![]() |
السمعة شيء مهم!
صباح أمس وأنا أتصفح الجريدة صادفت عمودا جديدا لكاتبة مغربية شابة.
ابتدأت بالحديث عن بعض أحوال الدنيا بشكل عام ثم انتقلت للحديث عن نفسها وعن اعترافاتها بسلوكياتها المخجلة السابقة على صفحات بعض المجلات وفي برامج عرضت على الشاشة. مراهقتها لم تمر بيسر فقد كانت مثيرة للمشاكل والصدامات وجرءتها تميزت بالسلبية و العدوانية وتلك الشفافية الفاضحة التي يصفق لها المتمردون على أعراف المجتمع و يبتعد عنها المتزنون و الراشدون. تأسفت الكاتبة لما ورد منها سابقا و قالت أنها غيرت المدينة و المنهج و أنها بعمودها الجديد هذا ,في الجريدة جديدة بالنسبة لها أيضا ,ستحاول رسم صورة مستقلة عن ماضيها الموصوم بكليشيات لا تناسبها حاليا. السمعة شيء مهم وهذه الصحافية رغم كونها مبتدئة فإنها سعت إلى تمزيق الخلفية الرمادية علانية قبل أن يلومها عليها أحد أو يحاسبها. في إحد الأيام الدراسية حدثنا الأستاذ والكاتب هانس كالدنباخ Hans Kaldenbachمؤلف كتاب احترام!"!Respect"عن المواجهة بالذنب أو الخطأ في العرف الاجتماعي أو ثقافة المجتمع المتعارف عليها ثم في ثقافة الشارع المتمردة فذكر أنها بالنسبة للقسم الأول تتميز ب: *الاعتذار *التأسف *الاعتراف بالذنب *التبرير أو شرح الأسباب و الظروف . * الوعد بعدم تكرير نفس التصرف. أما بالنسبة للقسم الثاني أي عند المتمردين في ثقافة الشارع: *عدم الاعتذار *التنكر لما حدث *إظهارالقوة أو التصرف بعدوانية *الدفاع عن النفس باتهام الآخر *لا وعد بالتوبة أو الإصلاح الكاتبة تصرفت إذن حسب ما يرضي المجتمع لتمنح الرضا و ترمم سمعتها مجددا و هي حتما ستنجح في ذلك في المجتمع الهولندي لأنها سلكت النهج المقبول والمتعارف عليه ليكون لها ما سعت لأجله. حتى في حالات الشخصيات المعروفة والمشهورة عالميا فإن نفس النهج أكسب أصحابه ود من حولهم فكانت خساراتهم أقل ضررا و أذكر هنا مثال العداء ة الأمريكية ماريون جونس التي أعادت ميدالياتها الأولمبية واعترفت بتناولها للمنشطات ما بين سنة 2000و 2001لتريح ضميرها .http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...300_709578.jpghttp://tbn0.google.com/images?q=tbn:..._071123_ms.jpg مع أن الأمر أصعب و أعقد وأن المذنبين المشهورين مهما كبرت جرائهم في حق الآخرين فإنهم يحاولون إخماد نيرانها دون الاعتراف بها و قد يلجؤون إلى سلوك التمرد فيتنكرون و يستخدمون القوة التي لا تكون بالضرورة عنفا جسديا فالمال و السلطة أيضا يمكنهما أداء مهام مماثلة وتحقيق إرهاب أو إسكات يشبه ما يؤدي إليه العنف الجسدي تماما. وإلا لما كانت قضايا إنسانية تظهر ،تحدث ضجة ثم ينساها الناس و تدفن ملفاتها دون أن نرى الجاني يحاكم أو يسقط و تنهار سمعته تماما. لجعل الكلام أكثر وضوحا أستحضر هنا أمثلة مثل النفايات السامة في إفريقيا و من يدفنوها هناك و فضائح الساسة الأخلاقية و غير ذلك. مهما تحرر المجتمع وأيا كان مذهبه فإن السمعة تظل مهمة وكل صدع يصيبها يؤثر في حياة المرء ؛تشويهها قد يكون مرادفا لتشويه حياة طبيعية أوإيقاف مسارناجح بأكمله فلا عجب أن يبذل المال و النفوذ في سبيل تحسينها إن عجزت عبارات التوبة أو الطيبة أومنعها الغرور وغيره من فعل ذلك. http://www.giantmag.com/art/lewinsky-and-clinton.jpg Nassira |
رد: السمعة شيء مهم!
[align=center] كل ابن آدم خطاء و خير الخطائيين التوابين..ليس من العيب أن نخطأ و لكن العيب أن نستمر في الخطأ فالسمعة عملة نادرة جدا و من ضيعها فقد ضيع العمر بأكمله معها. موضوعك سيدتي يلامس واقعنا الإجتماعي مع الأسف حيث أصبح الخروج عن المألوف و العرف و الدين علامات للموضة عند جل شباب هذا العصر فأصبح التهور يحل محل الرزانة و قلة الأدب تحل محل الأدب أيضا و ياللأسف فإنهم لا يتصرفون إلا كما يتصرف أصحاب القسم الثاني.
أما بالنسبة للقسم الثاني أي عند المتمردين في ثقافة الشارع: *عدم الاعتذار *التنكر لما حدث *إظهارالقوة أو التصرف بعدوانية *الدفاع عن النفس باتهام الآخر *لا وعد بالتوبة أو الإصلاح كل هذا التهور و الإنحلال على مرأى و مسمع من الأولياء الكرام دون تحرك يبدو أنهم نسوا أو تناسوا بأنهم رعاة و كل راع مسؤول عن رعيته. شكرا لك سيدتي على إثارة مثل هذه المواضيع الإجتماعية الهامة التي تستحق منا فعلا إلى إلتفاتة . تحياتي سيدتي و دمت بكل ود. [/align] |
رد: السمعة شيء مهم!
الأخت الكريمة نجية أشكرك على مداخلتك فقد أشرت إلى جانب مهم فليس التحرر مردافا للإساءة إلى الذات و المجتمع و نبذ الأعراف القيمة التي تحافظ على الجماعة و تحميها .
تحياتي لك |
رد: السمعة شيء مهم!
عزيزتي نصيرة ،
اشكرك على الموضوع القيم والذي تناولتيه من جوانب عدة. نعم السمعة شئ مهم ومهم جداً ، لأنها السياج الذي يمنع الأنسان من القفز الى الشوارع الخلفية حيث تمارس كل الوان الخروج عن الدين والعرف والتقاليد والسمعة هي الشئ المشترك لدى كافة الناس مهما كان مستواهم الاجتماعي او التعليمي، فلا اعتقد ان هناك من يضحي بها إلا إذا كان انسان غير سوي او من فئة الخارجين عن الأعراف الإجتماعية. بالنسبة لموضوع مواجهة الإنسان لإخطائه والأعتراف بها على العلن هي شئ محمود في المجتمعات الغربية ولكنها غير مقبولة في مجتمعاتنا الشرقية على مبدأ " اذا بٌليتم فأستتروا" ، ولكنني اجد ان هذا ايضاَ يؤدي الى استفحال الأخطاء وتمادي البعض في الموبقات. حضرت محاضرة اثناء وجودي بكندا عن السلوك الإجتماعي وكيفية التعامل مع المخطئين، وكان من اهم النقاط هو ان الانسان المخطئ عندما يعترف بالخطأ فهو قد خطى 50% من مشواره الى الطريق السليم وعلى المجتمع ان يشجعه على تخطي كل المعوقات حتى يستمر ليكمل الطريق حتى 100%. اشكرك نصيرة على اختياراتك الهادفة المميزة، كل الود، سلوى حماد |
رد: السمعة شيء مهم!
عزيزتي نصيرة ،
اشكرك على الموضوع القيم والذي تناولتيه من جوانب عدة. نعم السمعة شئ مهم ومهم جداً ، لأنها السياج الذي يمنع الأنسان من القفز الى الشوارع الخلفية حيث تمارس كل الوان الخروج عن الدين والعرف والتقاليد والسمعة هي الشئ المشترك لدى كافة الناس مهما كان مستواهم الاجتماعي او التعليمي، فلا اعتقد ان هناك من يضحي بها إلا إذا كان انسان غير سوي او من فئة الخارجين عن الأعراف الإجتماعية. بالنسبة لموضوع مواجهة الإنسان لإخطائه والأعتراف بها على العلن هي شئ محمود في المجتمعات الغربية ولكنها غير مقبولة في مجتمعاتنا الشرقية على مبدأ " اذا بٌليتم فأستتروا" ، ولكنني اجد ان هذا ايضاَ يؤدي الى استفحال الأخطاء وتمادي البعض في الموبقات. حضرت محاضرة اثناء وجودي بكندا عن السلوك الإجتماعي وكيفية التعامل مع المخطئين، وكان من اهم النقاط هو ان الانسان المخطئ عندما يعترف بالخطأ فهو قد خطى 50% من مشواره الى الطريق السليم وعلى المجتمع ان يشجعه على تخطي كل المعوقات حتى يستمر ليكمل الطريق حتى 100%. اشكرك نصيرة على اختياراتك الهادفة المميزة،:sm5: كل الود، سلوى حماد |
رد: السمعة شيء مهم!
الأستاذة سلوى,
شكرا على إضافتك و بخصوص التستر على الأخطاء فإن كان المرء سيستر مافعل ليستمر في أخطائه أو ليكتم مجتمع بحاله ظواهر تؤدي إلى فساده فإن في ذلك هلاك و شر كبير. الصفاء و التفهم فتح باب التوبة أسلم الطرق لزرع الأمان و الثقة و المحبة. تحيتي و تقديري لك |
الساعة الآن 41 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية