منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   قرار! (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=32921)

Arouba Shankan 26 / 11 / 2018 46 : 02 PM

قرار!
 
قرار!
اخترق حلمها حالة من الهلع، بينما كانت غارقة في ورديته المبهجة التي كانت تشدها لإكماله، استدارت في محاولة لذلك، لكنها شعرت بشيء خارج عن المألوف يحيط بها لم تشأ فتح عينيها اللتين مازلتا تحتفظان بشخصيات حلمها، وتفاصيله التي لاتريد لها التلاشي أو الابتعاد، بقيت حابسة أنفاسها برهة زمنية تكشف لها خلالها حجم الخيبة التي منيت بها تلاشى الحلم وفتحت عينيها على اِقتراب شبح من سريرها أراد لحلمها التوقف عند أول وردة وقعت بيدها، نظرت إليها عيشة!
ماالذي أتى بك في هذه الساعة من الحلم، أنت والقدر اتفقتما على اغتيال حلمي!هيا قولي ماذا تريدين؟ لِم اِقتربت من وسادتي التي أودعتها أحلامي التي لولاها ما تمسكت بالحياة هي الأمل الذي يدفعني للتمسك بالنوم كل ليلة دون تناول أي مهدئات أو منومات، هي المساحة التي فيها أجد بعضاً من راحتي، وهي ال...
قطعت عيشة سلسلة جملها التأنيبية التي كانت ترددها بينها وبين نفسها، واقتربت منها لتبلغها بأن سائق السيارة بانتظارها لتتسلم غِلتها منه، وبأن الساعة الحادية عشر ظهراً غير أن السماء الضبابية حجبت أشعة الشمس عن نافذتها، وبأن..
ـ قاطعتها قائلة:حسناً، جهزي القهوة ريثما أخرج إليكما. نهضت بتأن وألم، حتى الأحلام تُسرق من عينيها كما كل شيء تمت سرقته، غسلت وجهها، وبدلت ملابسها، ثم خرجت إلى السائق حسان الذي كان بانتظارها لتسليمها حساب نهاية الأسبوع، ما إن نظرت إليه سارعت إلى القول: حسان اِعرض السيارة للبيع، لاحاجة لي بها بعد اليوم، مع السلامة دخلت عيشة حاملة صينية القهوة، طلبت منها وضعها على الطاولة، وهي تبتسم وقالت بكل هدوء، عيشة أريدك أن تبحثي لك عن عمل في مكان آخر، إليك حسابك، ناولتها حساب السيارة الذي تركه لها حسان، وتمنت لها التوفيق.
غادرت عيشة المنزل، لتبقى وحيدة بين جدرانه التي بدت آثار الرطوبة على زواياه واضحة، دخلت إلى غرفتها لتغلق النافذة، وتسدل ستائرها الحريرية اِقتربت من سريرها، واِندست بفراشها تريد العودة لحلمها، بينما بدأ المطر بالتساقط زخات زخات، والسماء ترعد وترعد وترعد..

لطيفة الميموني 26 / 11 / 2018 24 : 06 PM

رد: قرار!
 
أستاذة عروبة ..
دائما أنبهر بتسلسل أحداث قصصك...شكرا لقلم قل نظيره.
قرار مؤلم ...وحدة قاتلة...كآبة الجو...
وفي المقابل..
إصرار على العودة للحلم الوردي.
موقف يستحق التأمل.
تحياتي والياسمين.

داوداوه مولاي أحمد 26 / 11 / 2018 33 : 06 PM

رد: قرار!
 
أحلامنا ..أسرارنا الكامنة
هي طيور خُلقت لترفرف و تغرّد
في حدائق أنفسنا المُزهرة ..
الهادئة..
التي تمتد فيها أشعة الشمس من أقصانا إلى أقصانا


نص قصصي بديع الجمال
كثيف الدهشة
عميق الدلاله
و سامي المعنى
سررت بقراءته و المثول أمام هذا الإبداع السامق
جزيل الشكر و أرقى الإحترام لكم سيدتي عروبة شنكان

رشيد الميموني 26 / 11 / 2018 47 : 06 PM

رد: قرار!
 
أحيانا نضطر لاتخاذ قرارات قد تبدو لأول وهلة كعملية قيصرية لكنها حاسمة من أجل استرداد بعضا مما تفتقده النفس حتى ولو كان حلما .
مبدعة بالفطرة عروبة ويسعدني قراءة نصوصك .
محبتي بلا حدود .

ليلى مرجان 26 / 11 / 2018 21 : 08 PM

رد: قرار!
 

قرار حاسم في حق من سحب الوسادة عن حلم وردي
أ. عروبة راقني حرفك الممتع
لك دوام الإبداع
مودتي

عزة عامر 26 / 11 / 2018 38 : 09 PM

رد: قرار!
 
كعادتك عروبة مبدعة تمنياتي لك بالتوفيق الدائم .

Arouba Shankan 27 / 11 / 2018 07 : 02 PM

رد: قرار!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة الميموني (المشاركة 235470)
أستاذة عروبة ..
دائما أنبهر بتسلسل أحداث قصصك...شكرا لقلم قل نظيره.
قرار مؤلم ...وحدة قاتلة...كآبة الجو...
وفي المقابل..
إصرار على العودة للحلم الوردي.
موقف يستحق التأمل.
تحياتي والياسمين.

كل الشكر المرور والتعليق لطيفة...
تحيتي وتقديري

Arouba Shankan 27 / 11 / 2018 08 : 02 PM

رد: قرار!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة داوداوه مولاي أحمد (المشاركة 235472)
أحلامنا ..أسرارنا الكامنة
هي طيور خُلقت لترفرف و تغرّد
في حدائق أنفسنا المُزهرة ..
الهادئة..
التي تمتد فيها أشعة الشمس من أقصانا إلى أقصانا


نص قصصي بديع الجمال
كثيف الدهشة
عميق الدلاله
و سامي المعنى
سررت بقراءته و المثول أمام هذا الإبداع السامق
جزيل الشكر و أرقى الإحترام لكم سيدتي عروبة شنكان

كل الشكر المرور والتقييم والتعليق
تحيتي وتقديري

فاطمة العقاد 27 / 11 / 2018 48 : 10 PM

رد: قرار!
 
[QUOTE=Arouba Shankan;235467]قرار!
اخترق حلمها حالة من الهلع، بينما كانت غارقة في ورديته المبهجة التي كانت تشدها لإكماله، استدارت في محاولة لذلك، لكنها شعرت بشيء خارج عن المألوف يحيط بها لم تشأ فتح عينيها اللتين مازلتا تحتفظان بشخصيات حلمها، وتفاصيله التي لاتريد لها التلاشي أو الابتعاد، بقيت حابسة أنفاسها برهة زمنية تكشف لها خلالها حجم الخيبة التي منيت بها تلاشى الحلم وفتحت عينيها على اِقتراب شبح من سريرها أراد لحلمها التوقف عند أول وردة وقعت بيدها، نظرت إليها عيشة!
ماالذي أتى بك في هذه الساعة من الحلم، أنت والقدر اتفقتما على اغتيال حلمي!هيا قولي ماذا تريدين؟ لِم اِقتربت من وسادتي التي أودعتها أحلامي التي لولاها ما تمسكت بالحياة هي الأمل الذي يدفعني للتمسك بالنوم كل ليلة دون تناول أي مهدئات أو منومات، هي المساحة التي فيها أجد بعضاً من راحتي، وهي ال...
قطعت عيشة سلسلة جملها التأنيبية التي كانت ترددها بينها وبين نفسها، واقتربت منها لتبلغها بأن سائق السيارة بانتظارها لتتسلم غِلتها منه، وبأن الساعة الحادية عشر ظهراً غير أن السماء الضبابية حجبت أشعة الشمس عن نافذتها، وبأن..
ـ قاطعتها قائلة:حسناً، جهزي القهوة ريثما أخرج إليكما. نهضت بتأن وألم، حتى الأحلام تُسرق من عينيها كما كل شيء تمت سرقته، غسلت وجهها، وبدلت ملابسها، ثم خرجت إلى السائق حسان الذي كان بانتظارها لتسليمها حساب نهاية الأسبوع، ما إن نظرت إليه سارعت إلى القول: حسان اِعرض السيارة للبيع، لاحاجة لي بها بعد اليوم، مع السلامة دخلت عيشة حاملة صينية القهوة، طلبت منها وضعها على الطاولة، وهي تبتسم وقالت بكل هدوء، عيشة أريدك أن تبحثي لك عن عمل في مكان آخر، إليك حسابك، ناولتها حساب السيارة الذي تركه لها حسان، وتمنت لها التوفيق.
غادرت عيشة المنزل، لتبقى وحيدة بين جدرانه التي بدت آثار الرطوبة على زواياه واضحة، دخلت إلى غرفتها لتغلق النافذة، وتسدل ستائرها الحريرية اِقتربت من سريرها، واِندست بفراشها تريد العودة لحلمها، بينما بدأ المطر بالتساقط زخات زخات، والسماء ترعد وترعد وترعد..
ماذا عساي أقول الاديبة الاريبة عروبة اسلوب راقي وتعابير منسابة وموضوع عالج قضيتنا جميعا حتى اصبحنا نرقع احلامنا بتمزيق واقعنا فما استمتعنا بواقعنا ولا اكتمل مانرقع
لك اجمل التحايا

Arouba Shankan 03 / 12 / 2018 53 : 12 AM

رد: قرار!
 
كل الشكر المرور والقراءة أ. فاطمة
تحيتي وعميق تقديري


الساعة الآن 58 : 09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية