![]() |
عيون الأخبار
[align=justify] قال أبو بكر ابن دريد (محمد بن الحسن، ت: 321 هـ) وقد تذاكر مع جماعة من جلسائه متنزهات الدنيا، وسمَّى كل منهم أنزه مكان رآه: هذه متنزهات العيون، فأين أنتم من متنزهات القلوب ؟ فقالوا له: وما هي ؟ فقال: عيون الأخبار لابن قتيبة (عبد الله بن مسلم 213 هـ - 276 هـ). وقال ابن تيمية (أحمد بن عبد الحليم، ت، 728 هـ): كل بيت ليس فيه من تصنيف ابن قتيبة لا خير فيه. لكن ابن قتيبة في (عيون الأخبار) كان يكتفي بالنقل وبالترتيب وبالتبويب من الآداب الفارسية، والمقتطفات والمختارات من الثقافتين الهندية واليونانية، مع الآداب العربية الخالصة، فيتكلم من وراء غلالة عيون أخباره، وعيون اختياراته، في أجزاء عشرة، ليعطي من خلالها صورة حية عن طرائق التفكير في العصر العباسي؛ فيُظهر لنا أن تعدد أشكال الحياة هي بتعدد صيغها، وأن جوهر كل رأي هدفه النفع والخيرة، لكن الخيرة قد تكون لصاحب الرأي، أو لجماعته الصغيرة، أو لشعبه، أو للكون كله؛ وبمدى اتساع النفع وشموله تكون عظمة الرأي. ** ** ** وسنختار من الكتاب هذه المقتطفات من كتاب الزهد: قال أبو الدرداء (الصحابي الجليل، واسمه على الصحيح: عويمر بن مالك الأنصاري الخزرجي، حكيم الأمة، أحد الذين جمعوا القرآن في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأول من ولي القضاء بدمشق في خلافة عثمان بن عفان. توفي بدمشق سنة 32 هـ): أضحكني ثلاثٌ: مؤمِّل الدنيا والموت يطلبه، وغافلٌ وليس بمغفول عنه، وضاحكٌ ملءَ فيه ولا يدري أراض الله عنه أم ساخط عليه (2 / 388 رقم 3734 ). وقال سيدنا علي بن أبي طالب (أمير المؤمنين، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ت: 40 هـ): من رجا شيئاً طلبه، ومن خاف من شيء هرب منه، وما أدري ما رجاء رجل نزل به بلاء فلم يصبر عليه لما يرجو. وقال: عجبتُ لمن يَهلَك والنجاةُ معه. قيل: وما هي ؟ قال: الاستغفار (2 / 390 ، 402 رقم 3743 - 3824 ). وقال الحسن البصري (الإمام التابعي الجليل الثقة، ولد سنة 21 هـ قبل مقتل سيدنا عمر بن الخطاب بسنتين، وتوفي عام 110 هـ): ابنَ آدم، إنما أنت عددٌ، فإذا مضى يومٌ فقد مضى بعضُك (2 / 391 رقم 3753 ). وقال عمر بن عبد العزيز (الخليفة العادل، ثامن خلفاء بني أمية، ولد بحلوان في مصر سنة 60 هـ، وولي الخلافة بعد وفاة سليمان عبد الملك سنة 99 هـ، وتوفي سنة 101 هـ في دير سمعان / وهي اليوم دير الشرقي، تبعد 6 كم جنوب شرق مدينة معرة النعمان): الصلاة تبلِّغك نصفَ الطريق، والصومُ يبلِّغك بابَ المَلِك، والصدقة تُدخلك عليه (2 / 395 رقم 3782 ). وقال سليمان بن عبد الملك (سابع خلفاء بني أمية الأقوياء. ولد سنة 54 هـ ، وولي سنة 96 هـ) لأبي حازم (سََلمة بن دينار الأعرج، التابعي الحافظ، فقيه أهل المدينة ت: سنة 135 هـ): ما بالُنا نكره الموت ؟ قال: لأنكم عمَّرتم الدنيا وأخربتم الآخرة، فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العُمران إلى الخراب (2 / 399 رقم 3804 ). ومن كتاب الإخوان، باب المَوَدَّة بالتشاكل (التشاكل: التشابه والموافقة، يقال: تشاكل الشيئان وشاكل كلُّ واحد منهما صاحبه): قال ابن عباس (عبد الله بن عباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حبر الأمة، أي عالمها. كان عالماً بالفقه والتفسير والأنساب والشعر وأيام العرب. توفي سنة 68 هـ): القرابة تُقطع، والمعروف يُكْفر، ولم يُرَ كتقارب القلوب. (يقال: كفر النعمة: جحدها وسترها، وهو شر خلق). (2 /413 رقم 3883 ). ومن باب المحبة، قال ابن قتيبة: قرأت في بعض الكتب: كلُّ ذنب إذا شئت أن تنساه نسيته، وإن شئت أن تذكره ذكرته، فليس بمخوف. وليس الصغيرُ من الذنب ما صغَّره الحبُّ، وإنما الصغيرُ ما صغّره العدل (2 / 317 رقم 3903 ). [/align] |
الساعة الآن 36 : 11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية