![]() |
أنت...من تكون؟؟؟
قل لي بأي شئ اكتب اسمك؟ لقد جربت كل شئ... بدمي كتبت ...بدموع عيني كتبت ... بأنفاسي الساخنة على زجاج شرفتي البارد كتبت، لم يتبقى الا ان اكتب اسمك بأحمر شفاهي، اريده ان يكون اكثر التصاقاً بي... انا اعتاش على ما تبقى من اثار منك، لمسة يد، التفاتة مازالت عالقة على اهداب ذاكرتي، همسة سجلتها اذناي ولم تمل تكرارها، قبلة طبعتها على ظهر كفي في لحظة هطول عشقية ومازلت تدغدغ المكان. يا ألمي الجميل ، هل مازلت مراياك القديمة تحمل صورتي؟ كنت تحادثني في كل الاحوال، وكنت اسكن كل مراياك ، اسأل فرشاة حلاقتك، ومعجون اسنانك ، وزجاجة عطرك ، ومنفضة سجائرك ، وفنجان قهوتك ...لقد شهدوا حوارنا في كل الاوقات، كنت في حالة حراسة دائمة لكل تفاصيلك.في احيان كثيرة كنت اشعر بأنني لا أكرهك ولاأحبك فكلاهما حالة عادية بالنسبة لي، لأنني أحب التميز في عشقك. أحب أن أعيش حالة شك. أنت شكي الجميل وأنت أقسى ظنوني.اتذكر كيف التقيتني؟كنت تبحث عن محارة جميلة على شاطئ احلامك، واذا بك تتعثر بي وانا كنت ابحث عن محارة بنفس المواصفات ، اي صدفة هذه التى رمتنا على نفس الشاطئ؟ أي موجة هذه التى قربتنا الى حد الإلتقاء؟ كان حبك مثل هجمة مباغتة شقت حفرة كبيرة في سكوني ثم انسحبت قبل أن استطيع اللحاق بها واستسلمت.كنت اسير حافية ، كنت في ذروة البرد والخوف من المجهول فأعدت لي الدفء بإقتحامك المجنون. أيها العربي الداخل كالخنجر في صباحات قلبي ، اراك ترتشف سيجارتك وكأنك ترتشف كرياتي الحمراء والبيضاء، هل قدر لنا ان نلتقي في محطة الصدفة لتلتقطني برموش حنانك؟ لعينيك سحر لا يفسره حتى علم الفيزياء ، اكتشفت نظرية جديدة لم يكتشفها احد قبلي وهي ان نظراتك عبارة عن لحظة مصالحة ما بين الضوء والعتمة . عودتني على الارتماء في دنياك بلا اي استعدادات ، لم اكن اخشى الغرق بالرغم من انني لا اجيد العوم ، كنت تلتقط قلقي وارتباكي بكف من حب وكف من شوق ، وكنت تفرش لي صدرك بزهر الياسمين لأتكئ عليه في لحظات ضعفي.... سكنت سواحل عينيك المرهقتين الذابلتين وتعلمت العزف على رموشك بعد ان اصبحت وطني وملاذي الوحيد. اتعلم بأنني توقفت عن تدوين تاريخي معك لأنني اصبحت اخاف ان يكتشفوا وجودك في بين اسطري حتى قبل ان التقيك، خفت ان اتهم بتزوير التاريخ ، ، لقد احتويتني بأثر رجعي واصبحت اعيش معك ماقبل طفولتي. طلبت اكثر من مرة منك ان تكسر ساعتك لتأخذني خارج اطار الوقت، فلا الزمان ولا المكان يعنيان لي الكثير في حضرتك ، فأنا اصبحت رهينتك بملئ ارادتي وبكامل قواي العقلية. سألتني يوماً من تكون بالنسبة لي؟ أجبتك بلا تفكير وبلا ترددأنت انت كل شئ . اجبتني بحزم :لا احب العمومية ، وطلبت مني إجابة اكثر تفصيلاً. سؤالك اربكني حينها وانتهى لقاءنا وبقى سؤالك عالقاً على ضفاف ذاكرتي. ولكنني اصبحت اكثر نضجاً وواقعية الان ، فاسمح لي بأن اقول لك من تكون: انت رسم تجريدي يخطف الالباب من على بعد ولكن لا يجرؤ احد على استيعابه انت مليكي وانا وحدي شعبك ، نشيدك ، علمك، انا الرعية وحدي، اسمح لي ان اكون انانية معك. انت قصيدة اسكنها بيتاً بيتاً، قصيدة بيوتها لا ابواب لها. انت نخلة باسقة ، لم تصنف بعد في انواع النخيل، تسلقت اليك بكل حواسي، ولم يعد بوسعي ان اتسلق اكثر. انت كتيبة مدججة بكل الاسلحة العشقية لإحتلال كل نساء الكون ، ولكنني تصدرت كل الاهداف حتى اكون دوماً في مرماك. انت كتاب يمكن قراءته من كل الجهات، عمودياً يٌقرأ... أفقياً يٌقرأ... في الصباح يٌقرأ... في المساء يٌقرأ... في وقت القيلولة يٌقرأ... في التفاتة العنق يٌقرأ انت السمكة النادرة التى يصعب اصطيادها الا بخيوط الصبر والعطاء. انت جنوني الوحيد الذي اجاهر به بلا خوف من ان اساق الى مشفى الامراض العقلية انت معركتي التى لايضيرني ان انهزمت فيها او انتصرت، أنا لا أتصور حباً يقيم في المنطقة الوسطى بين الأشياء أو في منطقة معزولة السلاح حيث لا انتصارات ولا هزائم، ولن يكون هناك حب خارج نطاق المغامرة وربما الاستشهاد ومعك كنت اتوق الى الإستشهاد. انت قطار المصادفات الذي لم يعرفني يوماً ميعاد مغادرته ولا ميعاد وصوله... قل كيف أتيت؟ ومن أين أتيت؟؟؟ أنت من يشعل النار ولا يطفئ الحرائق انت من يتواجد في كل الاماكن وبين طيات المتناقضات، تكون في الماء والنار معاً، في الصيف والشتاء معاً، في القطب الشمالي وعلى خط الاستواء معاً... لذلك لا استطيع تطبيق مبدأ عدم الانحياز تجاه اي من تفاصيلك. انت النغم الذي دونته في نوتة القلب لتتراقص عليه نبضاتي احتفاء بلقياك انت من سكنت ملامحي، اطراف اصابعي، جدائل شعري، كحل عيني، ارتعاشة يداي، شهقة فرحي، تنهيدة حزني، دمعة جفني، رمشة قلقي، اختلاج شفتاي، تلعثم كلماتي، حيرة نظراتي، تبعثر افكاري، انت من سكنت الفؤاد وسكبت ما تبقى من مداد. انت... انت..انت....... سامحني سيدي لقد انتهى المداد ولم انتهي من إجابة سؤالك بعد. سلوى حماد http://images.dpchallenge.com/images...ted_467563.jpg |
رد: أنت...من تكون؟؟؟
[frame="1 98"]
عزيزتي سلوى هل يعقل بأنّ امرأة واحدة كتبت كلّ هذا البوح. لا بدّ أنّ في أعماق سلوى ألف امرأة تدرك معاني وأحاسيس الشوق والعشق. إنّه العطاء والقدرة على التضحية سيدتي. إنّه التسامي فوق الواقع المحسوس والتجريد من الأنانية البشرية. يخال لي بأنّ هذا العطاء مستحيل في المفهوم الدنيويّ. لقد بقيت متسمّراً بعض الوقت بعد أن انتهيت من قراءة هذا النصّ المشتعل بالمشاعر المتناقضة. إنّه الشرق بكلّ جموحه. لقد قرأت شيئاً مشابهاً لشاعرة بلغارية لم تتجاوز العشرين من عمرها قبل عشرين عاماً. (انتحرت عند حدود الغرام) واسمها بيتيا دوباريفا. أرجو عدم سوء فهمي. التشبيه يأتي من جهة الإبداع فقط. وهي حقيقة نموذج للمبدعة الأوروبية. ولا تقدر الكثير من المبدعات المعاصرات الوصول الى شموخها. لكنّ وبالرغم من كلّ ذلك، تبقى سلوى الوحيدة التي تحمل في داخلها قبيلة من النساء. كلّ الودّ والمحبّة. [/frame] |
رد: أنت...من تكون؟؟؟
كأني أمام معزوفة كلاسيكية وقد استعملت فيها كل الآلات .. معزوفة تهدأ تارة على نغمة من ناي حزين وتدمدم تارة أخرى على إيقاع دوي الطبول . ربما أيضا كانت الخاطرة عبارة عن لوحة امتزجت فيها كل الألوان .. لكن بتناسق تام وبحرفية محكمة .. أي امرأة هذه ؟.. وأي عشق هذا ؟ وأي بوح هذا الذي جعل هذه المرأة تعطي كل شيء لتأخذ كل شيء .. أسلوب ساحر يمتزج فيه الماضي والحاضر .. كل بأطلاله
كنت تحادثني في كل الاحوال، وكنت اسكن كل مراياك ، اسأل فرشاة حلاقتك، ومعجون اسنانك ، وزجاجة عطرك ، ومنفضة سجائرك ، وفنجان قهوتك ...لقد شهدوا حوارنا في كل الاوقات.. ربما انسلت إليه تلك النكهة الغجرية التي تعيش هائمة في دنيا العشق .. "أنت .. من تكون ؟" .. في البداية كنت كأنني أمام لغز ؟ .. من يكون هذا الذي جعلت منه هذه المرأة مادة خاما تحللها .. بل عجينة تشكلها حسب رغبتها .. رغم أن البوح يشي بالعكس .. لكن الجواب يجيء معلنا أن هذا المجهول منصهرفي ذات هذه المرأة .. انت رسم تجريدي يخطف الالباب من على بعد ولكن لا يجرؤ احد على استيعابه انت مليكي وانا وحدي شعبك ، نشيدك ، علمك، انا الرعية وحدي، اسمح لي ان اكون انانية معك. انت قصيدة اسكنها بيتاً بيتاً، قصيدة بيوتها لا ابواب لها. انت نخلة باسقة ، لم تصنف بعد في انواع النخيل، تسلقت اليك بكل حواسي، ولم يعد بوسعي ان اتسلق اكثر. انت كتيبة مدججة بكل الاسلحة العشقية لإحتلال كل نساء الكون ، ولكنني تصدرت كل الاهداف حتى اكون دوماً في مرماك. انت كتاب يمكن قراءته من كل الجهات، عمودياً يٌقرأ... أفقياً يٌقرأ... في الصباح يٌقرأ... في المساء يٌقرأ... في وقت القيلولة يٌقرأ... في التفاتة العنق يٌقرأ انت السمكة النادرة التى يصعب اصطيادها الا بخيوط الصبر والعطاء. انت جنوني الوحيد الذي اجاهر به بلا خوف من ان اساق الى مشفى الامراض العقلية انت معركتي التى لايضيرني ان انهزمت فيها او انتصرت، أنا لا أتصور حباً يقيم في المنطقة الوسطى بين الأشياء أو في منطقة معزولة السلاح حيث لا انتصارات ولا هزائم، ولن يكون هناك حب خارج نطاق المغامرة وربما الاستشهاد ومعك كنت اتوق الى الإستشهاد. انت قطار المصادفات الذي لم يعرفني يوماً ميعاد مغادرته ولا ميعاد وصوله... قل كيف أتيت؟ ومن أين أتيت؟؟؟ أنت من يشعل النار ولا يطفئ الحرائق انت من يتواجد في كل الاماكن وبين طيات المتناقضات، تكون في الماء والنار معاً، في الصيف والشتاء معاً، في القطب الشمالي وعلى خط الاستواء معاً... لذلك لا استطيع تطبيق مبدأ عدم الانحياز تجاه اي من تفاصيلك. انت النغم الذي دونته في نوتة القلب لتتراقص عليه نبضاتي احتفاء بلقياك انت من سكنت ملامحي، اطراف اصابعي، جدائل شعري، كحل عيني، ارتعاشة يداي، شهقة فرحي، تنهيدة حزني، دمعة جفني، رمشة قلقي، اختلاج شفتاي، تلعثم كلماتي، حيرة نظراتي، تبعثر افكاري، انت من سكنت الفؤاد وسكبت ما تبقى من مداد. ترى ماذا كان سيحدث لو أن المداد لم يجف ؟ .. حتما كنا سنرى أنت .. أنت.. أنت.. وقد اضفت سلوى عليها أشياء تضاهي ما كتبت روعة وبهاء . سلوى .. إبداعك فريد من نوعه دمت مبدعة |
رد: أنت...من تكون؟؟؟
عزيزتي الرائعة أستاذة سلوى منذ قرأت الخاطرة وأنا أفكر بهذه الكاتبة الرائعة التي تهوى العد على أصابع اليدين كل ما يخص الشق الآخر من الروح . أذكرك في الوصايا العشر وقد كنت قمة في الإبداع واليوم لا تفتئي ترددي على مسامعنا وتعدي على أصابع يديك ويدينا هو من يكون بالنسبة لك لم تغفلي عن شاردة أو واردة ولكن المداد جف وهذا ما لم يكن بالحسبان وإلا اضطررنا للاستعانة بأصابعه هو لنكمل العد . لن أقول كم استمتعت فهنا شهادتي مجروحة ولكني أقول سلوى حبيبتي وإن جف مدادها أنا سأكمل بعد إذنك وبحروفي المتواضعة بل والفقيرة جانب حروفك القوية وستكون المفاجئة في انتظارك هناك في سلسلة حروف أنثوية وأتمنى أن تنال إعجابك وأخيرا ً مذهلة يا سلوى وأدام الله عليك نعمة العطاء . |
رد: أنت...من تكون؟؟؟
اقتباس:
دائماً تسعدني زياراتك وتعليقاتك ، الأ ان تعليقك هنا هو الأجمل على الإطلاق فيض من عبارات الشكر والامتنان يعجز عن التعبير عما اشعر به وانا اقرأ ردك الذي كان بمثابة وسام فخري من الطراز الذي لا يمنح الا مرة واحدة احتاج لبرهة من الوقت لأعي قيمة اللحظة ولأحتوي مشاعر الغبطة والسرور التى اجتاحتني عزيزي خيري، مرورك كنجمة لا يخفت ضوئها رصعت بها متصفحي المتواضع كل الود والتقدير ، سلوى حماد |
رد: أنت...من تكون؟؟؟
اقتباس:
مرة اخرى اقف امام تحليلك للخاطرة وانا عاجزة تماماً عن التعبير عن مدى دهشتي لعمق التحليل، اشعر احياناً بأنك كنت تشاطرني كتابة خواطري ، هو وهي ملحمة عشق لا تنتهي يا رشيد حتى لو جف المداد ، اشكرك بكل صدق على اهتمامك وتقديرك لكل ما اكتب، تقبل مني صادق مودتي وتقديري، سلوى حماد |
رد: أنت...من تكون؟؟؟
اقتباس:
غاليتي ميساء، جعلتني اتطلع بإبتسامة عريضة على اصابع يدي ، كيف خطر على بالك هذا تقرأينني بحب الأخت ، وحرفية الكاتبة الذواقة ، ورهافة الحس الانساني المتأصل فيك ايتها الغالية قرأت ما كتبتيه في سلسلة حروف انثوية ، لقد جاء بهياً راقياً لأنه انساب من قلمك المعطاء، لا حرمني الله وجودك بجانبي، كوني بخير دائماً، سلوى حماد |
الساعة الآن 36 : 01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية