منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   بقرة ومعزة شلومو (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=27)

الباحث أحمد محمود القاسم 14 / 12 / 2007 49 : 01 AM

بقرة ومعزة شلومو
 
بقــــرة ومعـــزة شلومو
الكاتب والباحث/احمـــد محمود القاســـم

يقال بان يهوديا كان يعيش مع زوجته وأطفاله في غرفة واحدة ويملك بقرة ومعزة، ولقد ضاق به الحال وبزوجته فلم يعد يستطيع التحمل أكثر من ذلك. فطلبت منه زوجته، حلا لهذا الوضع الصعب. فلم يستطع عمل أي شيء لها.
فقالت له زوجته عليك بالذهاب الى حاخام الكنيس وتشكو له حالنا، وتطلب منه أن يطلب من ربنا الله، أن يوسع علينا منزلنا، وفعلا ذهب شلومو الى الحاخام كما طلبت منه زوجته ذلك، وابلغ الحاخام بحاله الصعب، فأجابه الحاخام بأنة تبلغ الرسالة، وبأنه سيعمل على نقل الرسالة الى ربه ليعطيه حلا، وطلب منه أن يعود إليه بعد أسبوع، وفعلا انتظر شلومو وزوجته على أحر من الجمر، مرور الأسبوع، ثم ذهب الى الحاخام في الكنيس، وسأله عما اذا جاء رد من ربه، فأجابه الحاخام بالإيجاب، بأنة نقل الرسالة الى الرب، وان الرب ابلغه بان عليه أن يدخل البقرة الى داخل الغرفة لفترة مؤقتة من الوقت، وطلب منه العودة إليه، ومراجعته بعد أسبوع، فذهب شلومو متجهم الوجه الى زوجته، فسألته زوجته عن سر تجهم وجهه، فأجابها شلومو برد الحاخام الذي تلقاه من ربه، وبأنه اذا كان يود رأي الرب فعليه، الالتزام بتنفيذ كل ما يطلبه الرب منه، فقالت زوجته، وماذا يود الرب منا أن نفعل، فقال لها بأنة امرنا أن ندخل البقرة الى داخل الغرفة لفترة من الوقت، ويجب أن لا نرفض أمره هذا، فقالت له زوجته لا حول ولا، وطلبت من زوجها شلومو العمل على إدخال البقرة فورا، ففعل.
مضى الأسبوع الأول على شلومو وزوجته أكثر من ذي قبل تذمرا وألما، فسارع شلومو حسب طلب زوجته بمراجعة الحاخام مرة أخرى، فيما اذا وصله رد من الرب مرة أخرى او لا ، فقال له الحاخام أن الرب يطلب منك أن تدخل المعزة وتخرج البقرة من الغرفة ، فذهب الى زوجته وابلغها الخبر، وفعلا قام بإخراج البقرة من الغرفة وادخل مكانها المعزة ، وبقي شلومو وزوجته على هذا الحال ، أسبوع يدخل البقرة وأسبوع يدخل المعزة او يبقيهما معا داخل الغرفة ، والحاخام يضحك على شلومو ويقول له أن الرب طلب مني أن أبلغك الرسالة ، اذا كنت تطلب منه الرحمة ، فعليك تنفيذ أوامره والابتعاد عن نواهيه ، حتى أصبح شلومو ألعوبة امام الحاخام ، ووصل الأمر بزوجة شلومو حدا قالت لزوجها ، أرجوك أن تبلغ الحاخام بأننا مرتاحين جدا بوضعنا السابق ، ولا نريد رحمته ، ونرجوك أن تخلصنا من وضع البقرة والمعزة من داخل البيت .
هذا نموذج للعقلية اليهودية في تعاملها مع المفاوض الفلسطيني، في مفاوضات الحل الانتقالي، بحيث تضع أمامه العراقيل تلو العراقيل وتضعه بموقف يتمنى فيه العودة الى ما كان قد رفضه بالسابق، من وضع يصعب قبوله وهكذا دواليك.فبعد أن يرفض المفاوض الفلسطيني ما يقدمه المفاوض الاسرائيلي من حلول ومقترحات، يعود مرة أخرى بترجي المفاوض الاسرائيلي بقبول ما سبق أن رفضه، وهنا يعاود المفاوض الاسرائيلي لفرض شروط أخرى أكثر إذلالا وإجحافا بحق المفاوض الفلسطيني، وحيث انه لا يوجد لدى الجانب الفلسطيني، اختيارات وأوراق كثيرة للمساومة، فلا مجال أمامه إلا السكوت والرضى، المثل الفلسطيني يقول: " تمسكن حتى تتمكن ", ومثلا آخر يقول: " تمسك بالمقصقص حتى يجيك الطيار " ومثلا آخر يقول " خذ ثم طالب " طالما لا يملك المفاوض الفلسطيني القدرة على خلق وفرض ظروف أخرى جديدة، فلن يستطيع المناورة او المساومة، وطالما موازين القوى المحلية والعربية والدولية ما زالت تميل لصالح العدو، فلن تستطيع فرض الحق والعدل ولن تنفعنا سوى السياسة القائلة، ليس بالإمكان أحسن مما كان، وإلا سنصبح بوضع شلومو بالضبط، وعليه يجب التلويح بسلاح الانتفاضة دوما، ووقف المفاوضات دون رجعة، اذا أردنا تغيير موازين القوى المحلية على اقل تقدير، وقبل التلويح بهذا السلاح، يجب أن تكون قادرا على تثوير الجماهير في المكان والزمان اللذين تريدهما، وهذا يتطلب إعادة شحذ الجماهير الفلسطينية مرة أخرى، حتى تتجاوب مع طلباتك، وحتى تتجاوب هذه الجماهير معك، عليك أن تكون صادقا وواضحا معها وصريحا، بما فيه الكفاية، وان تستمع الى وجهات نظرها وتحليلاتها السياسية، ومواقفها النضالية وتستطلع آراءها، قبل أي خطوة تخطوها مهما كانت صغيرة، كما يفعل تماما الوفد الاسرائيلي المفاوض.

الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

رشيد الميموني 22 / 12 / 2007 48 : 07 PM

رد: بقرة ومعزة شلومو
 
أخي العزيز
قرأت القصة وخرجت من قراءتها بما يلي :
1- القصة ، وإن شابها في بعض الأحيان التكرار ، قد أدت دورها في الكشف عن عقلية اليهودي .
2- لا أدري إن كان يستوجب الأمر منك التعقيب على القصة بعد نهايتها .. في رأيي القصة القصيرة تنتهي إلى حيث تلزم القارئ باستنباط مغزاها و ما ترمي إليه . تترك الأحداث تروى بتلقائية ملمحة دون التصريح العلني عما نريد قوله .
3- ما أعقب القصة من ذكر التحايل الذي يقابل به المفاوض الصهيوني تنازلات الطرف الفلسطيني ، كان ينبغي ، في رأيي ، أن يوضع في المكان المخصص له .. في إحدى الواحات المقترحة في المنتدى .
شكرا لك أخي ودمت إثراء لـ"نور الأدب"

الباحث أحمد محمود القاسم 25 / 12 / 2007 56 : 06 PM

رد: بقرة ومعزة شلومو
 
الأخ الفاضل رشيد حسن المحترم
اشكر مرورك الكريم على القصة، كما اشكرك على ملاحظاتك القيمة والموضوعية، ارجوأن تكون قد استفدت من هذه القصة، وقد تعمدت اضافة جزئية من قبلي، كتعليق على القصة، لأؤكد على فكرة القصة، ارجو ان تكون قد فهمت القصد من القصة، واستخلصت النتائج المتوخاة منها، اشكرك واقدر ملاحظاتك، وتقبل فائق تقديري واحترامي.

خولة السعيد 03 / 03 / 2025 48 : 02 AM

رد: بقرة ومعزة شلومو
 
قصة بمغزى، موضوعها أجده قريبا جدا من إحدى حكايات الجدات..
كان الأمر سيكون أجمل إن كانت القصة عرضت على منتدى الدراسات والنقد بدلا من التحليل في النهائي..
على العموم؛ لقد وصلت الرسالة "شكرا"


الساعة الآن 20 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية