منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   كلمات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=246)
-   -   للسطر رائحة البحر (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=5268)

طلعت سقيرق 26 / 06 / 2008 33 : 09 PM

للسطر رائحة البحر
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');border:4px outset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
للسطر رائحة البحر حين تموج في البال ذاكرة الصور .. هل ستعرفنا حيفا حين نعود إليها؟؟.. لا أدري لماذا أحسّ هذا الإحساس العالي بأنّ المدن والقرى وحتى الشوارع والبيوت في فلسطين تملك سجلا فيه أسماء كل الفلسطينيين ، الذين ولدوا بشكل طبيعي في بلادهم ، والذين ولدوا بشكل قسريّ في بلاد الله الواسعة .. متأكد حدّ اليقين أن أسماءنا وملامحنا وحركاتنا وسكناتنا محفوظة في هذا السجل .. لذلك سنعود ، وكل حبة تراب في فلسطين تعرف أننا سنعود .. وحتى الموتى المبعثرين في قبور هذا البلد أو ذاك سيعودون .. سيقول البعض ، هو جنون الفلسطينيّ ، حلم الفلسطيني ، أمل الفلسطيني ، وهم الفلسطينيّ .. ليكن .. فأن أشعل أصابعي العشرة في الطريق إلى حيفا أقرب إلى ذهني ألف مرة من كلّ كلمات المعلقين بخيط يأس ذابل ..
أن تفتحي الباب يا صديقتي على وسعه للشمس وأنت تفردين ضفيرة الوجد لمدينة اسمها حيفا وبلد اسمه فلسطين، أجدى بكثير من صرخة جارحة لا تستقر على أرض .. لا تظني أنني أصادر حزننا وبكاءنا وعويلنا واشتياقنا لشهدائنا وموتانا .. هذا مستحيل كما تعرفين بالنسبة لكل فلسطينيّ .. لكن أفترض أننا أجدر الناس أيضا بالفرح والحب والأمل .. لا أحد يفهم معنى الحزن الطالع منا شجرة أنين كما نفهم .. ولا أحد يستطيع أن يلامس العزف على وتر الفرح والحب والضحكة المليئة بالحياة كما نلامس .. والشيء الغريب الذي تعلمناه حنينا وشوقا واشتعالا هو قدرتنا المذهلة على البكاء ونحن نضحك ، وعلى الضحك ونحن نبكي .. من غير الفلسطينيّ يعرف سرّ الأم التي تستقبل ابنها الشهيد بزغرودة وتودعه بزغرودة .. إنها مثل كل أم ، لكنها على مدار السنوات أوجدت سرها الخاص في حبها الأشد لوطنها وأولادها معا ، فكانت تعبر من خلال زغرودتها عن مزج عالي الوتيرة بين حبين وحزنين وشعورين .. هذه الأم فلسطينية في فلسفة حبها وكتابة هذه الفلسفة ليس على سطور من ورق بل على سطور من تاريخ وحياة يومية تجعل الكثيرين يقفون مشدوهين أمام صلابة هذه الأم ، وهم لا يعرفون أنها أرقّ من نسمة وأضعف من وردة، لكنها فلسطينية وهذا سرها ..
ستون عاما.. هل هذا غريب .. هل هي طويلة إلى هذا الحد ؟؟.. تعرفين أننا نقيس الزمن بمنطق شعب لا بمنطق فرد .. كثيرون قد يرون في هذا الرقم انتظارا طويلا ممضا .. هم على حق ، لأن النظر إلى الزمن بمنطق الفرد يجعل اليوم الواحد طويلا.. لكن حين ننظر إلى هذا الزمن بمنطق الشعب ، تنقلب كل التعريفات ، ونجد أن الستين عاما أقصر بكثير من التسليم بما يريده الساسة من تقريب الأشياء بالتنازل عن الوطن والرضا بوطن مشلول أو مشوه ما دام لا يضم حيفا ويافا وصفد وكل جزء من فلسطين .. مقياسنا مقياس شعب ، لذلك ليكن الزمن كيفما أراد ، فالشعب هو الشعب ، وانتظار الشعب أقوى بكثير من دوران الزمن .. والشعب هو جدك ثم والدك وبعدهما أنت ثم ابنك وهكذا .. إذن الزمن مهما طال سيبقى معنا وفينا وبنا .. سلمني أبي راية الحنين وسلمتها لابني ليسلمها لابنه .. فهل سيكون الزمن طويلا .. ؟؟.. لا أظن مادام الحنين فينا وبنا جيلا بعد جيل ..
لا تخشي .. سجلي دمعتك في دفتر الانتظار كما تريدين .. وسجلي ضحكتك في دفتر العودة كما ترغبين .. لكن ثقي دائما أن العودة فينا وستبقى .. لأنها مكتوبة على كل سطر من سطور الزمن القادم .. وما كتبته أيادي الشعب لا يمكن أن يمحى ولا يمكن أن يزول .. ألا تريدين أن نشرب فنجان قهوتنا هناك ؟؟.. إذن ثقي أننا سنفعل ..

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نصيرة تختوخ 31 / 05 / 2011 59 : 06 PM

رد: للسطر رائحة البحر
 
ثقة عالية تتحدث بها أستاذ طلعت فينبعث الأمل بين السطور كالنور أو كمنارة تقف شامخة و لا تتوانى عن إرشاد المبحرين و التائهين.
لانتمنى أن يطول الانتظار لكن شعلة الإصرار على العودة يبدو أنها غير قابلة للانطفاء و لو طال الزمن.
تحياتي لك أستاذ طلعت و جعل الله عودتكم قريبة.

عزة عامر 05 / 02 / 2020 51 : 12 AM

رد: للسطر رائحة البحر
 
أعجبني الأمل الصارخ بين سطور واثقة ، فقد نموت حقا ، لكن الحلم النائم بين أجفاننا لا يموت ، ما أنجبه الأمل فينا ولو كان غراس زهرة في جوف صخرة ، ستنبت يوما ما وإذا متنا أمانينا ، سيتحقق الحلم وسيقر الراحل والشهيد ، وستبكي السماء فرحا إن شاء الله. .

خولة السعيد 05 / 02 / 2020 07 : 02 AM

رد: للسطر رائحة البحر
 
ذكرتني كلمات الأديب الراحل طلعت سقيرق رحمة الله عليه.. برواية غسان كنفاني" عائد إلى حيفا" و بقصيدة محمود درويش " سجل أنا عربي" ثم بقصيدة نزار قباني" منشورات فدائية على جدران إسرائيل"
طلعت سقيرق هنا عانق حب فلسطين في سطور، فكان لكل سطر رائحة بحر بامتداد البحر.....


الساعة الآن 07 : 08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية