![]() |
سجن الأماكن
في مسيرة حياتنا نرتبط بالأشخاص فنبحث عنهم في وجوه البشر اينما ذهبنا ، ونرتبط بالأماكن لدرجة نصبح معها اسرى لها ، نأخذها معنا في حلنا وترحالنا على هيئة صور تسكن ثنايا الذاكرة. يصعب علينا احياناً التخلي عن المكان الذي نحبه ،فنسجن انفسنا فيه بإرادتنا حتى لو كلفنا الامر ضياع مكاسب مهمة. ذكرتني هذه الخاطرة بقصة عصفور عشق سجنه احب العصافير كثيراً وخاصة الكناري لجمال صوتها ، تعودت على تربيتهم والاهتمام بهم وكنت احرص على شراء اقفاص كبيرة ووضع قطع من الديكور كجذع شجرة وبعض النباتات الصناعية حتى اجعل جو القفص اكثر بهجة للعصفور.كنت اتعامل معهم بإنسانية كبيرة ، واتخيل نفسي عصفورة مثلهم. في احدى الاقفاص كان هناك عصفور وعصفورة من الكناري الاصفر الجميل ، كنت اقضي ساعات اراقبهما ، واتسائل يا ترى كيف يتفاهمان ، كانت الانثى تزقزق بصوت جميل ويرد عليها الذكر في سيمفونية رائعة تطرب لها الأذن. عندما ماتت العصفورة وبقى العصفور وحيداً ، لم اعد اسمع تغريده ، ظننت انها فترة حداد وحزن وبعدها سيعود للتغريد مرة اخرى، ولكن صمته طال ، فكرت في ان اطلق سراحه لعله يخرج من حالة الحزن ، وفتحت باب القفص وخرجت من المكان لأترك له الحرية في الخروج، عدت بعد يوم ووجدته في مكانه صامتاً كعادته وباب القفص مازال الباب مفتوحاً ، استغربت ، وتسائلت حينها ، هل من المعقول ان العصفور لا يرغب في الحرية؟ او انه لا يعرف الطريق الى باب القفص؟ مددت يدي في محاولة لإرشاده الى باب القفص ولكنه لم يعرني انتباه ، فأمسكت به وطيرته ، طار لمسافة قصيرة وحط على حافة الشرفة وعدت ادراجي وفي داخلي شعور مختلط ، شعور بالحزن لفراق عصفور قضى فترة في بيتي وتعودت عليه ، وشعور بالراحة لانني قمت بتحريره من الأسر. تخيلوا ماذا حصل؟ بعد يومين خرجت الى الشرفة وفوجئت بوجود العصفور ميتاً على حافة الشرفة ، فخطرت ببالي مجموعة من الاسئلة يا ترى هل مات حزناً على شريكته؟ ام لأنه لم يستطيع ان يتأقلم على الجو الخارجي الجديد؟ ام انه فقد قدرته على الطيران؟ ام انه عشق سجنه ولم يحتمل طعم الحرية؟ تحياتي سلوى حماد |
رد: سجن الأماكن
[frame="15 98"] العزيزة سلوى تأثرت جدا ً بهذه القصة ، عندي قصة تشبهها ولا استطيع نسيانها ولكني كنت مضطرة للخلاص من عصفورين كانا يعيشان عندي او بالأحرى كانا يسكنان قلبي ولغاية الآن لم انسهما فتحت جروحي يا سلوى ، الطير مثل الانسان بيعز علينا فراقه وبيضل اله ذكريات حلوة معنا شكرا غاليتي والى مزيد من الابداع [/frame] |
رد: سجن الأماكن
اقتباس:
اقتباس:
غاليتي ميساء، الفقد والفراق شعور مرعب ، يشعر فيه الانسان بأن جزء منه يٌنتزع ارتبط بكل اشيائي حتى الجماد ، واجد نفسي اسيرة ذكرياتي وكل ما يربطني بها مازلت احتفظ بمتعلقاتي التى رافقت سنوات عمري، بيني وبينها حالة من العشق والود امارس لعبة الهروب الى زوايا ذاكرتي لأسافر الى الاماكن التى زرتها ومازالت عيني تدمع عندما تلفحني الذكريات باحداث عشتها مع اناساً احببتهم جميل مرورك في كل الاوقات ، ويسعدني وجودك الدافئ بين كلماتي ، فكوني دوماً بالجوار حبي وتقديري، سلوى حماد |
رد: سجن الأماكن
[frame="1 98"]
عزيزتي سلوى الوحدة وفراق الحبيب قتل عصفورك. لا يمكن لعصافير الحبّ هذه ان تعيش وحيدة. الحريّة تعني البقاء الى جانب ريك حياتهم. لقد انفطر قلبه ولا بديل سوى إيجاد شريك آخر من نفس الفصيلة. نصّك مليء بالشجن كالعادة. دمت متألقة دائماً. [/frame] |
رد: سجن الأماكن
قصتك مؤثرة يا سلوى . وقد غصت بها في أعماق النفس البشرية لتتلمسي شيئا عجيبا و رائعا نسميه الألفة ..و قد زاد هذه القصة روعة حين أتيت بالعصفورين كمثل .. لتقولي لنا إن هذاالشعور الجميل لا نلمسه فقط عند بني الإنسان وأن العصافيرمثلها مثل الحيوانات الأخرى تتصرف حسب الغريزة التي وضعها فيها الخالق سبحانه ، فتكشف بذلك عن إعجازه في خلقه .. وقصتك هذه ياسلوى تشير بكل بساطة إلى واقع نعرفه ، ألا وهو أن كل المخلوقات الحية هي اجتماعية بالفطرة .. إلا بعض الاستثناءات القليلة جدا عند بعض الحيوانات ..
وبما أن طائري الكناري يمثلان صورة صادقة لما جبل عليه الإنسان من ألفة ، فإني تخيلت هذين الطائرين إنسانين عاشا معا ردحا من الوقت .. وحين رحل أحدهما مات الآخر كمدا .. وهذا هو منتهى الحب و الوفاء . أثرت يا سلوى أشجاني و أنا أتذكر جدتي التي رحلت منذ عشر سنين ... ما قلته في بداية القصة صائب مئة بالمئة .. إذا ألفنا شخصا ثم رحل عنا ، صرنا تلمس بعض الأشياء التي تذكرنا به ..و ها أنذا أحمل سبحة جدتي أينما حللت و ارتحلت أرى في كل جزء منها وجهها الحبيب .. لله ذرك يا سلوى .. تتلمسين المشاعر في أعماق القلب و النفس ةتسيلها حبرا على الورق . حياك الله ودمت مبدعة لك مودتي الدائمة |
رد: سجن الأماكن
اقتباس:
|
الساعة الآن 49 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية