منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   (((نِهًايًة))) (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=30578)

عادل سلطاني 12 / 08 / 2016 52 : 09 PM

(((نِهًايًة)))
 
لكل زمن أصنامه وأوثانه ، ولكل قلب حر أن يتمرد على آلهة العصر..
(((نِهَايَة)))

لِمَاذَا الْإِلَهُ الْحَدَاثِيُّ يَسْرِقُ مِنْ زَمَنِي الْحَجَرِيِّ اخْضِرَارَهْ
وَيُرْهِقُ نَبْضِي الْبِدَائِيَّ يَزْرَعُ يَزْرَعُ فِي شَفَتَيَّ الْمَرَارَهْ
تَسَلَّلَ ذَاتَ اخْضِرَارٍ حَمِيمٍ وَحَطَّمَ فِي شَفَتَيْكِ الْعِبَارَهْ
وَلَوَّنَ ذَاكِرَتِي بِالرَّمَادِ وَعَيْنَاكِ تَمْتَصُّ تَمْتَصُّ نَارَهْ
عَلَى جَسَدِي زَمَنٌ مِنْ عَذَابٍ بَطِيئٍ يُطِيلُ احْتِضَارَهْ
أَنَا الْفَارِسُ الْحَجَرِيُّ أَمَا أَنْبَأَتْكِ أَمَا أَنْبَأَتْكِ الْحِجَارَهْ
تَسَلَّلْتُ مِنْ زَمَنٍ يَرْشُفُ الدَّرْبُ بَعْضَ الْخُطَى الْمُسْتَعَارَهْ
وَيَرْصُدُهَا لِلْإِلَهِ وَيَهْزَأُ مِنْ حَجَرِيٍّ تَخَطَّى حُدُودَ الْإِشَارَهْ
وَتَغْضَبُ أَضْوَاءُهُ هَا تَذُوبُ الْخُطَى نَغَمًا فِي طُقُوسِ الْإِغَارَهْ
وَيَسْتَلُّ مِنْ قَلْبِهِ الْحَجَرِيِّ شُعُورًا قَدِيمًا يُوَاجِهُ فِيهِ الْحَضَارَهْ
وَهَا يَسْحَقُونَ الشُّعُورَ وَذَاكِرَةُ الْحُبِّ ثَابِتَةٌ فِي رِيَاحِ الْإِثَارَهْ
وَمَا صَنَعُوا كَيْدُ سِحْرٍ ضَعِيفٍ سَأُبْطِلُهُ فِي عُيُونٍ مُثَارَهْ
سَتَغْرَقُ يَا أَيُّهَذَا الْإِلَهُ سَتَزْرَعُهَا زَمَنًا فِي اخْضِرَارِ الطَّهَارَهْ
سَتَبْزُغُ فِي كُلِّ غُصْنٍ عُيُونًا سَتَخْضَرُّ تَخْضَرُّ حَتَّى الْمَرَارَهْ
وَتَطْمِسُ فِيكَ الْإِلَهَ سَتَبْكِي تَجِفُّ الدُّمُوعُ وَتَبْقَى الْإِشَارَهْ
عَلَى شَاطِئَيْكِ اخْضِرَارًا قَدِيمًا وَتَبْزُغُ فِيكِ الْعِبَارَهْ:
أُحِبُّكَ مَاتَ الْإِلَهُ سَأَعْزِفُ فِي زَمَنِي الْحَجَرِيِّ اخْضِرَارَهْ
***
عادل سلطاني ، بئر العاتر الأحد 21 نوفمبر 1999

محمد توفيق الصواف 12 / 08 / 2016 53 : 10 PM

رد: (((نِهًايًة)))
 
الأخ الغالي والشاعر المبدع الأستاذ عادل، أسعد الله أوقاتك...
يسرني أن أكون أول المعلقين على قصيدتك الجديدة هذه، عسى أن يغفر سَبقي في التعليق عليها ذَنْبَ تأخري في التعليق على سابقتها (رحيل) التي لفتَ انتباهي عنوانُها وقرأتُها مقرراً إبداء رأيي فيها، ثم انشغلتُ وغاب عنوانُها من شريط (المشاركات العشر الأخيرة) نظراً لكثرة المواد التي باتت تُنشر في الموقع هذه الأيام، ما شاء الله، لكن وعلى الرغم من غياب عنوان القصيدة السابقة ظلت في البال بانتظار فرصة سانحة للتعليق عليها، ولما سنحت الفرصة فاجأني عتابُك لأعضاء الموقع من خلال رسالتك لأخي محمد الصالح، وانزعاجك من عدم اكتراث معظمهم بالقصيدة.. أو هكذا فهمتُ ردَّك عليه.. وأياً كان قصدكَ فأنا أتفهَّم غضبك، بل أرى أنَّ من حقك أن تغضب من مثل هذا التصرف.. فهذه غضبة المبدع، وأنا أعرفها وأحترمها جداً، ولذلك بدأتُ ردِّي على قصيدتك الجديدة هذه بالاعتذار إليك عن التأخر في التعليق على سابقتها.. وأرجو أن تقبل اعتذاري..
أعود الآن إلى نص القصيدة الأولى، لأقول:
أحبُّ في قصيدك عموماً، هذا الشموخ الإنساني الذي يُطمئنُني أن بلادنا ستخرج من مأساتها يوماً أعظم مما كانت عليه قبلها..، مادام فيها من يستطيع أن يتسامى على كل ما يُعانيه الإنسان فيها من ويلات ويرفع رأسه مفتخراً بأصله وفرعه.. هذا ناهيك عن متعة متابعتك تصوغ هذا الشموخ بتلك اللغة الآسرة البديعة التي على الرغم من قسوتها الظاهرية التي تُحاول أن تجعلها تتماهى مع قسوة الحجر، إلا أنها تشقق مثله ويخرج منها ماء الإبداع عذباً نقياً لذةً للقارئين..
ولكن ماذا عن قصيدتك الجديدة هذه (نهاية)؟
بدايةً، دعني أَقُلْ إنها اللغة القوية نفسها، ومفردات الحجر التي تعشقها تتقارب في القصيدتين، على الرغم من اختلاف الموضوع المطروق في كلتيهما.. وإذا كنتُ أصف لغتك بالحجرية ها هنا فلا أقصد عيبَها، بل الإشارة إلى تماهي كينونتها القاسية مع دلالاتها القوية، وهذا سموٌّ في تلك اللغة وليس عيباً..
ولاشكَّ أن المضمون يحتاج لوقفة نقدية أطول مما تسمح به عجالة التعليق السريع على هذا النص، لذلك أرجو أن تُمهلني قليلاً قبل أن أعود إلى قصيدتيك هاتين ناقداً بأسلوب أكثر تخصصاً وأعمق تحليلاً.. وحتى موعد تلك العودة المحتمَلَة، أتمنى أن لا تتوقف عن نشر قديم قصائدك وحديثها..
ودمتَ مبدعاً لا نسمح له بمغادرتنا، وسنمنعه إن حاولَ بحبنا له وتقديرنا لفنه البديع..

محمد الصالح الجزائري 13 / 08 / 2016 52 : 04 AM

رد: (((نِهًايًة)))
 
[align=justify]..وحينما نقرأ العناوين بعيدا عن المضامين نكاد نسنشفّ لوم الشاعر لنا مع الحسرة والمرارة !! ومن ـ الرحيل إلى النهاية ـ إشارات وداع محتمل ؟؟ لن نسمح بهذا أبدا أبدا.. رفيق الاحتراق الأخضر ..نحّاتنا الأسلافي..سر الجدة وبئرها..المعلق بيني وبيني..لا يمكن أن يرحل عنا لأنّ أشعاره وقصائده وردوده وجهوده وتفانيه في نور الأدب لن ينتهي أبدا..
أخي النّحّات .. الدكتور الصواف أعاد لي صورة أولئك الذين رحلوا بكل تفاصيلها وملامحها .. لذلك أراني متعلّقا به أيما تعلّق كالذي يخشى أن يفقد الجميع فينتحر..فلنلتمس لبعضنا سبعين عذرا..
ومعك أنتظر عودة الصواف ليرى رأيه في القصيدتين..مودتي التي تعرف أخي الغالي الأحب السلطاني الكبير..
[/align]

عزة عامر 13 / 08 / 2016 02 : 05 PM

رد: (((نِهًايًة)))
 
لم أقرأ قصيدة.. بمثل هذه القوة اللفظية.. وسلاسة المعنى ..في آن واحد.. من قبل..شكرا لك أخي .. فلأول مرة أقفت على شاطئ لبحر من حجر ..أمواجه الصخور..صلبة في ظواهرها..لدنة في جواهرها..ولعلي لم أجيد التعبير ..لكن هذا الأقرب ..إلى ما أستشعرته ..لحظة قرأتها ..شكرا لك ..مرة أخرى.. ولإبداعك كل التقدير..

فاطمة البشر 13 / 08 / 2016 29 : 08 PM

رد: (((نِهًايًة)))
 

وها أنا أتمرّد معك على آلهة العصر هذه..
حروفك رائعة، وقصيدتك نسجت بتفانٍ ،
فماذا عساي أن أقول أمام شاعر سامق مثلك !
دام الإبداع حليفك أ. عادل سلطاني
ودي ووردي


الساعة الآن 01 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية