منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   رسائل في مهب العمر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=257)
-   -   الرسالة السابعة .. الحزينة. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=27388)

د. رجاء بنحيدا 07 / 06 / 2014 11 : 08 PM

الرسالة السابعة .. الحزينة.
 
الرسالة السابعة ... الحزينة .

كعادتي بدأت بتصفح مواضيع مختلفة وقديمة في نور الأدب ، رغبة في قراءة مشاركات لم أقرأها في لحظتها بحكم عضوة جديدة ، فقرأت عنوانا أثار انتباهي " رسائل إلى أمي بقلم الأديبة الغالية ميساء البشيتي ، وهو قلم متميز يحمل بصمة الإنسانة الصادقة الرائعة التي تتجسد فيها الرقة والحنان والعطف والبربأروع المعاني .
ومن بين تلك الرسائل ، وجدت رسالة تحمل رقم 7 ، أول ما شرعت في قراءتها بدأت عيني تذرف دموعا بدون توقف ، أحسست لحظتها بشعور حزين ومختلف ، إنه شعور الفراق والبعد .. عن الأم ، أجمل وأروع ما في هذا الكون .
رحمك الله يا أم ميساء .. وأسكنك فسيح الجنات .. يا غالية .

رسائل إلى أمي
الرسالة السابعة .. والأخيرة .
رسالة مغمسة بالحزن على فراقك يا غالية ..
ما كان في الحسبان يوماً أن تتوقف رسائلي إليك فجأة لتعلن النهاية وتضع حروف النعي مكان حروف الشوق والحنين .
اعتدت أن أشرب القهوة مع عينيك كل صباح .. وأن أدلق همومي وأوجاعي في كأس نهارك .. وأن تمسحي بكلامك الدافئ آثار الوجع والقهر والحزن .
اليوم بعد أن أضحى فنجانك فارغاً .. ومكانك فارغاً .. وصوتك مهاجراً .. لم يعد بإمكان الحروف أن تنطلق من جوفي .. وما عاد بإمكاني أن أحتضن فنجان القهوة بين يديِّ لأنه أصبح بارداً جداً .. يخلو من دفء أحاديثك وأنفاسك .
كنتُ قوية كما كنتِ تتمنين .. عملتُ بوصيتك أن أكون الشجاعة .. القوية .. الصلبة .. التي لا تنهار .. ولا تنحني أمام قسوة الأيام وجبروتها ..
ولكنك أمي ..
أمي وحبيبتي وقلبي ووطني وكل عالمي فكيف سأبقى تلك القوية الشجاعة البطلة التي تقهر الصعاب وأنا أدفن قلبي وأرحل ؟
ومع ذلك أحاول جاهدة أن أكون بطلة مثلك ..
بطلةٌ كنتِ حتى آخر نفس ..
بطلةٌ كنتِ حتى آخر رمق ..
بطلةٌ كنتِ وسجلتِ أعلى رقم في البطولة عندما أخرتِ الموت دقائق معدودة حتى آتيك من غربتي .. وأقبّلُ يديك الطاهرتين .. وأرش جبهتك المقدسية بماء الزمزم ..
وحتى ألقنك أنا ابنتك التي تخاف عليك من نسمة الهواء الشهادتين ..
حينها خفق قلبك بين يديِّ خفقته الأخيرة لكنه لم يغمض عينيه إلا حين أدرت ظهري ففارق الحياة بصمت .
فارق الحياة بصمت ووقار .. كما عاش كل هذا العمر بصمت ووقار .
تركتُ إليك هناك آخر فنجان قهوة .. تركته جانب أريكتك المفضلة .. تركت معه قطعة من قلبي أبت أن تأتي معي .. وتركت على وجه الفنجان ذكريات عمرها يقارب الخمسين عاماً ..
من لي بذكريات معه بهذا الحجم وبهذا الدفء وبهذا الحب .. من لي غيرك يحمل معي هذه الذكريات ؟
اليوم أنا أحملها وحدي فقط ..
أحتضن بين يدي مسبحتك الطاهرة وألثم صورة لك تنام قرب وسادتي وأغمض عينيِّ لأراك تأتينني في المنام .. نتابع حديثنا .. وضحكاتنا .. ونصنع أحداثاً مختلفة تجمعني بك لبعض الوقت .. لأصحو من أحلامي معك على هدوء قاتل وفراغ مميت ..
ولا من رنين هاتف يقطع هذا الصمت ليقول هل ما زلت نائمة يا ميساء ؟
لا يا أمي أنا صحوت .. صحوت مبكرة هذا الصباح وكل صباح لأن هاتفك لم يعد يوقظني ..
هاتفك سكت إلى الأبد يا أمي .. هاتفك سكت إلى الأبد ..
وهذه هي الرسالة الأخيرة التي لن تقرئيها .. ولن تذرفي دموعك الغالية حين تنتهين من قراءتها .. هذه الرسالة الأخير ستبقى معلقة في الهواء .. قد تحن عليَّ روحك الطاهرة فتقرأها ..
لكن بلا دموع يا أمي ..
هذه المرة بلا دموع ..
إلى رحمة الله يا أمي .. إلى جنة الخلد إن شاء الله.

نصيرة تختوخ 31 / 01 / 2015 45 : 07 PM

رد: الرسالة السابعة .. الحزينة.
 
رحم الله والدة العزيزة ميساء وتقديري لها ولشجاعتها في ذرف الدموع حروفا والقبض على خيط المشوار الباقي.
اختيار موفق د. رجاء، أحيانا علينا أن نتأمل حزن الآخرين في تجاربهم مع الفراق لنرى أنفسنا ونراجع لحظاتنا ونستمد من ضعفنا الإنساني تقبلنا وبعض العزيمة.
تحيتي لك.

هدى نورالدين الخطيب 05 / 03 / 2015 26 : 11 PM

رد: الرسالة السابعة .. الحزينة.
 
[align=justify]
تحية وفاء ومحبة
كم أنت رائعة وجميلة يا صديقتي .. كم أنت حانية .. لمساتك الأدبية دائماً قمة في النبل والإنسانية ..
جميلة ومعبرة الرسالة التي اخترت للعزيزة الأديبة ميساء، رحم الله والدتها ووالدها ووالديّ وكل أمواتنا..

أحبك جداً يا صديقتي الصدوقة دكتورة رجاء

[/align]

د. رجاء بنحيدا 06 / 03 / 2015 13 : 12 AM

رد: الرسالة السابعة .. الحزينة.
 
الأستاذة نصيرة إن الإحساس بألم وحزن الآخر .. يجعل النفس تتطهر من تدنس الآنا ..
رحم الله أمواتنا جميعا ..

د. رجاء بنحيدا 06 / 03 / 2015 23 : 12 AM

رد: الرسالة السابعة .. الحزينة.
 
الغالية الأديبة هدى الخطيب
أول ما قرأت ُ ردك على هذه الرسالة الحزينة .. للغالية ميساء
حتى تهللت ملامح وجهي ، وهللت لعودتك الطيبة المحمودة .. إلى أسرتك الثانية التي أحبتك .. وتحبك دائماً وأبدا .
سعيدة بعودتك ، وبتكسيرك لحاجز الصمت ..
كم افتقدناك ، وكم .. سعدنا كثيرا بعودتك يا غالية.
الرحمة والمغفرة .. لجميع أمواتنا ..
دمتِ لنا .. أختا وصديقة نحبها ونحترمها كثيرا .

زين العابدين إبراهيم 06 / 03 / 2015 53 : 12 AM

رد: الرسالة السابعة .. الحزينة.
 
لغة قوية متسمة بالرصانة والإختزال ... تنساق العبارات كموج متدافع قوي يعلو قي شموخ وينحني في تواضع موشوم بالحيرة والحزن والحنين حين ينكسر مجبرا على الشط أوعلى قارعة الصخر لكنه يعود ليتشكل من جديد ليعيد سبر الحياة من جديد
شكرا للأديبتين ميساء ورجاء ورحم الله أمواتنا جميعا
ولكما كامل المحبة والود والتقدير

د. رجاء بنحيدا 06 / 03 / 2015 32 : 11 PM

رد: الرسالة السابعة .. الحزينة.
 
الأخ الشاعر زين العابدين إبراهيم جميل منك هذا المرور .. وجميلة كلماتك .. الراقية المعبرة،
تحيتي وتقديري.


الساعة الآن 25 : 07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية