نظر إليه: تأمَّله بعينه. والنظر: تقليب البصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يراد به التأمل والفحص، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص. واستعمال النظر في البصر أكثر استعمالاً عند العامة، وفي البصيرة أكثر عند الخاصة. والعرب تقول للشيء إذا قابل شيئاً أو حاذاه: هو ينظر إلى كذا، ويقال: منزل فلان ينظر إلى منزلي، إذا قابله. وحكي عنها: إذا أتيت موضع كذا وكذا فنظر إليك الجبل، فخذ يميناً أو شمالاً. وقالوا: الحائط ينظر إليك، إذا كان قريباً حيث تراه. قال تعالى في آلهة المشركين: (وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون)، فقال: «تراهم» ولم يقل: «تراها» لأنها صور مصوَّرة على صور بني آدم.
** ** **
ونغض برأسه وأنغضه: هزَّه برفع وخفض كالمتعجب من الشيء، أو على سبيل الهزء. وكذلك النَّغْض في كلام العرب، إنما هو حركة بارتفاع ثم انخفاض، أو انخفاض ثم ارتفاع، ولذلك سمي الظليم - وهو ذكر النعام - نَغْضاً، لأنه إذا عجل المشي ارتفع وانخفض وحرَّك رأسه. ويقال: نغضت (بفتحتين) سِنَّه: إذا تحركت وقلقت وارتفعت من أصلها. ومنه: غيمٌ ناغِض ونغَّاض، أي كثيف متحرك، بعضه في إثر بعض، متحيّر لا يسير. قال تعالى في المنافقين: (فسينغضون إليك رؤوسهم).
** ** **
ونافس القومُ في كذا مُنافسة ونِفاساً: رَغبوا فيه على وجه المباراة، كتنافسوا. والتنافس: الرغبة في الشيء والانفراد به، كأن يَنفِس الرجل على الرجل بالشيء يكون له، فيتمنى أن يكون له دونه. وهو مأخوذ من الشيء النفيس، الجيد في نوعه، تحرص عليه النفوس وتطلبه وتشتهيه. قال تعالى في نعيم الأبرار يوم القيامة: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، أي ليجدَّ الناسُ فيه، وإليه، فليستبقوا في طلبه، ولتحرص عليه نفوسهم.
** ** **

الأستاذة الأديبة د. رجاء بنحيدا:
بلاغة السماء أنْهُرٌ عذبة باتساع؛ لا انتهاء لها على مدى الأزمان؛ وكلٌّ ينهل منها فلا يرتوي، طالباً المزيد والمزيد؛ مستمتعاً برهبة وخشوع ودهشة، لسحر اتساق العبارة، وجمالها، وغاية روعتها، وفائق اكتمالها.
فهي عن الكامل المطلق الكمال، سبحانه، لا إله غيره.
وكل الشكر لك، ومستمرٌ اللقاء إن شاء الله.