منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   أفتقدك (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=6322)

سلوى حماد 22 / 08 / 2008 25 : 09 PM

أفتقدك
 
شعور الفقد شعور مرعب ، انه يشبه مكان مهجور، مبعثر، ضربه الزلزال فغير ملامحه ، انه شعور الوحدة والخواء من الداخل، شعور بأن أعماقك مهجورة واحلامك مصفدة بحالة من الزهد في كل شئ.

انه شعور يجلدك بسياط محاسبة الذات ويترك علىجسد نفسك اثار لا يمحوها الزمان.

لماذا نفقد من نحب؟

لماذا نصل للمرحلة التىنلوح بها لمن نحب بكف الوداع المغمس بالدموع ونلتفت الإلتفاتة الاخيرة وكأننا نكتب النهاية في اخر السطر؟نغمض اعيننا في رغبة منا بالإحتفاظ بكل المشاهد ،نسجنها بين الاهداب ، نتشبث بها ليقيننا بأننا لن نكررها، نأخذ شهيق عميق في محاولة منا لإبتلاع مايمكن ابتلاعه من هواء يحتوي زفير من نحب.

لا أدري لماذااجتاحني شعور بالفقد عندما صَدمت عيناي زهرة جورية يابسة غافية بين طيات كتاب كنت اتصفحه وانا في خلوة مع نفسي على شاطئ البحر ، للوهلة الاولى احسست بأنني اشبهه اواشاركها حالة الجفاف فاحتضَنتها يداي وتعاطفت معها عيناي ووجدتني اهمس لك:

افتقدك في كل وقت ، وفي كل الفصول

افتقدك عندما ترحل الغيوم عن صدرالسماء

افتقدك عندما تعبث رياح الخريف بأوراق الشجر

افتقدك عندما تتخلل أصابع الصقيع جسدي وتضرب عظامي بقسوة وعندها

ارتجف برداً
وارتجف شوقاً
وارتجف عشقاً
وارتجف ضياعاً

فألجأ الى اسئلتي المحمومة لعلي اجد الدفءبين علامات الاستفهام.

واتسائل

كم سنة تلزمني لأتأكد بأن الفصول الاربعة قدغادرها فصل الربيع بغيابك؟

كم صفحة من الاحلام علي ان اطوي حتى اصل الصفحة التىتجمعنا على ضفاف حلم؟

كم سنة علي ان اتوه في الصحراء حتى أؤمن بأن عودتك سراب؟

كم مرة علي ان افقد ذاكرتي حتى اكف عن التفكير بك؟

كم من الوقت على ان التصق بمدفأتي حتى أتأكد بأن الصقيع الذي يضرب اعماقي سببه غيابك وليس بردالشتاء؟

كم بحر علي ان اقطع سباحة حتى اغتسل من بصمات الحزن العالقة بأطرافي لفقدك؟

كم من الدروب علي ان اسلك حتى أتأكد بأن بحثي عنك عبث فأكف عن البحث عنك؟

كم رواية عشق حزينة علي أن اقرأ حتى أتأكد بأن حكايتنا ليست ككل الحكايات وانها لوحة فريدة لا يمكن تكرارها؟

اظن بأنه قد حان الوقت لأجتث جذور علامات الاستفهام وألوذ بالصمت


سلوى حماد




رشيد الميموني 22 / 08 / 2008 22 : 10 PM

رد: أفتقدك
 
يبدو لي تدرج واضح في هذه الخاطرة المبللة بدموع اليأس و الخوف من الفقد .. يبدأ التدرج في البداية على شكل حديث عام وكأنه فقط يحلل وضعية ما .. ثم تضيق المساحة ليصير التعميم تخصيصا حين يستعمل ضمير "نحن" ، و أخيرا تكشف الخاطرة عن وجهها الحقيقي لتبدأ بالبوح والمناجاة مستعملة طبعا الضمير المناسب و هو "أنا" ..
تعج الخاطرة بتعابير هي قمة في الإبداع كعادة سلوى حين تغوص في متاهات الأحاسيس وشعاب العشق والحب .. تمتزج فيها روعة الطبيعة بمشاعر النفس رغم ما يغلف النص من أسى و خوفمن الفقد ، تجعلنا نستمتع أيما استمتاع ..
كنت أرى خاطرة "أبجدية التناقضات" إيذانا بسيل جارف من الإبداع ، ولم يخطئ حدسي ، بل لم يخب ظني في أننا مقبلون - وموسم الإجازات قد ولى - على موجة جديدة من الإبداع ذي المستوى الرفيع .. مثل هذا الذي بين يدي .
تحية لك سلوى .. و تحية لقلمك الفياض الخصب ..
بكل المودة و التقدير.

ميساء البشيتي 22 / 08 / 2008 40 : 10 PM

رد: أفتقدك
 
غاليتي سلوى

(أفتقدك )

عنوان لوحده يشل حركة الدماغ

سلوى أنا شطبت التعليق كله بعد ما كتبته وشطبت أكثر من تعليق

ولكن بدي أقول شيء

لأجل هذه المشاعر الصادقة والحقيقية ولأجل هذه المعاناة التي تفوق الوصف

نتمسك بحبال ذائبة حتى لا نقول الوداع

تصعب علينا نفسنا وما سنكبده لها من مشقة في رحلة النسيان

ولكن سلوى هي الحياة هيك لا بد فيها من الوداع ولا أقسى من الوداع

شكرا لك سلوى على هذا الأبداع والتألق

ودمت رائعة بكل المقاييس


سلوى حماد 23 / 08 / 2008 46 : 07 PM

رد: أفتقدك
 
أخي العزيز المبدع رشيد،

تهطل كلماتك على احرفي كقطرات المطر الصافية النقية كنقاء قلبك فتهديها حالة من الإنتشاء والفرح.

تعودت ان أكتب لتقرأني وتقوم بتشريح النص لترشدني الى مواطن الضعف قبل مواطن القوة فيه، فلا تبخل ابداً بقراءة نصوصي.

مرورك يجعلني دوماً أقرأ ما أكتب من زوايا اخرى.

اشكرك من القلب على المرور الجميل ، وتعليقك الراقي كا أنت.

صادق مودتي وتقديري،

سلوى حماد

سلوى حماد 24 / 08 / 2008 31 : 06 PM

رد: أفتقدك
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي (المشاركة 20921)
غاليتي سلوى


(أفتقدك )

عنوان لوحده يشل حركة الدماغ

سلوى أنا شطبت التعليق كله بعد ما كتبته وشطبت أكثر من تعليق

ولكن بدي أقول شيء

لأجل هذه المشاعر الصادقة والحقيقية ولأجل هذه المعاناة التي تفوق الوصف

نتمسك بحبال ذائبة حتى لا نقول الوداع

تصعب علينا نفسنا وما سنكبده لها من مشقة في رحلة النسيان

ولكن سلوى هي الحياة هيك لا بد فيها من الوداع ولا أقسى من الوداع

شكرا لك سلوى على هذا الأبداع والتألق

ودمت رائعة بكل المقاييس




غاليتي ميساء،

في لحظات الوداع اشعر بأن حواسي الخمس تتعطل، ولا يتبقى مني الى نبض خافت وزفرات مترنحة ودموع تشق اخاديد على خدي.

أكره الوداع كثيراً يا ميساء، الوداع يا ميساء ليس وداع الأشخاص فقط، انه وداع الأماكن ووداع الأشياء الجميلة.

يبقى الإنسان في حالة تأرجح بين اللقاء والوداع وفيما بينهما حالة من الإنتظار غير معلومة الأجل.

لا أدري لماذا فرت دمعة من عيني هذه اللحظة وانا اكتب الرد لك،

ميساء كوني بالقرب غاليتي،

سلوى حماد



الساعة الآن 41 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية