![]() |
في أعمـــاق الألـــــم
[frame="10 98"]
في أعمــــاق الألــــــم يسحل خلفه همومه قاصمة الظهر ، يحرك الخطى بصعوبة ، عيناه منتفختان حمراوان ، تقرآن بسهولة ، وتؤلمان القارئ بسرعة . أسماله الرثة لو نطقت لترجته أن يريحها ، فقد ملت جسده المنهك المتسخ ، حذاؤه الذي لم يستطع إخفاء الأصبع الملتوية على أختها بفتحته الأمامية الحزينة يكاد يسقط من قدمه ، فلم يعد متماسكا. [/align][/frame]في هذا الخضم ترتسم ابتسامة على محياه ، جاهد كثيرا حتى تمكن من إخراجها ، لكن سرعان ما تنطفئ جذوتها عندما يرى العيون تتحاشى النظر إليه...، تلك العيون التي كانت ستتابعه بشغف لو سارت الأمور على ما يرام ، فقد بدأ يلاكم صغيرا ، تجاوز أقرانه ، اتضحت موهبته ، تنبأ له الجميع بمستقبل زاهر إلا أن الحياة أسقطته بضربة قاضية حين وقع له حادث أفقده السيطرة على جسده ، وأعيا مخه ، ثم دخل الموت حياته ، ففقد الوالدين ليضيف اليتم إلى الفقر والمرض لتصيبه لوثة. يمر أمام مقهى ، يتوقف ، يصوب نظره نحو التلفاز ، هناك حيث تبث منازلة في الملاكمة..، تسمر في مكانه فاغرا فاه ، غاص في عالم خاص به ، يبتسم تارة ، ويعبس تارة أخرى ، يشير له صاحب المقهى بالمغادرة لكنه لا يرى ولا يسمع ، فيتجه نحوه دافعا إياه بقوة ، فيكاد يسقط بعد أن طار حذاؤه من قدمه. بنظرة منكسرة ، وبحركة واهنة يأخذ الحذاء ويسير مطأطئ الرأس يتمتم بكلمات غير مفهومة ... ، أما رواد المقهى فكانوا يقهقهون لما حدث ، ويتندرون بحكايات أخرى شبيهة وقعت له.. عمــــار رمـــــاش |
رد: في أعمـــاق الألـــــم
أهلا بك أخ عمار .. قصة قصيرة وبداية جيدة لكاتب قصة وخاطرة ننتظر جديدك .. تقبل تحياتي وورودي .
|
رد: في أعمـــاق الألـــــم
شكرا لك الأخ عادل ، اسعدني مرورك العطر ، تحياتي
|
رد: في أعمـــاق الألـــــم
[align=justify]لغة سردية ممتعة..تعاقب الأحداث وتسارعها في سياقات وقوالب جميلة..وأبقى عند رأيي ( الرواية تلقي بظلالها على سرديتك)..شكرا لك أخي الغالي الأستاذ عمار..[/align]
|
رد: في أعمـــاق الألـــــم
شكرا استاذ محمد على مرورك العطر وآرائك التي أعتز بها واشكرك عليها ...دمت بألف خير استاذ...
|
الساعة الآن 12 : 09 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية