![]() |
معايدة و ذكرى
الأحد 24 ماي2020/1 شوال 1441
بمناسبة العيد اليوم فاجأني رقم غريب أراه هو ما جعل هاتفي يرن ويدندن: "_ ألو السلام عليكم _ ألو أستاذة خولة وييييي؛ _ ألم تعرفيني؟ صمت، أحاول أن أكتشف الصوت، أن يتحدث صاحبه أكثر علني أعرفه.. _ أستاذة... !؟ _ نعم؛ أعتذر منك.. لم أعرفك _ أنا أسامة ...... أعتذر إن كنت لا أتصل بك قبل اليوم ولا أسأل عنك..." يااااه ! تلاميذ إعدادية بن تاشفين ما زالوا يذكرونني، هذا التلميذ لم أره منذ 26 أبريل 2017.. أحسست بفرحة كبيرة حينها، خاصة بعدما أخبرني أنه تابع دراسته وأنه موفق في دراسته، كثيرا ما كنت أفكر في هذا الصبي الذي صار شابا اليوم وأود معرفة أخباره... أذكر أنه كان قد مر بحدث ليس من الممكن أن يعيش بعده أي شخص هنيء البال، ولكن الله لطف.. و أذكر أني كنت قد مرضت مرة وأعطاني الطبيب رخصة مدتها عشرة أيام ، رغم أني حاولت إقناعه بأني لا أحتاجه ولو لم تكن أمي معي بالمستشفى لكنت مزقت الورقة وعدت لعملي.. بعد انتهاء المدة كان تلاميذي في استقبالي صباح خميس.. تأخرت بضع دقائق عن القسم لكثرة السلامات التي تلقيتها من زملائي ومن التلاميذ أيضا، والمفاجأة أن بعض التلاميذ سواء ممن أدرسهم وهم حينها بمادة أخرى أو ممن لا أدرسهم كانوا بقسمهم فرأوني من النافذة، أو سمعوا أصواتا تردد: " الأستاذة خولة جات ..." استأذنوا أساتذتهم ليسمحوا لهم بالخروج من أجل السلام علي... وبذلك كنت آخر مدرسة تدخل قسمها ذاك الصباح، ولكن المفاجآت لم تنته بعد؛ فحين اقتربت من باب القسم انتبهت إلى تلامذتي كلهم حاضرون، لا أحد غائب، منضبطون وملتزمون بالصف، حتى الحارس العام كان يقف لجانبهم دون حاجة لتحذير أو تهديد ليتفاجأ كما كل الأساتذة الذين وقفوا فجأة أمام أبواب قاعاتهم بعد سماع التصفيقات، لحظات مؤثرة حقا؛ جعلتني أستشعر الحب بطريقة أقوى.. هكذا كان استقبال أسامة المتصل اليوم وزملائه بالقسم... دخلنا القاعة ولم تنته المفاجآت ! يا إلهي متى و كيف تم الاتفاق؟ لقد نظفوا القاعة وزينوها نوعا ما، وما كتب على السبورة من عبارات الحب تمنيت لو أنه لم يمح؛ و إن كانت الإسفنجة قد محته فبقلبي وذاكرتي هو عالق.. شكرا لك أسامة.. وشكرا لزملائك ..و شكرا لكل صغاري |
رد: معايدة و ذكرى
خولة ..هذا أجمل ما يفوز به المدرس في مسيرته المهنية النبيلة .. الحب ..
وهو حب عفوي لا مقابل له . فطوبى لك من مدرسة محبوبة وطوبى لتلامذتك الأوفياء هنيئا لك بهم وهنيئا لهم بك . خالص محبتي |
رد: معايدة و ذكرى
هنيئا لهيئة لتدريس بأمثالك أ. خولة وأدامك الله نور العلم وأما حنونا لتلاميذتك
|
رد: معايدة و ذكرى
اقتباس:
|
رد: معايدة و ذكرى
اقتباس:
|
رد: معايدة و ذكرى
كل عام وانتم بخير
على فكرة يا خولة أنا أعرف هذا الإحساس جيدا الذى تشعرين به تجاه أبناءك من الطلبة لأنى أحسسته وعشت طوال حياتى العملية فى حب سواء حبى للعمل أو حب وإحترام زملائى أو حب تلاميذ ومش بس التلاميذ لكن أولياء أمورهم أيضا الحمد لله على نعمة حب الناس لأنها نعمة تجعل الإنسان راضيا هادئا بعيد عن المشاكل والمنغصات عندما عينت بوزارة التربية والتعليم كان أول تعيينى بمدرسة للصم والبكم وكنت أول مرة أتعامل مع هذه الفئة وكنت خائفة من النعامل معهم لأنها كانت مدرسة بنين ابتدائى و إعدادى لكن سرعان ما تبدل هذا الخوف بالطمأنينة والإرتياح لما وجدته من ترحيب وفرحة بوجودى معاهم وطبعا كإخصائية إجتماعية فعملى كله مقترن بالأولاد وبالتعامل بيننا حبيتهم وحبونى وعلمونى لغة الإشارات و كنت مسؤلة عن الرحلات مع زميلى الى أن نقل زميلى و عملت رحلات الى بعض الحدائق والشركات وبعض الشواطيء سبع سنوات كانت أجمل أيام حياتى الى أن تزوجت وكان لابد أن أترك المدرسة لبعد المسافة بين المدرسة والبيت الأولاد اتأثروا بخبر نقلى وبكيت من أجلهم وهناك من الذكريات الجميلة معهم والى الآن عند ما أقابل أحدهم يقف ويسلم على رغم مرور أعوام كثيرة فمنهم من تزوج وانجب تكتفى بهذا القدر نترك باقى الذكريات لركن رياض الأنس |
رد: معايدة و ذكرى
اقتباس:
أمرمر هنا.. ؟! سأعيد القراءة لأصدق..( ابتسامة) مرحبا بك أيتها العزيزة وأشكرك أن شاركتني هنا بعضا من ذكرياتك سيدتي |
الساعة الآن 05 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية