منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   غَوَايَةُ الشَّيطانِ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=28283)

عصام كمال 01 / 12 / 2014 58 : 12 AM

غَوَايَةُ الشَّيطانِ
 
بحر الرمل

( الموشح ) في مائتين واثنين وعشرين بيتًا

غَوَايَةُ الشَيطَانِ



[poem=font="arial,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَشْفَقَ البَدْرُ عَلَى فَجْرٍ ، وَ صُبْحٍ = بَعدَمَا سَادَ الدُّجَى صَدرَ السَّمَاءِ
وَ هَوَى الغَيمُ عَلَى سَفْحٍ ، وَ أَرْضٍ = وَ الرَّدَى ، اسْتَضْحَكَ مِنْ هَوْلِ الشَّقَاءِ
=..
بُلبُلٌ أَشْجَى الرُّبَا حِيْنَ غَشَاهَا = هَامَ عِشْقًا في ظِلَالٍ بَاسِقَاتِ
عَانقَ الأَرجَاءَ ، غنَّى لِلْخَوَالِي = حَلَّقَ الشَّوقُ أَهَاجَ الذِّكرَيَاتِ
قَد أَصَرَّ القُرْبَ ، لَكَنْ قَدْ رَمَاهُ = مَوعِدٌ شَابَ بِدَربِ الأُمْنِيَاتِ
وَ اكْتَوَى الصَّبْرُ بِنَارٍ ، وَ مُحَالٍ = وَ نُفُوسٍ تَحْتَدِي كَالْغُرَبَاءِ
غَابَ مَنْ غَابَ ، وَ ثَارَتْ في قُلُوبٍ = لَهَفَاتٌ تَرتَجِي قُرْبَ اللِّقَاءِ
.=.
رَفْرَفَ الطَّيرُ عَلَى الأَفْنَانِ عِشْقًا = وَ أصَابَ الغَدرُ قَلبًا بِسِهَامِ
أَشْفَقَ الخِلُّ عَلَيهِ بِنُوَاحٍ = وَ زَهَا الغَدْرُ بِنَصْرٍ ، وَ ابْتِسَامِ
ضُحْكَةٌ تخْتَالُ كِبْرًا ، وَ ابْتِهَاجًا = بَعدَمَا اغْتَالُوا الوَفَا بِاسْمِ السَّلَامِ
هَلْ سَرَى السُّمُ بِنَهرٍ ، وَ شِعَابٍ = وَ دَهَى دَرْبَ البَرَايَا بِالوَبَاءِ؟
أَغْدَقَ الشَّرُ عَلَيهِ بِالوَفَا ، فِي = كُلِّ نَهجٍ قَدْ هَدَى ثَوبَ الفَنَاءِ
.=.
هَاجَ قَلْبٌ باِشْتِيَاقٍ لِرِفَاقٍ = وَ دِيَارٍ ، وَاصْطَلَى وَجْدَ الْقَعِيْدِ
بَيْنَ آهَاتِ الأَسَى ، يَحيَا أَسِيرًا = يَشْتَكِي قَهْرًا ، وَ حُلْمًا بِوَعِيِدِ
كُلَّمَا اْستَدْعَاهُ شَوقٌ لِلِقَاءٍ = ذَابَ يَأْسًا مِنْ مُعَانَاةِ القُيُودِ
لمَ يَزَلْ يَأسُو شَبَابًا شَابَ قَسْرًا = لَمْ يزَلْ يَشْدُو الوَفَا رَغْمَ الجَفَاءِ
إِنَّهُ رَغْمَ الدَّوَاهِي وَ العَوَادِي= سَوفَ يَعلُو وَ الْمُنَى صَوْبَ الفضَاءِ
.=.
يَا هُدَى الحَائرِ ، أَوْهَى الغَدرُ حَقًّا = وَ الدُّنَا تجثُو بِدَرْبٍ مِنْ لَهِيبِ
وَعَلَا جِسرَ الأَمَانِي بَاصِرٌ ، يَنـْ = عَى نُفُوسًا بِرَجَاءٍ ، وَ نَحِيِبِ
لمْ تَعُدْ غَيرَ صُدُودٍ ، وَ شِقَاقٍ = قَد بَدَا الإِظْلَامُ يَسرِي بنَعِيبِ
أينَ أَنتَ الآنَ يَابَدرَ الخَوَالِي = يَا شَرِيدًا ، والسَّنَا بَينَ اكْتِوَاءِ
كَيفَ تَجْثُو في السَّمَا تَزْهِي زَمَانًا = وَ الْبَرَايَا قَد تَخَلَّتْ عَنْ وَفَاءِ
.=.
تَعْصِفُ الأَكدَارُ بِالأَرجَاءِ كَرًّا = وَ سَرَابٌ قَد سَبَى دَرْبَ الوُعُودِ
يَحْجُبُ الآمَالَ نَأْيًا عَنْ عُيُونٍ = وَ اللَّيَالي في حِدَادٍ ، وَ رَقُودِ
تَلْهَثُ الظَّلْمَاءُ خَلفَ البَدرِ ظَمْأى = كَي تَنَالَ النُّورَ منْ ثَغْرِ الوُجُودِ
بَعدَمَا أَمْسَى يَقِينٌ بِظُنُونٍ = وَعَثَا الشَّرُ بأَرْضٍ ، وَ سَمَاءِ
أَصبَحَتْ شَكوَى الوَرَى نَجوَى مُحَالٍ = هَلْ يعُوُدُ الحَقُّ صَحْوًا منْ غَفَاءِ؟
=..
يَسْأَلُ العُمْرُ شَبَابًا قَد تَوَّلَى = كَمْ لَبِثْنَا فِي الدُّنَا مِثْلَ الغَرِيبِ؟ !
ودَّعَ الأَمْسُ اشْتِيَاقًا ، وَ حَنِيِنًا = بَعدَمَا أَنْسَى الجَفَا وُدَّ الحَبِيبِ
غَابَ وَعْدٌ فِي مَهَبِّ الْبَيْنِ قَسْرًا = وَ نَأَى عَنْهُ رَبِيعٌ فِي نَحِيْبِ
أينَ خِلَّانٌ ، وَ أَحبَابٌ ، وَ أَهْلٌ = أَيْنَ قَلْبٌ دَامَ ظِلًا لِلنَّقَاءِ
كَيفَ تَلْقَى مُهْجَةُ الرُّوحِ غِلَابًا = كَيفَ يَلْقَى الحُبُّ سُمًا بِدَوَاءِ
=.
وَ إِلَى أَينَ مَسِيرٌ ، وَ مَصِيرٌ = قَد هَوَى رَهْنَ الرَّدَى مِثْلَ الغَرِيقِ
كُلَّمَا هَمَّتْ يَدُ الحُبِّ بِغَوثٍ = مَوجَةٌ عَادَتْ بهَاِ دُوْنَ بَرِيقِ
فَمَتَى يَنجُو ، وَ عُمرٌ لَمْ يَزَلْ فِي = رِحْلَةِ الأَيِّامِ يَهْوَي لِعَمِيقِ
يَا رَبِيعَ الحُبِّ إنَّ الغُصْنَ يَصْلَى = جَفْوَةً جَفَّ لهَا نَبعُ السِّقَاءِ
لَمْ يَعُدْ طَلُّ النَّدَى يَزْهِي بَقَاءً = قَد بَكَى الفَجرُ زُهُورًا بِظِمَاءِ
=.
فِي طَرِيقٍ لَيسَ فِيهَا غَيرُ ذِكْرَى = حِينَ كَانَ البَدرُ يُزْهُو بِالأَمَانِ
قَد دَنَا سِحْرًا ، وَ وُدًا فِي عُيُونٍ = وَ الشَّذَا يَسرِي ، وَ حُبٌّ بِالأَمَانِي
كُلُّ قَلْبٍ هَامَ عِشْقًا ، وَ وِفَاقًا = وَسَمَا بِالقُربِ يَشْدُو بِالأَغَانِي
فُجْأةٌ : أَرْخَى عَلَيهِ الغَيْبُ وَيلًا = وازْدَهَى الشَّرُ بِغَدرٍ ، وَعُوَاءِ
حِينَ ألقَى بِأَمَانٍ خَلْفَ سِتْرٍ = وَ احْتَدَى الكَونَ بِثَأرٍ ، وَ بُكَاءِ
=..
يَا هُدَى الأَيَّامِ صَارَ البَطْشُ جَهْرًا = كُلُّ نَفسٍ تَشْتَكِي جَمْرَ العَوَادِي
وَغُصُونٌ كَهَشِيمٍ بِرِيَاحٍ = وَ مُرُوجٌ تَصْطَلِي ظُلمَ الأَعَادِي
تَسْأَلُ الأَطيَارُ عَنْ أَيْكٍ ، وَ دَوْحٍ = لمْ تَعُدْ غَيرَ نُوَاحٍ ، وَ رَمَادِ
خَلَّفَ الجُحْدُ خَرِيْفًا فِي دَوَامٍ = وَ سَبَى المَجدَ إلَى صَرْحٍ خَوَاءِ
دَافَعَ الحُبُّ مِرَارًا عنْ بَقَاءٍ = إنَّمَا الحِقدُ سَرَى مَثْلَ الوَبَاءِ
=..
هَا هِيَ الأَرْزَاءُ سَادَتْ كُلَّ وَادٍ = وَ حَيَاةٌ ، وَ نُفُوسٌ ، بِاحْتِضَارِ
وَ يَدُ البَطشِ تَدَانَتْ بالدَّوَاهي = يَسقُطُ الحُبُّ مُصَابًا بِانْهِيَارِ
صَولَةُ الأَقدَارِ ، أَمْ سَيلُ الدَّوَاهِي ؟ = قَد أَصَابَتْ حُلمَ إِنْسٍ بِالدَّمَارِ
نِقمَةٌ ثَارَتْ بِبَأسٍ ، وَ انْتِقَامٍ = وَبَكَى الأَهوَالَ طَيرٌ بِالفَضَاءِ
وَفُؤادٌ دَامَ صِنْوًا لِلْأَمَانِي = وَ خَلِيلٌ قَد مَضَى صَوبَ الْعَزَاءِ
=.
رَاحِلٌ يَلْقَى احْتِضَارًا ، وَ وَدَاعًا = وَغَرِيبٌ قَدْ نَعَى جِسْرَ الفِرَاقِ
أَشْفَقَ الوَعْدُ عَلَيهِ مِنْ رَجَاءٍ = وَ انْتِظَارٍ ، لِلِقَاءٍ ، وَ وِفَاقِ
وَ زَهَا السَّعْدُ قُلُوبًا ، وَ دُرُوبًا= وَ المُنى هَامَتْ بِعِشْقٍ ، وَ اشْتِيَاقِ
إنَّمَا الوَعْدُ خَيَالٌ ، وَ سَرَابٌ ؟= أَمْ يقينٌ بَينَ شَكٍّ ، وَ رَجَاءِ ؟
كلَّمَا سَاقَ الوَفَا عَهْدًا ، تَلَاشَى = عَبْرَ غَدْرٍ ، وَ عَنَاءٍ ، وَ جَفَاءِ
=..
وَ إِلَى أَينَ فِرَارٌ وَ مَصِيرٌ = بِيَدِ الأَقدَارِ يَجْثُو بِنُوَاحِ
مُهْجةٌ بِالأُمْنِيَاتِ تَشْتَكِي مِنْ = لُقْيَةِ الوَهْمِ كَأنْصَالِ الرِّمَاحِ
بينَ فِكْرٍ كَالرَّدَى أَزْرَى يَقِبنًا = يَستَغِيثُ الغَيْبَ يَأتِي بِالصَّبَاحِ
هَدْهَدَ الشَّرُ رِيَاحًا ، حِينَ هبَّتْ = فَوقَ أَزْهَارِ الرَّوَابِي بِاعْتِدَاءِ
وَ هَمَى دَمعٌ يَوَاسِي كُلَّ عُوْدٍ = وَ تَهَاوَى الحُلمُ رَميًا منْ عَلاءِ
.=.
أيُّهَا السَّارِي بِأَشْجَانِ اللَّيَالِي= تَرْتَجي نُوْرًا ، وَ تَمْشِي كَالضَّرِيرِ
يَتَدَانَى الخَوفُ ، وَ القَلبُ رَجِيفٌ = يَرْتَضِي وَعْدَ التَّمَنِّي كَالغَرِيرِ
هَارِبًا مِنْ ذِكرَيَاتٍ بِاحْتِدَاءٍ =وَ الرَّجَا بَينَ دُعَاءٍ ، وَ مَصِيرِ
وَ الأَفَاعِي تَتَوَالَى بفَحِيحٍ = تَنشُرُ البَأسَ بغَدرٍ ، وَ عَدَاءِ
فَمَتَى تُشْفَى قُلُوبٌ منْ وَ جِيْعٍ = وَ الدُّنا باَلقَهرِ تَمضِي وَ الشَّقَاءِ
.=.
عَمَّ ظَهْرَ الأَرْضِ جُحْدٌ ، وَ بَلَاءٌ = وَ الرَّدَى اسْتَضْحَكَ منْ هَوْلِ العَوَادِي
أَينَ مِنْهُ النَّبْتُ يَزهِي بثِمَارٍ = وَ البَرَى ، وَ الْبِيدُ تَشكُو كَالصَّوَادِي
كُلُّ غُصْنٍ فِي ذُبُولٍ ، وَ انكِسَارٍ = يَستَجِيرُ الأَرضَ منْ شَرِّ الأَعَادِي
كُلُّ أَمْرٍ قَد غَدَا مَجْمَرَةً والـْ = قَيدُ أَدْمَى كُلَّ نَفْسٍ بِالرَّجَاءِ
وَ الغَوَادِي عَانقَتْ سَيلَ دُمُوعٍ = وَ بِحَارُ الكَونِ فَاضتْ بِالدِّمَاءِ
=..
فُجْأةٌ منْ مُهجَةٍ تَصبُو أَمَانًا= وَ قُلُوبٍ فِي سَقَامٍ ، وَ جِرَاحِ
فِي سَحِيقِ الإِثْمِ تَحيَا بِامْتِهَانٍ = لَا تُبَالِي غَيرَ لَهْوٍ ، وَ سِفَاحِ
وَ وُجُودٍ باقْتِتَالٍ ، وَ دَمارٍ = كُلُّ نَهجٍ بِاعْتِلَالٍ ، وَ نُوَاحِ
قَد تَهَادَتْ مُنيَةٌ تَرجُو سَلَامًا = صَيحةٌ كَالغَوثِ مِنْ قَاعِ الفَنَاءِ
جَاوَزَتْ أَرْضًا ، وَ سَهْلاً ، وَ جِبَالًا = أَسْمَعَتْ صَمْتَ البَرَارِي ، وَ الفَضَاءِ
=..
هَلَّلَ البِشْرُ وَ نَادَى كُلَّ غَافٍ = فَرَسُولٌ جَاءَ ، وَعْدًا مِنْ عُهُودِ
تَفتَدِيهِ النَّفْسُ عِشْقًا ، وَ وَفَاءً = ( مُصْطَفَى ) خُيرُ البَرَايَا ، وَ الوُجُودِ
هَلَّ نُوْرًا ، فَهَدَى ، بَدْرًا ، وَ فَجْرًا = فِطرَةَ اللهِ ، وَ دِينًا لِلْخُلُودِ
يَشْهَدُ الكَونُ عَلَيهِ قَد أقَامَ الـْ = عَدْلَ ، مِنْ أَرْضٍ ، عَلَا حَتَّى السَّمَاءِ
وَ غَدا الإِنسَانُ يَزهُو بِاْهتِدَاءٍ = أَشرَقَ الإِصبَاحُ صَحْوًا بِالسَّناءِ
.=.
سَطوَةُ الأَشْرَارِ دَومًا في جُنُونٍ = تَمْحَقُ الْحَقَّ وَ تَسْعَى لِقتَالِ
قَد تَوَالى الشَّرُ ، وَ الْكُفَارُ حِقْدًا= كَي يَنَالُوا مِنْ دُعَاةٍ بِاغْتيَالِ
يُطْفِئُوا نُورَ الهُدَى حينَ تَهَادَى = إنَّمَا كَيدُ الأَعَادِي بِاعْتِلَالِ
يُمْهِلُ اللهُ العِدَا رَغْمَ الدَّوَاهِي= ثُمَّ يَلْقَونَ الرَّدَى حِينَ غفَاءِ
يَنْصُرُ اللهُ عِبَادًا ، وَ هُدَاةً = إنَّ نُورَ الحَقِّ ، وَعْدٌ بالوَفَاءِ
=..
حَطَّمَ الهَدْيُ جُسُورَ الرِّجزِ طَوعًا = وَ فُلُولُ الشَّرِ تَجْثُو في مَخيفِ
أَيقَظَ النُّورُ الدُّنَا صَوبَ يَقيِنٍ = وَ هَوَى دَربُ الرَّدَى عِنْدَ الخَرِيفِ
وَ اهْتَدَى النَّاسُ وَ جَابَ الكَونَ عَدلٌ = وَ صُدُورٌ ، وَ قُلُوبٌ ، بلَهيفِ
وَ الْتَقَى الزَّهْرُ النَّدَى وَ الفَجْرَ شَوقًا = ثمُّ غَنَّى الطَّيرُ آمَالَ الفَضَاءِ
بَعدَمَا ذَاقَ صُدُودًا ، وَ بَلَاءً = أَقْبَلَ الحُبُّ، وَ أَسْرَى بِالإِخَاءِ
=.
رَحمَةُ اللهِ سَرَتْ تُحيِي قُلُوبًا = سَكَنَتْ رُوحًا ، وَ أَعمَاقَ الحَنَايَا
أَسَّسَتْ نَهجَ الهُدَى ، وَ العَفوَ حُبًّا = وَارتِدَادً عن شِقَاقٍ، وَ رَزَايَا
أغْدَقَتْ في القُربِ وُدًّا ، وَ وِئَامًا = ومَحَا النُّورُ الظَّلامَ ، وَالخَطَايَا
قَد هَدَى اللهُ وُجُودًا (بِأَمِيِنٍ ) = (وَ نَذِيرٍ) ،( وَ بَشِيرٍ ) ، مِنْ سَمَاءِ
قَد أَظلَّ الكَونَ عَدلًا ، وَ سَلَامًا = وَ سمَا دَرْبُ البَرَايَا بِالوَفَاءِ
..=
حُرَّرَ الإِنسَانُ مِنْ قَيدٍ ، وَ أَسْرٍ = (طَهَ) نُورُ اللهِ هَلَّ بِاشْتيَاقِ
كَي يَذُودَ الدِّينُ عَنْ حَقٍّ، وَ عَدْلٍ = نَامَ بَينَ الكُفرِ رَدْحًا في عِنَاقِ
أَثمَرَ النَّبْتُ بِوَادٍ ، وَ فَلَاةٍ = حِينَ أمسَتْ بِظِمَاءٍ ، وَ احْتِرَاقِ
وَهَوَتْ أَصْنَامُ رِجزٍ لِسَحِيقٍ = وَ تَلَاشَتْ في دُرُوبٍ منْ فَنَاءِ
عمَّ تَوحِيدٌ ، وَ هَدْيٌ ، وَ سَلَامٌ = قَدْ غَشَى وَجهَ الدُّنَا صَوبَ البَقَاءِ
=..
عَانَقَ الإِسْلَامُ فَتْحًا ، وَ شُمُوخًا = فِي نَوَاحي الكَونِ يَزْهِي بِاقْتِدَارِ
أصْبَحَ الإنسَانُ يحيَا فِي وِفَاقٍ = وَ سَلَامٍ قَد بَدَا مِثلَ النَّهَارِ
وَ يَقِينٍ يَشْهَدُ الرُّوحُ عَلَيهِ = وَ نَجَاةٍ بَعدَ خَوفٍ ، وَ احْتِضَارِ
شِرْعَةُ ( اللهِ ) خَلَتْ ما قَبلَهَا مِنْ = شِرْعةٍ جَاءتْ هُدًى بِالأنْبِيَاءِ
سَبَّحَ الطَّيرُ بِحَمْدٍ وَ صَلَاةٍ = أشْرَقَ الكَونُ بِحُبٍّ ، وَ وَلَاءِ
.=.
ثُمَّ صِرنَا بَعدَ حِينٍ فِي مَخِيفٍ = أَغْدَقَ الشَّرُ عَلَينَا بِالهَوَانِ
وَ هَوَى ظِلٌ ، وَ غُصْنٌ بِاْعتِلَالٍ = نِقمَةٌ حلَّتْ عَلىَ شَطِّ الأَمَانِي
وَطَوَتْ مَجدَ جُدُودٍ كَاللَّيَالي = أَينَ مِنْهُ الآنَ يغدُو بِالأَمَانِ
فِي طَريقٍ وَ الوَهَى يرْمِي قُلُوبًا = تَرتَجي غَوثًا ، وَ أَمنًا منْ شَقَاءِ
لَمْ يعدْ غيرُ غَمامٍ ، وَ سُؤَالٍ = هَلْ رَمَانَا الغَدْرُ حقًّا مِنْ عَلَاءِ؟
.=.
ذِكرَياتُ الأَمْسِ شَابَتْ مِنْ حَنِينٍ = وَ عُيُونٍ ، وَ قُلُوبٍ هَائِمَاتِ
قَد بَكَتْ ( غَرْنَاطَةَ العُرْبِ )جَهَارًا = والخَوَالِي قَد تَهَادَتْ شَاهِدَاتِ
وَنَعَتْ عَزْمًا ، وَ سَيفًا صَارَ هَشًّا = وَ دَهَى عِزًّا ، وَ مَجْدًا بِالوَفَاةِ
يَا هُدَى البَدرِ الَّذِي دَامَ سَنَاهُ = كَيفَ صَارَ المَرْءُ فِي لَيلٍ عُوَاءِ
أَصْدَرَ الشُّرُ عَليهِ الحُكمَ مَوتًا = وَالأَمَانِيُ تَوَارَتْ فِي خَفَاءِ
=..
كيَفَ آلَتْ كُلُّ أَرْضٍ لِمَشَاعٍ = وَ انْطَوَى الحَقُّ ، وَ أَمْسَى فِي سَقَامِ
تَعزِفُ الآمَالُ أَحْزَانَ الثَّكَالَى= لَمْ تَنلْ غَيرَ نَشِيدٍ منْ عُقَامِ
وَلَهِيفٍ بِالمُنى يَرنُو لِنُورٍ = كَي يَعُودَ الأَمسُ صَحوًا مِنْ مَنَامِ
يَا (فِلَسطِينُ) اسْتَبَاحَ الغَدرُ قُدسًا = ثُمَّ أمْسَيتِ بِقِيْدٍ ، وَ رَجَاءِ
فِي شَتَاتٍ ، وَ اللُّقَى صَار سَرَابًا = قَد كَوَى رَجْعَ الخَوَالِي أَلفُ دَاءِ
..=
لَو يَصِيرُ العَزمُ فِينَا مِثلَ أَمْسٍ = لَاهْتَدَينَا صَوبَ وَعْدٍ ، وجِهَادِ
لَرَمَينَا الشَّرَ قَسْرًا فِي سَحِيْقٍ= لمَحَونَا كُلَّ كِبْرٍ لِلْأعَادِي
حِينَ نَصْحُو بَافْتِخَارٍ ، وَ اْعتِدَادٍ = سَوفَ يَسْرِي النُّورُ زَهْوًا بِالبِلَادِ
يُنْشِدُ القَومُ نشِيدًا ، لِانتِصَارٍ = يَزدَهي بَدرَ اللَّيَالي فِي السَّمَاءِ
وَ الأَمَانِي فِي نَمَاءٍ حِينَ عَودٍ = ثُمَّ يشدُو كُلُّ طَيرٍ بِالْوَفَاءِ
=..
نَكْسَةٌ طَافَتْ بِلَادَ ( العُرْبِ) سَحْقًا = وَ الأَعَادِي فِي سُهُولٍ ، وَ دِيَارِ
لَمْ تَعدْ أرْضٌ لَنَا دُونَ احْتِلَالٍ = وَ (فِلَسْطينُ) هَوَتْ صَوبَ احْتِضَارِ
كيَفَ قَالُوا : إِنَّنَا نَجنِي اْنتِصَارًا = ثُمَّ صِرنَا فُجأةً قَيدَ انْتِحَارِ
كُلُّ أَطيَافِ المُنْيَ صَارَتْ سَرَابًا = وَ مَوَاتًا ، قَد رَمَتنَا بِالرِّثَاءِ
كَمْ زُهُورٍ ، وَ غُصُونٍ ، وَ طُيُورٍ = وَ نِسَاءٍ ، وَ رَضِيعٍ بِعَزَاءِ
=..
أَظْلَمَ الدَّهرُ عَلَينَا ، أَمْ رَضَينَا = بِهَوَانٍ ، وَ شَتَاتٍ ، وَغَمَامِ
قَد جَثَوْنَا عِنْدَ أَحزَانِ اليَتامَى = وَ اْجتَبَيْنَا كُلَّ نَهْجٍ بِانْقِسامِ
أُمَّتي : نَحْنُ طُيُوفٌ ، أمْ رُسُومٌ = كَيفَ طَوعًا قَد خَبَا بَرقُ الحُسُامِ
كَيفَ (بَدرٌ) صارَ يَخْشِى مِنْ ضِيَاءٍ= كَيفَ يُمْسِى كُلَّ لَيلٍ فِي غَفَاءِ
تَسألُ الأيَّامُ عنَّا هَلْ سَيَأتي= فَجرُنَا يَومًا بِصُبحٍ ، وَ سنَاءِ
=..
مِثلَمَا أهْدَى (صَلَاحُ الدِّينِ) نَصْرًا = يَرفعُ الرَّايَاتِ ، يَزْهُو بِالحُقُوقِ
أَغدَقَ الأَمْسُ عَلينَا بِفُتُوحٍ = وَ الأَعَادِي في جُحُورٍ ، وَ شُقُوقِ
رَفْرَفَتْ أَعلَامُنا فَوقَ (الصَّوَارِي) = مَا غَدا دَربٌ ، وَ نَهجٌ بِعُقُوقِ
إنَّمَا اليَومَ هَوتْ أمجَادُنَا مِنْ = قِمَّةٍ صَوبَ سَحِيقٍ ، وَ بَلَاءِ
وَنَعِيشُ الآنَ ذِكرَى كَالْحَيَارَى = وَ الأَمَاني في صُدُودٍ ، وَ جَفَاءِ
=..
نَكبَةٌ جَاءَتْ بأُخْرَى مِنْ قَرِيبٍ =وَ عُدَاةٌ بِاحْتِدَاءٍ ، وَ غَرُورِ
فَمُنَى الأَعدَاءِ أنْ تَخبُو الأَمَانِي = كِي يَصِيْرَ الحُلْمُ في الدَّربِ العَسِيْرِ
اْنْظُرِي كَيفَ أَحَاطُوا كُلَّ أَرْضٍ = كُلَّ وَادٍ ، وَ شِعَابٍ ، وَ غَدِيرِ
أَحرَقُوا أَيْكًا ، وَ دَوحًا ، وَ دِيَارًا= بِاسْمِ وَهمٍ ، وسَلَامٍ ، وَ إخَاءِ
قَد تَوَارَى كُلُّ وُدٍّ ، وَ وِئَامٍ = وَ بَدا كيدُ الأَعادِي كاَلوبَاءِ
=.
( بُوْشُ ) قَد أطْلَقَ حِقْدًا، واجْتَبَى الــغَدْ = رَ تِجَاهَ ( العُرْبِ ) نَهْجًا (كالتَّتَارِ)
هِبَةً (لِلغَرْبِ) ، وَ الأعدَاءِ تَسري = صَوبَ قهْرٍ ، وَ سَقَامٍ ، وَ انكِسَارِ
جاء (أُوبَامَا ) وَ زَادَ الطِّينَ بَلًّا = كَي يَصِيْرَ ( العْرْبِ ) دَوْمًا بِاحْتِضَارِ
كَي يَعِيِشَ الوْهمُ دَهْرًا فِي عُقُولٍ= وَ يثُورَ الطَّيْرُ فِي وَجْهِ الفَضَاءِ
وَ يَصُولَ الذِّئبُ في دَوْحٍ ، وَ وَادٍ = وَ يَحِيدَ الحَقُّ عنْ مَعنَى الوَفَاءِ
=..
فِتْنَةٌ قَامَتْ ، وَ طَافتْ كُلَّ أَرضٍ =وَ اسْتَثَارَتْ شَوقَ إنْسٍ بظِمَاءِ
لِأَمَانٍ ، وَسَلَامٍ ، وَ نَجَاةٍ= وَ سَرَى الحُلْمُ بأَرضٍ ، وَ سَمَاءِ
فَشُعُوبٌ وَقَّعتْ مِيثَاقِ هَونٍ = وَ شُعُوبٌ حطَّمَتْ تَاجَ الوَلَاءِ
عُملاءُ الشَّرِ طَافُوا كُلَّ دَارٍ = بِدُعَاءٍ ، وَ وُعُودٍ ، وَ ثَنَاءِ
وَ هَوَت أَرضٌ ، وَ دَارٌ لِسَحِيْقٍ = والرَّدَى جَابَ بِلَادًا كَالفَنَاءِ
=..
أُمَّتِي : كَمْ منْ عَمِيلٍ جَاءَ عَدْوًا= عَاشَ دَهرًا في دِيَارٍ لِلأَعَادِي
هَا هُوَ اليَوم يَعُودُ في خِدَاعٍ= يَرْسِمُ الوَهمَ غَرَامًا فِي فُؤَادِ
وَ قُلُوبٌ بَينَ شَكٍ ، وَ يَقِيِنٍ = قَد رَمَاهَا بالوُعُودِ ، والحَصَادِ
كيفَ أضْحَى الغَدرُ أَهْلًا ، وَحَبِيبًا = كَيفَ يَشدُو الحُبُّ في دَرْبٍ عُوُاءِ
وَ أمَانٌ قَد هَوَى رَهْنَ الأفَاعِي = بِالأسَى ، وَالبَاكِيَاتِ ، وَ الشَّقَاءِ
=..
خَائِنُو العَهدِ كَثيرٌ ، فِي طَريقٍ = لَيسَ فيهَا غَيرُ جُرْمٍ ، وَ اعْتِلَالِ
يُظهِرونَ السِّلمَ ، وَ الْغَدرُ بِقَلبٍ = قَد مَضَى صَوبَ عُدَاةٍ بِامْتِثَالِ
يَضحَكُ اليَومَ إلينَا ، وَ غدًا ، يَضـْ = حَكُ بِالوَهمِ عَلَينا وَ المُحَالِ
يا زَمانَ الحُبِّ هَلْ نَحنُ ارْتَضَينَا = فِتْنَةً سَادَتْ شُعُوبًا بِالرِّثَاءِ
كَمْ لَدينَا مِنهُمُ الآنَ بأِرضٍ = كَيفَ نَحيَا بَينَ بَأْسٍ ، وَ بَلَاءِ؟!
.=.
هَلْ تَخلَّى اللهُ عنَّا وَرَمَانَا = لِذِئَابٍ ، وَ غَريبٍ ، وَ هَوَامِ ؟!
أمْ ضَلَلنَا دَربنَا نَهجَ الخَوالي = والهُدَى صَارَ بِسُقفٍ منْ غَمَامِ
وَ انْتهَى فِيْنَا شُمُوخٌ واعْتِدادٌ = وَ غَشَانَا اليَأسُ ، نَعدُو فِي الظَّلَامِ
إنَّمَا بينَ الوَعيدِ ، وَ احْتِدَامٍ = رُوْحُ إِنْسٍ يَغتَدي صَوبَ اْهتِدَاءِ
لمْ يَزَلْ دَربُ الهُدَى رَغمَ الضَّوارِي= لنْ يَحيدَ اليَومَ عنْ صَدر ِالفِدَاءِ
.=.
يَا إلَهَ الكَونِ إنَّا قد غَفَونَا = وَ نَسِينَا أُسْوَةَ العَهْدِ الشَّرِيفِ
وَ اْبتُلينَا بُوُعُودٍ مِنْ سَرَابٍ = وَلبِثْنَا فِي هَوانٍ ، وَ مَخيِفِ
إنَّ يَومًا سَوفَ يأتِي بِحُقُوقٍ= ثمَّ نَنْأَى عنْ بَلَاءٍ ، و خَرِيفِ
أمَّةُ الحَمْدِ ، وَ نُورِ ( المُصْطَفَى ) فِي = رِحلَةِ الأَمْسِ بِأَرجَاءِ العَلَاءِ
لنْ تَخُورَ اليَومَ ، فَالوَعدُ بعَوْدٍ = سَوفَ يزْهِي كُلَّ دَارٍ ، بِالوَلَاءِ
.=.
أَنتِ فَوقَ الحِقْدِ ، وَالشَّرِ ، وَ غَدْرٍ = أنتِ نُورُ الكَونِ يَسْعَى مِنْ قُرُونِ
نَهْنِهِي النَّفْسَ ، وَ سِيري صَوبَ عَزمٍ = إنَّ شَوقَ النَّصرِ بَاقٍ في العُيُونِ
لمْلِمِي جُرْحًا ، وَ حُزْنًا ،ثمَّ سِيري = لَا تُباَلي غيرَ حُبٍّ ، وَيَقِيْنٍ
فِي عُيونِ الأَمسِ بَدرٌ بِسَنَاءٍ = وَ نُجُومٌ في سَّماءٍ بِالوَفَاءِ
لَا تهَابي أيَّ دَربٍ ، غيرَ ربٍّ = إنَّه النَّجوَى ، وَ وَعدٌ بالنَّجَاءِ
=..
وَطَنُ الأحَرارِ : كُنْ عُنوانَ مَجدِي = بِالوَفَا ، فَابْنِ صُرُوحَ الإعتِزَامِ
وَطَني : وامْحَقْ جُحُودًا ، عُدْ إلينَا = بالرَّوَابي ، وَ الأمَانِي ، وَ السَّلَامِ
رَغمَ قَهرٍ ، سَوفَ تَعْلُو بِشُمُوخٍ = سَوفَ تَسْمُو في طَريقٍ بِوِئَامِ
كَبْوَةٌ لِلحُبِّ تَنْأَى عَنْكَ حَتْمًا= سِرْ إِلَى دَربِ الخَوَالي بِاهتِدَاءِ
شِرعَةُ الحَقِّ ، وَ نَهجُ ( المُصْطَفى) يَا = أُمَّةَ الإِسلَامِ ، تَسْرِي كَالضِّيَاءِ
=.
عَرَبيٌ ، سَوفَ أمضِي بثَبَاتٍ = لَنْ ينَالَ الغَدرُ حِينًا منْ وُجُودي
إنَّني رَغمَ اصْطِبَارٍ سَوفَ أَبْنِي = مِنْ عَرينِ المَجدِ وَعْدًا بِالصُّمُودِ
عَرَبِيٌ في ضَميرِ الصَّدقِ أَسْرِي = إنَّني وَعْدُ اللَّيَالِي ، والجُدُودِ
إنَّ مَجدًا لِلخَوَالي في فُؤادِي = عَرَبيٌّ أَنَا ، وَ النَّصرُ رَجَائِي
لَنْ أَحيِدَ اليَومَ عنْ وَادٍ ، وَ دَارٍ = قد رَوَتَها أُمنيَاتٌ بِالدِّمَاءِ
.=.
اشْدُ يَا قَلبُ الوَفَا ، وَ اجْنِ صَفَاءً = وَ اشْفِ أَدوَاءَ قُلُوبٍ مِنْ أَنِيِنِ
وَ امْحُ جُحْدًا مِن صُدُورٍ ، وَ نُفُوسٍ = كَي تُغنِّي مُنيةٌ فَوقَ الغُصُونِ
وَ احْمِ أطيَارَ الرُّبَا ، وَ ابْنِ سَلَامًا = يَهتَدِي مَجْدُ الخَوالِي بِاليَقِينِ
حينَ نَصحُو منْ وَهَى اِلنَّفسِ، وَ وَهمٍ = وَ نَرَى أَشْلَاءَ غَدرٍ فِي فَنَاءِ
يَستَريحُ الحَقُّ ، يَغدُو بالأمَاني = يَنتَهِي لَيْلُ العَوُادي عَنْ عُوَاءِ
=..
لَا تَدَعْ يَا (ربِّ) فينَا غيرَ حُبٍّ = يَفتَدِي أوطَانَ (عُرْبٍ) بالصِّدُورِ
لَا تُسلِّطْ شَرَ أقوامٍ عَلَينَا = كي يُصْيبُوا العَزمَ فينَا بالفُتُورِ
كُنْ لنَا ضِدَّ العَدا ، وَ امْحُ شُرُورًا = سَوفَ نغدُو في البَرايَا كالنِّسُورِ
وَ اعْفُ عَنَّا ، عَنْ ذنُوبٍ ، وَخَطَايا = مَلْجأٌ أنْتَ لَنَا ، وَعْدُ النَّجَاءِ
وَ احْمنَا منْ كُلِّ عَادٍ ، وعَوَادٍ = وَ اْسقِنَا وِرْدَ الهُدَى خَيرَ سِقَاءِ
..=
إنَّنا قَومٌ بِدِينِ اللهِ نَزهُو = كُلَّ آنٍ ، بِدُعَاةٍ ، وَ حُدُودِ
نبتَغِي خَيرَ حَيَاةٍ ، وَمَمَاتٍ = شِرعَةَ (اللهِ) ، وَ سَعْيًا (لِلْوَدُودِ)
أَنعَمَ اللهُ علينَا بِصَلَاةٍ = حَسنَاتٍ ، تَغتَدِي مِلءَ الوُجُودِ
وَ عَلَى الدَّربِ اهْتَدَينَا ، وَمَشَينَا = نَرتَجي منْ ربِّنَا دَارَ البَقَاءِ
جَنَّةَ الخُلدِ لَنَا ، تَغدُو مُقَامًا = بِجِوَارِ الحَوضِ نَسْمُو بِاللِّقَاءِ
..=
ادْعُ بِالخَيرَاتِ لِلنَّاسِ جَمِيعًا = كُلُّ فِعلٍ يَستَزِيدُ الحَسَنَاتِ
إنَّ دَفعًا لِلأَذَى عَنْ أيِّ دَربٍ = مِثلُ نُورِ البَدرِ بينَ الظُّلمَاتِ
وَمِنَ الذِّكرِ ثَوَابٌ يغتَدِي في= كُلِّ صًدرٍ كَالشَّذا ، وَ النَّسَمَاتِ
وَبقَلْبٍ عَامِرِ الحَمْدِ ، عَفِيفٌ = كُلُّ نَفسٍ تَهتَدِي صَوبَ النَّجَاءِ
ربَّما يغدُو البَرَى أشْبَاهَ تِبْرٍ = منْ شَفِيفِ الرُّوْحِ ، أَو صِدقِ الدُّعَاءِ
..=
لَا تَنمْ وَ القَلْبُ غَافٍ عنْ دُعَاءٍ = يَرتَجي رَبَّ الوَرَى صَفْحَ الذُّنوبِ
إنَّ نَجوَى اللهِ تَحمِي كُلَّ ذَاتٍ = تَزدَهِي نَفْسًا ، وَتَنأَى عَنْ عَطُوبِ
تَوَبةٌ تَعدُو إلَى اللهِ بِصدقٍ = يَغِسِلُ الدَّمعُ جِبَالاً منْ كُرُوبِ
وَ إِذَا أَضحَى الهُدَى مِلءَ قُلُوبٍ = وَ سَرَتْ في الرُّوحِ أصدَاءَ الرِّضَاءِ
فَبَشِيرٌ منْ عَلَاءٍ ، وَ جَزَاءٌ= يُلْبِسُ النَّفسَ لبَاسَ الشُّهداءِ
..=
خَلَقَ اللهُ البرَايَا دَرَجَاتٍ = فَغَنيُّ ، وَ فَقِيرٌ في الحَيَاةِ
إنَّمَا يَومُ النِّدَا ، فيْهِ سَوَاءٌ = مِثلمَا يَأتُونَ لَحْدًا في المَمَاتِ
كُلُّ نَفْسٍ سَوفَ تَأتِي لحِسَابٍ = فَيَقومُ النَّاسُ صَرْعَى منْ وَفاَةِ
كُلُّ خَيْرٍ في الدُّنا يَسْري شَفِيعًا = يَومَ (عَرْضٍ ) والوَرَى صَوبَ الرَّجَاءِ
فَنَعيِمٌ يَزْدَهِي الخُلْدَ ثَوَابًا = أو جَحِيمٌ يَكتَوِي دُوْنَ غَفَاءِ[/poem]


شعر : عصام كمال ( مراد الساعي )

زين العابدين إبراهيم 01 / 12 / 2014 57 : 06 AM

رد: غَوَايَةُ الشَّيطانِ
 
لا إله إلا الله ,,, قصيدة رائعة بحق قمة في الإبداع وكم أنت بليغ في نظمك أيها الشاعر
لك الود والتقدير

محمد الصالح الجزائري 01 / 12 / 2014 06 : 11 PM

رد: غَوَايَةُ الشَّيطانِ
 
عَانَقَ الإِسْلَامُ فَتْحًا ، وَ شُمُوخًا = فِي نَوَاحي الكَونِ يَزْهِي بِاقْتِدَارِ
أصْبَحَ الإنسَانُ يحيَا فِي وِفَاقٍ = وَ سَلَامٍ قَد بَدَا مِثلَ النَّهَارِ

وَ يَقِينٍ يَشْهَدُ الرُّوحُ عَلَيهِ = وَ نَجَاةٍ بَعدَ خَوفٍ ، وَ احْتِضَارِ

شِرْعَةُ ( اللهِ ) خَلَتْ ما قَبلَهَا مِنْ = شِرْعةٍ جَاءتْ هُدًى بِالأنْبِيَاءِ

سَبَّحَ الطَّيرُ بِحَمْدٍ وَ صَلَاةٍ = أشْرَقَ الكَونُ بِحُبٍّ ، وَ وَلَاءِ

.=.
ثُمَّ صِرنَا بَعدَ حِينٍ فِي مَخِيفٍ = أَغْدَقَ الشَّرُ عَلَينَا بِالهَوَانِ

وَ هَوَى ظِلٌ ، وَ غُصْنٌ بِاْعتِلَالٍ = نِقمَةٌ حلَّتْ عَلىَ شَطِّ الأَمَانِي

وَطَوَتْ مَجدَ جُدُودٍ كَاللَّيَالي = أَينَ مِنْهُ الآنَ يغدُو بِالأَمَانِ

فِي طَريقٍ وَ الوَهَى يرْمِي قُلُوبًا = تَرتَجي غَوثًا ، وَ أَمنًا منْ شَقَاءِ

لَمْ يعدْ غيرُ غَمامٍ ، وَ سُؤَالٍ = هَلْ رَمَانَا الغَدْرُ حقًّا مِنْ عَلَاءِ؟

.=.
ذِكرَياتُ الأَمْسِ شَابَتْ مِنْ حَنِينٍ = وَ عُيُونٍ ، وَ قُلُوبٍ هَائِمَاتِ

قَد بَكَتْ ( غَرْنَاطَةَ العُرْبِ )جَهَارًا = والخَوَالِي قَد تَهَادَتْ شَاهِدَاتِ

وَنَعَتْ عَزْمًا ، وَ سَيفًا صَارَ هَشًّا = وَ دَهَى عِزًّا ، وَ مَجْدًا بِالوَفَاةِ

يَا هُدَى البَدرِ الَّذِي دَامَ سَنَاهُ = كَيفَ صَارَ المَرْءُ فِي لَيلٍ عُوَاءِ

أَصْدَرَ الشُّرُ عَليهِ الحُكمَ مَوتًا = وَالأَمَانِيُ تَوَارَتْ فِي خَفَاءِ

=..
كيَفَ آلَتْ كُلُّ أَرْضٍ لِمَشَاعٍ = وَ انْطَوَى الحَقُّ ، وَ أَمْسَى فِي سَقَامِ

تَعزِفُ الآمَالُ أَحْزَانَ الثَّكَالَى= لَمْ تَنلْ غَيرَ نَشِيدٍ منْ عُقَامِ

وَلَهِيفٍ بِالمُنى يَرنُو لِنُورٍ = كَي يَعُودَ الأَمسُ صَحوًا مِنْ مَنَامِ

يَا (فِلَسطِينُ) اسْتَبَاحَ الغَدرُ قُدسًا = ثُمَّ أمْسَيتِ بِقِيْدٍ ، وَ رَجَاءِ

فِي شَتَاتٍ ، وَ اللُّقَى صَار سَرَابًا = قَد كَوَى رَجْعَ الخَوَالِي أَلفُ دَاءِ

..=
لَو يَصِيرُ العَزمُ فِينَا مِثلَ أَمْسٍ = لَاهْتَدَينَا صَوبَ وَعْدٍ ، وجِهَادِ

لَرَمَينَا الشَّرَ قَسْرًا فِي سَحِيْقٍ= لمَحَونَا كُلَّ كِبْرٍ لِلْأعَادِي

حِينَ نَصْحُو بَافْتِخَارٍ ، وَ اْعتِدَادٍ = سَوفَ يَسْرِي النُّورُ زَهْوًا بِالبِلَادِ

يُنْشِدُ القَومُ نشِيدًا ، لِانتِصَارٍ = يَزدَهي بَدرَ اللَّيَالي فِي السَّمَاءِ

وَ الأَمَانِي فِي نَمَاءٍ حِينَ عَودٍ = ثُمَّ يشدُو كُلُّ طَيرٍ بِالْوَفَاءِ

=..
نَكْسَةٌ طَافَتْ بِلَادَ ( العُرْبِ) سَحْقًا = وَ الأَعَادِي فِي سُهُولٍ ، وَ دِيَارِ

لَمْ تَعدْ أرْضٌ لَنَا دُونَ احْتِلَالٍ = وَ (فِلَسْطينُ) هَوَتْ صَوبَ احْتِضَارِ

كيَفَ قَالُوا : إِنَّنَا نَجنِي اْنتِصَارًا = ثُمَّ صِرنَا فُجأةً قَيدَ انْتِحَارِ

كُلُّ أَطيَافِ المُنْيَ صَارَتْ سَرَابًا = وَ مَوَاتًا ، قَد رَمَتنَا بِالرِّثَاءِ

كَمْ زُهُورٍ ، وَ غُصُونٍ ، وَ طُيُورٍ = وَ نِسَاءٍ ، وَ رَضِيعٍ بِعَزَاءِ

=..
أَظْلَمَ الدَّهرُ عَلَينَا ، أَمْ رَضَينَا = بِهَوَانٍ ، وَ شَتَاتٍ ، وَغَمَامِ

قَد جَثَوْنَا عِنْدَ أَحزَانِ اليَتامَى = وَ اْجتَبَيْنَا كُلَّ نَهْجٍ بِانْقِسامِ

أُمَّتي : نَحْنُ طُيُوفٌ ، أمْ رُسُومٌ = كَيفَ طَوعًا قَد خَبَا بَرقُ الحُسُامِ

كَيفَ (بَدرٌ) صارَ يَخْشِى مِنْ ضِيَاءٍ= كَيفَ يُمْسِى كُلَّ لَيلٍ فِي غَفَاءِ

تَسألُ الأيَّامُ عنَّا هَلْ سَيَأتي= فَجرُنَا يَومًا بِصُبحٍ ، وَ سنَاءِ


توصيف راق جدا..قرأتُ الخماسيات بكل نهم ولم أملْ !! طول نفَسك وشاعرية قلّما تقع في النظم! شكرا لك ألف شكر ..

عصام كمال 04 / 12 / 2014 16 : 12 AM

رد: غَوَايَةُ الشَّيطانِ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زين العابدين إبراهيم (المشاركة 200744)
لا إله إلا الله ,,, قصيدة رائعة بحق قمة في الإبداع وكم أنت بليغ في نظمك أيها الشاعر
لك الود والتقدير





أخي الشاعر النبيل \\ زين العابدين
بارك الله بك
سعيد وممتن لهذا الهطول الزكي
ومديحك الطيب الكريم
ارجو أن أكون عند حسن الظن دائما
دام البنان والبيان


تحيتي والتقدير

عصام كمال 07 / 12 / 2014 17 : 12 AM

رد: غَوَايَةُ الشَّيطانِ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 200763)
عَانَقَ الإِسْلَامُ فَتْحًا ، وَ شُمُوخًا = فِي نَوَاحي الكَونِ يَزْهِي بِاقْتِدَارِ
أصْبَحَ الإنسَانُ يحيَا فِي وِفَاقٍ = وَ سَلَامٍ قَد بَدَا مِثلَ النَّهَارِ

وَ يَقِينٍ يَشْهَدُ الرُّوحُ عَلَيهِ = وَ نَجَاةٍ بَعدَ خَوفٍ ، وَ احْتِضَارِ

شِرْعَةُ ( اللهِ ) خَلَتْ ما قَبلَهَا مِنْ = شِرْعةٍ جَاءتْ هُدًى بِالأنْبِيَاءِ

سَبَّحَ الطَّيرُ بِحَمْدٍ وَ صَلَاةٍ = أشْرَقَ الكَونُ بِحُبٍّ ، وَ وَلَاءِ

.=.
ثُمَّ صِرنَا بَعدَ حِينٍ فِي مَخِيفٍ = أَغْدَقَ الشَّرُ عَلَينَا بِالهَوَانِ

وَ هَوَى ظِلٌ ، وَ غُصْنٌ بِاْعتِلَالٍ = نِقمَةٌ حلَّتْ عَلىَ شَطِّ الأَمَانِي

وَطَوَتْ مَجدَ جُدُودٍ كَاللَّيَالي = أَينَ مِنْهُ الآنَ يغدُو بِالأَمَانِ

فِي طَريقٍ وَ الوَهَى يرْمِي قُلُوبًا = تَرتَجي غَوثًا ، وَ أَمنًا منْ شَقَاءِ

لَمْ يعدْ غيرُ غَمامٍ ، وَ سُؤَالٍ = هَلْ رَمَانَا الغَدْرُ حقًّا مِنْ عَلَاءِ؟

.=.
ذِكرَياتُ الأَمْسِ شَابَتْ مِنْ حَنِينٍ = وَ عُيُونٍ ، وَ قُلُوبٍ هَائِمَاتِ

قَد بَكَتْ ( غَرْنَاطَةَ العُرْبِ )جَهَارًا = والخَوَالِي قَد تَهَادَتْ شَاهِدَاتِ

وَنَعَتْ عَزْمًا ، وَ سَيفًا صَارَ هَشًّا = وَ دَهَى عِزًّا ، وَ مَجْدًا بِالوَفَاةِ

يَا هُدَى البَدرِ الَّذِي دَامَ سَنَاهُ = كَيفَ صَارَ المَرْءُ فِي لَيلٍ عُوَاءِ

أَصْدَرَ الشُّرُ عَليهِ الحُكمَ مَوتًا = وَالأَمَانِيُ تَوَارَتْ فِي خَفَاءِ

=..
كيَفَ آلَتْ كُلُّ أَرْضٍ لِمَشَاعٍ = وَ انْطَوَى الحَقُّ ، وَ أَمْسَى فِي سَقَامِ

تَعزِفُ الآمَالُ أَحْزَانَ الثَّكَالَى= لَمْ تَنلْ غَيرَ نَشِيدٍ منْ عُقَامِ

وَلَهِيفٍ بِالمُنى يَرنُو لِنُورٍ = كَي يَعُودَ الأَمسُ صَحوًا مِنْ مَنَامِ

يَا (فِلَسطِينُ) اسْتَبَاحَ الغَدرُ قُدسًا = ثُمَّ أمْسَيتِ بِقِيْدٍ ، وَ رَجَاءِ

فِي شَتَاتٍ ، وَ اللُّقَى صَار سَرَابًا = قَد كَوَى رَجْعَ الخَوَالِي أَلفُ دَاءِ

..=
لَو يَصِيرُ العَزمُ فِينَا مِثلَ أَمْسٍ = لَاهْتَدَينَا صَوبَ وَعْدٍ ، وجِهَادِ

لَرَمَينَا الشَّرَ قَسْرًا فِي سَحِيْقٍ= لمَحَونَا كُلَّ كِبْرٍ لِلْأعَادِي

حِينَ نَصْحُو بَافْتِخَارٍ ، وَ اْعتِدَادٍ = سَوفَ يَسْرِي النُّورُ زَهْوًا بِالبِلَادِ

يُنْشِدُ القَومُ نشِيدًا ، لِانتِصَارٍ = يَزدَهي بَدرَ اللَّيَالي فِي السَّمَاءِ

وَ الأَمَانِي فِي نَمَاءٍ حِينَ عَودٍ = ثُمَّ يشدُو كُلُّ طَيرٍ بِالْوَفَاءِ

=..
نَكْسَةٌ طَافَتْ بِلَادَ ( العُرْبِ) سَحْقًا = وَ الأَعَادِي فِي سُهُولٍ ، وَ دِيَارِ

لَمْ تَعدْ أرْضٌ لَنَا دُونَ احْتِلَالٍ = وَ (فِلَسْطينُ) هَوَتْ صَوبَ احْتِضَارِ

كيَفَ قَالُوا : إِنَّنَا نَجنِي اْنتِصَارًا = ثُمَّ صِرنَا فُجأةً قَيدَ انْتِحَارِ

كُلُّ أَطيَافِ المُنْيَ صَارَتْ سَرَابًا = وَ مَوَاتًا ، قَد رَمَتنَا بِالرِّثَاءِ

كَمْ زُهُورٍ ، وَ غُصُونٍ ، وَ طُيُورٍ = وَ نِسَاءٍ ، وَ رَضِيعٍ بِعَزَاءِ

=..
أَظْلَمَ الدَّهرُ عَلَينَا ، أَمْ رَضَينَا = بِهَوَانٍ ، وَ شَتَاتٍ ، وَغَمَامِ

قَد جَثَوْنَا عِنْدَ أَحزَانِ اليَتامَى = وَ اْجتَبَيْنَا كُلَّ نَهْجٍ بِانْقِسامِ

أُمَّتي : نَحْنُ طُيُوفٌ ، أمْ رُسُومٌ = كَيفَ طَوعًا قَد خَبَا بَرقُ الحُسُامِ

كَيفَ (بَدرٌ) صارَ يَخْشِى مِنْ ضِيَاءٍ= كَيفَ يُمْسِى كُلَّ لَيلٍ فِي غَفَاءِ

تَسألُ الأيَّامُ عنَّا هَلْ سَيَأتي= فَجرُنَا يَومًا بِصُبحٍ ، وَ سنَاءِ


توصيف راق جدا..قرأتُ الخماسيات بكل نهم ولم أملْ !! طول نفَسك وشاعرية قلّما تقع في النظم! شكرا لك ألف شكر ..



أخي الشاعر الكبير \\ محمد الصالح
أشكرك من الألف إلى الياء
لهذا الحضور السامق والتعقيب الزكي
بقلمك الراقي وفكرك المنير
اشكرك ومديحك الطيب الكريم الذي ازدانت به قصيدتي
بارك الله بك
دام البنان والبيان


تحيتي والتقدير


الساعة الآن 22 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية