منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   تقاطـــع خطيــــن متوازييــــن ... ! (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=29719)

عمار رماش 24 / 12 / 2015 44 : 11 PM

تقاطـــع خطيــــن متوازييــــن ... !
 
[align=justify][frame="13 98"]
تقاطع خطين متوازيين...!
[align=justify]في بهو المطار ، وسط هذا الجمع الكبير من البشر ، هناك أربعة أشخاص يسيرون في اتجاهين متعاكسين ، اثنان في كل اتجاه ، يمر الثنائيان بمحاذاة بعضهما البعض فيشكلان حائطا بشريا متنوع التركيبة ، امرأة قمحية البشرة ، سوداء الشعر طويلته ، نحيفة نوعا ما ، واسعة العينين سوداءهما ، بجانب رجل طويل القامة ، قوي البنية ، أبيض البشرة ، يليه رجل يماثله تقريبا ، غير أنه تشوبه سمرة خفيفة ، إلى جانبه امرأة بيضاء ، حوراء ، سوداء الشعر قصيرته . لا تدوم لحظة تكون الحائط المشابه لحائط لاعبي كرة القدم سوى بقدر الخطوة الموالية التي تجعله ينقسم إلى قسمين يتجه كل قسم في اتجاه ، لكن وكقطعة الحلوى التي تترك خيوطا بعد تقسيمها إلى قسمين بقي خيط ما يربط تفكيري شخصين من الثنائيين . لقد نقل ذلك الخيط شرارة رجعت بهما صفحات كثيرة إلى الخلف ، تتقلب أفكار في رأس الرجل الأبيض :" حتى عندما نلتقي صدفة – بعد هذه السنوات – نكون في اتجاهين متعاكسين." مرت في ذهن المرأة قصيرة الشعر فكرة:" إذا ،نحن نسافر إلى المكان نفسه كي نعود إلى المكان نفسه الذي كنا فيه ، لكن الوقت اختلف لنا هذه المرة ! " .
عنّ له أن يستدير ، يرى التغيرات التي لحقتها ، تذكر كيف كان يفعل العكس ذات سنوات شباب ، فلم يكن يطيقها ، وعند مواجهتها ، ورؤيتها تتعمد الخروج حيث يراها وتبتسم له ينظر إليها شزرا ، ويدير رأسه ...، لكن ذلك لم يوقف حماقتها كما كان يعبر ، إلى أن أتت لحظة هدوء تأملها فيها فاخترقت قلبه واحتلته ، وملكته ، ولتبدأ قصة حب وقف لها الواقع بالمرصاد ، فكانت النهاية المحتومة التي غلبت كل محاولاته من أجل إتمامها كما يريد . ذرفا الدموع في ليلة زفافها ، وقضى ليلته تلك هائما ، حتى أنه لما أفاق في الصباح وجد نفسه ملقى في مكان خال...
كانا آنذاك يافعين ، انتبه على صوت زوجته - التي هي أيضا يصر على أنه أحبها – تخبره بدعوة وصلتهما عبر الهاتف تدعوهما إلى العشاء عند أخيه الأصغر...، أدار رأسه بسرعة بعدما كان في اتجاه آخر لكن عيناه عادتا بلا صورة واضحة لها ، توقع أن تستدير هي أيضا لكنه لم ير شيئا من ذلك. أما هي ، فبمجرد تفكك الحائط استدارت فلم تر وجهه . أعادت الكرة لكن بعد أن أعاد صوت زوجته رأسه إلى وضعه الطبيعي ، أعادت رأسها إلى وضعه الطبيعي...
غاب الثنائيان في وسط هذا الكم الهائل من البشر.[/align]
[/frame][/align]

محمد الصالح الجزائري 25 / 12 / 2015 45 : 01 AM

رد: تقاطـــع خطيــــن متوازييــــن ... !
 
[align=justify]الأستاذ عمار..جميل هو سردك كما هو شعرك!! قصة موفقة .. يمكن أن تكون روائيا كبيرا تعرّضك للجزئيات وتلك التفاصيل الصغيرة تجعلني أجزم بأن لك قدرة على كتابة الرواية لا القصة القصيرة !! سنلتقي كثيرا إن شاء الله..أرجو أن يستمرّ نشاطك هذا أخي الغالي عمار..بارك الله فيك..[/align]

عمار رماش 25 / 12 / 2015 37 : 11 PM

رد: تقاطـــع خطيــــن متوازييــــن ... !
 
شكرا جزيلا أستاذ محمد ، مرورك العطر في كل مرة يترك اثرا جميلا ، في الحقيقة لي رواية مطبوعة بعنوان : درب الورد والألم ، عن دار الكتاب العربي بالجزائر العاصمة ، صدرت في السداسي الثاني من سنة 2015 .
بدوري ايضا أتمنى أن نلتقي كثيرا تحت سماء الادب...تحياتي وتقديري

محمد الصالح الجزائري 26 / 12 / 2015 45 : 12 AM

رد: تقاطـــع خطيــــن متوازييــــن ... !
 
[align=justify]أخي عمار ..صدق حدسي (ابتسامة)..مع مرور بقية الأعضاء سيكتمل العقد..ومثلما قلتَ سنلتقي تحت سماء الأدب كثيرا كثيرا..[/align][align=justify][/align]


الساعة الآن 39 : 06 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية