منتديات نور الأدب - أتباع و مطايا

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
أخي المسلم : تهمل الكثير من الفرائض و الواجبات و السنن , إلا أنك تعتز بإسلامك , و تحافظ عليه , و لا ترضى بالكفر عنه بديلاً , و لكنك مع ذلك لا تمانع في أن يملي عليك البعض رغباته الفاسدة , تنفذها من دون اعتراض , تمشي وراءه مسروراً , مقابل القليل القليل , و إذا ما سئلت عن ذلك فتارة تحتج بأنك عبد مأمور و أن لا خيار لك , و تارة بأن لا خطأ فيما تعمل , و ثالثة عذر أقبح من ذنب , فهل بذلك تريد أن تزيد من أوزارك , أم أنك تستثقل التعب مع الله و ليس مع العبد , و أن درء ساعة من نقمة أو جلب قليل من نعمة أحب إليك من كثير مما يعدك به الله , فهل علمت بعد ذلك أي الناس أنت , و ما هو نتيجة إهمالك و لا مبالاتك ؟!
أخي المسلم : اعلم أنك إن رضيت بأن تكون تابعاً لفاسد , فأنت بذلك ترضى بأن تكون مطية له , تحمله و أوزاره مقابل متاع من الدنيا قليل , تشتري سعادة لا تدوم , و نقمة ممن عصيت لا تدري كم تدوم , حتى إذا ما قضى منك حاجته لفظك كأنتن ما يلفظ من رجسه , و تبرأ منك كما يتبرأ من قذارته , و تركك في ذاك اليوم تعض أصابع الندم , و تتمنى لو أن للأيام كرة تتبرأ فيها منه كما تبرأ منك , و لكن هيهات فلا الأيام تعود , و لا الفرصة التي أعطاها لك الإله بجديدة عليك يجود , فأكثر التفكر فيما تفعل , و احذر ألفاً أوزاراً مع أوزارك أن تحمل , و اصبر على مر الامتحان , و اعلم أنك بعده ستكرم و أبد الدهر لن تهان .

الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – 14 حزيران 2015

- إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ (١٦٦) وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ (١٦٧) البقرة
- ملاحظة : الشكر لموقع بوابة طالب العلم لتمكيننا و السماح لنا بإنزال الآيات القرآنية بالرسم العثماني المعتمد .
- عنِ ابنِ مسعودٍ أنَّهُ قالَ اغدُ عالمًا أو متعلِّمًا ولا تَكوننَّ إمَّعةً .
الراوي : زر بن حبيش | المحدث : ابن القيم | المصدر : أعلام الموقعين - الصفحة أو الرقم: 2/160 | خلاصة حكم المحدث : صحيح - المرجع : الدرر السنية .