![]() |
إطلالة على القصة القصيرة عند ليلى مرجان
من بين ثلاث وثمانين عملا موضوعا على منتديات نور الأدب للراقية ليلى مرجان نجد اثنتين وثلاثين قصة بين قصيرة وقصيرة جدا، إضافة إلى قصتين من التراث وأخرى وضعتها اليوم في "قصص ذات مغزى". بعض قصص مرجان لا تكاد تتجاوز ثلاث عشرة كلمة مع حساب الضمير كلمة والحرف كلمة _ حروف الجر ، العطف...- ، حيث تجد الشخصية الرئيسة الوحيدة في بعض النصوص حملت على عاتقها كاسم ضمير الغائب، وأحيانا يكون مستترا كما في قصة " موضة"، تقول الكاتبة: " استلهم تصاميم أحلامه من بريق الظلام.. فاستعرض تشكيلة من قماش فارغ"، أما العناوين فلها نكهتها مذلك، ولك أن تثار وتندفع نحو قصة يجذبك إليها دفء قارس، فتجد أن أول ما يقابلك " استقبلوه بدفء اللاحضن" ، لترى أن الشخصيات هذه المرة أيضا مجهولة، ولعل الإشارة بضمير الغائب ذلك الاسم الذي يأتي في صورة حرف ( و.ه) كانت قد اسهمت في تقليص النص، أما ذكاء البطل في القصة فينم عن ذكاء الساردة في تعاملها مع الآخر، ذكائها في اختيار ألفاظها، ذكائها في جعل أحداث قصتها تتسلسل بسلاسة سريعة، ولننظر إلى " ليلى" تجمع أول جملة في قصتها كأنها كلمة ( استقبلوه/ استقبل: فعل. و: فاعل. ه: مفعول به) تبتدئ جل قصص ليلى مرجان بالفعل الماضي الذي يغلب في القصة حتى النهاية، ( استقبلوه - تلقت - كانت - غاضه- ....) وأحيانا نجده عند توظيفها للحوار كذلك ولو بفعل ماض واحد كما جاء في " ازدواجية" وهي تثبت بهذه الأفعال استقرار الحدث على أمر واحد لا مجال للتحول فيه، قد حدث ما حدث وانتهى الأمر، لكنها في لحن الفوضى لتبين أن الفوضى قائمة، وأن لحنها سمع صداه، غلبت المضارع ( تستمده، تعيده، فيتوهج) لتبدو الحركة مستمرة حتى في معاني الأفعال ودلالاتها، ثم نجدها زاوجت بين الماضي والمضارع في الوسادة الخالية ( كانت تودعه - تغريه - يسعد - تطبع - كانت تغيب - كان يدرك - سبقها - عاشت - توهج - جفاها - باتت ) وإن أخذنا هذه القصة مثلا سنجد أن الأفعال تتبادل المواقع بين الماضي والحاضر، ولا يمكن ان نعد الأفعال لنؤكد الحركة الدؤوب لمجرى الأحداث دون الإشارة إلى المصادر والمشتقات التي حركت وهجا شاعريا بالقصة (معانقة - فرِحة - سعادتها - عجلى - راغبة - ممكنة - مشاعرها - غياب - دهشتها - افتتانها..) فبطلة القصة هنا تنتظر ذلك الذي ودعته، ذلك الذي غابت معه مشاعرها عند غياب الشمس ، غابت نحوه وإليه، ذلك الذي غاب ولم تفقد أملا في عودة لقاه، أما هو فكان كاللامبالي، ( سبقها... جفاها...) سبقها مجافيا ليتركها تعانق وسادته الخالية ... من خلال مجموعة من قصص ليلى مرجان يمكن أن نأخذ عبرا ودروسا، وتلك العلاقة الإنسانية الطيبة التي تجمع البشر، إضافة إلى أسلوبها الأنيق في السرد ، ولكم أن تطلعوا على ( فدية، المشاغب، تزوير، الزعامة والإهانة، أبكيها حية..... ) |
رد: إطلالة على القصة القصيرة عند ليلى مرجان
راقتني هذه الإطلالة المحصية نصوصي القارئة بين ثناياها، وسرني اهتمامك المتواصل بنصوص جمدت على رفوف النسيان؛ وبإعادتها إلى الواجهة تبعثين فيها الحياة.
فشكرا لك على رقي صنيعك ونشاطك النادر. |
رد: إطلالة على القصة القصيرة عند ليلى مرجان
اقتباس:
فشكرا على رقي طيبتك |
رد: إطلالة على القصة القصيرة عند ليلى مرجان
السلام عليكم
أعتذر ليلى كنت أريد الرد عليك وبدل من أن أفعل ذلك، لم أنتبه أن كلماتي تنضاف على كلمات ردك، فوجدت كأني أتم كلامك. حذفت ردي لأسجله مستقلا لكن عبارة "تم التعديل.." عذرا |
رد: إطلالة على القصة القصيرة عند ليلى مرجان
ردك كان لائقا حبيبتي، لا داعي للاعتذار.
|
رد: إطلالة على القصة القصيرة عند ليلى مرجان
نافذة رائعة على عالم القصة واكتشاف نصوص ترقد بانتظار قراءتها
كل الشكر لجهودك خولة وليلى سأعود لقراءة متأنية |
رد: إطلالة على القصة القصيرة عند ليلى مرجان
جميل مرورك عروبة، وأنتظر عودتك بشغف.
شكرا لك |
رد: إطلالة على القصة القصيرة عند ليلى مرجان
يعجبني تمحيصك وتفحيصك خوخة ، كما يعجبني سرد التفاصيل بصورة تحليلية شيقة جدا .. فشكرا لمجهوداتك وانتظر بشغف مزيدا من الإطلالات التمحيصية..
وبالحقيقة قصص ليلى مغرية للغاية ، وذلك لثراء تفاصيلها المختزلة فيما قل ودل من الكلمات !!! دمتما مبدعتين ... |
رد: إطلالة على القصة القصيرة عند ليلى مرجان
ويعجبني رأيك دوما عزة وتشجيعك..
شكرا لك |
الساعة الآن 34 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية