منتديات نور الأدب - نعمة الطمأنينة و الأمان و الحماية

بسم و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
أخي المسلم : هل تعرف معنى أن تكون مطمئناً على نفسك و أحبابك و أموالك و متاعك , و هل تعرف معنى أن تعيش في أمان من دون أن يؤذيك أحد , أو يضرك شيء ما , و أنك لا تخاف على رزقٍ أو ولدٍ , و من ثم هل تعرف بعد ذلك ثمن هذا كله ؟
أخي المسلم : أن يهبك الله عزوجل هذه النعم فمعنى هذا أنه قد أعطاك كنزاً عظيماً , و كيف لا و أنت إن أردت تحصيلهم فإنك تحتاج من أجل ذلك معرفة كل أعدائك و كل ما يضرك , معرفة تفصيلية لكل ذلك على المدى القصير و الطويل , و إضافة لهذا عليك امتلاك أسلحة الدفاع عن نفسك و وسائل درء ما تكره عنك , و تحتاج أيضاً إلى مالٍ كثير تتعب في اكتسابه و من ثم في بذله , فهل تظن يا أخي أن لديك كل هذا ؟!
أخي المسلم : إن أعطاك الله عزوجل هذه النعم فإنه يعطيكهم في غالب الأحيان بكثرة و وفرة , من دون مالٍ أو تعب منك إلا في حدودٍ دنيا , و تذكر أنه أعطاك منهم و أنت في بطن أمك و بين ذراعيها , أعطاك منهم و أنت صغير و من ثم و أنت كبير , أعطاك منهم عندما أمرك بالصلاة , و بذكره , و بارتياد المساجد و قراءة القرآن , أعطاك منهم عندما أرسل لك نبياً يحثك على الإسلام و مكارم الأخلاق و يحث الآخرين على نشر الخير لك و لغيرك و دفع الشر عنك و عن غيرك , فاسعد بهم يا أخي و ليكن عيشك عيش الملوك , و لكن إياك أن تنسى شكره عليهم , اشكره يا أخي و تذكر أنك لولاه لعضتك كلاب و لنهشتك ذئاب , فاحمد الله يا أخي على ما أنعم الله به عليك , و تذكر أن هذه النعم هي من أعز النعم في حياتك , و كيف لا و السعادة لا تتحقق إلا بهم .
اللهم لك الحمد حمداً يليق بنعمك و جلالك و جمالك و صفاتك الحسنى , حمداً لا نهاية له و لا انقضاء , حمداً يرفعنا لمصاف الأولياء و الصديقين الأتقياء .

الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 8 شباط 2014