منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   النهايـــــة الثالثـــــة والأخيــــــرة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=29786)

عمار رماش 11 / 01 / 2016 51 : 11 PM

النهايـــــة الثالثـــــة والأخيــــــرة
 

النهايـــــة الثالثـــــة والأخيــــــرة




الأشجار تبدو رمادية اللون ، في الطريق سواد قاتم ، والسماء لا يراها ، في الحقيقة نفسه هي التي توزع الألوان ، إنها تنشر غضبها وضيقها ، ولا ترحم ، لا ترحم حتى نفسها!...
لقد كانت فتاته تردد :" ارحم نفسك " يعني أنها ترى بأنه يعذب نفسه . من هو صانع السوط إذا ؟ من المحرض على الجلد المتواصل لروح أرادت توأمها ؟
هو ما كان يريد أن ترتسم آثار الضربات على ردود أفعاله ، وما كان يهوى إيصال رسائل الألم ، لكنها ذبذبات ينقلها الهواء فتفهمها بسرعة ، ربما لأن توقع ما سيكون كان يسكنها ، يرسل زفرة ، يستغفر الله وسرعان ما يعود إلى الجرح المتفتق.
كانت للحكاية نهايتان : اندمل الجرح ثم نكئ ، بعدها اندمل مرة أخرى ثم يغرز فيه مسمار. " في الأول أنت الذي رجعت ، ألو...كذا وكذا ... لا الهاتف لا ينفع ، لقاء ، وتبقى الغرابة ، الرفض الحنون ، هل يمكن هذا؟ لقد كان وترك لي الجرح"
- إلى أين يا صاحبي؟
- من؟...، أنت؟ لقد قذفت بي في متاهة دون قصد منك.
- ما ذنبي إذا ملكتني صاحبة اللقب نفسه ؟
- لا أحد يلوم القدر.
أكملا المسير ، ولا يزال رأسه يلوك ما دار بينهما مؤخرا ، لقد كان وصاحبه يتجهان نحو حي السلام وصاحبه هائم يصف له من يهوى . اليوم حار ، توقفا في مقهى ، تناولا عصيرين ثم واصلا المسير ، في الطريق يعلقان على الكثير من المظاهر ثم سرعان ما ينسيانها . تلوح فتاتان في نهاية الشارع ، إحداهما كأنه يعرفها ، لا ، يعرفها ،" ماذا ؟ هي...هي بذاتها ، صبرا أيتها الروح المنهكة ، ما لهذا الألم يموت حبا فيك؟ أأصبح مخلوقا أنت أوكسجينه ؟ فلا تراه إلا قاصدا إليك؟" ، صديقه مهتم بصاحبته لكنه رمقه فتعجب لِمَ اتسعت عيناه ، وانطبقت شفتاه على بعضهما بقوة ، أما فتاته فقد أفقدتها الدهشة فطنتها فبدت كالبلهاء ، لكن عيناها أظهرتا حزنا عميقا . " لِمَ لمْ تبد فرحة؟ ...أوَ سعدت أنت؟" ردد في داخله. قالت تحدث نفسها :" طلبت منك أن ترحل عن عتمة دنياي ، رحلت ، لست أدري إلى أين ؟... ارتحت أو هكذا أقنعت نفسي ، لكنك الآن تبعث من جديد ، هل أنت مرض مزمن؟".
نظرت إليه بعد أن عاد رشدها ، ابتعدت شفتاها قليلا ، لتظهرا أسنانا بيضاء ، ولمعت عيناها ، تضافر كل هذا لصنع ابتسامة من ينتظر تحية أو شبهها وفرحة تتبعها ، لكن الشفتين عادتا ببطء لتحجبا الأسنان ، والعينين أظلمتا ، والابتسامة ماتت أو قتلت بعد ميلادها مباشرة .
عاتبه صديقه :" ما كان عليك أن تفعل ذلك". رد:" أبدا... أنصت ، هل أنا لها؟ هل هي لي؟ لقد أصبح كل منا كلمة في جملة تختلف في معناها عن الجملة الأخرى ، فهل نخلط هذه الجمل فتتسبب في ركاكة نص مستقبلنا؟".

عمـــــار رمـــــاش

محمد الصالح الجزائري 13 / 01 / 2016 14 : 03 AM

رد: النهايـــــة الثالثـــــة والأخيــــــرة
 
[align=justify]سرد محكم النسج..سياقات جميلة..تموّجات انفعال بدقة هائلة..قفزات موفّقة ترصد الأحداث بتقنية عالية..طالما تكتب الرواية فالأمر ميسّر لك..شكرا لك أخي الأستاذ عمار على متعة القص !!![/align]

عمار رماش 13 / 01 / 2016 31 : 09 PM

رد: النهايـــــة الثالثـــــة والأخيــــــرة
 
أخي الأستاذ محمد ، شكرا على مرورك العطر القيم ، سعيد جدا أن تنال قصتي إعجابك ، دمت بألف خير...


الساعة الآن 14 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية