![]() |
العاشقان...
أحسَّ بها لصيقةً به..
أنفاسُها تلفحُ وجهه وتفوح في جسده نشوةً غامرة..، فاستراح على صدرها مستسلماً بتلذذٍ للدفءِ العذب الذي راح ينبعثُ منها ويتسرب، برفق، إلى خلاياه وعروقه.. ـــ أحبكِ... همست شفتاه.. ـــ أحبكِ، واخضلت عيناه حناناً.. ـــ أحبكِ، وتَمَلَّكَتْه رغبةٌ جامحةٌ في عناقها.. فأرسل ذراعيه مباعداً بينهما، ثم طرحهما عليها بحركة انفعالية.. ارتعشَتْ، تَأَوَّدَتْ، ثم استسلمت له.. فراح يزرع قبلاته العاشقة على وجهها.. أَحَسَّ بها تذوب رويداً رويداً أمام دفق عواطفه.. ثم أحسَّ أنه يذوب هو أيضاً.. استسلم لذوبانه بانفعال وادع.. ثم، وبنفس الوداعة، اختلط بها.. هنيهة.. وصارت خلاياهما واحدة، وحين تَتَامَّتْ صيرورتهما كُلّاً واحداً، اتحدَتْ على شفاههما ابتسامة شفافة رائعة.. حين طلعت شمس ذلك الصباح، تَجَمَّعَ الأصحاب يتأمَّلون جسداً يعانقُ الأرضَ بعد أن أعطى دمَه لترابها.. ثم ما لبث أنْ لاحَ للأعين المحدقة بهما أنهما يعلنان شيئاً واحداً، عميقاً جداً، ومؤثراً جداً، يُحِسُّه كلُّ مَن يراهما، ولكن أبداً لا يستطيع تفسيره... نُشرت هذه القصة في صحيفة الجندي، بتاريخ 1983/4/26 |
رد: العاشقان...
رائع وبديع أيها الأديب ماخطته أناملك هنا ... شكرا لك
محبتي وتقدير واحترامي |
رد: العاشقان...
عشق الأرض فعشقته الأرض.. أبى إلا أن يعيش عاشقا لها..أو يموت بين أحضانها ..جميل أن يصبح العشق ..وطن ..شكرا لإبداعك ..أستاذ محمد توفيق الصواف.. تحية وتقدير
|
رد: العاشقان...
شكراً لمرورك وتعليقك اللطيف أخي زين العابدين..
|
رد: العاشقان...
هكذا يكون حب الأرضْ والدفاع عنها... قصة رائعة وقوية جداً نجحت في تشويقنا والإمساك بنا حتى النهاية! تحياتي لك أستاذنا الغالي |
رد: العاشقان...
شكراً لمرورك أستاذة عزة،
وشكراً لرأيك اللطيف بهذه القصة.. دمتِ مبدعة... |
رد: العاشقان...
وتحياتي لك أستاذ علاء، على لطيف تعليقك...
كما أشكر لكَ تعبيركَ اللافت عن تذوُّقك لهذه القصة.. وإذا كنتُ أصفُه باللافت فلأنَّ أسلوبكَ في صياغته يَشِي بشاعريتك.. محبتي لك وتمنياتي باستمرارك مبدعاً.. |
رد: العاشقان...
الوجع الذي لا يُريح ولا يستريح.. تحسه وتعجز عن تفسيره
حب الوطـــــــــــــــــــــــن دام اليراع مُبدعاً تحيتي |
رد: العاشقان...
[align=justify]فعلا..القصة مثيرة ومستفزّة لمن يريد أن يتعلّم فن القص ! دون مبالغة وجدتني مضطرا لقراءتها بشكل مختلف..شكرا لك عميدنا الدكتور توفيق..[/align]
|
رد: العاشقان...
وأبوس الأرض تحت نعالكم..
سرد جميل ومشوق.. قص ينبض عشقا للتربة التي نعشق رائحتهة.. للأرض.. للوطن |
الساعة الآن 42 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية