![]() |
حوار الحضارات بين التساؤل والمساءلة ...
يقول روجيه غارودي " إن خلق مستقبل حقيقي يقتضي أن تستعاد جميع أبعاد الإنسان التي طورتها للحضارات والثقافات الغربية . فعن طريق حوار الحضارات هذا يمكن أن يرى النور مشروع كوني لاختراع المستقبل . اختراع مستقبل الجميع من قبل الجميع . إن حوار الحضارات " هذا يحارب العزلة الدعية " للأنا الصغير " ويشدد على الماهية الحقيقية للأنا الذي هو أولا علاقة بالآخر وعلاقة بالكل . وعلى هذا النحو يساعدنا ، على صعيد الثقافة ، على الانفتاح على آفاق بلا نهاية (...) وعلى حرية جديدة ، هي تلك التي التحقق ذاتها إلا مع الآخرين في الحب ، وليس في مطالب الفرد وحدها ، تلك التي تؤسس ذاتها إلا مع الآخرين في الحب ، وليس في مطالب الفرد وحدها ، تلك التي تؤسس ذاتها على أولوية الشعر والخلق ، وليس فقط على المشروع التقني والمفهوم المجرد " في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها العالم ..هل يصح لنا أن نتساءل : عن أي حوار حضاري يتحدثون..؟! وهل فعلا .. بدأ مشروع الحوار الحضاري ومنذ متى .. وما نتائجه ؟؟ وإن بدأ فعلا ، لماذا يسير على نسق بطيء ولماذا لا نزال نشهد الفوارق وهذا الصراع المأساوي بين الحضارات ..!؟ وكيف ندعو إلى حوار حضاري خارجي ونحن نفتقد الحوار الإنساني .. الحوار الداخلي العميق ..!! |
رد: حوار الحضارات بين التساؤل والمساءلة ...
[align=justify]( وكيف ندعو إلى حوار حضاري خارجي ونحن نفتقد الحوار الإنساني .. الحوار الداخلي العميق ..!!)...عبارة ذات دلالة عميقة ! أختي الدكتورة رجاء..نحن نشهد ـ للأسف الشديد ـ صراعا للحضارات ! صِداما وصل إلى حد (الحرب الضروس) على كل شيء أنتجه العقل البشري وينتجه ! وطالما أمّتنا تابعة للعرب في كل مناحي الحياة ، فليست حقيقة ، لا بالحوار ، ولا بالمشاركة ...لذلك أنتِ على حق ...شكرا لك على هذه العودة بمثل هذا الموضوع الشائك المعقّد الخطير والمهم..تحيتي وتقديري..[/align]
|
رد: حوار الحضارات بين التساؤل والمساءلة ...
[align=justify]تحياتي لك صديقتي الأديبة دكتورة رجاء.. الموضوع الذي تفضلت بالتطرق إليه في غاية الأهمية خصوصاً في هذا الزمن الجنوني المرعب الذي تتراكم فيه الكراهية والصدام وتشويه الديانات وتزييف والعمل على اقتلاع الحضارات العريقة من جذورها ، والمزيد من التوحش في سبيل الهيمنة الاستعمارية . موضوع الحضارات ينقسم إلى أربعة محاور رئيسية: 1- صدام الحضارات 2- حوار الحضارات 3- تحالف الحضارات 4- تلاقح الحضارات هذا مع أهمية التمييز بين الحضارة والثقافة. هناك بالمقابل فعلياً: 1- احتقار الحضارات 2- هضم الحضارات وإعادة تصديرها 3- هدم الحضارات وتفتيتها قبل أن نتوسع في مناقشة الموضوع والدخول في محاوره .. أنا شخصياً مؤمنة أن الدين الإسلامي وسيدنا محمد http://www.nooreladab.com/vb/images/icons/icon101.gif هو المؤسس الفعلي لحوار الحضارات ، بل وأدعي أن مشروع المفكر الفرنسي " روجيه غارودي " للجمع بين الحضارات والذي أسماه " حوار الحضارات" ، إنما جاء تأثراً بالإسلام أبان دراسته واعتناقه. صديقتي الغالية الموضوع بالنسبة لي بغالية الأهمية ، خصوصاً وأننا في كندا نعمل جيداً في مجال تبادل الثقافات وتبادل وتلاقح الحضارات، ولديّ خبرة لا بأس بها في هذا المجال.. علينا أن نتعمق جيداً في هذه الدراسة حتى نخرج بالمفيد ، متمنية أن نجد المزيد من الاهتمام بندوتنا هذه والمشاركة بها. سأعود لأكمل مداخلتي وسيكون لي معك صديقتي رحلة غير قصيرة في هذا الملف عميق محبتي وتقديري[/align] |
رد: حوار الحضارات بين التساؤل والمساءلة ...
الأديب الشاعر الفاضل محمد الصالح الجزائري الأديبة القاصة الفضلى هدى نور الدين الخطيب باقة شكر لكما .. على تجاوبكما القيم ومشاركتكما الهامة ، مع عميم تقديري ووافر احترامي أود قبل أن ننطلق في تعرجات هذا الموضوع المتشعب أن نتواضع في تحديد مصطلح الحضارة ..لأنه مصطلح يكتنفه عدم الدقة ، وقد تعرض للتمطط دلاليا إلى حد اللاتعريف .. أو إلى حد التقلص والاحتكار من طرف مجموعة أو أمة واحدة .. الحضارة إرث إنساني مشترك بين جميع الشعوب .. رافده الثقافات القومية التي هي بمثابة نسيج صيرورة لثقافات مندمجة منصهرة في قالب مشترك ... الحضارة هي مجموع المميزات الخاصة بالحياة الفكرية والفنية والأخلاقية والمادية لمجتمع من المجتمعات البشرية . أو بصيغة أخرى تمثل الحضارة كل ما ينتج عن نظرة شعب من الشعوب إلى الكون والحياة والإنسان ، ثم ما ينتج عن هذه النظرة في جل مناحي الحياة المادية والعملية . لماذا موضوع حوار الحضارات ..؟! أصبح ضروريا هذا التواضع الحواري ،كما أضحى لزاما تغييب نزعة التملك والتعالي، واستشعار الحاجة إلى الحضارة الأخرى، لتحقيق حضارة متكاملة من الجميع ، حضارة إنسانية تلم شعت الأمم والحضارات، وتستبعد التبعثر والتناحر، وتؤدي مهمتها الإنسانية السامية... لكن .. كيف يمكن تحقيق حوار عادل وحقيقي في ظل حضارة تقنية تعتمد على القوة والعنصرية والقهر والنظرة الدونية والتمييز والهيمنة والتسلط ... كأنها هي الحضارة الوحيدة الفاعلة مادامت هي المسيطرة وهي الناطق الرسمي باسم السلام العالمي ؟! كيف يمكن ذلك والاستعلاء الغربي يحكمه منطق "الإفراط في التمركز حول الذات "منطق لا يساعد بأية حال على إقامة حوار عادل والسعي نحو علاقة تكاملية مع الذوات الأخرى ... ؟! وكيف يتحقق ذلك .. والعالم يشهد صراعا وهميا طرفه الأساس هي الحضارة الإسلامية " كعدو حقيقي" يؤسس القمع والإرهاب ويهدد الحضارة الغربية ..؟! |
الساعة الآن 06 : 03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية