منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   (((غُصَّةُ الْإِمْزَاد))) (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=29324)

عادل سلطاني 26 / 06 / 2015 25 : 12 PM

(((غُصَّةُ الْإِمْزَاد)))
 
إليكما دائما أيها الصدفان الصديقان الشاعران مبروك بيبي بالنوي وإبراهيم بشوات ..أهديكما نبض إمزاد داسين ..

(((غُصَّةُ الْإِمْـﮋَاد)))

لِدَاسِينَ لَحْنٌ فِي الضُّلُوعِ تَعَطَّرَا=وَمِنْ غُصَّةِ الْإِمْـﮋَادِ قَلْبِي تَذَكَّرَا
أَعِيدِي مَحَارِيبَ الطَّهَارَةِ فِي دَمِي=وَبُثِّي إِلَى الْجُدْرَانِ مِسْكًا وَعَنْبَرَا
أَعِيدِي لِيَ الشَّقْرَاءَ مِنْ تِيهِ رِحْلَةٍ=لِأَحْضُنَ فِي أَهْدَابِهَا مَنْ تَطَهَّرَا
لِأَنِّيَ يَا دَاسِينُ مَازِلْتُ عَاشِقًا=أُسَافِرُ فِي خُلْجَانِهَا الشُّقْرِ مُبْحِرَا
أُسَافِرُ فِي طُهْرِ الْعُيُونِ نُبُوءَةً=وَقَابَ جَلِيدِ التِّيهِ صَلَّيْتُ مُقْصِرَا
أُعَانِقُ فِي لَيْلِي عَذَابَاتِ عَاشِقٍ=لِأَفْتَحَ فِي صَدْفِ الْجَلِيدَيْنِ مَعْبَرَا
عَبَرْتُ إِلَى عَيْنَيْنِ فَسَّرْتُ فِيهِمَا=مَعَانِي اشْتِيَاقِ الْوَاحَتَيْنِ مُعَبِّرَا
دَخَلْتُ وَيَالَيْتَ الْهَوَى أَسْعَفَ الْمُنَى=لِأَرْشُفَ مِنْ جَرَّاتِهَا الشُّقْرِ كَوْثَرَا
رَجَعْتُ وَقَلْبِي ظَامِئُ الشَّوْقِ مُرْهَقٌ=يُرَتِّلُ مِنْ أَوْرَادِهِ مَا تَيَسَّرَا
أَجَلْ عَطَشِي مُرٌّ بِصَحْرَاءِ تِيهِنَا=وَأَلْحَانُكِ الْعَذْرَاءُ زَادَتْ تَفَجُّرَا
هُنَا انْبَجَسَتْ عَيْنِي أَيَا صَخْرَ مِحْنَتِي=لِتَمْتَدَّ مِنْ عُمْقِ الْمُعَانَاةِ أَنْهُرَا
مُمَرَّدَةٌ عَيْنَاكِ لَمْلَمْتُ فِيهِمَا=دُمُوعًا مِنَ الْبِلَّوْرِ شَفَّتْ تَكَسُّرَا
تَرَاكَمْتُ فِي بُعْدَيْهِمَا غَيْمَ حِقْبَةٍ=مِنَ الْحُبِّ يَا دَاسِينُ وَانْسَبْتُ مُمْطِرَا
زُمُرُّدَتَا ثَلْجَيْكِ مِنْ سِحْرِ فِتْنَةٍ=أُعَانِقُ فِي غَيْبَيْهِمَا الْحُزْنَ مُعْصِرَا
أُطَارِحُ سِرْهُو لَهْفَةَ اللَّحْنِ ظَامِئًا=وَمِنْ قِصَّةِ الْإِمْـﮋَادِ زِدْتُ تَحَسُّرَا
أَغُوصُ إِلَى عُمْقِ الْبِدَايَاتِ قَابِضًا=عَلَى غُصَّةِ اللَّحْنَيْنِ حِينَ تَكَسَّرَا
أُلَمْلِمُ أَوْتَارًا لِإِيسْمَاوَ لَمْ تَزَلْ =تَبُثُّ حَنِينًا سَافِرَ الْحُزْنِ أَشْقَرَا
تَهَجَّأْتُهَا طِفْلًا عَلَى صَخْرِ بَدْئِنَا=وَرَتَّلْتُهَا شَوْقًا مَدَى الْعِشْقِ أَخْضَرَا
نَثَرْتُ أَحَاسِيسِي عَلَى رَمْلِ جَنَّةٍ=وَمِنْ سِحْرِهَا الْمَرْصُودِ قَلْبِي تَأَثَّرَا
عَدَوْتُ وَإِيسْمَاوُ الْجَمِيلَةُ فِي دَمِي=وَحَالُ لِسَانِ الْقَلْبِ بِالْحُبِّ ثَرْثَرَا
رَقَصْنَا وَتَاكُوبَا أَثَارَتْ نُبُوءَتِي=وَعَزْفُكِ يَا دَاسِينُ فِي اللَّيْلِ أَبْهَرَا
رَقَصْتُ وَدِرْعُ اللِّمْطِ زَيَّنَ سَاعِدِي=وَسَيْفُكِ مَسُلُولٌ مِنَ الْهُدْبِ أُشْهِرَا
سَأُغْمِدُ يَا قِدِّيسَتِي الْهُدْبَ فِي دَمِي=وَأَرْقُصُ حَتَّى أَسْتَعِيدَ التَّطَهُّرَا
سَأَدْخُلُ لِلْأَسْلَافِ حِينَ انْجِذَابِهِمْ=لِأَنْزِلَ سِرًّا فِي مَدَى الْجَدِّ مُضْمَرَا
أَسِيلُ عَلَى كَفَّيْكِ حِنَّاءَ أَوْرَقَتْ=وَلَوْنُ دَمِي فِي مَوْسِمِ الْحُبِّ أَزْهَرَا
تَشُقُّ بُرُوقُ الْحُبِّ غَيْمَ مَوَاسِمِي=وَتُرْعِدُ أَحْزَانِي إِذَا الشَّوْقُ أَمْطَرَا
يُرَاوِدُ أُجْفَانِي الْكَرَى لَيْلَةَ السُّرَى=وَكَاهِنُهُمْ عَنْ جَدَّةِ الْبِئْرِ أَخْبَرَا
قَرَأْتُ عُطُورَ الْبِئْرِ فِي كَفِّ عَاشِقٍ=يُفَسِّرُ خَطَّ الرَّمْلِ وَالْيَازُ عَبَّرَا
لَهَا الْحُزْنُ فِي لَيْلِ الْعَذَابَاتِ غُصَّةً=مُقَدَّسَةَ الْأَجْرَاسِ وَالْغَيْبُ أَنْذَرَا
سَيَحْضُنُ أَهْلُ السِّرِّ جَنَّاتِ تِيهِهِمْ=وَفِرْدَوْسُنَا الْمَفْقُودُ قَدْ عَنَّ مُسْفِرَا
نُبُوءَتُنَا مِنْ مَغْرِبِ الْجَدِّ شَمْسُهَا=سَتُشْرِقُ مِلْءَ الْيَازِ سِحْرًا مُؤَثِّرَا
لِطَاهَاتَ سِرِّي الْأَطْلَسِيُّ نُبُوءَةً=تُبَارِكُهَا الْجَدَّاتُ فِي مَوْكِبِ السُّرَى
تَعَاوِيذُ عَيْنَيْهَا دَنَتْ قَابَ خَوْفِهَا=تُحَصِّنُنِي فِي شُقْرَةِ الشَّوْقِ إِذْ سَرَى
وَشَائِجُ ثَلْجَيْهَا تَشُدُّ زُمُرُّدًا=مِنَ اللِّينِ تَحْنُو حِينَ تُوثِقُنِي الْعُرَى
أَحِنُّ إِلَى أَهْدَابِهَا مُنْذُ بَدْئِنَا=إِلَى خِصْبِهَا الْمَبْثُوثِ بِالْحُبِّ أَثْمَرَا
مَلَأْتُ سِلَالَ الرُّوحِ مِنْ ثَمْرِ هَمْسَةٍ=وَفِي أَقْدَسِ النَّهْرَيْنِ قَلْبِي تَطَهَّرَا
بِمُغْتَسَلٍ عَذْبٍ غَسَلْتُ مَوَاجِعِي=رَكَضْتُ بِصَبْرٍ وَاسْتَبَقْتُ التَّصَبُّرَا
سَأَعْزِفُ لِلْأَسْلَافِ لَحْنَ شَتَاتِهِمْ=وَفِي رِحْلَةِ الْإِمْـﮋَادِ عُمْرِي تَصَحَّرَا
وَغَادَرْتُ فِرْدَوْسِي أَيَا تِيهَ رِحْلَةٍ=وَخَلْفِي سَرَابٌ مِنْ صَدَى الْبِيدِ أَهْجَرَا
يَهُزُّ إِلَى الْأَعْلَى قَوَارِيرَ آلِهِ=وَيَسْكُبُهَا لَيْلًا إِذَا الْقَلْبُ أَسْحَرَا
تُغَطِّي رِمَالُ الْبِيدِ حُلْمَ نُبُوءَتِي=وَتَسْكُبُنِي يَازًا عَلَى الصَّخْرِ أَحْمَرَا
يُلَوِّنُنِي جَدِّي بِمُغْرَةِ رُوحِهِ=وَيَحْضُنُنِي دِفْئًا مِنَ الْبِيدِ أَزْهَرَا
أُكَفِّرُ عَنْ ذَنْبِي عَلَى رَمْلِ تَوْبَتِي=وَيَسْتَلُّنِي دَمْعًا مِنَ الْحُزْنِ مُشْهَرَا
أُقَرِّبُ قُرْبَانِي بِذِبْحِ شَتَاتِنَا=وَأُهْرِقُ مِنْ قَلْبِي الشَّتَاتَ مُكَفِّرَا
تَلَثَّمْتُ حَتَّى أَسْتَعِيدَ حَقِيقَتِي=وَمَازِلْتُ فِي أَسْرَارِهَا مُتَكَفِّرَا
حَثَوْتُ تُرَابَ الْبَدْءِ لَهْوَ طُفُولَةٍ=لِأَبْعَثَ فِي تَصْخَابِهَا مَنْ تَعَفَّرَا
بِدَائِيَّتِي لُغْزٌ مِنَ الْغَيْبِ مُعْجِزٌ=سَأُبْهِرُ مِنْ أَسْرَارِهَا مَنْ تَحَضَّرَا
سَأَبْعَثُ جَدِّي مِنْ غَيَابَاتِ تِيهِنَا=وَأَرْسُمُهُ وَجْهًا مِنَ الْبِيدِ أَسْمَرَا
وَأَرْشُفُ إِمْـﮋَادَ الْجَنُوبِ سَعَادَةً=وَأَعْصِرُ مِنْ أَوْتَارِهَا مَا تَعَسَّرَا
سَأُرْجِعُ شَقْرَاءَ الْجَلِيدِ أَمِيرَةً=لِتَحْرِقَنِي حَتَّى الرَّمَادِ تَطَهُّرَا
تَعَالَيْ وَجُرِّي ثَوْبَ فِتْنَتِكِ هَوًى=وَبُثِّي إِلَى عَيْنَيَّ قَدًّا تَكَسَّرَا
وَمِيسِي عَلَى طُهْرِي دَلَالًا وَفِتْنَةً=لِتَنْتَصِرَ الْأَهْدَابُ نَصْرًا مُؤَزَّرَا
وَهَيَّا ارْسِلِي جَيْشًا مِنَ الْهَمْسِ جَحْفَلَتْ=عَذَابَاتُهُ قَابَ الضُّلُوعِ وَعَسْكَرَا
أَضِيفِي إِلَى سِرِّ الْجَنُوبِ نُبُوءَتِي=لِأَكْشِفَ سِرَّ الْبِئْرِ يَوْمَ تَعَطَّرَا
تَعَالَيْ وَمِيسِي شَعْرُكِ الطِّفْلُ لَمْ يَزَلْ=يَبُثُّ سَلَامًا هَادِئَ اللَّوْنِ أَشْقَرَا
أَثِيرِي سُكُونِي فِي غَيَابَاتِ صَبْوَتِي=وَقُدِّي قَمِيصِي أَيْنَمَا الْقَلْبُ أَدْبَرَا
وَمِنْ جَرَّةِ الْأَسْلَافِ ذُوبِي سُلَافَةً=لِأَرْشُفَهَا كَأْسًا مِنَ الْوَجْدِ كَوْثَرَا
أَنَا يُوسُفِيُّ الْبِئْرِ أَدْلَيْتُ دَلْوَهُمْ=وَغَدْرُ أَخِي لِلرَّكْبِ بَانَ وَأَسْفَرَا
حَمَلْتُ دَمِي لِلْجَدِّ فِي ظْلْمَةِ الْعَمَى=عَلَى وَجْهِهِ مُلْقًى لِيَرْتَدَّ مُبْصِرَا
تَطَهَّرْتُ فِي عِشْقِ الْمُحِبِّينَ رَاهِبًا=وَقِدِّيسَتِي أَهْدَتْ لِيَ الْحُبَّ أَخْضَرَا
***
عادل سلطاني ، بئر العاتر يوم الاثنين 22 جوان 2015

محمد الصالح الجزائري 26 / 06 / 2015 38 : 01 PM

رد: (((غُصَّةُ الْإِمْزَاد)))
 
حملتَ أخي النّحّات من بئر جدّتي
.................جرارا لها الْإِمْـﮋَادُ غنّى فأسكرا
كما اللحن المنبعث من آلة الْإِمْـﮋَاد الأسطورية الساحرة جاءت قصيدتك هذه..عميقة مسافرة في عمق حضارة الأسلاف... (صحّ رمضانك)


عادل سلطاني 26 / 06 / 2015 10 : 02 PM

رد: (((غُصَّةُ الْإِمْزَاد)))
 
صح رمضانك أخي الأكبر الجراوي ابن الجدة ..لا يتلقى قصائدي بأحضان دافئة إلاك في هذا الزمن أيها الراقي العاقل القارئ الإنسان ..أسعدني ردك وآنسني بيتك الجميل

تحياتي شاعرنا الراقي محمد الصالح الجزائري..

حكمت خولي 15 / 07 / 2015 12 : 06 PM

رد: (((غُصَّةُ الْإِمْزَاد)))
 
قصيدة قوية معبرة ورائعة ليحفظك الله يا صديقي

عادل سلطاني 15 / 07 / 2015 07 : 08 PM

رد: (((غُصَّةُ الْإِمْزَاد)))
 
آمين ..آنسني نبض ردك الراقي ولمستك الخولية الدافئة شاعرنا الراقي الصديق حكمت خولي..

تحياتي


الساعة الآن 23 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية