![]() |
بائع البسكويت
بائع البسكويت – محمد الفاضل
اعتاد أهالي ’ بستان القصر‘ على وجود بائع البسكويت في أحيائهم وأزقتهم بشكل يومي وهو يحمل فوق جسده الغض ، الذي أنهكته مأساة الحرب صندوقاَ من الورق المقوى وبداخله قطع من البسكويت ليعيل أسرته ، حيث يستبشر الجميع بوجوده ، غير أنهم لايعرفون اسمه الحقيقي ، لذا ينادونه ببائع البسكويت. لم يجد غضاضة في ذلك بل كان يشعر بلذة عارمة وهو يعود أدراجه حاملاَ الأمل والفرح لأسرته التي كانت تترقب عودته سالماَ على أحر من الجمر . كان يسير على غير هدى وهو يذرع الشارع ذهاباَ وإياباَ ، حاملاَ فوق ظهره مأساة شعب تنكر له الجميع ، كان يمني النفس ببضع ليرات كي يعيل أسرته . جلس القرفصاء على أحد الأرصفة وهو يتصبب عرقاَ كي يلتقط أنفاسه فعادت به الذاكرة إلى الوراء ، ومرت أمام ناظريه صورة تلك الفتاة التي انتزعت قذيفة قذرة حياتها ...... تبادر إلى ذهنه المتعب سؤال ألح عليه : " ماذا لو سقط فوقه برميل ؟" الموت القادم من السماء لايفرق بين صغير أو كبير ، يزرع الخوف والموت في كل مكان .. ظل ذلك السؤال يتردد صداه في داخله وهو غارق في أفكاره. شبح الموت يتهدد الجميع ! ماأصعب أن يترقب المرء حتفه في أية لحظة . كان بعض المارة يتهامسون ويوجهون أصابعهم نحو السماء ، فجأة سمع المارة صوت صفير مرعب ، بدأت أعناقهم تشرأب وتتطلع للأعلى! واذا بصوت انفجار يصم الأذان ... هنا تختلط المشاعر ويبدأ الصغار بالركض بحثاَ عن ملجأ اًمن هرباَ من براميل الحقد الأسود، تعالت سحب الدخان ، الدماء تملأ الشارع... مشهد سريالي ، الجثث تعج بالمكان فالأشلاء والدماء اختلطت، تجمع الأهالي ليسعفوا الجرحى وإذا بهم يرون جسداَ طرياَ وقد تحول إلى أشلاء ممزقة ، لقد فاضت روحه البريئة . صرخ صوت من بعيد انه بائع البسكويت ! ولكن ياالهي ما اسمه؟ في ذلك اليوم الدام وجدوا في جيبه الصغير بضع ليرات ملطخة بالدماء مع بعض قطع البسكويت المتناثرة. بائع البسكويت – محمد الفاضل |
رد: بائع البسكويت
.
لبائع البسكويت في وطني، ملحمة صمود إنهم يغتالون أمان الحناجر ويخترقون جدار الهمس فلا الوليد سلم ولا التليد ليست البراميل وحدها هي المسؤول عن بائع البسكويت ، إنهم اغتالوا كل شئ وكفى تحيتي |
رد: بائع البسكويت
عود أحمد أخي محمد
أين أنت وما سرُّ هذا الغياب الطويل ؟ بائع البسكويت قصة طفولة كاملة لعب معها الموت لعبة الاستغماية للأسف دائما وأبداً الطفولة هي التي تدفع الثمن ! شكرا لك أخي ودمت بألف خير |
رد: بائع البسكويت
قصة معبرة جدا عن مأساة الطفولة في الحروب
وبالطبع لا يمكن أن نذكر الحرب أو مأساة الطفولة دون أن نتذكر محنة الشعب السوري التي لخصتها في هذا العمل الرائع أحياء ومدن مسحت بكاملها والبراميل العمياء لا تعرف الطفل من المقاتل ! ولا تنجح إلا في انتاج المزيد من الألم والكره والحقد والرغبة العارمة في الانتقام في مجتمع مزقته الحرب الظالمة.... تحياتي لك أيها المبدع |
رد: بائع البسكويت
اقتباس:
مساء الخير الأديبة القديرة عروبة وشكراً على حضورك الجميل وأعتذر بشدة بسبب التأخر بالرد حيث لم ألحظ الردود لك كل التقدير تحياتي |
رد: بائع البسكويت
اقتباس:
مساء الخير الأديبة الرائعة ميساء يسعدني دوما حضورك المميز سيدتي وأعتذر بشدة بسبب التأخر بالرد حيث لم ألحظ الردود سلمت ولا عدمت تلك الإطلالة |
رد: بائع البسكويت
اقتباس:
مساء الخير الأستاذ القدير علاء وشكر من القلب على جمال حضورك وتفاعلك الطيب وأعتذر بشدة بسبب التأخر بالرد حيث لم ألحظ الردود أنا ممتن باقات ورد ندية |
رد: بائع البسكويت
يا لها من مأساة!
سردية تستحق أن تقرأ رغم ما شابها من حزن وألم |
الساعة الآن 04 : 03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية