الهَجْر في كلام العرب لا يأتي إلاَّ على ثلاثة أوجه: أحدها: هَجْر الرجل كلامَ الرجل وحديثه: وذلك رَفضْه وترْكه، يقال منه: هَجرَ فلان أهله يَهْجُرها هَجْراً وهُجْراناً.
والآخر: الإكثار من الكلام بترديدٍ كهيئة الهازئ، يقال منه: هَجَر فلان في كلامه يَهْجُر هَجْراً، إذا هذى ومدَّد الكلمة وأكثر من الكلام فيما لا ينبغي، وما زالت تلك هِجّيراه (بكسر الهاء، فكسر الجيم المشددة)، وإهْجيراه.
والثالث: هَجَر البعير، إذا ربطه صاحبه بالهِجار (بكسر الهاء)، وهو أن تُشدَّ يده إلى إحدى رجليه.
وأمَّا القول الذي فيه الغلظة والأذى، فإنما هو الإهجار، ويقال منه: أهْجَر فلان في منطقه، إذا قال الهُجْر، وهو الخنا والفحش من الكلام والقبيح منه، يُهْجِر إهْجاراً وهُجْراً.
وهشَّ فلان الشجرَ: اختبط ورق أغصانها بعصا فسقط ورقها فترعاه غنمه. قال تعالى وسأل موسى عما في يده: (قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي)، يقول: أضرب بها الشجر اليابس، فيسقط ورقها، وترعاه غنمي. وإنما سأله تعالى عنها، لأنه أراد أن يحوّلها حية تسعى، وهي خشبة يتوكأ عليها ويَهَشُّ بها على غنمه، ليُعرّفه قدرته على ما يشاء، وعظم سلطانه، ونفاذ أمره فيما أحبَّ بتحويله إياها حيَّة تسعى إذا أراد ذلك به ليجعل ذلك لموسى آية، مع سائر آياته، إلى فرعون وقومه.

الأديبة الأستاذة خولة السعيد:
لكم أبهج بعاطر قدومك، فإغناؤك لمَّا أقدمه، مع ثاقب استطرادك، يعني إثراء أوسع في كشف مغاليق جمال زخم عالي الكلم.
فبوركت ثم بوركت، وتستمر متع الإبحار مع جلال العبارة وخفي مراميها.