منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الإصبع الواحد و العشرون (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=27007)

بغداد سايح 26 / 04 / 2014 42 : 01 PM

الإصبع الواحد و العشرون
 
الإصبع الواحد و العشرون
--------------
بغداد سايح
--------------
كــيْـمـا يُــدثّــركَ الــكــلامُ فـتـدْفـآ
خِـطْتَ القصيدةَ بالمواجعِ و الرؤى

و اخـترتَ دربَـكَ مـن جـراحِ كـرامةٍ
نـزْفـاً يُـعـلّمكَ الـمـسير بـمنْ نـأى

كُــنْ زوْرقــاً ودَعَ الـطـموحُ بـجـوفهِ
جُــرحَ الـمُـنى فـرأى الـمآتمَ مـرفآ

و الـبحرُ يـسرقُ مـنهُ أجـملَ فتيةٍ
شـاخـتْ مـدامـعهمْ تـعـانقُ مـبدآ

كُــنْ قـارباً نـسجَ الـشبابُ هُـيامهُ
بـالـمـوجِ إذْ هـجـروا الـتـرابَ فـتـأتآ

لـلحوتِ قـدْ يـهِبونَ جـذوةَ عُمْرهم
أوْ يُـشـرقـونَ بـكـفِّ مـريـمَ لـؤلـؤا

تلك العيونُ تجوعُ أغمضها الأسى
مَـنْ سـوفَ يـفتحُها فـتبْلع أسوَآ؟

بـالأمـسِ أبـحـرَ خـافـقٌ مـتـوضّئٌ
بـالأمـنـيـاتِ فـــلا هـــواهُ تـشـطّـآ

صـلّى عـلى لُـججِ الـردى فإذا بهِ
ألــقــى أصــابــعَ نـبـضِـه و تـقـيّـآ

مــا فــرّ مــنْ زرقِ الـمـنيّةِ إصـبـعٌ
إلاّ تــشـرّدَ حــيـثُ يــعـزِفُ مـلـجآ

مـــا خــطّ بـالـزفراتِ بـصـمةَ ثـائـرٍ
عــافــتْ تــغـرُّبَـهُ خُــطــاهُ لـيَـهـزآ

مـا سـارَ يـكتُبُ فـي جـبينِ وُريْقةٍ
وشــمَ الـبـهاء فـتـستكينَ و تـهْدآ

يـبـكي يــداً غـرسـتْهُ أمـنـيةً لـها
فــي كــفِّ غُـربـتهِ الـنديّةِ إذْ رأى

فـيـنـا رأى وجــعـاً يُـلـوّنـهُ الـجـفـا
يـــا لـيـتـهُ غـــرَفَ الـلـقـا و تـوضّـآ

فــيـنـا رأى وطــنـا تــوحّـدَ حُــزنُـهُ
بــالـذابـحـيـن نــــــداءهُ فــتــجــزّآ

لـمّـا تـلـعْثمتِ الـمُـنى و تـبـعْثرتْ
أحـنـى الأُصـيْـبِعُ رغـبتيْنِ و طـأطآ

الـرّغـبـتـانِ مــحـبّـةٌ ذبُــلــتْ لـــهُ
وقْــتـاً و ضــوءُ دمٍ أصــابَ فـأخْـطآ

هـا صـاحَ مـنتبذا يُـكفّنهُ الصدى..
أرضٌ تُــقـطّـعُـهُ هــنــاكَ لــتـصـدآ

الإصــبـعُ الـغـحـريّ أنــكـرَ طـيـنـهُ
أمــسـى يُـظـلّـلهُ الـخـنـا فـتـفـيّآ

مـا فـي يـديْ قلقٍ و لا قدميْ غدٍ
دفءُ انـتِـمـا يــلـجُ الـغـيابَ مـوطّـآ

تـخـبو الـهـويّة فــي بــرودةِ غُـربةٍ
لا راحَ تـمـنـحها الـسـطـور فـتُـقْرآ

يـحـبو الـتراثُ عـلى ركـابِ ظـنونهِ
لا ســـاقَ تُـلْـهـمهُ الـعُـبورَ تـجـرُّؤا

أقـــدامُ ذاكـــرةٍ تــعـضُّ مـسـافـةً
مــا أخـرسـتْ ألــمَ الـغـريب لـيبْرآ

لـكـنّـه حــلُـم الأصــابـع هــامـسٌ
يُـنـهـي الـحـكـاية زفـرتـينِ فـتـبْدآ

رشيد الميموني 27 / 04 / 2014 08 : 01 PM

رد: الإصبع الواحد و العشرون
 
ما أجمل ما خطه يراعك أخي الغالي بغداد رغم الحروف الناطقة ألما ..
لكنه ليس غريبا من شاعر متمكن مثلك ..
شكرا لإمتاعك ..
محبتي .


الساعة الآن 37 : 06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية