منتديات نور الأدب

بحر الرجز

بحر الرجز من البحور الصافية المفردة، سداسي الأجزاء تتألف وحدته الإيقاعية من تفعيلة مُسْتَفْعِلُنْ ست مرات ووزنه:
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ***مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
وهذا البحر من دائرة المشتبه.
والرجز من البحور الكثيرة الاستعمال حتى سمي بمطية الشعراء لكثرة ماركبوهُ نظما، ونوعوا في تشكيلاته، و يستعمل الرجز تاما ومجزوءا ومشطورا (أي بشطر واحد) ومنهوكا (أي ببيت يحتوي على تفعيلتين)، ويدخل كل أجزائه حشوا وعروضا ، وضربا زحافان : الخبن ( حذف الثاني الساكن مستفعلن =متفعلن = مُفاعلن ) وزحاف الطي ( حذف الرابع الساكن مستفعلن = مستعلن = مفتعلن)
تشكيلاته من التام:
1. العروض الصحيحة و الضرب المماثل:
يقول أحمد بن عبد ربه في العقد الفريد:
لمْ أدرِ جِنِّيٌّ سباني أم بشرْ أم شمسُ ظُهْرٍ أشرقتْ لي أمْ قَمَرْ
لمْ أدرِ جِننيين سباني أم بشرْ أم شمسُ ظُهْرن أشرقتْ لي أمْ قَمَرْ
/0/0//0-/ 0/ 0//0 -/ 0 / 0//0 /0/0/ /0-/ 0 /0//0 -/0 /0 //0
مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلـن مســــتفــعلن مســتفـــعلن

2.العروض الصحيح (ة) والضرب المقطوع.
ومثاله: قول الشاعر:
ما ذُقْتُ طَعْم الموتِ في كأسِ الأسى حتى سقَتْنِيهِ الظّباءُ الغيدُ
ماذقت طعم لموت في كأسل أسى حتتا سقتنيه ظظباء لغيدو
/0/0/ /0/ 0/0/ /0 /0/0 //0 /0/0//0/0/0//0/0/0/0
مستفعلـن مستفعلــن مستفـــعلن مستفعلن مستفعلن مفعـولن = القطع

والقطع (علة) وهي حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين ماقبله، فتصير التفعيلة (مُسْتَفْعِلْ) وتنقل إلى "مفعولن" المساوية لها بالحركات والسكنات، مع مراعاة أن زحاف الخبن قد يدخل على الضرب المقطوع فتصير التفعيلة (معولن) وتنقل إلى فعولن المساوية لها بالحركات والسكنات وهكذا.

تشكيلاته من المجزوء:
1. العروض الصحيح (ة) وهي نفسها الضرب
ومثاله قول الشاعرأحمد ابن عبد ربه في العقد الفريد:
لقد دهتني داهِيَهْ فما لنفسي شافيَهْ
لقد دهتني داهيه فما لنفسي شافيه
//0//0/0/0//0 //0//0/0 /0//0
متفعلن مستفعلن متفعلن مستفعلن
وقول اَخر:
قد هاج قلبي منزل من أم عمروٍ مُقْفِرُ
قد هاج قلبي منزلن من أمم عمرن مقفرو
/0/0/ /0/0/0//0 /0/0/ /0/0 /0//0
مستفعلــن مستفعلن مستفعــلن مستفعلـن
والمجزوء في البيت الذي حذف منه عروضه وضربه أو حذف اَخر تفعيلة في صدره، واَخر تفعيلة في عجزه ويطلق عليه اسم "المربع".
الخبن: حذف الحرف الثاني الساكن من التفعيلة (مستفعلن) وتصبح (متفعلن).
تشكيلاته من المشطور:
1. العروض المشطور الصحيح والضرب المماثل:
يقول الشاعر:
قد كنت أحيانا شديد المعتمد
قد كنت أحيانن شديد لمعتمد
/0/0/ /0/0/0 //0/ 0/0//0
مستفعلن مستفعلن مستفــــعلن
2. العروض المشطور والضرب المقطوع (العروض هي الضرب)
ومثاله على ذلك قول بشار بن برد:
يا طلل الحي بذات الصّمْــدِ
يا طلل لحيي بذات صصمدِي
/0///0 -/ 0/ //0-/ 0/0/0
مفتعلن- مفتعلن- مفعولن
المشطور المقطوع: وهوما كانت عروضه مقطوعة والقطع هو حذف اخر التفعيلة وتسكين ماقبله مستفعلْ وتنقل مفعولن وعروضه هذه هي الضرب على وفق ما يرى العروضيون(أي ليس لهذا التشكيل ضرب) لأن المشطور هو ماحذف شطره، وبقي منه شطر، ويعد الشطر الباقي بيتا عروضه ضربه مع مراعاة أن زحاف الخبن قد يدخل على العروض المقطوعة فتصير فعولن
3. العروض المشطور والضرب المذيل (العروض هي الضرب)
ومثاله قول العجاج:
والدهر يهوى بالفتى في أسوامْ
وددهر يهوى بلفتى في أسوام
/0/0/ /0/0 /0//0 /0 /00/0
مستفعلـن مستفعلن مفعولان
المشطور المذيل: وهو ماكانت عروضه ـ وهي ضربه ـ مذيلة والتذييل علة، وهي كما مر زيادة حرف ساكن على اخر التفعيلة.مستفعلن تصبح مفعولان
تشكيلات الرجز المنهوك:
1. العروض المنهوك والضرب الصحيح (العروض هي الضرب)
ومثاله قول دريد بن الصمة:
يا ليتني فيها جذع يا ليتني فيها جذع /0/0//0/0/0//0 مستفعلن مستفعلن
أخُب فيها وأضع أخب فيها وأضع //0//0 /0///0 مفاعلن مفتعلن
أقود وطفاء الزمع
كأنها شاة صدع
الرجزالمنهوك الصحيح: وهو ماكانت عروضه صحيحة وهي ضربه، لأن المنهوك هو البيت الذي ذهب ثلثاه، ويعد ثلثه الباقي بيتا، وجزؤه الأخير هوالضرب والعروض.

2. العروض المنهوك والضرب المذيل (العروض هي الضرب)
ومثاله قول هند يوم بدر:
ويها بين عبد الدارْ
ويها حماة الأدبار
ضربا بكل بتّار
وتقطيعه:
ويهن بني عبد ددار
مستفعلن مفعولان.
خلاصة:
لبحرالرّجز أربعة أنواع هي: التّام، والمجزوء، والمشطور، والمنهوك.
فمن التام: الرجز الصحيح، والرجز المقطوع
ومن المجزوء: الرجز المجزوء الصحيح
ومن المشطور: المشطور الصحيح ، والمشطور المقطوع، و المشطور المذيل
ومن المنهوك : المنهوك الصحيح، المنهوك المذيل.
ويدخله من الزحافات والعلل:
أـ زحاف الخبن: وهو حدف الثاني الساكن، ويدخل في كل أجزائه:حشوا، وعروضا، وضربا،
ب ـ زحاف الطي: هو حذف الرابع الساكن، ويدخل في كل أجزائه حشوا وعروضا وضربا.
ج: علة القطع: وهي حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين ماقبله، وتدخل على على الضرب، مع مراعاة أن زحاف الخبن قد يدخل في كل أجزائه حشوا وعروضا وضربا.
د: علة التذييل: وهي زيادة حرف ساكن على اَخر التفعيلة وتدخل في ضربه.

تطبيقات:
يقول المعري في مطلع قصيدته
أهالكَ البرق، بذات الأمْعَزِ بين الصراةِ والفراتِ يجْتَزي
مثل السيوف هزهن عارض والسيف لا يروع إن لم يهْززِ
بدت لنا حاملة أغمادها خمائل من الدّجى لم تخْرزِ
ويقول إبراهيم ناجي في قصيدته:
أيُّ جواد قد كبا وأي سَيْفٍ قدْ نبا
ويقول أبو نواس
لما تجلّى الليلُ وابيضّ الأُفُقْ
وانجاب سيرُ الليل عن وجد الطرقْ
باكرني سهْلُ المحيّا والخُلُقْ
يقول عبد العزيز المقالح:
معذرة النهارْ
معذرة الأشعارْ
معذرة وأنت مصلوب على الطريق
وأنت في الحريق
تنهش عينيك الحبيبتين بومة الندم
والخائنون يهتفون العدم
معذرة التلال والقمم
معذرة الدموع والألم

لائحة المصادر والمراجع:
الشافي في العروض والقوافي، الدكتور هاشم صالح مناع، دار الفكرالعربي، الطبعة الرابعة، سنة 2003، ص: 141.
أوزان الشعر، مصطفى حركات،الدار الثقافية للنشر القاهرة، الطبعة الأولى، سنة، 1998، ص:105.
موسيقى الشعر العربي قديمه وحديثه، دراسة وتطبيق في شعر الشطرين والشعر الحر،عبد الرضا علي، دار الشروق للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، سنة:1997، ص:55.