![]() |
أتذكرين ؟
[align=justify]
أتذكرين ؟ وأخيرا عدت كما وعدتك.. الوقت يميل للأصيل .. تركت المنحدر ، وتوغلت في الغابة التي تغطي الربوة التي طالما شهدت عدونا واختزنت ذاكرتها ضحكاتنا .. أخال أنها لا زالت تجلجل في كل الأنحاء .. هناك المنبع .. أتذكرينه ؟ .. والصخرة الجاثمة عليه ؟ والدوحة العظيمة ، حيث نقشنا اسمينا ونحن مطرقان .. كنا نبتسم .. قالت لي شفتاك أشياء ، تمايلت على إيقاعها كل العروش والأغصان .. أتذكرين ؟ .. ضحكنا فضحكت الجداول.. وهمسنا فهمس حفيف الشجر .. وصمتنا فخرس كل ما حولنا .. كم لبثنا هناك على الصخرة ننظر إلى الشمس آفلة ؟ والأفق كأنما صبغ بلون وجنتيك .. كم تعاقب الليل والنهار ونحن جالسان ؟ .. كم أحصينا من النجوم .. وكم من مرة أحسست بجدائل شعرك يلوح بها النسيم على وجهي فتحجب عني الرؤيا ، لأغوص في رؤيا جديدة .. كنت كلما استبد بك القلق تضعين رأسك على كتفي .. و أشعر أنا أيضا بالأمان ..كانت تلك الأماسي الخريفية بهية بكل المعاني ، لكن ذاك المساء كان إيذانا بالفراق . الآن فقط أدركت لم كنت ترتعشين حينما آذنت الشمس للمغيب .. كم أحببنا الغروب .. لكن ذاك الغروب كان موحشا .. ربما كنا نحس أنه آخر غروب يجمعنا على تلك الصخرة الناتئة . مررت منذ قليل بجوار المنزل المهجور الذي شهد أول لقاء لنا .. لا زالت الكرمة تتدلى على بابه و نافذته الصغيرة .. كم هو بهي هذا القرميد الذي يعاند الزمن .. أنا الآن جالس على العتبة .. تماما كما كنت أفعل حين كنت أنتظر إطلالتك المسائية الموشاة بعبير الياسمين في اللحظة التي كان يمر فيها القطيع عائدا من المرعى .. هل تذكرين نظرات الراعي إلينا وهو يلقي التحية مبتسما ؟.. الآن .. أصيخ السمع فيتناهي إلي خوار من هنا وثغاء من هناك .. قبل أن يطبق الصمت من جديد .. كل ما حولي ينطق بالماضي .. ينشد أغانينا .. يذكر بوحنا كلمة كلمة .. حتى ذاك الزوجان من الحمام توقفا لحظة يرمقانني بفضول .. ربما يتساءلان عن سبب قدومي وحيدا .. ها قد عدت .. وسوف أغادر .. لكني أبيت إلا أن أقوم بطقوس إحياء الذكريات .. ذكرياتنا نحن .. لم أنس ولن أنسى أننا كنا يوما ما هنا .. نعانق المكان ونستلهم كلمات الحب مما يعج حولنا .. سأغادر .. لكنني سوف أعود في خريف ما لأعيش ذكرياتي من جديد .. [/align] |
رد: أتذكرين ؟
الأديب المائز رشيد
دائما وأنا ألج نصوصك .. تستوقفني صورة الأنثى الحبيبة ،بهاء الطبيعة ، كل الرموزالجميلة .. فأرحل إلى عوالمك . .. العفوية والجميلة .. دمت مبدعا .. |
رد: أتذكرين ؟
اقتباس:
العزيزة الغالية رجاء .. يأبى لطفك إلا أن يحتفي بحروفي ويمنح كلماتي كل الألق .. سعيد جدا أن أحظى بكل هذه الحفاوة من أديبة بحجمك . دمت ودام تشجيعك لي . محبتي بدون حدود |
رد: أتذكرين ؟
صدقا أستاذ رشيد عندما أقرأ لك سأقول عنها ذكريات أشعر وكأنك تخاطب حبيبة ربما هي بعيدة فتناجيها وتذكرها بأيام قد غابت عنها
فهل وجودك بين هذه الغابات والشلالات والبحيرات هي التي جعلتك مبدعا لترسم لنا هذه الصور الفنية الجميلة في قصصك في كثير من الأحيان اقرأ قصصك او خواطر لك واستمتع بها ولكن افضل أكثر أن أرتشف القهوة معها دائما هناك أمل، فطائر السنونو علمنا أن الطيور لا تفارق أعشاشها مهما بعدت المسافات. دمت بخير |
رد: أتذكرين ؟
اقتباس:
ما أجمل أن أبدأ صباحي بقراءة هذا التعليق البهي الذي أسعدني وبعث في حماسا للمزيد من العطاء . مواكبتك لحرفي منذ البداية أضفى على خواطري وهجا ولمسة من البهاء . كل المودة اللائقة بك . |
رد: أتذكرين ؟
[align=justify]أعتبر هذا النصّ حلما مهرّبا من عشّك الدافئ!! مدهش هو حرفك أخي الغالي رشيد..شكرا لك..[/align]
|
رد: أتذكرين ؟
جميلة هي العودة ، إلى ربا الماضي ، والمضي في رحاب الذكريات ، والأجمل ، أن يسترق أحدنا النظر إليها ..ويقطف أروع مافيها .. وقبل التورط بشائكة التفاصيل يعود بلمحة بصر .. حتى لا يفعل فقط ..سوى أن يمضي ، ويبتسم ، جميل ما سطرت هنا أخي /رشيد الميموني ..فشكرا لك.
|
رد: أتذكرين ؟
الوطن أنثى
والطبيعة أنثى وحتى القصيدة أنثى لا أعرف لماذا يستكثرون عليك وأنت تذكرها ، أن تشبه كل شيء بها ، هي الزاد والزوادة أحب ما تكتبه ، حروفك حتى في النثر شعراً جميلاً كأنه خصر سمراء في بلادنا |
رد: أتذكرين ؟
اقتباس:
شكرا أخي الغالي .. محبتي الدائمة [/align] |
رد: أتذكرين ؟
اقتباس:
اسعدني تجاوبك وقراءتك الرائعة للخاطرة .. أبتهج بجوارك لحرفي . باقة ورد تليق بك |
الساعة الآن 25 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية