منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   كلـمــــــــات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=133)
-   -   رأي قارئة في منتصف سبتمبر (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=29529)

نصيرة تختوخ 27 / 09 / 2015 53 : 02 PM

رأي قارئة في منتصف سبتمبر
 
أذكر أن أحد أصدقاء ألبير كامو المقربين منه جدا تحدث عن شخصية هذا الأخير في إحدى الندوات واعتبر فقدانه خسارة للمشهد الأدبي ليس فقط لكونه أديبا لامعًا بل لأنه ينتمي لفئة الكتاب المقبلين على الحياة .
أمر أستعيده لتأييده لأن الفئة الجميلة تبدو أحيانا قليلة و من يعصرون غيومهم الرمادية على الورق عكسها يتكاثرون لايترددون أمام نفوس تقابلهم طيعة بالتعب. يحفزون دوائر الألم والجمهور داخل الحلقة ذات الجدار العالي يكبر, خلفه ساحة الحياة واسعة تنتظر.
واقع غريب أن يختار الكاتب المبدع حافظ أسرار الكلمات ورحلاتها الأثيرة إخماد الحياة عوض إشعالها, أن يقتات على الألم في الظلام الفسيح و يتلف كائناته وحيله التي تعرف طريقها إلى شمعة الاحتفال. هو الساحر مركِّب الصيغ العجيبة الذي بإمكانه أن يخرج للوجود شخصا بلا تاريخ و يتفرج . له أن يمحو معالم الزمن و الحدود ويلعب. يمنح كائنه الجديد إن شاء دمعة أو ابتسامة أو طيارة ورقية أو حتى حقيبة وكأنه على سفر و يتأنّى . يسترجع معه تاريخه. يعود معه لأيام الكهف ومنها يصعد ناجيا من المخالب و الأنياب والكوارث والأسلحة الحادة وتلك النارية حتى يستقر في الورقة ويجيد تكريمه.
لأنه الإنسان المذهل استحق بذل الجهد من أجله وليس للمبدع إلاّ أن يكون مجتهدا جزيل العطاء و عندما يهدد الانكسار فصيلته أن يسعفها بوردة . لا شيء آخر, كما تُنطق المزهريات الفارغة تنزل الوردة بما يلزم من شجاعة في القلب. تعرف سطوة الجمال الذي ينسي الحزن . وذاك الحنان المجتمع نُعُومَةً في تكوينها يمسح على العاطفة, فلا حذر .
نثرًا أو شعرًا تكون الوردة بكامل أناقتها عندما يهديها الكاتب للقارئ بما أوتي من إتقان وإبداع وينتصر للتشارك الذي يربت على الكتف وذاك الذي لا يقبر الحياة. لايعدمها لأنها الأهم ، تماما كما غنى جيلبير بيكو" الوردة هي الأهم ".
--16-9-2015 Nassira

محمد الصالح الجزائري 27 / 09 / 2015 50 : 07 PM

رد: رأي قارئة في منتصف سبتمبر
 
((وليس للمبدع إلاّ أن يكون مجتهدا جزيل العطاء و عندما يهدد الانكسار فصيلته أن يسعفها بوردة..)))
كلمات في غاية الصدقية والأهمية الأدبية والحياتية على حد سواء..شكرا لك غاليتنا الأستاذة نصيرة..عيدك أسعد..


نصيرة تختوخ 27 / 09 / 2015 07 : 10 PM

رد: رأي قارئة في منتصف سبتمبر
 
كل عام وأنت بخير أستاذ محمد الصالح ، يسعدني تأييدك لكلماتي و كل التوفيق أتمناه لك دوما.
تحيتي

د. رجاء بنحيدا 28 / 09 / 2015 10 : 04 AM

رد: رأي قارئة في منتصف سبتمبر
 
الأستاذة الفضلى نصيرة تختوخ
شكر معطر بأزاهير الخزامى على كلمات تتدفق من معين الحياة
وعلى رأي..قُدًّم في مزهرية قطوف عبق كل ورودها .. دانية
وكل عام وأنت بألف خير

نصيرة تختوخ 28 / 09 / 2015 47 : 05 PM

رد: رأي قارئة في منتصف سبتمبر
 
عزيزتي د رجاء شكرا لحضورك المرفوق بالورود والكلمات العطرة.
دمت بخير ودامت إيجابيتك.

هدى نورالدين الخطيب 29 / 09 / 2015 33 : 09 AM

رد: رأي قارئة في منتصف سبتمبر
 
[align=justify]
صديقتي الحبيبة أستاذة نصيرة
اشتقت لك ولكتاباتك التي تحمل بصمة خاصة مميزة على الدوام..
اؤيدك بالطبع ولكن يا عزيزتي في الحياة الطبيعية أو شبه الطبيعية - ولكل قاعدة شواذ - الأدباء والكتّاب بصورة عامة مزاجيون إلى حد فائق الحساسية، ما يخدش البعض يترك على محياهم هم الآثار العميقة..
هناك في الحياة زلازل تقلب الحياة رأساً على عقب ، وتحيل الإنسان منا إلى بقايا وأحياناً إلى أطلال وجثث تتنفس....
لا بد أن يبقى للكاتب نافذة ضوء تسرّب له الأوكسجين ليتنفس
الحزن للكاتب مثل الملح في الطعام قليله مفيد، يُخرج جواهره المكنونة وأنبل وأصدق ما فيه ليبدع لكن كثيره متلف تماماً، والشفافية مهلكة في النوائب ، فالمبدع الشفّاف كالطفل - بل هو كذلك - ضعيه في حقل مثمر تنبت له أجنحة يصفق بها ويحلق في السماء ، أما إن وضعناه في صحراء قاحلة تجف عروقه ويذوي حتى يموت ببطء!
بالإضافة لما يصيبنا ويصلبنا فوق جلجلته في أحزاننا وصدماتنا الخاصّة، هناك شيء هائل في هذا الزمن المجرم الذي نعيش فيه محال ألاّ يفقد معه الإنسان أي رغبة بالكتابة وربما بالحياة...
طبعاً لا شيء نهائي ، لا بد أن ينفجر السد وتنهار الجدران ويتدفق الماء غزيراً ويعود المغترب عن قلمه إليه...
جميل ما قرأت لك هنا .. جميل جداً
لك على الدوام عميق محبتي يا صديقتي

[/align]

نصيرة تختوخ 29 / 09 / 2015 40 : 05 PM

رد: رأي قارئة في منتصف سبتمبر
 
غاليتي وأديبتنا العزيزة هدى؛
طبعا أقدر وأفهم وما أكثر المبدعين الذين إستسلموا لكآبتهم فامتصت الأوقات المظلمة طاقتهم وأحالتهم حالتهم أحيانا للاستسلام ورفض الحياة. لكن يبقى ماأنجزه سالفا يشهد بتميز عطائهم وورود إبداعهم. و هي دعوة للمقاومة؛ للنظر أبعد، لمدّ اليد لمن يحتاجون عبورًا إلى عوالم أرقى وأجمل.
في الأوقات المظلمة تكون الحاجة للمثقف والمفكر أكبر لا ليندب حظه أو يبكي أمته كالمنكوبين أوالمتألمين فقط بل كي يسعى للتغيير ويعمل عليه ويبحث عن الحلول أو يضيء إمكانية وجودها على الأقل.
تحيتي لك وأطيب المتمنيات ويسعدني دوما أن نلتقي ولو على عتبات النصوص.
دمت


الساعة الآن 26 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية