![]() |
زغرودة...
استولى علينا الارتباك ورَكِبَنَا الجزع.. من سيقول لها ـــ وكلنا متهيب ـــ إنه الرابع؟
كيف، وهو الأخير أيضاً، آخر العنقود..؟ جميعنا نعرف أنها كانت تستلهم الصبر من رؤيته، وتحتملُ ببقائه فقدانَ الثلاثة الذين سبقوه.. كان العزاء والسلوى.. أما الآن؟ تبادلنا النظرات بصمت، وفجأة ارتفع صوت: - أنت.. - بل تذهب أنت.. - لا بل أنت.. واختلطت الأصوات بحدة تُرَدِّدُ كلمة واحدة آمرة غاضبة ومتهربة، في ذات الوقت، هي: (أنت)... فجأةً، صمتت أصواتُنا جميعها دفعةً واحدة.. وَجَمْنا، ونحن نراها تَتَقَدَّمُ نحونا بخطوات بطيئة ثابتة.. تَلُفُّ رأسَها بشالٍ أبيض يسيلُ على كتفيها، وفوق شفتيها تُزهِرُ ابتسامةٌ حلوة مطمئنة.. خفنا، حاول بعضنا الانسحاب.. لم يجرؤ.. أطرقنا جميعا إلى الأرض، وسؤال واحد يدور في رؤوسنا: (من سيقول لها؟)... صارت بيننا.. استمر الصمتُ مطبقاً.. وأخيراً ارتفع صوتها عميقاً حنوناً مؤثراً، والابتسامة ما تزال متشبثةً بشفتيها: - هل استشهد؟؟ صمتكم يقول لي.. صمتكم يُبشِّرُني.. ولَمَّا استمرَّ الصمت، اتسعت ابتسامتُها.. ثم.. ارتجفت الأجساد بعنف شديد، حين دَوَّتْ في سماء المخيم زغرودةٌ طويلة طويلة، بطول الفاجعة... نُشرت هذه القصة في صحيفة الجندي بتاريخ 1982/11/2 |
رد: زغرودة...
كنت على يقين من أن عزمك على نشر قصصك سيمنحنا متعة وها هو حدسي لم يخب .
دمت متألقا أخي محمد توفيق ودامت لك المودة والتقدير |
رد: زغرودة...
شكراً لمرورك اللطيف أستاذ رشيد..
وشكراً لرأيك الإيجابي فيما أنشره من هذه القصص القديمة التي تعود إلى فترة الشباب.. |
رد: زغرودة...
أغبط هؤلاء..من أين لهن الصبر أتى ؟؟؟ لا شك أنه الإيمان الحق ..والثقة في الله ..والثبات.. وتصديق الوعد..جميلة أستاذنا الفاضل .محمد توفيق الصواف..جعلنا الله وإياك من الصابرين ..
وألحق اؤلئك اللواتي صبرن ..بذريتهم الفقيدة ..في الفردوس الأعلى.. وإيانا يارب العالمين. |
رد: زغرودة...
[align=justify]قصّة تذكّرني بأمّهات الشهداء في ثورتنا المباركة ضد الاستدمار الفرنسي..أخي الأكبر الدكتور الصواف..لفتة من الواقع حيّة معبّرة..شكرا لك على هذه الزغرودة الخالدة..محبتي وتقديري..[/align]
|
رد: زغرودة...
أن تزهر الابتسامة وينطلق صوت الفرح من حمم الحزن عند استئصال حبل السلوى ذاك ثبات الشجرة حين سقوط أوراقها تباعا ذات عاصفة ومنه استمد النص قوته فجاء متقن السرد بأسلوب سهل تتخلله تعابير جميلة شكرا لك أستاذنا الفاضل على نفض الغبار عن هذا النص الرائع تقديري واحترامي |
رد: زغرودة...
[align=justify]الشكر لك أخي الحبيب محمد..
أرجو أن ترتقي هذه القصة إلى مستوى تضحية أولئك الأمهات الخالدات، ليس في الجزائر وفلسطين فحسب، بل في كل شبر من وطننا العربي الجريح الذي ينزف دماً وأبناءً كلَّ يوم.. لك مودتي الدائمة..[/align] |
رد: زغرودة...
[align=justify]الأستاذة ليلى..
أسعد الله أوقاتك بكلِّ خير.. شكراً على تعليقك اللطيف على هذا النصّ الذي يقع ذَنْبُ إعادته إلى واجهة العرض على الأستاذة عزة عامر.. فشكراً لكلتيكما سيدَتَيَّ المُبدِعَتَين الرائعتين جداً.. ودمتما بخير..[/align] |
الساعة الآن 48 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية