاهَا ؟
هَبْكِ أََسْقَيْتِ الأَرضَ حُبًّا ، وَحبًّا =هَلْ يثُورُ الفُرسَانُ صَوبَ حِمَاهَا ؟
كَيفَ نَبنِي خِلافةً لَو تَلاشَى =عَزمُنَا فِي دَربِ الغَوَى – وَ دَهَاهَا
أَرسَلَ (الغَربُ) زَادَ لَهْوٍ ، وَ لَغْوٍ =فَانْتَشَينَا وَ النَّفسُ لَاقَتْ شَقَاهَا
مِثلَ طِفلٍ والنَّارُ حَولَ دُمَاهُ= فَارْتَمَى فِي النِّيرَانِ حَتَّى جُذَاهَا
أَوقَدَ الوَهمُ فِتنَةً فِي نُفُوسٍ =وَ ارْتَضَينَا نَجنِى الوَهَى مِنْ لَظَاهَا
ثُمَّ قَالُوا : جَاءَ الرَّبِيعُ إِلَينَا =وَ الزُّهُورُ اليَومَ الْتَقَتْ بشَذَاهَا
كَانَ حُلْمًا وَ مُنيَةً لِشُعُوبٍ =إِنَّمَا سَيفُ الغَدرِ أَجرَى دِمَاهَا
كُلُّ أَمرٍ نَصبُو لَهُ بِرَجَاءٍ =خَلفَ طُعْمِ الأَعدَاءِ نَفْتَحُ فَاهَا
وَ خَرِيفٌ أَتَى الشُّعوُبَ وَ خَارَتْ =كَسُكَارَى تَأَسُو َعلَى منُتَهَاهَا
وَ رَبيعٌ (لِلغَربِ) جَاءً وَفَاءً =وَ دِمَاءً (لِلعُربِ) يَروِي ثَرَاهَا
فَأَفِقْ يَا (ابْنَ العُربِ) وَ اصْحُ بِعَزْمٍ =وَ ارمِ لِلأَعدَاءِ الغَوَى وَ دُمَاهَا
نَحْنُ شَعبٌ وَ أمُّةٌ ، وَ إباءٌ =وَ دِيارٌ بِالأُسْدِ تَصْبُو حمِاهَا
فَلْتَقُومِي إِلِى الوُجُودِ بِعَزمٍ =وَ استَرِدِي شَمسَ الوَفَا وَ ضُحَاهَا
رُبَّ يَومٍ تَأتِي اللَّيَالي (بِبَدرٍ) =وَ نجومٍ تُحيِي السَّمَا وَ سَنَاهَا
يَا لُقَى الشَّرِ لَا يغرَّنَّكَ الصَّمْ =تُ – فَصَمتُ اللُّيُوثِ يَدعُو لَبَاهَا
إِنَّ يَومًا بِالنَّصرِ حَتمًا سَيَأتِي = وَ المَنَايَا تَرنُو الوَغَى وَ رَحَاهَا
مِثْلَ طَيْرٍ شَادٍ بِلُقْيَا رَبِيعٍ =يَزدَهِي أَعلَامَ الحِمَى فِي عُلَاهَا
يَلتَقِي (قُدسَنَا) وَ (زيتُونَ) أَرضٍ =يَستَعيِدُ الآمَالَ يَسمُو لُقَاهَا
وَ نَشِيدُ الأَحرَارِ يَعلُو سَمَاءً= وَ نِسَاءٌ كَالأُسْدِ تَحمِي رُبَاهَا
فَاكْسَرِ القَيدَ يَا فتًى –وَ ابْنِ مَجْدًا=فَالمُنَى تَأتِي بِالعُلَا- مَنْ أَتَاهَا
أَدْركِ الصُّبحَ فَالشُّمُوسُ ضِيَاءٌ =وَ عُيُونٌ بِالحُبِّ تَرنُو سَنَاهَا
أَحَرَامٌ إذَا الَّربيِعُ أتَانَا؟ =أَحَرَامٌ عَلَى الزُّهُورِ شَذَاهَا؟



شعر : عصام كمال

محمد الصالح الجزائري 17 / 01 / 2014 10 : 03 AM

رد: الخِلافةُ
 
123 بيتا !! مسافة إبداع بطول نفس وصدق عاطفة..لله درّك من شاعر..استوقفتني طويلا هذه الأبيات:
لَو مَشَينَا علَى خُطَاكَ لَسِرنَا =لِعَلَاءٍ ، والرُّوحُ تَلْقَى مُنَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهَا
أُمَّةٌ تَجثُو – وَ الأَسَى يَعتَرِيهَا- =لَمْ تَزَلْ تَشكُو ، فِتْنَةً وَ شَــــــقَاهَا
وَهَنَتْ وَ الأَهوَالُ بَينَ رُبَاهَا =جَلَسَتْ وَ الخَرِيفُ طَوْعًا أتَــــــــــــــــــاهَا
تَدفَعُ الشَّرَ بِالتَّمنِّي وَ تَبكِي =سَطوْةَ البَأسِ وَ الوَهَى قَد غَــــــــــــــزَاهَا
رَفَعَتْ أَعلَامَ الشِّقَاقِ ، وَ ترجُو =رَحمْةَ اللهِ والجَفَا قَد رمَــــــــــــــــــــاهَا

شكرا جزيلا لك أخي الشاعر الجميل مراد..مودتي وتقديري..

عصام كمال 18 / 01 / 2014 29 : 06 PM

رد: الخِلافةُ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 188590)
123 بيتا !! مسافة إبداع بطول نفس وصدق عاطفة..لله درّك من شاعر..استوقفتني طويلا هذه الأبيات:
لَو مَشَينَا علَى خُطَاكَ لَسِرنَا =لِعَلَاءٍ ، والرُّوحُ تَلْقَى مُنَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهَا
أُمَّةٌ تَجثُو – وَ الأَسَى يَعتَرِيهَا- =لَمْ تَزَلْ تَشكُو ، فِتْنَةً وَ شَــــــقَاهَا
وَهَنَتْ وَ الأَهوَالُ بَينَ رُبَاهَا =جَلَسَتْ وَ الخَرِيفُ طَوْعًا أتَــــــــــــــــــاهَا
تَدفَعُ الشَّرَ بِالتَّمنِّي وَ تَبكِي =سَطوْةَ البَأسِ وَ الوَهَى قَد غَــــــــــــــزَاهَا
رَفَعَتْ أَعلَامَ الشِّقَاقِ ، وَ ترجُو =رَحمْةَ اللهِ والجَفَا قَد رمَــــــــــــــــــــاهَا

شكرا جزيلا لك أخي الشاعر الجميل مراد..مودتي وتقديري..


أخي وشاعرنا النبيل \\ محمد الصالح
من دواعي سروري وامتناني حضورك السامي
وكلماتك الوارفة
ورؤيتك الفاضلة التي ازدانت بها قصيدتي
اشكرك من الألف إلى الياء
وبارك الله بك
ونصر الأمة
دام البنان والبيان


تحيتي وتقديري


الساعة الآن 46 : 06 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية