منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   نبضات دافئة في شارع العمر.. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=198)
-   -   شوقي لحيفا وميراث نكبة عمري (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=4199)

هدى نورالدين الخطيب 18 / 05 / 2008 03 : 09 AM

شوقي لحيفا وميراث نكبة عمري
 
1 مرفق
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/92.gif');border:7px groove green;"][cell="filter:;"][align=center]
[align=right]
طلعت.. يا أخي وصديقي
يا ابن عمتي وبعض نفسي ودمي..
مرّ وقت طويل لم أكتب لك واترك فوق الورق بعض نفسي وبعض همّي
تعودت أن أكتب لك وأترك على صفحات شارع عمري بعض نفسي وبعض ألمي وكل ما يمكن أن يزيح عني..
في الذكرى الستين لاغتصاب وطننا و وطن أجدادنا يملؤني الشعور بالغربة وصقيع الروح، أتمنى أن أبكي.. أن أصرخ.. أن أمارس كل أنواع الرفض لهذا الظلم الذي جعلني لاجئة بلا ذنب ولاجريرة ، عارية من الوطن ودفء الوطن واجتماع الأهل والأقارب.. في الأعياد والأفراح وحتى المآتم.. حتى من جبانة تضمنا في نهاية المطاف وينهال فوقنا تراب الوطن والأجداد.
أقف اليوم على أحد مفارق الغربة الطويلة..
أقف في شارع غربتي تدميني الأشواك وتصفعني الرياح ، أشعر بحرقة القهر ومرارة الظلم الذي امتدّ على طول العمر..
أشعر بروح أبي وهو في السادسة عشر تنتزع منه أرضه ووطنه ومدرسته.. رفاق طفولته وصباه بين ضحية لمجازر الصهاينة ومشرد في أرض الله .. ذكرياته كلها .. عنفوانه.. حتى سريره وصور طفولته وحصالة نقوده وأشياء صغيرة قد يكون جمعها في علبة داخل أحد الأدراج في غرفته.. المرآة التي كان يطالع فيها وجهه كل يوم والجدار الذي كان يقيس بخط قلم رصاص فوقه طول قامته، حديقة الدار ودالية العنب والياسمينة العتيقة..
مسجد جدي حين كان يصليّ خلف والده مطمئناً وبسطه وقاعاته وشهر رمضان والحارات والمآذن وصحن طعام يحمله من والدته لخالته، تكبير العيد وفرح اجتماع الأهل والأقارب..
كيف كان يمكن أن يغتصب ويسلخ كل هذا وأي جرح كان يدمي قلبه وقلوب كل أبناء فلسطين؟!!!!
آآآآآآآآآآآآآه..
نكبة فلسطين بركان في صدري وشوقي لحيفا سياط تلسعني والزمن عقارب تنهش عمري والاحساس بالظلم والقهر والغدر مرير جداً لا يترك بين الضلوع مساحة كافية حتى للفرح..
حرّموا علينا حتى الفرح وأمان الوطن الذي لا يضاهيه أمان!
يا صديقي لوكنا الآن في حيفا كيف كان سيكون شكل الدنيا وكم كان قلّ حجم الدموع ومرارة الحياة!!
لو كنا في حيفا نسير في دروبها يملؤنا الأمان والسلام، نعيش وطننا ونتنفس هواءه ونشرب من مياهه!!
لوكنت تكتب قصائدك فرحاً على جدران حيفا!!
ماذا يعني أن يجمعوا الناس من شتى أقطار الأرض ويحرموننا وطننا ويعطونهم أرض ليس لهم فيها جذور بدلاً عن أوطانهم الحقيقية؟؟!!
أي جنون هذا وأي قدر من الحقد والشر؟!!
آه يا طلعت كم أحتاج أن أتنسم هواء حيفا وتطأ أقدامي أرضها وامرغ وجهي في ترابها ، أدخل بيت جدي وأغرس نفسي هناك حيث جذوري حتى يستقيم العمر وأرتاح من نيران هذا البركان الثائر في صدري..
مثلي مثلك ومثل كل فلسطيني مشتت مبعد عن جذوره..
في كل يوم حيفا تناديني.. أسمعها تناديني وتأخذ روحي إليها تطوف في أرجاءها وتنزف وجد الشوق والحرمان المرير في أحضانها..
إنه العشق الفطري ومن لم يتذوق مرارة الظلم والحرمان من وطنه لا يمكنه أبداً أن يدرك عمق جراحنا
طلعت يا صديقي
هل سنعود يوماً إلى حيفانا ونكتب قصيدة العودة محفورة على صخورها ونطالع ضوء القمر على صفحات بحرها ونعانق الشجر فوق كرملها ويبتسم وجه جدي في ذاكرتنا ويستقيم العمر قبل أن تسقط كل أوراقه عن أشجار حياتنا؟؟؟!!

ملف مرفق 344
[/align][/align][/cell][/table1]
[/align]

طلعت سقيرق 18 / 05 / 2008 05 : 11 PM

رد: شوقي لحيفا وميراث نكبة عمري
 
[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/24.gif');background-color:silver;border:4px groove sandybrown;"][cell="filter:;"][align=center]
هدى
للسطر رائحة البحر حين تموج في البال ذاكرة الصور .. هل ستعرفنا حيفا حين نعود إليها؟؟.. لا أدري لماذا أحسّ هذا الإحساس العالي بأنّ المدن والقرى وحتى الشوارع والبيوت في فلسطين تملك سجلا فيه أسماء كل الفلسطينيين ، الذين ولدوا بشكل طبيعي في بلادهم ، والذين ولدوا بشكل قسريّ في بلاد الله الواسعة .. متأكد حدّ اليقين أن أسماءنا وملامحنا وحركاتنا وسكناتنا محفوظة في هذا السجل .. لذلك سنعود ، وكل حبة تراب في فلسطين تعرف أننا سنعود .. وحتى الموتى المبعثرين في قبور هذا البلد أو ذاك سيعودون .. سيقول البعض ، هو جنون الفلسطينيّ ، حلم الفلسطيني ، أمل الفلسطيني ، وهم الفلسطينيّ .. ليكن .. فأن أشعل أصابعي العشرة في الطريق إلى حيفا أقرب إلى ذهني ألف مرة من كلّ كلمات المعلقين بخيط يأس ذابل ..
أن تفتحي الباب يا هدى على وسعه للشمس وأنت تفردين ضفيرة الوجد لمدينة اسمها حيفا وبلد اسمه فلسطين ،أجدى بكثير من صرخة جارحة لا تستقر على ارض .. لا تظني أنني أصادر حزننا وبكاءنا وعويلنا واشتياقنا لشهدائنا وموتانا .. هذا مستحيل كما تعرفين بالنسبة لكل فلسطينيّ .. لكن أفترض يا بنت الخال أننا أجدر الناس أيضا بالفرح والحب والأمل .. لا أحد يفهم معنى الحزن الطالع منا شجرة أنين كما نفهم .. ولا احد يستطيع أن يلامس العزف على وتر الفرح والحب والضحكة المليئة بالحياة كما نلامس .. والشيء الغريب الذي تعلمناه حنينا وشوقا واشتعالا هو قدرتنا المذهلة على البكاء ونحن نضحك ، وعلى الضحك ونحن نبكي .. من غير الفلسطينيّ يعرف سرّ الأم التي تستقبل ابنها الشهيد بزغرودة وتودعه بزغرودة .. إنها مثل كل أم ، لكنها على مدار السنوات أوجدت سرها الخاص في حبها الأشد لوطنها وأولادها معا ، فكانت تعبر من خلال زغرودتها عن مزج عالي الوتيرة بين حبين وحزنين وشعورين .. هذه الأم فلسطينية في فلسفة حبها وكتابة هذه الفلسفة ليس على سطور من ورق بل على سطور من تاريخ وحياة يومية تجعل الكثيرين يقفون مشدوهين أمام صلابة هذه الأم ، وهم لا يعرفون أنها أرقّ من نسمة وأضعف من وردة، لكنها فلسطينية وهذا سرها ..
ستون عاما يا هدى .. هل هذا غريب .. هل هي طويلة غلى هذا الحد ؟؟.. تعرفين يا بنت الخال أننا نقيس الزمن بمنطق شعب لا بمنطق فرد .. كثيرون قد يرون في هذا الرقم انتظارا طويلا ممضا .. هم على حق ، لأن النظر إلى الزمن بمنطق الفرد يجعل اليوم الواحد طويلا.. لكن حين ننظر إلى هذا الزمن بمنطق الشعب ، تنقلب كل التعريفات ، ونجد أن الستين عاما أقصر بكثير من التسليم بما يريده الساسة من تقريب الأشياء بالتنازل عن الوطن والرضا بوطن مشلول أو مشوه ما دام لا يضم حيفا ويافا وصفد وكل جزء من فلسطين .. مقياسنا مقياس شعب ، لذلك ليكن الزمن كيفما أراد ، فالشعب هو الشعب ، وانتظار الشعب أقوى بكثير من دوران الزمن .. والشعب يا بنت الخال هو جدك ثم والدك وبعدهما أنت ثم ابنك وهكذا .. إذن الزمن مهما طال سيبقى معنا وفينا وبنا .. سلمني أبي راية الحنين وسلمتها لابني ليسلمها لابنه .. فهل سيكون الزمن طويلا .. ؟؟.. لا أظن مادام الحنين فينا وبنا جيلا بعد جيل ..
لا تخشي يا بنت الخال .. سجلي دمعتك في دفتر الانتظار كما تريدين .. وسجلي ضحكتك في دفتر العودة كما ترغبين .. لكن ثقي دائما أن العودة فينا وستبقى .. لأنها مكتوبة على كل سطر من سطور الزمن القادم .. وما كتبته أيادي الشعب لا يمكن أن يمحى ولا يمكن أن يزول .. ألا تريدين أن نشرب فنجان قهوتنا هناك ؟؟.. إذن ثقي أننا سنفعل ..

[/align][/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 23 / 01 / 2010 57 : 10 AM

رد: شوقي لحيفا وميراث نكبة عمري
 
بقدر ماأحسست بجرحك أستاذة هدى وبالظلم الذي يكبلك و آلاف الفلسطنيين مثلك بقدرما وجدت كلمات الشاعر طلعت سقيرق تؤكد حقيقة أن التحرر قادم لأن الأمل ثابت ولأن الاستسلام للوا قع لم يتم بل يرفضه كل الفلسطينيون أمثالكم ممن يتوقون للأرض و ترابها.
تحياتي

بغداد سايح 07 / 02 / 2010 40 : 11 PM

رد: شوقي لحيفا وميراث نكبة عمري
 
ذاك ألم الهوية و الانتماء و ما أفظعه حين يكون في غربتك عزيزتي هدى الا أنني أجد أن هذا الألم جعلنا نشعر بلذة أفكارك التي تتجمع عسلا في وعاء الروح و تنسكب سلافا من عناقيد الذاكرة.... أنت و طن قائم بذاته من خلال تلك الشوارع في خلجاتك و تلك المدن الشامخة داخل قلبك...
أعشق فيك هذا الوعي الجميل و الأصالة و النبل الذان هما أجمل الاشياء في عروبتنا...لك محبتي و تقديري.

مرفت محمد فايد 21 / 02 / 2010 48 : 09 AM

رد: شوقي لحيفا وميراث نكبة عمري
 
الغالية هدي

هل تعلم المواقيت أن الغد قادم

أحسست بحرقة الكلمات تجتاح صدري و تصرخ متي نستفيق ونعلن العصيان متي نغضب و نمارس كل ألوان التمرد علي الوضع القادم

حيفا بالقلب تسكننا و نريد أن نسكنها

محمود مرعي 10 / 07 / 2010 56 : 08 AM

رد: شوقي لحيفا وميراث نكبة عمري
 
وتركض الأيام والساعات


تقترب ساعة الصفر كما كانت يوم فاض الغسق


تفيض الآن طرقات البلاد بكل الليل القديم


ويستيقظ الغول الذي أغفى على لحومنا


والصيف يركض في المسارب والحقول والبراري


وما زلنا نلوب ونلوب وسط العاصفة


تلوكنا الذكرى وتمضغنا الهزائم


ونحاول رسم ملامح فجر لم يولد


بضعة أيام ونكون داخل حوامة الاعصار


وسوف يرمينا على ظلالنا القديمة


ونعود نلوب


والتاريخ لا يرحم ، سيقول جملته


سيعري الجميع


والتاريخ يتكلم


ولا ينسى


والعصافير في الجليل تحاول الان أن تغفو


على نوافذها القديمة


أراها الآن في حيفا على النوافذ المشرعة على البحر


وما زال أبو سلمى هناك في غرفته


أراها في طبريا تطل على البحيرة ، تتأمل الشمس الساقطة في البحيرة صباحا


تطل الشمس من خلف الجولان ، تسقط في البحيرة ويمتد شعاعها قاطعا البحيرة من الشرق للغرب


والعصافير في المجدل والحمة وسمخ تنادي


يا راحلين عن الديار متى الاياب


ولا مجيب في ازدحام الموت المجلل الافق


البلاد الان تغطي رأسها وتنتقب


لا تطيق النظر في الصباح الغريب


تطلب الصمت من الجميع


تقول انها لن تغفر ولن تنسى


تمضي وحيدة الى المقابر تزور ابناءها الذين ناموا على مر التاريخ في حضنها


ثم تعود الى صهيل لم يخفت منذ انطلق


وتطل نجمة الصبح عليها تغازلها


ومعها قمران وشمس عربية


تدوِّن ما يأتي قريبا


في السطر الاول


عائدون


في الثاني


عائدون


في الختام


عائدون


وتزغرد الهضاب على مد الصوت


وينهض شهيد ما زال دمه يسيل


سقط قبل قريب من ألف عام


وما زال دمه يسيل


يمشي فوق الماء والتراب والهواء


يرسم الحدود المقبلة


ينبت الأخضر ملء القلب


وتفيض البلاد شموسا


ويهتف باحياء يعرفهم :


بيض القلوب على الخنى مسودة ** والأخضر الغد واللواء الأحمر (1)


ويتابع هتافه :


تتلو سواد الليل شمس صباحنا ** والأخضر التالي دمًا وقتالا (2)


**


1 ـ البيت للشاعر سميح القاسم


2 ـ البيت للشاعر محمود مرعي


الساعة الآن 56 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية