![]() |
صداقة لا تموت بموت أجسادنا - حمدا لله – هدى الخطيب
[align=justify]
طلعت أيها الغالي.. [/align]كم مر من الزمن زمن لم نسطر نبضاتنا الدافئة في شارع العمر؟!.. منذ أن حلقت روحك طائراً خارج جسد دمه بعض دمي وجيناته بعض جيناتي وطدتا صداقة نادرة وصلة قرابة استثنائية.. في فضاءات هذا الكون الفسيح انطلقت روحك .. فتجمدت النبضات على صفحات رسائلي اليتيمة التي لم تعد تجد منك صدى مادياً ولا رداً مكتوباً ، لتتحول بين أصابعي إلى نبضات حارقة يغذيها الدمع المالح ولا يطفئ نيرانها..! اليوم أعود لنبضاتنا الدافئة ,, أعود لأكتب لك رسالة لن تجد منك رداً مكتوباً .. فأصابع روحك تسطّر على مسارب روحي أحلى الكلمات دون أن تكتبها ، ولعلّ هذا يكفيني اليوم، ما دامت روحي أسيرة جسد ترابي يتنفس وروحك منطلقة .. وإلى أن نلتقي خلف جدار الزمن في هذا الكون الفسيح ... كنا يا صديقي أنت وأنا نتحدث ونكتب عن صداقة نادرة الوفاء بيننا لا تموت ولا تفنى ..! والصداقة – أي صداقة – تحتاج اجتياز امتحان ، يثبت قوتها وديمومتها وعمق أواصرها .. ولعلّ أكبر امتحان كاشف لعمق الصداقة ، هو الموت والرحيل .. ! الصداقة المزيفة والأقنعة التي تغلف كثير من وجوه البشر تسقط بعد الموت وتظهر الصداقات الكاذبة على حقيقتها بكل بشاعتها التي كانت محجوبة طويلاً ومستترة ..! هالني وأفجعني يا صديقي الأثير وابن عمتي عدد الأقنعة التي سقطت بعد رحيلك في من كنتَ تظنهم أصدقاء لك وفي أصدقاء لي أو من كنت أظنهم كذلك ، ودون أن أخلع مثلك ثوب جسدي .. حتى أني ما زلت أعيش هذه الصدمات في جراح عميقة تنزف دون توقف ، إلى حد بتّ أتوقع وأنتظر صدمة جديدة عند كل منعطف ..! أنت وأنا لطالما كتبنا في نبضاتنا وتحدثنا فيما بيننا عن صعوبة امتلاكنا لأرواح طفولية لا تشبه هذا الزمن وناسه ولا تنتمي لهذا العالم .. ولأن الأرواح الطفولية لا تتعلم الدرس تظلّ تصدم وتنزف كلما سقط قناع ..!! كان على أحدنا أن يرحل ليجتاز الآخر امتحان الصداقة والوفاء.. فهل.. هل أثبتّ لروحك الغالية العزيزة عمق صداقتي وحجم وفائي لصداقتنا المنسوجة بالقرب والقرابة ؟.. أرجو أن أكون وقد رأيتك مراراً في نومي تقابلني بابتسامة مشرقة بها بكثير من الرضى .. الحمد لله .. الحمد لله أني كنت وبقيت وسأظل بإذن الله لك الصديقة الصدوقة.. بعد طول عناء وجهد ومحاولات ويأس كاد يصيبني مراراً وتكراراً تحقق المراد.. في اللحظة التي وطأت أقدام أفراد أسرتك أرض مطار مونتريال ووقعتُ لموظفة الهجرة الكندية على أوراقهم عند استقبالهم شعرت بروحك في عز إشراقها وأحسست بك معنا ، إنعام وسهير ومحمود وديما وأنا .. أحسستك سعيد اً تعتز بصديقتك وابنة خالك وقد وصل فلذات كبدك إلى حيث ينتظرهم مستقبل مشرق بإذن الله.. لا أخفيك يا صديقي أني بحثت عن وجهك بين وجوههم ودموعي تسيل وأنا أعانقهم وأقبلهم ، وفجعت روحي مرة أخرى لأنك لم تظهر ولم أرك معهم وكأني أدمن الحزن – لا أعرف كيف ولماذا – غريب أمر الإنسان فينا - لماذا ذهلت وانتظرت وجهك يطل نابضاً بالحياة وأنا التي حين جهزت لهم منزلهم وضعت صورتك الأكثر إشراقاً وأوسع ابتسامة ، في إطار ليجدوها مباشرة في استقبالهم ما أن يدخلوا من الباب الخارجي.. بكيت اللحظات الهاربة من أنفاسك وحياتك المتسربة من وجه لا أقوى على تخيله شمعياً خالياً من الروح ، فتمتزج لحظة الرحيل بلحظة اللقاء.. كان علي أن أطوي بالفرح حزن الروح على موتك الذي استشعرته تلك اللحظة متجدداً قلت لهم : (( نورت كندا بكم )) وكنت بالتأكيد أعني ما أقول .. لكني رأيت في قمة فرحتي بهم بقعة قاتمة حزينة جداً، كان عقلي الباطني في غفلة عني يتمنى أن تضيئ بنور وجهك ... أعرف يا صديقي، وإنعام والأولاد يعرفون بالتأكيد أنك كنت هناك في المطار بروحك وكنت تسبق في البيت صورتك في إطارها حتى لو لم نرك بعيون رؤوسنا .. وبأنك معهم بكل روحك راضياً مطمئناً فأنت الغائب جسداً الحاضر روحاً.. مونتريال في التاسع من آب / أوغست 2018 صديقتك الصدوقة وابنة خالك هدى |
رد: صداقة لا تموت بموت أجسادنا - حمدا لله – هدى الخطيب
[align=justify]كلمات صادقة ، كُتبت تحت قوة الوفاء وضغط المحن..قرأتها طازجة مفعمة بالحرارة وكأنها موجّهة إليّ..أو كأنّي كاتبها ! شكرا لك على هذه العودة الميمونة الرائعة..مع المودة الصادقة والتقدير والاحترام..[/align]
|
رد: صداقة لا تموت بموت أجسادنا - حمدا لله – هدى الخطيب
أديبتنا الغالية وصديقتي النبيلة الرائعة هدى
كم مر من الوقت والكل في نور الأدب ينتظر نبض يراعك الدافئ ورسائلك الصادقة التي تحمل توقيعا عميقا وانتماء روحيا نقيا...!! صديقتي ، ليطمئن قلبك فالرد هذه المرة ،هو رد مختلف مخضب بالسكينة والارتياح والرضا ... كل الرضا حمدا لله... أبهجتني رسالتك بعمق بوحها وصدق تفاصيلها، وكيف لا ..؟وهي رسالة تنطلق من أعماق النفس لتحلق في مسارب الروح بتبتلات ندية وبنبضات صادقة جدا كما أبهجتني كل هذه التفاصيل المفرحة بين ثناياها وهي تبشر بلقاء مع الأحبة وجمع شمل... وهذا هو المهم والأهم صديقتي الغالية لقلمك مني إكليل إعجاب ،ولشخصيتك الرائعة الوفية النبيلة باقة تقدير واحترام . :nic92: |
رد: صداقة لا تموت بموت أجسادنا - حمدا لله – هدى الخطيب
كلمات صادقة نابعة من غدير الوفاء ..
تجذب بالنفس الى واحات الرضا .. وفضاءات الصفاء والصدق .. تحيتي واحترامي للأديبة الراعية .. |
رد: صداقة لا تموت بموت أجسادنا - حمدا لله – هدى الخطيب
سيدتي الرائعة هدى نور الدين الخطيب...
أسجل إعجابي بوفائك الذي ما بعده وفاء.. رحم الله الأديب طلعت وأسكنه الله فسيح جنانه..ولك في أبنائه خير عزاء..فكما يقال: اللي خلف ما مات. تحيتي وتقديري لك |
رد: صداقة لا تموت بموت أجسادنا - حمدا لله – هدى الخطيب
في الوقت الذي يتبارى فيه الكثرة من الأكثر (خدعة) ! ومن الأسرع (غدرا) ! ومن والأسبق (خيانة) ، وكذبا ! هناك ثلة أخرون يسارعون في صدق الوفاء !! وإخلاص المحبة !! وصون العهود !!وكنت أنت من هؤلاء الثلة !!! بارك الله لك ، وفيك ، وثبت خطاك نحو رقي الإنسانية المنشود في قلوب تشبهك .. ورحم الله فقيدك الغالي الأستاذ / طلعت سقيرك ، وأسكنه فسيح جناته ، وألحقنا به في الصالحين .
مع خالص محبتي وودادي . |
رد: صداقة لا تموت بموت أجسادنا - حمدا لله – هدى الخطيب
وفاء رائع وكلمات نابضة بكل احساس صادق وجميل
احترامي |
رد: صداقة لا تموت بموت أجسادنا - حمدا لله – هدى الخطيب
[align=justify]صدق ووفاء نابع من قلب كبير آلمه الرحيل ، تحياتي وتقديري أديبتنا الرائعة.[/align]
|
رد: صداقة لا تموت بموت أجسادنا - حمدا لله – هدى الخطيب
اقتباس:
[align=justify] أخي الغالي الشاعر الأستاذ محمد الصالح [/align]لا يفهم الوفاء إلا أهل الوفاء - وأنت للوفاء أهل ووطن وعنوان - ولهذا شعرتَ أنك كاتب النص، لأنه يشبهك بعمق إنسانيتك وعمق الوفاء الأصيل فيك.. مشكلتنا يا أخي الأصيل الوفي أننا قد نتعذب بالوفاء مع من لا يستحقه في هذا الزمن ، لكننا ننعم به في نعيم لا يعرفه ولا يفهمه من تشوهت إنسانيتهم أو ولدوا بعاهة قلة الوفاء.. كم من الأحياء أموات وكم من الأموات أحياء .. الروح فينا تميزنا بالقيم الإنسانية وأواصرها المتينة، ومن لا يمتلك الروح الإنسانية يغوص مع بشريته في طين الأرض بالأحقاد والضغائن والكراهية ولا يرى في مرآة الحياة غير ذاته في عالم ضيق مظلم ومحدود ..! تفضل أخي الغالي بقبول أعمق آيات تقديري واحترامي |
رد: صداقة لا تموت بموت أجسادنا - حمدا لله – هدى الخطيب
اقتباس:
[align=justify] صديقتي الصدوقة الوفية الأديبة والناقدة دكتورة رجاء.. [/align]وأنا يبهجني ويفرح قلبي أن جاد لي الزمان بصديقة وفية نقية رائعة هي أنت .. الحمد لله .. الحمد لله يا غالية أن راقك ما كتبته تلقائياً صادراً من أعمق أعماق قلبي ، وأنت الناقدة المتميزة والأديبة والشاعرة المبدعة .. غاليتي شكراً .. شكراً بحجم عمق ما بيننا أنت وأنا من صداقة حقيقية ناصعة وقرب لا يفصم عراه الزمان.. عميق محبتي وتقديري لك |
الساعة الآن 23 : 09 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية