![]() |
شتاء الوطن
لعنة الجمال تلاحقني حتّى في أسواق اللحوم والخضرة. ما الذي تفعله رائحة الزيتون في أعماق أرواحنا المنداحة في زوايا الدنيا. تندلق دمعة صامتة .. تحرق وجنتي. لا أحد غيري يسمع نداء الوطن الصغير كعضلة القلب . لماذا افترقنا يا أمي عندما حان وقت اللقاء. البوق ينادي وتدور الأطياف صفحاتي تبحث عن ذكرى امّحت في لجّة الحدث. تناديني الزنابق والليمون يناجي طرف اللسان، يستحلب خلايا الدماغ المعطوبة. هل مِتْنا قَبْلَ ذلك؟ متى تحين لحظة الولادة يا جميلات وطني الناعسة. لا تبقوا شيئاً من الحنّاء الليلة، حان وقت الزفاف والرصاص في المرصاد. ينتظر حالة من الفرح هائمة من جدول التاريخ المكتوب على محارم مبلولة. كنت خلال هذه الأثناء أبحث عن ذاتي لأكون كبش فداء عند منتصف الطريق. كنت أرسم رسالة يقرأها الأعمى فاحترقت عند حدود اللهفة كنت أنوي الصلاة مِراراً قبل أن يقتلوا إمام الجامع ويحرقوا الحصير كنت اركض تحت المطر حين قابلتك أنت، امرأة باهتة الألوان .. شفاهك تتحدّث تناجي ليالٍ ظمأى .. عطشى للسهر أين أجدك ثانية وسط زحمة الذكرى؟ أيتعب الهواء عن نشر طيبك عبر أثير النغم الحائر ما بين شرقي وغربك؟ لعنة الجمال تلاحقني .. تطلق العنان لصوتي لماذا كلّ هذا الغناء الآن؟ شارف العمر على الانقضاء وما زالت الحواكير تتّسع لمزيد من الموتى. لمزيد من الشهادة قرأتك يا وطني رغم الشتاء غمامة تسافر عبر أوردتي .. زارني الليلة في المنام يمام يحنو للتحليق فوق أعشاشها المزروعة فوق سطح البيت العتيق وجاءت الصقور غير عابئة بما تبقّى من غسق، ألقت بحممها فوق أحلامي فبكى الليلة.. بكى البرتقال في يافا. |
رد: شتاء الوطن
اقتباس:
العزيز خيري ، يبقى الوطن ساكناً تحت جلدنا ، وتبقى رئتينا تحمل رائحة الحبق الذي ينتشر في ارضه المعطاءة تخيلت دموع البرتقال تسقط فتشربها الأرض لتنبت صبار تتكئ عليه اشجار البرتقال في رحلة انتظار طويلة للغائبين تخيلت اليمام يبني اعشاشاً ويخبئها بين اغصان الرجاء يحضرها لغد يحمل بين طياته أمل سيبقى الوطن في حالة شتاء ، يهطل حنيناً لمن هجروه ، يرتجف غضباً ممن ظلموه ، يلبس اللون الرمادي في انتظار عودة الغائبين وعندها سيخلع عباءة الحزن الدفين لنبلسه حبنا وعشقنا وشوقنا ، ونتوجه بفرحنا وازهار الياسمين. خيري ،عندما تكتب عن الوطن اشعر بعبق رائحة البرتقال وزهر الليمون ورائحة الحبق وزيت الزيتون اشكرك على اعطائي هذا الشعور ، كل الود، سلوى حماد |
رد: شتاء الوطن
[frame="1 98"]
العزيزة سلوى وكأنّ الوطن لا يتوقّف عن السفر في النشرة أو الشيفرة الوراثية التي نحملها .. وكأنّ الوطن اختزل الروائح والذكريات واختبأ في أعماقنا حتّى ينكشف الغمّ شكراً لحضورك وللمسك الذي تسكبينه فوق صفحاتي دمت بخير أيّها المبدعة [/frame] |
رد: شتاء الوطن
[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/172.gif');border:6px double purple;"][cell="filter:;"][align=center]
استاذي الغالي خيري حمدان [frame="1 75"] كنت اركض تحت المطر حين قابلتك أنت، امرأة باهتة الألوان .. شفاهك تتحدّث تناجي ليالٍ ظمأى .. عطشى للسهر أين أجدك ثانية وسط زحمة الذكرى؟ [/frame] رائعة بكل ما في الكلمة من معنى الخاطرة بأسرها جميلة جدا ً ولكن فيها حزنا ً لم أحتمله ساعة قراءتها لذلك أرجأت التعليق عليها اتمنى لك مزيدا ً من التألق والنجاح [/align][/cell][/table1][/align] |
الساعة الآن 32 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية