![]() |
الموت , نهاية الحياة الدنيا و بداية رحلة الآخرة /1
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد المـوت , هذا الحدث الأعظم في حياة الإنسان دفع الكثيرين ممن لا يؤمنون بالله عزوجل إلى تعريفه على أنه النهايـة لحياتهم و لوجودهم على هذه الأرض و في هذا الكون , و أن لا بعث و لا نشور و لا حساب بعده , و هذا المعتقد الخاطىء أدخلهم في معتقدات خاطئة أخرى و التي بدورها أجازت لهم أفعالاً و أقوالاً ما كانت لتتم لولا هذا الأساس الخاطىء , أجازت لهم اغتنام الفرص و المكاسب بطرق لا ترضي الإله و لا ترضي كل عاقل حكيم , سرقوا المتاع و سفكوا الدماء , هتكوا الأعراض و نشروا الوباء , ملؤوا الدنيـا كبراً و استعباداً , غروراً و حقداً , أما المؤمن بالله عزوجل فقد قَبِل ما جاءه من ربه جل جلاله , فعلم أن الدنيـا هي دار العمل و لا حساب فيها , و أن المـوت هو بوابة الآخـرة والحساب و الجزاء , و أن لا دار بعد الدنيـا إلا جنة أو نيران , فسارع إلى الإستقامة على أمر الله عزوجل و الرضا بحكمه و العمل بكتابه فنجا و أفلح في الدنيـا و الآخـرة . و المـوت يأتي لينهي ساعات و أيام عمل الإنسان في الدنيـا و لتبدأ معه الـرحلة الأبدية , رحـلة الآخـرة , رحـلة الحساب و الجزاء , رحـلة السعادة الدائمة أو التعاسة الأبدية . يأتي المـوت ليهز كيان المجرمين في الأرض , الذين رضوا بالحيـاة الدنيـا عن الآخـرة , فجعلوا زادهم لدنياهم , و لم يأبهوا لرحلتهم الطويلة الأبدية و لم يكترثوا بتلك الدار , بل رضوا أن يتلاعبوا بالعلوم و الفكر و المنطق في سبيل بناء دنياهم و أحلامهم في الخلود فيها . يأتي المـوت ليأخذ المجرمين الفارين من رحمة الله في الدنيـا إلى عذابه في الآخـرة و ليتم عدل الله فيهم , أما أولئك الذين فروا إلى ربهم في الدنيـا و لجؤوا إلى رحمته في الأولى فإنه لن ينساهم في الآخـرة و كيف ينساهم و هو الذي خلقهم ليذكروه و يذكرهم . أخي المسلم : ابنِ قبرك الذي هو معادك , ابنِهِ بالعمل الصالح الذي يرضي الله عزوجل و لا تهرب منه فإنه ملاقيك , اجعل جدرانه و سقفه ذكر ربك , و اجعل خوفك من الجليل في الدنيـا عظيماً يَهُن عليك في الآخـرة الحساب , و تذكر أنك إذا رضيت أن يكون الإله أهون الناظرين إليك فإنك على الله أهون و أن لله ملائكة غلاظاً شداداً لا يعصونه ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون . أخي المسلم : إنك مقبل على رحـلة بعيدة شديدة مريرة قاسية لا ينجو منها إلا من أعظم الزاد و فَرّ بقلب سليم إلى رب العباد , فكن نافذ البصيرة عميق الفكر نيّر الذهن صافي القلب , لا تغرك الأماني و لا تلهيك الشهوات و يخدعك الشيطان , و تذكر عذاب القبر و البعث و الحشر و الحساب , اعرف ربك و لا تخاتل فيه , و اعرف أوامره لتعمل بها و نواهيه لتنتهي عنها , و إياك و إياك و التسويف لأنك لا تدري متى يأمر بك الجبار , و قل يا نفس لا تدرين أتنامين على سريرك الليلة أم يكون فراشك القبر و هل إذا نمت في سريرٍ يدوم لك الهناء حتى الفجر . - بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث بقراءة حفص عن عاصم من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل . الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 27 آب 2014 |
رد: الموت , نهاية الحياة الدنيا و بداية رحلة الآخرة /1
- وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَـوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) ق |
رد: الموت , نهاية الحياة الدنيا و بداية رحلة الآخرة /1
- حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَـوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون |
رد: الموت , نهاية الحياة الدنيا و بداية رحلة الآخرة /1
- وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) الأنعام |
رد: الموت , نهاية الحياة الدنيا و بداية رحلة الآخرة /1
- وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (145) آل عمران |
رد: الموت , نهاية الحياة الدنيا و بداية رحلة الآخرة /1
- وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) الأنعام
|
رد: الموت , نهاية الحياة الدنيا و بداية رحلة الآخرة /1
- وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المـوت فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) المنافقون |
رد: الموت , نهاية الحياة الدنيا و بداية رحلة الآخرة /1
- الَّذِي خَلَقَ المـوت وَ الْحَيَـاة لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك . |
رد: الموت , نهاية الحياة الدنيا و بداية رحلة الآخرة /1
- مَن أحبَّ لقاءَ اللهِ ، أحبَّ اللهُ لقاءَهُ . ومن كرِهَ لقاءَ اللهِ ، كرِهَ اللهُ لقاءَهُ . فقلتُ : يا نبيَّ اللهِ ! أكراهيةَ الموتِ ؟ فكلُّنا نكرهُ الموتَ . فقال : ليس كذلك . ولكنَّ المؤمنَ إذا بُشِّرَ برحمةِ اللهِ ورضوانهِ وجنَّتِهِ ، أحبَّ لقاءَ اللهِ ، فأحبَّ اللهُ لقاءَهُ . وإنَّ الكافرَ إذا بُشِّرَ بعذابِ اللهِ وسخطِهِ ، كرِهَ لقاءَ اللهِ ، وكرهَ اللهُ لقاءَهُ. الراوي: عائشة أم المؤمنين - المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2684 - خلاصة حكم المحدث: صحيح - المرجع : الدرر السنية . |
رد: الموت , نهاية الحياة الدنيا و بداية رحلة الآخرة /1
- استكْثِروا ذكرَ هادمِ اللَّذَّاتِ فإنَّه ما ذكَره أحدٌ في ضيقٍ إلَّا وسَّعه ولا ذكَره في سَعَةٍ إلَّا ضيَّقها عليه. الراوي: أبو هريرة - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/312 - خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن - المرجع : الدرر السنية . |
الساعة الآن 47 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية