منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قصص قصيرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=554)
-   -   صُوَر... مهداة إلى الأخ محمد الفاضل (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=30664)

محمد توفيق الصواف 19 / 09 / 2016 37 : 01 PM

صُوَر... مهداة إلى الأخ محمد الفاضل
 
[align=justify]الأخ محمد.. هذه الأقصوصة مستوحاة من خاطرتك التي نشرتًها تحت عنوان (آخر فرسان الزمن الجميل).. أرجو أن تحوز إعجابك..

أخرج ألبوماً قديماً جمع فيه صوره مع زوجته وأولاده، وراح يتأملها بحنان امتزج بشوق وحزن بالِغَين.. ثم ما لبث أن أخرجها من الألبوم جميعاً، وعلقها على جدران غرفَتَي الجلوس والنوم، ثم جلس يتأملها بعينين فاض قلبه في نظراتهما...
وفجأة دبَّت الحياة في تلك الصور.. فها هو يلاعبهم أطفالاً صغاراً، ثم هاهو يمسك بيد كبيرهم، قبيل موعد باص المدرسة الذي سيأخذه إليها لأول مرة، ثم هاهما بنتاه التوأم متعانقتان في لقطة رائعة بثياب المدرسة الابتدائية أيضاً..
والتفت إلى الجدار الآخر، ليراهم وقد صاروا مراهِقِين.. هذا كبيرهم بشعره الطويل، وهاتان ابنتاه بجدائلهما الطويلة، وهذا الصغير قد بدأ شعر شاربيه بالظهور على شكل زغب لطيف.. وهذا وذاك..
وتذكر كيف كان يحلم بهم وقد صار شيخاً هرماً أبيضَ الشعر واللحية، مقوسَ الظهر، بينما صاروا هم شباناً وصبايا، يتسابقون على خدمته وإيناس شيخوخته..
وانتهت الصور عند هذا الحد.. فقد نشبت الحرب في بلده، فبعثرت رياحُها المجنونة أولادَه الأعزاء جاعلة كلَّ واحد منهم في بلد.. وبقيَ هو في بلده شيخاً وحيداً يعاني صقيع وحدته وعجزه..
لن يأخذَه أيٌّ منهم في نزهة تُسلِّي شيخوختَه.. ولن يُحضِر له أحدٌ ما يحتاجه من أغراض.. ولن يجد أحداً يغسل له ملابسه أو يمشط له شعره وشعر لحيته.. لن يسهر مع أيٍّ منهم، فقد صار لكلٍّ منهم الآن شأنٌ يُغنيه.. أما هو؟
أشاح بوجهه عن الصور، أغمضَ عينيه اللتين امتلأتا بالدموع، وفي اللحظة التي فاضت دموعه منهما فاضت روحه وهو مُسَجَّى وحيداً في سريره، وعيناه معلقتان بصور أولاده تحلمان بلقائهم..[/align]

محمد الفاضل 20 / 09 / 2016 58 : 09 AM

رد: صُوَر... مهداة إلى الأخ محمد الفاضل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد توفيق الصواف (المشاركة 218495)
[align=justify]الأخ محمد.. هذه الأقصوصة مستوحاة من خاطرتك التي نشرتًها تحت عنوان (آخر فرسان الزمن الجميل).. أرجو أن تحوز إعجابك..

أخرج ألبوماً قديماً جمع فيه صوره مع زوجته وأولاده، وراح يتأملها بحنان امتزج بشوق وحزن بالِغَين.. ثم ما لبث أن أخرجها من الألبوم جميعاً، وعلقها على جدران غرفَتَي الجلوس والنوم، ثم جلس يتأملها بعينين فاض قلبه في نظراتهما...
وفجأة دبَّت الحياة في تلك الصور.. فها هو يلاعبهم أطفالاً صغاراً، ثم هاهو يمسك بيد كبيرهم، قبيل موعد باص المدرسة الذي سيأخذه إليها لأول مرة، ثم هاهما بنتاه التوأم متعانقتان في لقطة رائعة بثياب المدرسة الابتدائية أيضاً..
والتفت إلى الجدار الآخر، ليراهم وقد صاروا مراهِقِين.. هذا كبيرهم بشعره الطويل، وهاتان ابنتاه بجدائلهما الطويلة، وهذا الصغير قد بدأ شعر شاربيه بالظهور على شكل زغب لطيف.. وهذا وذاك..
وتذكر كيف كان يحلم بهم وقد صار شيخاً هرماً أبيضَ الشعر واللحية، مقوسَ الظهر، بينما صاروا هم شباناً وصبايا، يتسابقون على خدمته وإيناس شيخوخته..
وانتهت الصور عند هذا الحد.. فقد نشبت الحرب في بلده، فبعثرت رياحُها المجنونة أولادَه الأعزاء جاعلة كلَّ واحد منهم في بلد.. وبقيَ هو في بلده شيخاً وحيداً يعاني صقيع وحدته وعجزه..
لن يأخذَه أيٌّ منهم في نزهة تُسلِّي شيخوختَه.. ولن يُحضِر له أحدٌ ما يحتاجه من أغراض.. ولن يجد أحداً يغسل له ملابسه أو يمشط له شعره وشعر لحيته.. لن يسهر مع أيٍّ منهم، فقد صار لكلٍّ منهم الآن شأنٌ يُغنيه.. أما هو؟
أشاح بوجهه عن الصور، أغمضَ عينيه اللتين امتلأتا بالدموع، وفي اللحظة التي فاضت دموعه منهما فاضت روحه وهو مُسَجَّى وحيداً في سريره، وعيناه معلقتان بصور أولاده تحلمان بلقائهم..[/align]


صباح الياسمين الدمشقي
يسعدني أن أكون أول من يعانق حروفك الجميلة
سرد جميل مسربل بالحزن
شكرا على هديتك الرائعة أستاذ محمد ، أسعدتني كثيرا
محبتي :nic92:

محمد توفيق الصواف 20 / 09 / 2016 21 : 11 PM

رد: صُوَر... مهداة إلى الأخ محمد الفاضل
 
شكراً لك على هذا التعليق اللطيف، أخي محمد، وسرَّني أن القصة أعجبتك..
لك مودتي وتقديري..

محمد الفاضل 22 / 09 / 2016 44 : 11 PM

رد: صُوَر... مهداة إلى الأخ محمد الفاضل
 
https://www.youtube.com/watch?v=TMmbRvDTSnE

محمد الصالح الجزائري 14 / 11 / 2016 13 : 01 AM

رد: صُوَر... مهداة إلى الأخ محمد الفاضل
 
[align=justify]أن يموت المرء على تلك الحال التي وصفتَ ، أفضل من أن يحيا بلا ذاكرة!! برعتَ أخي الأكبر الدكتور الصواف في نسج خيوط قصة حقيقية تحدث كل يوم في أوطاننا..شكرا لك..تحيتي وإعجابي..[/align]

Arouba Shankan 14 / 11 / 2016 29 : 01 AM

رد: صُوَر... مهداة إلى الأخ محمد الفاضل
 
هل نبكي القصة أم الخاطرة شكراً للقاص,, شكراً للمُلهم
تحيتي وتقديري دكتور

محمد توفيق الصواف 16 / 11 / 2016 52 : 12 AM

رد: صُوَر... مهداة إلى الأخ محمد الفاضل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 219899)
[align=justify]أن يموت المرء على تلك الحال التي وصفتَ ، أفضل من أن يحيا بلا ذاكرة!! برعتَ أخي الأكبر الدكتور الصواف في نسج خيوط قصة حقيقية تحدث كل يوم في أوطاننا..شكرا لك..تحيتي وإعجابي..[/align]

[align=justify]شكراً لمرورك أخي محمد الصالح..
شكراً لاهتمامكَ ومتابعتك وتقديرك..
وتقبَّل خالص محبتي..[/align]

محمد توفيق الصواف 16 / 11 / 2016 56 : 12 AM

رد: صُوَر... مهداة إلى الأخ محمد الفاضل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arouba shankan (المشاركة 219902)
هل نبكي القصة أم الخاطرة شكراً للقاص,, شكراً للمُلهم
تحيتي وتقديري دكتور

[align=justify]شكراً لمرورك أستاذة عروبة.. وشكراً لتعليقك الذي يُفصِحُ دائماً عن مدى تفاعلك مع ما أكتب..
محبتي وتقديري..[/align]


الساعة الآن 40 : 09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية