صهباء الجحيم
 

صهباء الجحيم..

أخبرتك أيّها الثّمل الفاقد لإدراكه ..حين تخرج من صدر الحقيقة باكيا منتحبا..
سوف تنطرح أرضا ..تتوسد أشواك المهانة.. وتلتحف البلاهة والتيه..
ألم أنذرك ألا تطأطئ رأسك للأوهام؟ وألا تتكوّم دون كأسك الكائد لك بنشوة النوم الأبدي؟
وروحت تلتمس الحياة من قلب الفناء.. ترتجي عودة ذاتك ..عودة كنزك المفقود.. ترتجي مّمن لا إنصاف لهم كنزك المسلوب.. وتنشد الاعتراف من ضمير صنم على فيهٍ أبكم ..وها هي جواهرك تبدلت بأحجار سوداء، تتلألأ ظلمتها بين عينيك .. تمحو هالتك المترنحةحتى ظلك المستكين فوق جدران الصمت يتلاشى.. ومازال الوهم يستهويك ويطغى عليك ، فتخشى المواجهة ،وترعد الحقيقة فرائسك..
كيف لك وديمومة السير في قبضة الموت تحاصرك؟؟ ينقضي الزمان ،ولن يعود إلى الوراء..
وتفتش في جيبه عن الحلوى ..عن المسرّة ..عن شئ لا وجود له..وتبتغي ما تبالغ بانتظاره ولا يأتي..ولن يأتي ..وتدرك أنك تتجه نحو طريق أعجف ..تتأهب قوافله للرحيل..
مفتون أنت في هذه الدنيا،وتستحب وجودك.. المسموم بالدخان والصراخ واستغاثات الثكالى
ورائحة وطن.. وافته المنية مُذْ تجرّع قومك الصهباء..وحين تجرعوا صمتهم من كؤوس ناعمة!!
ألا تراني باكيا ،شاكيا فيك صمتك وقلة حيلتي؟!ألا تخرج من قلبك الجاحد ..من جلدك اليابس..وتعابيرك الباهتة ..ألا تقطع ذراع تيهك ..والكف التي صافحتها؟!
ألا تموت إنسانا؟! فلن يعترف بك الوجود..ولن تعتدّ بك الإنسانية،مادامت أصابع الشك تشير إلى آدميتك،فتبدو ككائن خرافي مموّه لا صيغة له سوى هرطقات ،وبضع حروف مثقوبة .. وأخبرتك ذات أمسية ألا تدع الخوف يستوطن قلبك..إنك إن طُعنت من الأغراب ، وإن ملأت الطعنات صدرك..فلن توجعك..
فلم َ الخوف إذاً ولَم الإصرار على نحر ذاتك بسكين مآسيك فوق مقاصلهم؟!
ومازلت ترتشف كأس الصهباء عمدا .. تُقدَّم إليك .. وترى جثث الحقيقة ممدّدةتنازع الرمق الأخير فوق رمضاء الباطل،فتقف حينها غير مبال ..تضحك من ذاتك ساخرا !!