منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   تهنئة، تعزية، معايدات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=270)
-   -   بمناسبة عيد المولد النبوي كل عام وأنتم بألف خير (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=2979)

كنان سقيرق 19 / 03 / 2008 19 : 03 AM

بمناسبة عيد المولد النبوي كل عام وأنتم بألف خير
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/189.gif');border:4px ridge red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
أخوتي وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... اعاده الله عليكم بالخير والسعادة إنه يوم مولد الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنبل بني البشر .... ولد الهدى فالكائنات كلها ضياء... إنها الذكرى الأغلى على قلوبنا عيد المولد النبوي .... كل عام وأنتم متمسكون بسنة الحبيب.... كل عام وأنتم حافظون لسيرته... كل عام وأنتم أمته... كل عام وأنتم بألف خير....
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

مازن شما 19 / 03 / 2008 59 : 04 AM

رد: بمناسبة عيد المولد النبوي كل عام وأنتم بألف خير
 
[frame="13 90"]
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.alshamsi.net/rasool_ahmed.jpg
[align=justify]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الصّلاةُ والسّلامُ على سيّدِ الانبياءِ وخاتَمِ المرسلينَ من بَعَثَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمينَ.. الصّلاةُ والسّلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ اللهِ يا من بشر بك الملأ الأعلى قبل ولادتك.. الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله يا من نَطَقَ الانبياءُ بالبشائِرِ بِبِعثتِكَ ومولِدِكَ،
وأشهدُ الا الهَ الا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ أرسَلَ رسولَهُ بالهُدى ودينِ الحقِ ليُظهِرَهُ على الدّينِ كُلِّهِ ولو كره الكافرون وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمداً عبدُهُ ورسولُهُ وصفيُّهُ وخليلُهُ بَعَثَهُ اللهُ رحمةً مُهداةً للعالمينَ أقامَ صُرُوحَ العدلِ وحاربَ الظُّلمَ دَعَا الى عبادَةِ اللهِ الملكِ الديانِ وحارَبَ الشِّركَ وحطَّمَ الأوثانَ نَشَرَ الاخلاقَ الحميدَةَ وحارَبَ الرّذيلَةَ دَعَا الى مكارِمِ الاخلاقِ ونبذَ التباغُضِ والتَّحاسُدِ والتَّدابُرِ والتَّنَافُرِ بينَ المؤمنينَ، تَحولَتِ الجزيرةُ العربيَّةُ بمولِدِهِ وازدانَتْ بِبِعثَتِهِ فصارتْ مركزَ إشعاعِ نورٍ وهدْيٍ وبركةٍ وأسرارٍ عمَّ على العالمينَ.
ما أُحَيْلاها من ذكرى عظيمةٍ ما أعْظَمَهَا من مُناسَبَةٍ كريمةٍ عمَّ بِها النُّورُ أرجاءَ المعمورةِ ما أعظَمَهَا من حَدَثٍ حَوَّلَ تاريخَ الجزيرةِ العربيةِ من قبائل متناحرة مشتتة يفتك بعضها ببعض يتباهَوْنَ بالرذائِلِ والمحرَّماتِ يرفَعُونَ لواءَ الشركِ وعبادَةِ الاوثانِ حتى صارتْ مهدَ العلمِ النُّورِ والإيمانِ ودولةَ الاخلاقِ والعدلِ والأمانِ بهديِ النبيِ محمدٍ عليهِ الصّلاةُ والسلامُ.
يقولُ اللهُ تعالى في القرءانِ الكريمِ: {لقد جاءَكُم رسولٌ من أنفُسِكُمْ عزيزٌ عليهِ ما عَنِتُّم حريصٌ عليكُمْ بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيمٌ}
هذا النبيُّ العظيمُ الذي سَعِدْنَا بمولِدِهِ وازدَدْنَا فَرَحَاً وأمناً وأماناً بأن كُنَّا في أُمَّتِهِ، هذا النبيُّ العظيمُ طوبى لمن التَزَمَ نَهْجَهُ وسارَ على هديِهِ والتَزَمَ أوامِرَهُ وَنَهْيَهُ سواءَ كانَ عبداً او سواءكان حُراً سواءَ كان انثى أم كان ذكراً سواء كان فرداً من أفرادِ المجتَمَعِ أم سُلطاناً أم حاكِماً أم رئيساً.
هذا النبيُّ العظيمُ الذي جَعَلَهُ ربُّهُ هادياً ومُبشراً ونذيراً وداعِياً الى اللهِ بإذنِهِ سِراجاً وهّاجاً وَقَمَراً مُنيراً كانَ أُمِّياً لا يقرَأُ المكتوبَ ولا يكتُبُ شيئاً ومع ذلك كانَ ذا فَصَاحَةٍ بالِغَةٍ ومع ذلِكَ كانَ بالمؤمنينَ رؤوفاً رحيماً كانَ ذا نُصْحٍ تامٍ ورأفَةٍ ورَحمةٍ ذا شَفَقَةٍ وإحسانٍ يُواسي الفُقراءَ وَيَسْعى في قضاءِ حاجةِ الأرامِلِ والأيتامِ والمساكينِ والضُّعفاءِ كان أشدَّ النَّاسِ تَوَاضُعاً يحبُّ المساكينَ وَيَشْهَدُ جنائِزَهُم فما أعظَمَهُ من نبيٍ وما أحلاها من صِفاتٍ عَسَانا ان نَتَجَمَّلَ بصفات كريمة لنكونَ على هديِهِ صلى الله عليهِ وسلَّمَ كما قالَ ربُّهُ يمتدِحُهُ :{بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيمٌ} ، وفي ذكرى مولِدِهِ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ لا بُدَّ لنا نحنُ اهل الحق لا بد لنا نحن المسلمونَ المؤمنونَ بالكتابِ والسُّنةِ من أن نُبيَّنَ للخاصّةِ والعامَّةِ من الناسِ مشروعيَّةَ الاحتفالِ بالمولِدِ النبويِّ الشريفِ.
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا سخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.
هذا النبي العظيم الذي بعثه ربه رحمة للعالمين ليعلم الناس الخير ليأمرهم بالبر بين لهم شرائع الإسلام والإسلام ليس فيه ما ينفر وليس بحاجة لأن نكذب له ولا عليه.
قالت عائشة رضي الله عنها ما خُيّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين الا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه الا أن تنتهك حرمة الله تعالى.
هذا هو النبي العظيم فما احيلاه من نبي كريم وما أعظمها من أخلاق إسلامية محمدية وما أحوجنا للإطلاع على شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم لنهذب أنفسنا لنطهر جوارحنا لنتواضع فيما بيننا ونتطاوع فقد روى عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم اضطجع على حصير فأثر الحصير بجلده قال عبد الله فجعلت امسحه عنه وأقول : بأبي أنت وأمي يا رسول الله لو أذنت لنا فقال عليه الصلاة والسلام بعدما قال له لو أذنت لنا فنبسط لك شيئاً يقيك منه تنام عليه فقال عليه الصلاة والسلام مالي وللدنيا إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة مثمرة ثم راح وتركها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/align]
[/frame]

نجاة دينار 19 / 03 / 2008 57 : 06 AM

رد: بمناسبة عيد المولد النبوي كل عام وأنتم بألف خير
 
بسم الله الرحمن الرحيم





ولد الهدى فالكائنات ضياء=وفم الزمان تبسم وسناء
الروح والملأ الملائك حوله=للدين والدنيا به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي=والمنتهى والسدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلا من سلسل=واللوح والقلم البديع رواء
يا خير من جاء الوجود تحية=من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
بك بشر الله السماء فزينت=وتوضعت مسكا بك الغبراء
يوم يتيه على الزمان صباحه=ومساؤه بمحمد وضاء
يوحي إليك الفوز في ظلمائه=متتابعا تجلى به الظلماء
والآي تترى والخوارق جمة=جبريل رواح بها غداء


مخلص السالم 19 / 03 / 2008 04 : 03 PM

رد: بمناسبة عيد المولد النبوي كل عام وأنتم بألف خير
 
[frame="4 80"]
[align=justify]
بسم الله الرحمن الرحيم

{لقد جاءَكُم رسولٌ من أنفُسِكُمْ عزيزٌ عليهِ ما عَنِتُّم حريصٌ عليكُمْ بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيمٌ}
هذا النبيُّ العظيمُ الذي سَعِدْنَا بمولِدِهِ وازدَدْنَا فَرَحَاً وأمناً وأماناً بأن كُنَّا في أُمَّتِهِ، هذا النبيُّ العظيمُ طوبى لمن التَزَمَ نَهْجَهُ وسارَ على هديِهِ والتَزَمَ أوامِرَهُ وَنَهْيَهُ سواءَ كانَ عبداً او سواءكان حُراً سواءَ كان انثى أم كان ذكراً سواء كان فرداً من أفرادِ المجتَمَعِ أم سُلطاناً أم حاكِماً أم رئيساً.
هذا النبيُّ العظيمُ الذي جَعَلَهُ ربُّهُ هادياً ومُبشراً ونذيراً وداعِياً الى اللهِ بإذنِهِ سِراجاً وهّاجاً وَقَمَراً مُنيراً كانَ أُمِّياً لا يقرَأُ المكتوبَ ولا يكتُبُ شيئاً ومع ذلك كانَ ذا فَصَاحَةٍ بالِغَةٍ ومع ذلِكَ كانَ بالمؤمنينَ رؤوفاً رحيماً كانَ ذا نُصْحٍ تامٍ ورأفَةٍ ورَحمةٍ ذا شَفَقَةٍ وإحسانٍ يُواسي الفُقراءَ وَيَسْعى في قضاءِ حاجةِ الأرامِلِ والأيتامِ والمساكينِ والضُّعفاءِ كان أشدَّ النَّاسِ تَوَاضُعاً يحبُّ المساكينَ وَيَشْهَدُ جنائِزَهُم فما أعظَمَهُ من نبيٍ وما أحلاها من صِفاتٍ عَسَانا ان نَتَجَمَّلَ بصفات كريمة لنكونَ على هديِهِ صلى الله عليهِ وسلَّمَ كما قالَ ربُّهُ يمتدِحُهُ :{بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيمٌ}
[/align][/frame]

شـــــ ســـوريــة ـــــام 20 / 03 / 2008 17 : 12 AM

رد: بمناسبة عيد المولد النبوي كل عام وأنتم بألف خير
 
كل عام وانتم بخير.. وجميع أمة محمد بخير
ياحبيبي يارسول الله .. ياشفيعي يارسول الله ..
يـــــــــا خيــــــر خـــــــــــــــلق اللــــــــــه

يوم مولد الرسول عليه الصلاة والسلام ويوم مولد دولته، ويوم وفاته ومولد الخلافة الراشدة

لفت انتباهي توافق غريب، وربط عجيب، بين مولد رسول صلى الله عليه وسلم، ويوم دخوله المدينة واستلامه الحكم فيها، ويوم وفاته عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.
كلها كانت في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول (على أصح الروايات) .
ألا تستغربون من هذا التوافق، وهل لديكم تفسير يربط بين هذه الثلاث.
إن الرسول محمداً صلى الله عليه وآله وسلم هو الرحمة التي أرسلها الله للعباد، لينقذهم من الظلمات إلى النور، وليرشدهم إلى طريق الحق، وليبلغهم خاتمة الرسالات التي لن تأتي بعدها رسالة سماوية، وليطبق عليهم شريعة الإسلام ليسعدوا في الدارين الأولى والآخرة.
فكان مولده في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول إيذاناً بوجود هذه الرحمة، وبداية لوجود هذه النعمة.
ولما بعث عليه الصلاة والسلام، بدأ دعوته في مكة المكرمة، وكان يعمل من أجل أن يقيم دولة الإسلام أي من أجل تمكين دعوته، ليباشر ما أمره الله به وما حمله الله إياه، وجعله تبعة على أمته من بعده، وهو حمل الإسلام إلى البشر، من أجل دعوتهم إليه وتطبيقهم عليهم.
وهكذا ظل يعمل عليه السلام حتى أقام دولة الإسلام في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وأسس قواعدها، وجعلها بذرة لدولة عالمية تسوس العالم بالحق والعدل.
ولما حان وقت رحيله عليه السلام، كان موعد وفاته في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، إيذاناً بقيام دولة الخلافة الراشدة التي خلفت رسول الله في مهمته التي بعثه الله من أجلها، وهي حمل الإسلام للبشر عن طريق الدولة، التي أقامها وتلقفها صحابته من بعده.
سبحان الله،،،
مولد الرحمة في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول
مولد الدولة في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول
مولد الخلافة في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول
وقد يقول قائل إن هذا التوافق الغريب كان هكذا دون ترتيب، وأرد على هذه النقطة أنه فضلا عن أن كل شيء بمشيئة الله تعالى، فإن ما حصل لم يكن ليحصل لولا ترتيب مقصود من الله عز وجل، وإليك البيان:
عندما يهم جماعة للسفر إلى مكان ما للقيام برحلة صيد أو غيرها، وصادف وجودهم في مكان الرحلة يوم كذا كيوم مولد الرسول مثلا، يتساءلون فيما بينهم: ألا تلاحظون أننا تجمعنا في يوم مولد الرسول عليه السلام بدون قصد، فيرد الآخرون: نعم، بدون قصد، فنحن لم نتقصد أن نتجمع في هذا اليوم بالذات.
فهل كانت هجرة رسول الله عليه السلام من هذا القبيل؟
لا، فالرسول عليه السلام هو الوحيد الذي لم يهاجر إلا بإذن من ربه، بل إنه ظل منتظراً حتى يأذن الله له، بل إن أبا بكر كان يستأذنه بالهجرة بعد أن رأى جل الصحابة قد هاجروا والرسول عليه السلام يقول له: انتظر، عسى أن يجعل الله لك صاحبا. فهذه قرينة على أن الهجرة لم تكن إلا بترتيب مسبق من رب العالمين لحكمة تقتضيها مشيئته جل وعلا.
ثم إن يوم وفاته عليه الصلاة والسلام كان بأجل حدده الله تعالى، فالآجال مؤقتة ومحددة لا تتأخر ولا تتقدم.
إن عمر بن الخطاب والصحابة عليهم رضوان الله جميعا، جعلوا التأريخ عند المسلمين من يوم الهجرة ولم يجعلوه من يوم مولد الرسول عليه السلام ولا وفاته ولا بعثته، رغم أن بعضهم قد عرض ذلك ليؤخذ به. وما ذلك إلا لإجماع الصحابة رضوان الله عليهم على أهمية هذا اليوم في تاريخ المسلمين، بل في تاريخ البشرية جمعاء، وقد لخص مراد الصحابة عمرُ بقوله: ذاك يوم نصر الله فيه الحق وأزهق الباطل.
إنه ليس توافقا غريبا ولكنه ربط عجيب، بين مولد الرسول عليه السلام ويوم هجرته ويوم وفاته وبداية دولة الخلافة الراشدة.
إن المسلمين سيتذكرون حتما يوم مولد الرسول عليه السلام، سيتذكره منهم من يجيز الاحتفال بيوم المولد، وسيتذكره منهم من لا يجيزه، فكلهم في ذلك سيان، ولا ينكر هذا أحد.
فكان تذكر يوم مولده عليه السلام هو تذكر لازم ليوم دخوله المدينة وإقامته الدولة فيها، وهو تذكر لازم أيضا ليوم وفاته عليه السلام، وترك الصحابة له مسجى في فراشه الشريف، وانشغالهم عن دفنه باختيار خليفة، لإدراكهم أن هذا هو الذي يرضي ميتهم وهو أفضل ميت (فداه أبي وأمي وولدي ونفسي) وأنهم بانشغالهم عنه فإنهم يرضونه لا يعصونه.
تفكروا معي قليلا في هذه الأيام الثلاثة:
مولد الرحمة المهداة محمد عليه الصلاة والسلام
مولد دولة الإسلام التي أقامها الرسول عليه الصلاة والسلام
مولد دولة الخلافة الراشدة.
وهل خطر في بالكم أن تقولوا للناس ولأهلكم ولأولادكم إن اليوم هو يوم مولد رسول الله، ويوم إقامة أول دولة في الإسلام، وهو يوم بداية ميلاد الخلافة الراشدة. أين من يعتبر؟؟؟
ولنقف وقفة أخرى مع ذكرى المولد:
يقول شوقي رحمه الله:

سَرَت بشائرٌ بالهادي ومولِدِه
في الشرقِ والغربِ مسرى النورِ في الظُّلَمِ
تخطفتْ مهجَ الطاغينَ منْ عربٍ
وطيَّرتْ أنفسَ الباغينَ من عجمِ
ريعت لها شرف الإيوانِ فانصدعت
من صَدْمةِ الحقِّ لا مِن صدمةِ القدمِ
أتيتَ والناسُ فوضى لا تمرُّ بهمْ
إلا على صنمٍ قد هام في صنمِ
والأرضُ مملوءةٌ جوراً مسخرةٌ
لكلِّ طاغِيةٍ في الخلْقِ محتَكِمِ
مُسيطرُ الفرسِ يبْغي في رعيَّتهِ
وقيصرُ الرُّومِ مِن كِبْرٍ أصمُّ عمِ
يعذّبانِ عبادَ اللهِ في شبهٍ
ويذبَحانِ كَما ضحَّيْت بالغَنَمِ

لم يكن أي مولد، بل مولد رسالة يحملها رسول، رسالة ختم بها الله رسالاته لخلقه، وأنهى بها الله وحيه الذي لم ينقطع عن البشر منذ آدم عليه السلام.
لقد خلق الله الخلق، وجعل من طبيعتهم القدرة على اختيار طريق الخير أو طريق الشر: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ وأرسل لهم الرسل بالشرائع ليهدوهم إلى طريق الخير، ويمنعوهم من الوقوع في مزالق الشر.
ولكنه جل وعلا لم يجعل طريق الشر والخير للبشر متساويين في الترغيب والترهيب، بل شاء جل وعلا أن يرسل رسوله رحمة للبشر، يوجههم ويعينهم ويسلك بهم الخير، بل ويجهد من أجل إدخالهم الجنة، قال عليه الصلاة والسلام : «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي» . وكان إذا مرت عليه جنازة يهودي أو نصراني يتقلب وجهه، فيسأل في ذلك فيقول: «نفس فلتت مني إلى النار» يتحرق عليه الصلاة والسلام على النصارى واليهود يحب لهم أن يدخلوا الجنة.
إنني عندما أتحدث عن المولد فإنني لا أبحث موضوع الاحتفال بالمولد (وهي مسألة خلافية لست بصدد الحديث فيها) ولكني بصدد القول إن كل مسلم قد شغف قلبه بحب محمد عليه الصلاة والسلام، مهما كان هذا المسلم عاصياً، أو ظالماً، أو قاسياً قلبه، وأذكر قصة قرأتها في شبابي عن مسلم يعيش في أوربا، ولديه مجموعة من الأصدقاء النصارى، وكانوا يسهرون ويشربون الخمر مع بعضهم، وحصل أن اتفق أصدقاؤه النصارى على أن يستدرجوه لسب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وحاشاه الله ونزهه من كل منقصة، فقالوا لصديقهم المسلم الفاسق: بصحتك يا فلان. فقال: بصحتي. وشربوا الخمر، ثم قالوا له: بصحة عيسى. فقال: بصحة عيسى. فقالوا: بصحة محمد. وهنا ذهبت السكرة، وانتفض المسلم شارب الخمر العاصي، ورفس الطاولة برجله، وقذف الخمر وقام يضربهم ويحذفهم بما في يديه، وقال: عليكم لعنة الله يا أنجاس يا ملاعين، أتذكرون محمداً هنا. وظل يصرخ ويزبد ويبصق عليهم وهم يهدئونه ويقولون: لم غضبت؟ لقد قلنا بصحة عيسى مع أنه ابن الرب عندنا ونقدسه. فقال: أنتم أحرار فيما تقولون، ولكن أن تذكروا محمداً في هذا المجلس فهذا ما لا أقبله أبداً، ولن أعاقر الخمرة بعد اليوم. ثم خرج غاضباً.
هذا مثال عفوي بسيط عن محبة رسول الله وكيف أنها تشربت في قلوب المسلمين، ولا أقول في أي مسلم، إلا أنه يحب رسول الله ويحب رؤيته في الدنيا قبل الآخرة، إلا من طمس الباطل قلوبهم، وأعمى إبليس بصائرهم.
كيف لا ومحبة رسول الله من صميم الإيمان، قال عليه السلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما» وقال عليه السلام: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه» متفق عليهما.
وذكرى مولد رسول الله عليه السلام محفورة في القلوب، احتفلنا بها أم لم نحتفل، نتطلع إليها فنتذكر سيدنا وإمامنا وقائدنا وقدوتنا، الذي أمرنا الله بمحبته، وأوجب علينا طاعته، تذرف الدموع لذكراه، وتخشع القلوب لسيرته، تتطلع النفوس للقياه، وتتذكره في سنته.
ولكن يبقى السؤال الذي سيظل مربوطا برقابنا حتى نلقى الله.
ماذا تعني محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام وما معنى تذكر يوم مولده.
هل تعني محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام أن نتذكر يوم مولده فنذبح الذبائح ونمد السمط، ونقرأ البردة والهمزية والمدائح النبوية، فنخرج من هذا كله بالروحانية، ظانين في أنفسنا أننا أعطينا رسول الله عليه السلام حقه، ثم نعود إلى دنيانا، غافلين عن سيرته، مضيعين أحكامه،
كيف نقابل الله ورسوله يوم القيامة؟؟ وقد عصينا وتخلينا.. كيف نقابل الله ورسوله يوم القيامة؟؟ وقد أهملنا وضيعنا..
رحم الله سيدنا الشافعي عندما قال:

تعصي الإله وأنت تظهرُ حبَّهُ
هذا لعمري في القياس بديعُ
لو كان حبُّك صادقاً لأطعتهُ
إن المحب لمن يحب مطيعُ
في كل يوم يبتديك بنعمةٍ
منه وأنت لشكر ذاك مضيعُ

سأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ: متى يكون الرجل صادقاً في حب مولاه؟ فقال: إذا خلا من خلافه كان صادقاً في حبه. فوضع الرجل التراب على رأسه وصاح وقال: كيف أدعي حبه ولم أخلُ طرفة عين من خلافه. فبكى أبو عثمان وأهل المجلس، وصار أبو عثمان يقول في بكائه: صادق في حبه مقصر في حقه. أورده البيهقي.
إن محبة رسول الله وكل ما يرتبط بيوم مولده تناقض كل ما يعيشه المسلمون اليوم في حياتهم.
أتانا الرسول عليه السلام بالمحجة البيضاء، فأين نحن منها الآن؟!
عمل ثلاث عشرة سنة كاملة بأيامها من أجل إقامة دولة للإسلام، ولم يلق ربه إلا بعد أن شرع لنا أحكامها، وبيّن لنا أجهزتها، فأين نحن من دولته؟!
أمرنا أن نحمل رسالته من بعده، كي نكون شهداء على الأمم، ويكون هو علينا شهيداً، فأين نحن من هذا، وماذا سيشهد علينا رسول الله أمام رب العزة في موقف الحشر العظيم؟!
أمرنا بالعزة، وها نحن نتجرع المهانة في كل يوم، فأين نحن من عزته؟!
أمرنا أن نحافظ على أخوتنا في الإسلام، وأن نكون وحدة واحدة، وأن نكون يداً واحدة على من يريد شق صفنا، فأين نحن من ذلك كله؟!
زرع فينا الشرف والكرامة والتضحية بالغالي والنفيس، من أجل العرض، ومن أجل الغيرة، وها نحن أعراضنا تنتهك في كل مكان، فأين نحن من هذا كله؟!
آه، لو يدرك الكفار النعمة التي أرسلها الله للبشر، والرحمة التي أنعم الله بها عليهم، والله لجالدونا على اتباعه، ولكن لا تنفع الآهات.
إن مهمتنا عظيمة، وأعباءنا جسيمة، وكلما تمعنّا فيما ألقي علينا من تبعة تحسرنا على أعمارنا التي مضت، وتمنينا زيادة في العمر لنعوض ما فات.
فإلى تذكر حقيقي لمولد المصطفى عليه السلام، أدعوكم أيها المسلمون، وإلى موقف مهيب أناديكم، للوقوف في حضرته يوم القيامة، وقد أبى إلا أن يقف على الكوثر، يمسك الأقداح بيديه الكريمتين، يسقي بها أتباعه قبل أن يدخلوا الجنة، إلى هؤلاء أستصرخكم أن تكونوا.
وأحذركم وأحذر نفسي المقصرة من أن نكون من أولئك الذين يمرون على رسول الله في الموقف نفسه، وفي اللحظة نفسها، وهو واقف على الكوثر، ولكن تسوقهم الملائكة إلى النار، فيستعجب، فداه أبي وأمي وولدي ونفسي، ويصرخ قائلاً: أمتي، أمتي ، فيقال له: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك. فيقول عليه الصلاة والسلام: بعداً، بعداً. وفي رواية: سحقاً، سحقاً.
إن الواحد منا إذا تذكر يوم مولد أو وفاة والده أو والدته، فإنه يترحم عليه وعليها، ويسأل الله لهما الجنة.
فماذا أنت فاعل إن تذكرت يوم مولد رسول الله عليه الصلاة والسلام ويوم وفاته.
سأترك لمحبة رسول الله في قلبك أن تتولى الإجابة نيابة عنك .........

أشهد الله العلي العظيم .. بأني أحبك ياسيدي .. يارسولي ..ياشفيعي .. يا قدوتي ... يا خير خلق الله
اشهدك يالله .. بأني أحب رسولك الكريم.. سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام

أختكم شـــــــــام

رشيد الميموني 20 / 03 / 2008 35 : 03 PM

رد: بمناسبة عيد المولد النبوي كل عام وأنتم بألف خير
 
شعور فياض بحب رسولنا الأكرم .. وشرح واف لما يجب أن يكون عليه حب المؤمن لنبيه الكريم ..
حقا إن تخليد ذكرى مولده صلى الله عليه و سلم لا يجب أن ينحى فقط منحى إعداد الموائد وقراءة الهمزية والبردة .. هي وقفة تأمل ومحاسبة الذات .. هل كان لنا في رسول الله أسوة حسنة ؟ ..
ليس لي شيء أضيفه بعد هذا الشرح الوافي والمستفيض وقبله ما قدمه الأستاذ مازن ..جزاكما الله عنا خيرالجزاء .. لي تصحيح بسيط لمعلومة وردت في نصك أختي وتتعلق بالمدة التي قضاها النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة ، وهي 23 سنة وليست 13 سنة ، هذه المدة ( 13 سنة )قضاها عليه السلام فقط في مكة ، و10 سنوات بعد الهجرة .
شكرا لكم جميعا وسدد اله خطاكم


الساعة الآن 10 : 09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية