منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   أمي (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=3047)

ميساء البشيتي 21 / 03 / 2008 29 : 10 PM

أمي
 


أمي


بعد أيام قليلة يهل علينا ـ عيد الأم ـ يا لهذه المناسبة المؤثرة في نفوسنا جميعا ً ، صغيرنا وكبيرنا ، - ست الحبايب يا حبيبه _ من منا لا يتأثر حين يسمعها وتذرف عيناه شوقا ً وحنينا ً ويتمنى لو يسابق الريح ليرتمي في أحضان أمه يلثم رأسها ويديها ويطلب ودها ورضاها…..



أنا وغيري نعد العدة ليوم الأم سننتقي الورود ونحمل الهدايا ونعقد حلقات الرقص والطرب في تلك الأمسية الدافئة .


أتذكر الآن بعد أربعين عاما ً_ لن أقول أكثر أو أقل


-إنما يقارب الأربعين عاما ً وأمي ذاب قلبها وهي تنصح وترشد ، تأمر وتنهي ، وأنا لست هنا _أديها الأذن الطرشة _ على رأي المثل المصري ، تقل لي: يمين فأقول لها : شمال ، أخالفها في كل صغيرة وكبيرة ، ولا أبالي لاستنكارها أو حتى رفضها ، لا أنظر في عينيها وهي توجه لي اللوم أو العتاب حتى لا أتأثر فأضعف .


أضيع وأغيب في هذه الدنيا حتى و إن كنت حاضرة .


تشكي و تبكي و تتذمر و أنا أرى و لا أرى _سيان _المهم أني لا أحرك ساكنا ً.


لم أذكر يوما ً أننا اتفقنا على رأي واحد أو نفذت لها رغبة من رغباتها في تحسين مسار حياتي أو أخذ مشورتها في أمر لمجرد فقط أني أطلب مشورتها ، و هل تألمت يوما ً ؟ فوجدتني أمسح هذا الألم أو أسهر ليلة واحدة قرب سريرها كما سهرت أربعين ليلة في أربعين ليلة حتى كبرت بما يكفي لأدير ظهري و أمشي و أكون دائما ًوأبدا ً الحاضر الغائب ، مقعدي حاضر و وجدودي كله غائب , منعدم , مهاجر لا يعود.


وبعد هذا العمر أصبح ما في داخلي يؤرقني ،الشعور بالندم ،الشعور بالشوق ،الشعور بالحنين ،الشعور بالاحتياج إلى ذالك الحضن الدافئ مع برودة هذه الحياة .


شوق يدفعني بقوة عارمة ،إعصار من الحنين والحب والاحتياج يحركني بقوة نحو ذلك البيت الصغير ـ بيتي ـ إلى ذلك الحضن الكبير ـ حضن أمي ـ لا شيء سيوقفني ،لا شيء سيثنيني ،أذناي مطرقتان للسمع ، وقلبي وفكري وعقلي ووجداني كله خاضع ،مطيع .


أنا الآن ذاهبة بسرعة البرق لانتقي الورود واحمل الهدايا واعقد حلقات الرقص والطرب .. فأنا للأسف لم أتعلم سواها طيلة الأربعين عاما ً.


كل عام وأمي وجميع الأمهات بألف خير.

رشيد الميموني 22 / 03 / 2008 44 : 02 AM

رد: أمي
 
خاطرة من أروع الخواطر .. فيها شلال هادرمن العواطف الجياشة .. هو أمرطبيعي .. لأننا إزاء شخص لا كل الأشخاص .. الأم .. لكن الخاطرة تنحى منحى أدبيا رائعا وهي تنطلق لا تلوي على شيء، ثم تتهادى يمينا وشمالا لتأخذ كل شيء و لا تنسى أي شيء .. توغل في الماضي لتستجلب ذكريات .. وتحط الرحال في الحاضر لتتأمل في صمت وألم .. ثم تعدو نحو المستقبل تنتقي أجمل الورود هدية للأم .
ربما يغيب عن القارئ مقطع قد لا يثيرالانتباه مع زخم العواطف والأحاسيس المتوهجة تجاه الأم . لكنني رصدته وهو يتوارى بين السطور .. وأهميته تكمن في أنه خلاصة هذه العواطف ، أو قل مزيجها :

وبعد هذا العمر أصبح ما في داخلي يؤرقني ،الشعور بالندم ،الشعور بالشوق ،الشعور بالحنين ،الشعور بالاحتياج إلى ذالك الحضن الدافئ مع برودة هذه الحياة


شعور يؤرق .. الندم .. الشوق .. الحنين .. الاحتياج إلى الحضن الدافئ مع برودة هذه الحياة .
مشاعر صادقة وألم دفين لن ينمحي مادامت ذكريات الشقاوة والعصيان تراود الذهن .. لكن ، من هذا الذي لم يذق الأم طعم الحنظل بشقاوته و تمرده وعصيانه ؟ .. لو سألت أما عما قاسته من أبنائها لأجابت مبتسمة - أي والله - كان الحبيب صعبا .. أوكانت الحبيبة عصية .. هكذا هي الأم .
فلنهنأ بهذا القلب الكبير ولنعلم أن ما صدر قد صارفي طي النسيان .. العبرة بما نقوم به تجاهها الآن ..
أدام الله أمك حضنا دافئا لك وأدامك زهرة يانعة في عمرها الخريفي الذابل
ولك مني و لها أجمل التحية

ميساء البشيتي 22 / 03 / 2008 43 : 06 PM

رد: أمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد حسن (المشاركة 11346)
خاطرة من أروع الخواطر .. فيها شلال هادرمن العواطف الجياشة .. هو أمرطبيعي .. لأننا إزاء شخص لا كل الأشخاص .. الأم .. لكن الخاطرة تنحى منحى أدبيا رائعا وهي تنطلق لا تلوي على شيء، ثم تتهادى يمينا وشمالا لتأخذ كل شيء و لا تنسى أي شيء .. توغل في الماضي لتستجلب ذكريات .. وتحط الرحال في الحاضر لتتأمل في صمت وألم .. ثم تعدو نحو المستقبل تنتقي أجمل الورود هدية للأم .
ربما يغيب عن القارئ مقطع قد لا يثيرالانتباه مع زخم العواطف والأحاسيس المتوهجة تجاه الأم . لكنني رصدته وهو يتوارى بين السطور .. وأهميته تكمن في أنه خلاصة هذه العواطف ، أو قل مزيجها :

وبعد هذا العمر أصبح ما في داخلي يؤرقني ،الشعور بالندم ،الشعور بالشوق ،الشعور بالحنين ،الشعور بالاحتياج إلى ذالك الحضن الدافئ مع برودة هذه الحياة


شعور يؤرق .. الندم .. الشوق .. الحنين .. الاحتياج إلى الحضن الدافئ مع برودة هذه الحياة .
مشاعر صادقة وألم دفين لن ينمحي مادامت ذكريات الشقاوة والعصيان تراود الذهن .. لكن ، من هذا الذي لم يذق الأم طعم الحنظل بشقاوته و تمرده وعصيانه ؟ .. لو سألت أما عما قاسته من أبنائها لأجابت مبتسمة - أي والله - كان الحبيب صعبا .. أوكانت الحبيبة عصية .. هكذا هي الأم .
فلنهنأ بهذا القلب الكبير ولنعلم أن ما صدر قد صارفي طي النسيان .. العبرة بما نقوم به تجاهها الآن ..
أدام الله أمك حضنا دافئا لك وأدامك زهرة يانعة في عمرها الخريفي الذابل
ولك مني و لها أجمل التحية


أخي الكريم رشيد

بالتأكيد لا يخفى عليك يا رشيد أننا في سنوات عمرنا الأولى

نكون مشبعين بفكرة تحقيق الذات ورسم خارطة حياتنا

هلأ سواء نجحنا ام فشلنا بالنهاية كان في قسوة شديدة على الأم

هلأ أنا ما بعترف لها أني كنت قاسية أو غلطت لأ مع إني أرسلت لها

الخاطرة بالايميل وسرت جدا ً فيها ولكن الحقيقة اننا نخفي مشاعرنا الحقيقية

عن أبائنا ولا يمكن أن نظهرها ، تركيبة عجيبة نحن يا رشيد الله يسامحنا

شكرا لك أخي رشيد ودمت بألف خير .


الساعة الآن 48 : 08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية