منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   فيض الخاطر على أنغام البوح (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=529)
-   -   أتعبني هذا المداد (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=5460)

ميساء البشيتي 03 / 07 / 2008 48 : 02 PM

أتعبني هذا المداد
 
[align=CENTER][table1="width:95%;background-color:burlywood;border:10px double green;"][cell="filter:;"][align=center]

أتعبني هذا المداد



أتعبني هذا المداد ، أتعبتني حروفي المسافرة إلى شواطئ النسيان ، المبعثرة على أسطح الفراغ ، المهاجرة إلى مرافئ الضياع ، أتعبتني كلماتي المنهكة ، المثخنة ، المتآكلة من أرق حبري النازف على ورق التجوال .



أين هم الآن ؟ أين صخبهم ؟ أين ضجيجهم ؟


أتعبني هذا الصمت ، أتعبني هذا السكون ، أتعبني شتات الفكر وحمى الذهول .


يأخذني قلبي إليهم في كل مساء ، أحمل بين يدي مصباحي العتيق وأطواق من الفل والياسمين ، أتتبع صدى أنفاسهم ، أتلمس خطواتهم وأقتف ِما تبقى لي من أثرهم ، أتوه منهم ويتيهون مني ، أنادي عليهم بملء الصوت ولا مجيب للنداء ، وأعود .. أجرّ خلفي وقع أقدامي الثقيلة وشبح خطواتي وسواد ظلي.


أعوام مضت ، وأنا أحمل إليهم حلمي العتيق ، أحمل إليهم أملي العتيق ، أحمل إليهم مداد قلبي والهمّ العتيق ، همّ الأمس واليوم واللحظة.


كنت أنتظرهم في إشراقه كل صباح وأطويهم في أحداقي مع نسائم الغروب ، أضمهم إلى قلبي الجريح و أنفاسي المتهالكة ، لكنهم مع خيوط الفجر كانوا يفرّون من بين أناملي ، يتسللون


إلى تلك المفارق وينتشرون على أسطح المرافئ .


اليوم قطعت لقلبي الوعد وأضرمت لسهدي النار وأججت الثورة في فكري ، في عقلي ، في كل كياني ، اليوم سأسافر عبرك أيتها الغيمة وسأعاندك أيتها الريح وسأنصب لي خيمة عند


تلك المفارق ، وسأرسلك أيها المداد المتعب للمرة الأخيرة .


لا عودة لك يا مداد من دونهم ولن ألملم حروفي التائهة إلا من حضن أيديهم ، لن أخلع عني الخيمة إلا بزنودهم الأبية ، لاعودة لك يا مداد من دونهم فقد تعبت أنا من طول الانتظار وتعبت أنت من عبث التجوال ، قد تعبتَ يا مداد وأتعبتني ، قد أتعبني في بعدكم هذا المداد .


[/align][/cell][/table1][/align]

رشيد الميموني 03 / 07 / 2008 15 : 04 PM

رد: أتعبني هذا المداد
 
ميساء .. كان علي أن أعود قليلا إلى الوراء لتكتمل لي حكاياتك مع الحروف .. فمن "حروف متمردة" إلى "سلسلة حروف أنثوية" ، مرورا بـ"أحرفي خائنة" .. أجد دائما هذا الصراع المرير مع هذه الحروف التي تتعنت وتتمرد و تخون وتستعصي في بعض الأحيان ..
في هذه الخاطرة ألمس تصميما على إنهاء هذا الصراع .. وهي عملية أراها قيصرية مادامت ستستأصل الشريان الذي يمد الحروف بالدم .. هل سيتوقف الحبر .. وبالتالي ستتوثف الأحرف ؟ .. وهذا تلميح بأن الكلمات ستتوقف ..
في المرات الأخرى كانت ميساء تؤكد أنها لن تتوقف .. ولن تدع كلماتها تتلاشى .. فهل تفعلها هذه المرة ؟ ..
اليوم قطعت لقلبي الوعد وأضرمت لسهدي النار وأججت الثورة في فكري ، في عقلي ، في كل كياني ، اليوم سأسافر عبرك أيتها الغيمة وسأعاندك أيتها الريح وسأنصب لي خيمة عند
تلك المفارق ، وسأرسلك أيها المداد المتعب للمرة الأخيرة .
هنا يبدو التصميم على التوقف جليا .. لكن دعونا نخلق أملا من هذه الحروف نفسها ولنتأمل هذه العبارة :
لا عودة لك يا مداد من دونهم ولن ألملم حروفي التائهة إلا من حضن أيديهم ، لن أخلع عني الخيمة إلا بزنودهم الأبية ،
إذن هناك أمل في أن تعود عملية ضخ المداد في شرايين الحروف، بشرط أن يعود "هؤلاء" وحضن أيديهم وزنودهم الأبية..
أملنا كبير في عودة "هؤلاء" الذين لم تسمهم ميساء
عودي ميساء واخلعي عنك الخيمة ودعي حروفك تعب من مدادك .
مع هذه النغمة الشجية يبقى إبداعك ممتعا كالعادة .. فتحية لك من أعماق القلب ودمت متألقة .
بكل الود و التقدير

ميساء البشيتي 05 / 07 / 2008 21 : 03 PM

رد: أتعبني هذا المداد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 18387)
ميساء .. كان علي أن أعود قليلا إلى الوراء لتكتمل لي حكاياتك مع الحروف .. فمن "حروف متمردة" إلى "سلسلة حروف أنثوية" ، مرورا بـ"أحرفي خائنة" .. أجد دائما هذا الصراع المرير مع هذه الحروف التي تتعنت وتتمرد و تخون وتستعصي في بعض الأحيان ..
في هذه الخاطرة ألمس تصميما على إنهاء هذا الصراع .. وهي عملية أراها قيصرية مادامت ستستأصل الشريان الذي يمد الحروف بالدم .. هل سيتوقف الحبر .. وبالتالي ستتوثف الأحرف ؟ .. وهذا تلميح بأن الكلمات ستتوقف ..
في المرات الأخرى كانت ميساء تؤكد أنها لن تتوقف .. ولن تدع كلماتها تتلاشى .. فهل تفعلها هذه المرة ؟ ..
اليوم قطعت لقلبي الوعد وأضرمت لسهدي النار وأججت الثورة في فكري ، في عقلي ، في كل كياني ، اليوم سأسافر عبرك أيتها الغيمة وسأعاندك أيتها الريح وسأنصب لي خيمة عند
تلك المفارق ، وسأرسلك أيها المداد المتعب للمرة الأخيرة .
هنا يبدو التصميم على التوقف جليا .. لكن دعونا نخلق أملا من هذه الحروف نفسها ولنتأمل هذه العبارة :
لا عودة لك يا مداد من دونهم ولن ألملم حروفي التائهة إلا من حضن أيديهم ، لن أخلع عني الخيمة إلا بزنودهم الأبية ،
إذن هناك أمل في أن تعود عملية ضخ المداد في شرايين الحروف، بشرط أن يعود "هؤلاء" وحضن أيديهم وزنودهم الأبية..
أملنا كبير في عودة "هؤلاء" الذين لم تسمهم ميساء
عودي ميساء واخلعي عنك الخيمة ودعي حروفك تعب من مدادك .
مع هذه النغمة الشجية يبقى إبداعك ممتعا كالعادة .. فتحية لك من أعماق القلب ودمت متألقة .

بكل الود و التقدير


أخي الطيب رشيد

عساك بالف خير وسلامة

أخي رشيد ربما فعلا كنت في رحلة شاقة وممتعة بنفس الوقت مع الحروف

واعترف انني في اكثر من مرة كنت احاول اخماد الحرف ولكنه كان يفرض

نفسه عليّ ويظهر للسطح ولكن هذه المرة الأمر مختلف تماما ً أنا لا احاول

اخماد الحرف لكنه اخمد لوحده .. لم تعد الحروف تلوح في مخيلتي لا من قريب

ولا من بعيد وبنفس الوقت لا أفكر في استحضارها .. ربما كان هذا الوضع غير مطمئن

ولكني المرة سأتركها للظروف ان استطاعت هذه الحروف ان تخرج للحياة من جديد

فلن امنعها ولكني بنفس الوقت لن أجلس في انتظارها واكيد ان هذا امر مؤلم ولكنه

الامر المتوفر حاليا ً .

شكرا اخي الطيب رشيد على مرورك العطر وأحببت أن اختم بك ليكون مسك الختام

ومع اطيب امنياتي لك بحياة سعيدة وهانئة ودمت بكل الازدهار والنجاح .

ماهر جمال عمر 06 / 07 / 2008 27 : 02 AM

رد: أتعبني هذا المداد
 

جميل بوح روحك ... عذب

كم أسعدني أن أقرأ لك سيدتي و أنهل و اتعلم منك

كل الود و التقدير


ميساء البشيتي 22 / 08 / 2008 27 : 01 AM

رد: أتعبني هذا المداد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر جمال عمر (المشاركة 18489)
جميل بوح روحك ... عذب

كم أسعدني أن أقرأ لك سيدتي و أنهل و اتعلم منك

كل الود و التقدير


أخي الكريم ماهر جمال

اشكرك على المرور البهي والكلمات الرقيقة

سعيدة بمرورك على صفحتي وسعيدة أكثر بتواجدك بيننا

وأعتذر عن التاخر بالرد بسبب السفر

اتمنى لك أوقاتا ً سعيدة ودمت بالف خير


الساعة الآن 29 : 06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية