منتديات نور الأدب - سَلِيلُ النُّبوَّةِ

سَلِيلُ النُّبوَّةِ
خَطَايَا الوَرَى مِثْلُ سَيْلِ العَرِمْ = جَرَتْ مِنْ جُحُودٍ ، وَ هَدْمِ القِيَمْ
تَكَادُ البُحُورُ تَصِيرُ فَلَاةً= وَ عَيْشُ البَرَايَا بِدَربٍ عَدَمْ
كَأَنَّ السَّمَا ، والنُّجُومُ زَوَالٌ = وَ رُوْحٌ تَئِنُّ الْوَهَى مِنْ أَلَمْ
وَ قَومٌ يقُولُون َبِابْنِ الإِلَهِ = وَ جَمْعٌ يُصَلِّي الضُّحَى لِصَنَمْ
وَ قَوْمٌ يَحِجِّونَ زُلفَى لِقَبرٍ = وَ وَأدُ البَنَاتِ كَفَتْحِ البُهَمْ
وَ جَهْلٌ ، وَ فِسْقٌ ، وَ خَمْرٌ ، وَ غَدْرٌ = وَ فَرٌّ ، وَ كَرٌّ ، بِدَربٍ وَخَمْ
عَذَابَاتُ تَغْشى نُفُوسًا تَلاَحَتْ = وَ أجَّتْ لَهِيبَ الرَّزَايَا بِهِمْ
وَ تَمضِي حَيَاةُ الوَرَى فِي رَجَاءٍ = وَ أَنَّى خَلَاصُ الدُّنَا مِنْ هَدَمْ
وَ مَا مِنْ مُغِيثٍ لَهَا أَو مُعِينٍ = وَ مَا مِنْ شُمُوعٍ بِلَيلٍ عَتَمْ
وَ طَالَ انْتِظَارٌ لأَمْنٍ ، وَ سِلْمٍ = وَ نَهْجُ الأَنَامِ كَسُوقِ الغَنمْ
ليَالِي الدُّجَى فِي سَحِيقٍ رَمَاهَا = وَهِيجٌ أَضَاءَ بَهِيْمِ الظُّلَمْ
أَنَارَ الدُّنَا مَولِدُ ( المُصْطَفَى ) خِيـْ = رَةُ اللهِ مِنْ أَنْبِيَاءِ الأُمَمْ
وَ سِيمَاهُ جَاءَتْ بِكُلِّ ( كِتَابٍ ) = وَ مَا مِنْ شَبِيهٍ لَهُ فِي العَمَمْ
بَشِيرُ البَرَايَا ، رَسُولُ السَّلَامِ = سَلُيلُ النُّبُوةِ ، عَذْبُ الكَلَمْ
حَبِيبُ الإِلَهِ ، شَفِيعُ الأَنَامِ = وَ إِسْمٌ (بلَوحِ) السَّمَا من قِدَمْ
زَكِيُّ الدُّعَاءِ ، عَفِيفُ اللِّسَانِ = وَفيُّ الوُعُودِ ، كَفِيلُ اليُتُمْ
وَ يَمشِي فَتَهدِي خُطَاهُ النُّجُومَ = وَ تَزهِي السَّمَاءُ بَبَدرِ التَّمَمْ
فَأَنتَ الَّذِي مِنْ سنَاهُ تَسَامَى= وُجُودٌ ، وَ بَدَّدَتَ دَربَ الغَمَمْ
وَ أَخرَجْتَ مِنْ قَاعِ إِثمٍ نُفُوسًا = هَوَتْ فِي سَحِيْقِ الرَّدَى كَالغَنمْ
رَمَيتَ الشُّرُورَ بِغُصْنِ السَّلامِ = وَصَفْحِ القَوِيِّ وَ َعدلِ (الحَكَمْ)
جَرَى المَاءُ بَينَ يَدَيكَ طَهُورًا = وَ صَفوًا بِعَذبِ السَّقَا ، وَ الكَرَمْ
وَ فَاضَ الدُّعَاءُ بِغَارِ ( حِرَاءَ ) =( وَ جِبْرِيْلُ ) يَدنُو بِوَعدِ (الخَتَمْ)
بِقُرآنِ ) رَبِّ السَّمَاءِ تَهَادَى = صَلاَحُ الحَيَاةِ وَ نَهْجُ الأُممْ
بِشَرعٍ جَلِيلٍ ، وَ هَديٍّ عَظِيمٍ = سَمَا كَالسَّنَا فِي الدُّنَا بِالْكَلَمْ
وَ عَانَيتَ مَا لَمْ يُعَانِيهِ إِنْسٌ = بِتَكذِيبِ وَعْدٍ وَ ثَبطِ الهِمَمْ
وَ أَلقُوا إِلَيكَ المُنَى بِيَدَيكَ = فَسَلْ مَا تَشَاءُ لِنَيلِ النَّعَمْ
يَمِينُكَ جَاهٌ ، شِمَالُكَ عِزٌّ = وَ دَعْ دِينَنَا وَ الوَفَا لِلصَّنَمْ
فَمَا كَانَ مِنْكَ سِوَى العَزمُ يَمضِي = إِلَى دَعوَةِ ( اللهِ ) رَغْمَ الأَلَمْ
وَ أَسرَى بِكَ (الرُّوحُ) لَيلًا ( لِقُدْسٍ ) = وَ ( أَقْصَى ) - لِدَنْوِ اللُّقَى - لَمْ يَنَمْ
أَمَامَ النَّبيين كُنتَ الإِمَامَ = تَؤُمُّ الصَّلاةَ بِنُورِ (الخَتَمْ
وَمِعرَاجُ صِدْقٍ سَمَا لِسَمَاءٍ =إِلَى (سِدْرَةِ المُنتَهَى) وَ العِصَمْ
وَأَهدَى إِلَيكَ (الإلَهُ) الصَّلَاةَ = رَأَيتَ الجِنَانَ ، وَ حَوضَ الكَرَمْ
وَ أَحوَالَ قَومٍ ، وَ أَخبَارَ كَونٍ= وَ مَنْ فِي العَذَابِ ، وَ مَنْ فِي السَّلَمْ
وَ عُدَتَ لِلُقيَا الوَرَى ، وَ حَيَاةٍ = بِصَولِ الجَسُورِ ، وَ قَلبٍ عَزَمْ
و َهَاجَرْتَ نَصْرًا (لِدِينٍ) ، إِلَى ( يَثـْ = رِبَ ) الصِّدقِ ، صَوبَ الوَفَا ، وَ الحَسَمْ
سَمَاءٌ ، وَ أَرْضٌ ، وَ زَرْعٌ ، وَ طَيرٌ = بِصَفْوِ اللُّقَاءِ وَ صَحوِ الهِمَمْ
وَ مَرَّتْ سُنُونٌ جِهَادًا وَ فَتْحًا = تَطُوفُ الهُدَى أُمنِيَاتِ الأُمَمْ
وَ فُرسَانُ سَامُوا القِتَالَ لِجَامًا = وَ جَاؤا انْتِصَارًا بِعَزْمِ البُهَمْ
وَ مَا سُلَّ سَيفٌ سِوَى فِي الحُقُوقِ = وَ مَا تَابَ عَبدٌ سِوَى مِنْ رَحِمْ
وَ لَو دَولَةُ الحَقِّ قَامَتْ سِفَاحًا = لَزَالَتْ وَ صَارتْ بِلُقْيَا العَدَمْ
وَ إِنْصَافُ مَجْدِ الجُدُودِ وَلاءٌ= بِإسلَامُ فَخْرٍ عَلَا لِلْقِمَمْ
سَرَى لِلعَتِيقِ حَنِينٌ وَ شَوقٌ = إِلَى الأَمْسِ ( وَ الرُّوحِ ) حِينَ القُدُمْ
وَ( فَتْحٌ ) لَهُ اللهُ عَونٌ ، وَ نَصْرٌ = لأَزْكَى البُيُوتِ ، عَظِيمُ الحُرُمْ
وَ عَادَ اللِّقَاءُ (بِمَكَّةَ) يَزهِي = بِنُورِ الهُدَى فِي دُرُوبِ السَّلَمْ
بِعَفوٍ ، وَ وَعدٍ أَعَادَ الأَمَانَ = وَ أَتْمَمْتَ دِينًا عَلا لِلْقِمَمْ
وَ عُدتَ ( المَدِينةَ ) عِشقًا لِقَومٍ = وَ قَلبُكَ رَاضٍ بِنَصرِ (الحَكَمْ)
وَ عَادَ (الأَمِينُ) وَ حَتْمُ اللِّقَاءِ = ( بِرَبِّ ) العِبَادِ ، وَنُوْرِ التَّمَمْ
كَأَّنَّ الوُجُودَ تَيَتْمَ حقًّا = وَ لَيْلٌ بِعْمِقَ الدُّجَى لَمْ يَنَمْ
وَ هَزَّ الفِرَاقُ السَّمَا وَ المَدَى ، وَ اكْ = تَوَى الأَرضَ دَمعٌ جَرَى كَالدِّيَمْ
فَمَا العَيشُ دُونُكَ إِلَّا سَرَابٌ = وَ مَا الرُّوحُ إِلَّا لَكَا مِنْ قِدَمْ
وَ قُرْبُكَ جَنَّاتُ خُلْدٍ وَ أَنهَا = رُ تَجرِي بِسُقْيَا المُنَى وَالكَرَمْ
وَ نُشْهِدُ رَبَّ العِبَادِ بِأنَّـ = كَ ، وَفَّيْتَ دِينًا وَفَاءَ الذِّمَمْ
وَ أَبقَيتَ فِينَا هُدَى اللهِ يَسرِي = كِتَابًا ، هَدَى فِطرةً للأُمَمْ

شعر : عصام كمال ( مراد الساعي )