منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   سجين الذكريات (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=4235)

سمير طبيل 19 / 05 / 2008 00 : 11 PM

سجين الذكريات
 
[align=right]
انظر إلى المرآة فأراه يداعب خصلة متمردة من شعرها بيديه ، اقذفها بزجاجة عطر إمامي ، أحطمها ،أدير بصري إلى فراشي فأراهم يمارسان خيانتهم ، احضر سكينا أمزقه اقطعه أربا ، أتلفت حولي كالمجنون أحطم ، أدمر لا ابقي شيء مكانه ، أغادر البيت أتجول بغير هدى ، تحملني عواصف اليأس كريشة تاهت وسط إعصار مدمر، الإمطار تغسلني فيزداد قلبي اتساخا و ظلمة ، تسود الدنيا أمام نظري هل القمر أيضا مثلي تعرض للخيانة فأبى أن يظهر أم أن السحب السوداء قد تأمرت عليه فخنقته في مهده

لا استطيع أن ابعد منظرهما من أمام عيني ، يمارسان خيانتهما على فراشي يتهامسان ، يتلامسان ، تلهبني قبلاتهم كالسياط . زوجتي وصديقي !!
أكاد اجن..

نقرات المطر على أرضية الطريق ترن في أذني أنها أصوات ضحكاتهما، ترتسم أمامي ألاف الوجوه ، اشعر بخصه في حلقي ، لا تقوى قدماي على حملي ، اجلس على أول مقهى في طريقي هربا من المطر أو هربا من صور تتراءى لي


أشعل سيجارة فيتصاعد دخانها مجسمة رجلا وامرأة على فراش الحب ، اجزم أني رأيت وجهها أمامي يسخر مني ، القي بسيجارتي بعيدا ، فتنظر لي من خلال فنجان قهوتي فالقي به، أحطمه ، أنها تطاردني ، تلاحقني أخشى إني لو ذهبت للقبر أن أجدها هناك بانتظاري ، تتملكني الفكرة أعدو مسرعا ،أتخطى شوارع وميادين حتى اسقط من فرط التعب وقد فعل معي المطر فعلته ، أصبحت كفرخ صغير سقط في وعاء مليء بالماء

انهض وأكمل طريقي لا اعلم إلى أين ولكني مصمم على إنهائه استفيق على زمجرة سائق غاضب كاد يصدمني عندما قطعت الشارع دون أن انتبه له ،نظرت إليه! ، لم أجبه! ، تمنيت لحظة لو كان صدمني فالموت قد يكون هو الدواء ، انصرف واتركه خلفي يكمل ما بداء من سباب ، أجد نفسي مرة أخرى أمام بيتي اصعد الدرجات متثاقلا ، يا لها من مسافة تلك الدرجات لا تنتهي ، ادلف إلى داخل شقتي ، ارتمي على أول مقعد في طريقي

رائحة القهوة الساخنة تأسرني انظر خلفي فأجدها تحمل فنجانين ، تبتسم لي ، انظر في عينها أغوص فيهما اغرق فلا ينتشلني إلا لمسة حانية من يدها ،تهمس في إذني أن كل شيء على ما يرام ، تداعب شعري بيدها ، تمسح ما علق على وجهي من وحل ، تساعدني في التجرد من ملابس القذرة ، من التجرد من أوساخي وآثامي ، فتنحدر دمعة آسف من عيني

لقد خدعت من امرأة لكني زوج لأخرى الآن وليست أصابع اليد متشابهة.

[/align]

نصيرة تختوخ 21 / 04 / 2010 32 : 04 PM

رد: سجين الذكريات
 
قصة محبوكة و سرد متميز لاأدري كيف غابت عن عيوننا كل هذا الوقت.
أتمنى أن نقرأ لك المزيد أستاذ سمير
تقديري و تحيتي

زين العابدين إبراهيم 20 / 06 / 2014 43 : 11 PM

رد: سجين الذكريات
 
شكرا لك أيها الكاتب
فهي الخيانة لاتخفى ولو كتمت كذلك الحب لايخفى ولو سترا
ودي واحترامي

محمد الصالح الجزائري 21 / 06 / 2014 14 : 04 AM

رد: سجين الذكريات
 
الرائعان..نصيرة وزين العابدين..أوجزتما فأحسنتما !! القصة فعلا تستحقّ القراءة بالرغم من أنني أحبّذ التلميح لا التصريح..لكن السرد جاء خادما للأحداث ..وقد بلغت بعض السياقات حد الروعة كقوله: (الإمطار تغسلني فيزداد قلبي اتساخا و ظلمة) ،(نقرات المطر على أرضية الطريق ترن في أذني إنها أصوات ضحكاتهما)
إلا أنّ بعض الأخطاء اللغوية أفسدت بعض الشيء جمال النصّ..سأعرض بعضها : (
فأراهم يمارسان خيانتهم) ، ( لا ابقي شيء مكانه ) ، (لم أجيبه! ) ، (فيتصاعد دخانها مجسمة رجلا وامرأة ) .. رغم ذلك تبقى القصة جميلة معبّرة هادفة..شكرا للزائر سمير..

علاء زايد فارس 14 / 09 / 2014 39 : 11 PM

رد: سجين الذكريات
 
نص رائع صدقاً
أشيد به وبكاتبه
كما وأشيد بملاحظات أستاذي محمد الصالح والتي تناول فيها بعض الصور البلاغية الرائعة في النص وبعض الأخطاء البسيطة
تحياتي للكاتب المبدع




الساعة الآن 44 : 09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية