منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   (((عَاشِقُ الْآصَال))) (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=29262)

عادل سلطاني 05 / 06 / 2015 55 : 09 PM

(((عَاشِقُ الْآصَال)))
 
إِلَيْكُمَا أَيُّهَا الصَّدَفَانِ الشَّاعِرَانِ الصَّارِخُ الطَّاسِيلِيُّ وَالْقُطْبِيُّ الْحَوَاسِّيُّ الْعَاتِرِيُّ وَعَلَى شَرِفِكُمَا الْمَلَكِيِّ أُهْدِيكُمَا نَبْضَ قَلْبٍ أَسْلَافِيٍّ أَخْضَرَ رَدًّا عَلَى عَصْمَاءِ الْبَدْءِ "نُبُوءَةُ أَطْلَسِيٍّ مِنْ غَيَابَاتِ الطَّاسِيلِيّ".
(((عَاشِقُ الْآصَال)))
أَنَا مِنْ تُرَابِ الْأَرْضِ يَافِتْنَةً وَسْنَى**وَمِنْ جَبَلِ الْأَوْرَاسِ يَرْفَعُنِي الْمَعْنَى
أَنَا الْأَطْلَسُ الْجَبَّارُ أقْصَايَ لَمْ يَزَلْ**يُعَانِقُ فِي عَيْنَيْكِ جُلْجُلَةَ الْمَبْنَى
تَعَالَيْ تَدَلَّيْ قَابَ ضِلْعَيَّ فِتْنَةً**وَهُزِّي بِجِذْعِ الطُّهْرِ فِي عَالَمِي الْأَدْنَى
إِلَيْكِ عُطُورَ الْبِئْرِ أَرْسَلْتُ رُوحَهَا**تُهَدْهِدُهَا الْأَشْوَاقُ مِنْ نَبْضِيَ الْأَسْنَى
أَنَا عَاشِقُ الْآصَالِ يَرْكُدْنَ حَوْلَهُ**لِتَمْلَأَ سَفْحَ الْكِيحِ شَقْرَاءَهُ الْوَسْنَى
نَقَشْتُكِ تَارِيخًا مِنَ الْعِشْقِ خَالِدًا**عَلَى صَفَحَاتِ الرِّيحِ مُرْسَلَةً حُسْنَا
فَتَحْتُ مَزَامِيرَ الْبِدَايَاتِ شَاعِرًا**وَأَهْدَابُكِ الشَّقْرَاءُ لَاتَعْرِفُ الْإِذْنَا
دَنَتْ فَتَدَلَّتْ قَابَ حُزْنَيْنِ بَيْنَنَا**تَكَاثَفَ فِيهَا الْهَمْسُ وَاخْضَوْضَرَتْ حُزْنَا
دَعِيهَا دَعِي الْأَحْزَانَ تُوقِظُ ثَوْرَتِي**سَأَمْشِي عَلَى أَرْضٍ لِأَذْرَعَهَا هَوْنَا
لِأَشْهَدَ مِيلَادِي بِصَحْرَاءِ تِيهِنَا**وَفَرْحَةَ أُمٍّ لَمْلَمَتْ قَلْبَهَا وَهْنَا
صَرَخْتُ وَجَدَّاتُ الْخَفَاءِ سَمِعْنَنِي**طَفِقْنَ لِيَسْتُرْنَ الصَّدَى إِذْ دَنَا مِنَّا
قَدِمْنَ سِرَاعًا مُذْ أَحَطْنَ ضَمَمْنَنِي**لِيَعْزِفْنَ مِنْ إِمْـﮋَادِ قِصَّتِنَا لَحْنَا
هَدَأْنَا وَأَوْتَارُ الْبِدَايَاتِ أَشْرَقَتْ**وَمُغْرَةُ جَدِّ الْأَرْضِ تَنْثُرُنَا لَوْنَا
هَدَأْنَا عَلَى جُدْرَانِ شُطْآنِ رَمْلِهَا**وَبَيْنَ مَسَافَاتِ الْمَوَاوِيلِ كَمْ بُحْنَا
حَزِينٌ أَجَلْ يَا صَارِخَ الشِّعْرِ مُرْهَقٌ**وَظُلْمُ ذَوِي الْقُرْبَى أُجَازِيهِ بِالْحُسْنَى
هُوِيَّةُ أَرْضِ الْجَدِّ فِي صَخْرِ حِقْبَةٍ**مُخَلَّدَةِ الْأَلْوَانِ عَنْ حَرْفِهَا ذُدْنَا
سَلُوا يَازَنَا الدَّهْرِيَّ كَمْ كُنْتُ عَاشِقًا**وَأَهْدَابُهَا الشَّقْرَاءُ تَسْجُنُنِي سَجْنَا
مُمَرَّدَةُ الْعَيْنَيْنِ مِنْ عَصْرِ فِتْنَةٍ**غَمَامَاتُهَا الْعَذْرَاءُ قَدْ أَمْطَرَتْ مُزْنَا
قَوَارِيرُهَا شَفَّتْ تُزَمْرِدُ ثَلْجَهَا**فَتَكْشِفُ عَنْ سَاقٍ لِتَعْبُرَنِي هَوْنَا
أَجَلْ عَبَرَتْنِي لَمْ تَجِدْ ذَلِكَ الْفَتَى**سِوَى ثَوْرَةِ الْمَظْلُومِ فِي كَهْلِهَا الْأَقْنَى
أَجَلْ عَبَرَتْ حُزْنِي وَمَأْسَاةَ أُمَّةٍ**يُسَجِّلُهَا التَّارِيخُ فِي سِفْرِهِ مَتْنَا
أَبَتْ حِقَبُ الْمَجْهُولِ أَنْ تَتْبَعَ الْهُدَى**وَفِي ظُلْمَةِ الْإِنْسَانِ أَنْوَارُنَا تَسْنَى
تُشِعُّ عَلَى الْأَحْقَابِ تَرْوِي انْتِشَارَنَا**وَتَنْثُرُ لِلْإِنْسَانِ مِنْ خَيْرِهَا الْأَغْنَى
وَتِفْنَاغُنَا الْمَنْحُوتُ مَازَالَ ثَوْرَةً**عَلَى كَاهِلِ الْأَصْدَافِ تَحْمِلُهُ يُمْنَا
حُرُوفٌ هَوَتْ حِينَ الْحَضَارَاتُ أَشْرَقَتْ**عَلَى جَنَّةِ الصَّحْرَاءِ فِي خِصْبِهَا مَثْنَى
مُقَدَّسَةٌ مِنْ سُدْفَةِ الْغَيْبِ أُنْزِلَتْ**تَشَافَهَهَا الْأَسْلَافُ مُذْ لَهَجُوا فَنَّا
يُهَاجِرُ سِحْرُ الْيَازِ مِنْ جَنَّةِ الرُّؤَى**إِلَى الْعَالَمِ الْمَهْجُورِ فَاكِهَةً تُجْنَى
قَدِيمٌ أَنَا يَا أَيُّهَا الْقُطْبُ أَوْغَلَتْ**عَذَابَاتِيَ الشَّقْرَاءُ فِي هُدْبِهَا الْأَدْنَى
بَكَتْنِي وَلَمْ أَعْلَمْ بِدَايَاتِ دَمْعِهَا**سِوَى شَهْقَةِ الثَّلْجَيْنِ فِي عَالَمِ الْمَعْنَى
بَكَتْ شَاعِرًا أَلْقَى نُبُوءَاتِ قَلْبِهِ**عَلَى مَذْبَحِ الْأَشْوَاقِ مُذْ أَنْسَنَ الْجِنَّا
أُنَادِيكَ عُدْ مِنْ رِقَّةِ الْإِنْسِ شَاعِرًا**لِنَنْشُرَ مِنْ بِئْرٍ مُمَرَّدَةٍ عَدْنَا
تَعَالَ وَجَدِّدْ نَبْضَ قَافِيَةِ الْهَوَى**وَفَجِّرْ مَعِينَ الشِّعْرِ فِي نَهْرِيَ الْمُضْنَى
غَرِيبٌ أَجَلْ مِنْ غُرْبَةِ التِّينِ ثَوْرَتِي**وَمِنْ غُصَّةِ الزَّيْتُونِ فِي ضِلْعِهَا الْأَحْنَى
أَعِدْنَا إِلَى الْخِصْبِ الْعَتِيقِ وَمَوْسِمٍ**مِنِ الْحُبِّ فِي بِئْرِ مَوَدَّتُهَا مِنَّا
تَنَزَّلْ إِذَنْ سَلْوَى مِنَ الشِّعْرِ أُكْلُهَا**وَلَاتَحْرِمَنّْ رُوحِي لِتُطْعِمَهَا مَنَّا
إِذَا بُحَّتِ النَّايَاتُ أَسْكَرْتَ خَمْرَةً**أَدَرْنَا كُؤُوسَ الْوُدِّ مُشْرِقَةً حُزْنَا
بَعَثْنَا حَكَايَانَا الْقَدِيمَةَ بَابِلًا**وَأَسْوَارُهَا حَدَّثَتْ هَارُوتَهَا عَنَّا
سَحَرْنَا عُيُونَ الْبِئْرِ بَلْ جَدَّةَ الرُّؤَى**وَفي عِطْرِهَا الْمَرْصُودِ يَا شَاعِرِي جُسْنَا
تَخَافَتَ صَوْتُ النَّقْرِ فِي ظُلْمَةِ الْمَدَى**وَإِزْمِيلُهَا الْمَبْحُوحُ فِي غُصَّةٍ أَدْنَى
تَدَاعَى رِجَالُ الْبِئْرِ حَوْلَ مَعِينِهِمْ**وَقَدْ أَبْدَعُوا مِنْ صَخْرِ تَلَّتِهِمْ حِصْنَا
يَسِيلُ مَعِينُ الْمَاءِ مِلْءَ ضُلُوعِهِمْ**لِيَحْضُنَهُ الْإِنْسَانُ فِي كَبَدٍ أَضْنَى
سَمِعْتُ أَنِينَ الْبِئْرِ مِنْ رُوحِ جَدَّتِي**وَمِنْ سِرِّهَا الْمَبْثُوثِ أَضْرِحَتِي تُبْنَى
أَسَلْنَا حِدَادَ الْقَلْبِ شَفَّ سَوَادُهُ**عَلَى تَلَّةِ التَّارِيخِ فِي لَوْنِهِ ذُبْنَا
شَقِيقَيْنِ كُنَّا تَوْأَمَ الشِّعْرُ بَيْنَنَا**وَهَا رَحِمُ الْإِبْدَاعِ تَحْمِلُنَا وَهْنَا
وُلِدْنَا فَكَانَ الرَّتْقُ حَرْفًا مُقَدَّسًا**وَمِنْ لِينِه الْمَبْثُوثِ نَفْتِقُهُ كَوْنَا
حَمَلْتُ أَزَامِيلَ الْقِيَامَةِ فِي دَمِي**لِأَنْحَتَ يَا إِنْسَانُ مِنْ حُرْقَتِي مَعْنَى
أُجَسِّدُ تِمْثَالَ الْحَقِيقَةِ شَاعِرًا**وَقِدِّيسَتِي الشَّقْرَاءُ تُلْهِمُنِي فَنَّا
أُحَاوِرُ أَهْدَابَ الْجَمِيلَةِ خَاشِعًا**وَسِحْرُ دَلَالِ الْهَمْسِ مِنْ ثَغْرِهَا عَنَّا
:"أَعِدْنِي إِلَى عَرْشِ الْجَلِيدِ أَمِيرَةً**وَفِي قَلْبِكَ الْمُمْتَدِّ أَخْلُدُ لَا أَفْنَى"
أَعَدْتُكِ يَاشَقْرَاءُ لِلْعَرْشِ مُذْ هَمَتْ**عِبَارَاتُكِ الْعَذْرَاءُ مِنْ ثَغْرِكِ الْأَسْنَى
يَمِيسُ حَرِيرُ الشَّوْقِ مِلْءَ نُعُومَةٍ**لِتَحْضُنَهُ عَيْنَاكِ فِي رِقَّةٍ وَسْنَى
حَزِينٌ أَجَلْ أَسْعَدْتُ عَيْنَيْكِ بِالْمُنَى**وَبِلْقِيسُ فِي هَمْسِ الْغِوَايَةِ هَلْ تَفْنَى؟
أَذَبْنَا جَلِيدَ الشَّوْقِ ذَاتَ سَعَادَةٍ**وَفِي سِحْرِكِ الِمُخْضَلِّ قِدِّيسَتِي ذُبْنَا
أَعِيدِي إِلَى الْأَحْقَابِ لَوْنَ ثُلُوجِهَا**وَسِرَّ اخْضِرَارِ الْخِصْبِ فِي مَوْسِمِي لَوْنَا
تَدَلَّيْ إِذَنْ مِنْ شَاهِقِ الْحُبِّ جَنَّةً**عَرَائِشُهَا الشَّقْرَاءُ فِي رِقَّةٍ تُدْنَى
جَدَائِلُكِ الْعَذْرَاءُ أَرْخِي حُقُولَهَا**لِتَنْضُجَ فِي شِعْرِي مُقَدَّسَةَ الْمَجْنَى
مُعَلَّقةَ الْعَيْنَيْنِ فِي أَرْضِ بَابِلٍ**حَدَائِقُكِ اخْضَلَّتْ مُعَرَّشَةً حُسْنَا
تَزُفُّ إِلَيَّ الْيَاسَمِينَ وَهَمْسَةً**مُجَنَّحَةَ الْإِحْسَاسِ فِي طُهْرِهَا طِرْنَا
نَزَلْنَا وَوَهْمُ الْكَهْلِ لَيْتَ يُعِيدُنِي**إِلَى دِفْئِهَا الْمَبْثُوثِ فِي صَدْرِهَا الْمُضْنَى
رَجَعْتُ إِلَى كَهْفِي وَوَقْعُ قُلُوبِنَا**يُغَازِلُ أَجْرَاسَ الْقِيَامَةِ مُذْ رَنَّا
أَثَرْتُ قَنَادِيلِي وَنَايَاتِ عَاشِقٍ**لِيَعْزِفَنِي الْأَسْلَافُ مِنْ حُزْنِهِمْ لَحْنَا
***
عادل سلطاني ، بئر العاتر يوم الجمعة 5 جوان 2015

محمد الصالح الجزائري 06 / 06 / 2015 24 : 03 PM

رد: (((عَاشِقُ الْآصَال)))
 
جميل هوهذا اليوم من حزيران المشع المشرق !! رائعة ودافئة هي هذه الخريدة أيهذا النحّات الخالد !! مرحبا بك وبنبضك الأسلافي الطاهر..شكرا لك ألف شكر...

محمد الصالح الجزائري 06 / 06 / 2015 25 : 03 PM

رد: (((عَاشِقُ الْآصَال)))
 
يُثبت النبض في:
2015/06/06

عادل سلطاني 06 / 06 / 2015 15 : 04 PM

رد: (((عَاشِقُ الْآصَال)))
 
لا تحضنني هنا إلا روحك ياابن جدتي وسر بئرها العتيقة بعد طول غياب ..اشتقت لك أيهذا الجراوي العاقل الإنسان ولصدرك الدافئ الذي يحضنني دائما ..مشكور على تثبيت هذه الخربشة..

تحياتي لك

صبحي ياسين 14 / 06 / 2015 02 : 12 PM

رد: (((عَاشِقُ الْآصَال)))
 
بك يحلو القصيد يا عادل الشعر
روعة منسابة نهرا رقراقا أطلسيا معانقا غيمات السماء
نشتاقك وشعرك
وقاتل الله ''نتا ''يؤخرني عن مراتع الجمال

العربي حاج صحراوي 15 / 06 / 2015 27 : 10 AM

رد: (((عَاشِقُ الْآصَال)))
 
للشعر فرسانه ...أراك هنا قد تسلقت و بلغت قطف ما تشتهي من ثمار .

عادل سلطاني 15 / 06 / 2015 15 : 04 PM

رد: (((عَاشِقُ الْآصَال)))
 
سعيد بنبض قلبك شاعرنا الدافئ الصديق صبحي ياسين آنست القلب أيها الراقي الرقيق دائما أشد على يديك بعد طول غياب

تحياتي

عادل سلطاني 15 / 06 / 2015 17 : 04 PM

رد: (((عَاشِقُ الْآصَال)))
 
شكرا على ردك الراقي مبدعنا الفاضل الأستاذ العربي حاج صحراوي..آنسني نبضك الجزائري الدافئ..

تحياتي

علي ابو حجر 18 / 06 / 2015 26 : 03 PM

رد: (((عَاشِقُ الْآصَال)))
 
أَثَرْتُ قَنَادِيلِي وَنَايَاتِ عَاشِقٍ**لِيَعْزِفَنِي الْأَسْلَافُ مِنْ حُزْنِهِمْ لَحْنَا
جميل أنت يا صاحب القلم الجميل
كل عام وأنتم جميعا بخير

عادل سلطاني 19 / 06 / 2015 56 : 01 PM

رد: (((عَاشِقُ الْآصَال)))
 
أسعدني ردك الراقي شاعرنا الفاضل علي أبوحجر ..كل عام وأنت بخير وعافية وصحة.

تحياتي


الساعة الآن 02 : 09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية