منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   إمرأة ونافذة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=6666)

جُمان يوسف 07 / 09 / 2008 28 : 05 AM

إمرأة ونافذة
 
إمرأة ونافذة



جلست على مقعدها بالقرب من المدفأة .. بدأت تراقب النار وهي تلف شالها الصوفي حول كتفيها لتحميهما من البرد ، فقد كان البرد في الخارح قارسا
كانت تنظر للحديقة من خلال الزجاج و تسمع صوت الريح وكأنه سيمفونية الفتها الطبيعة, والأشجار تتمايل يسرى ويمنى وكأنها تتراقص في ليلة حب هادئة

احست ببعض السعادة وانفترت شفتاها عن ابتسامة ناعمة لدى مراودتها هذا الشعور, وبدأت تتذكر ايام الشباب وكيف عاشت الحب والسعادة مع زوجها ، فنظرت اليه متمددا على كنبته المفضلة و هو يغط في نوم عميق .

ياااااااه .. ما اغرب الحياة !!
كيف كان شابا ممتلئا حيوية وكيف فعلت به الأيام ما فعلت .. انه رجل عظيم فعلا .. كان وما زال يحاول اسعادها ، ومع تقدم العمر بهما الا ان الحب ما زال يظلل حياتهما

تذكرت الأيام الجميلة
لم تحس يوما في شبابها بالوحدة .. لقد سافرت وزوجها الكثير من البلدان.. مرحا وسهرا معا
وفجأة غادرت البسمة شفتيها وحل محلها الحزن واغرورقت عيناها بدموع كانت تحاول ان تمنع نزولها .

وتساءلت ؟
أين انا الأن من ذلك الزمان؟ نحن الأن عجوزان وحيدان بلا رفيق ولا قريب يسأل عنا.

لو انصفتني الحياة .. اما كنا رزقنا اطفالاً !!
لكبروا الأن ولملأوا البيت حركة وضجيجا وسعادة ومرحا .. ولما كنا نجلس وحيدين.

عادت تراقب النافذة ورذاذ المطر الذي رسم لآلئه على الزجاج .. تبتسم للأشجار التي لم تتوقف عن الرقص بعد .. بدأ النعاس يغالبها وهي تقاوم .. فهي لا تريد اطفاء المدفأة ولا تريد ان تنام خشية ان تتوهج النار او يتصاعد منها الدخان وهي نائمة .. فزوجها نائم على الكنبة.

آآآآه لو كان لي اولاد ...... اكنت اخشى ما اخشاه الأن ؟
اما كان هناك من يرعانا ؟
وحين نغفو يضع علينا الغطاء ويحنو علينا لقاء ما اعطينا من حب ورعاية و سهر الليالي طوال السنين ؟
كم هي قاسية الحياة.
لا تعطينا ما نُريد .. بل ما تُريد .. تفرض علينا ان نقبل به, ولا نملك إلا الإستسلام للمكتوب

افكار و افكار ألَمَت برأسها فأثقلته ، وآلمت قلبها فأبكته .

اين هم الأحباب والأصحاب؟
اين الأقارب والجيران ؟

كلٌ انشغل بأمور دنياه .. نسونا ونسوا السنوات التي قضيناها معا .. نسوا الأجتماعات التي كانت تزين حياتنا .
لو كان بالأمكان ان اشتري السعادة .. لدفعت لها بكل ما املك وما استطيع جمعه .. لقاء إبن يحادثني .. يشاركني السهر امام المدفأة ، ونحتسي الشاي معاً.

قاسية هي الحياة وغير منصفة

كم تمنيت ان ارى شروق الشمس داخل بيتي حين يصحو ولدي ويبتسم .. احبه ويحبني نتجاذب اطراف الحديث .. انتظر عودته بفارغ الصبر لنجتمع معا حول مائدة الطعام .. واقلق عليه ولا اكف عن الذهاب والأياب بين النافذة والباب إن تأخر عن موعد العودة .. واطمئن وافرح حين يعود لي سالماً .

آآآه كم تمنيت هذا .. أن اراه شابا يافعاً يعيش الحب ويتزوج .. ينجب لي الأحفاد يلعبون من حولي .. احل مشاكلهم الصغيرة والبريئة , واروي لهم القصص والحكايا...

واستيقظت من احلامها وخيالاتها فجاءة على صوت !!!
هناك من يطرق الباب .. عجبا !!!
من يكون؟.

بهذه الساعة من الليل, وبمثل هذا الجو!!!

اللهم اجعله خيراً ..

نهضت لتفتح الباب وهي تمني النفس بزائر يخرجها من الملل اللذي تعيشه .. فوجدت امامها شابا .. يسأل ..

هل هذا بيت فلان؟
اجابته بصوت ضعيف خذلته الحياة .. لا يا بني انه يسكن بالبيت المجاور لنا .. شكرها وغادر .
وعادت لمقعدها وحيدة تراقب زوجها النائم حينا وتراقب المدفأة حينا آخر .. تتأمل الأشجار من خلف النافذة.

لا يؤنسها سوى صوت الريح وحفيف اوراق الشجر
إنها سيمفونية جميلة فعلاً الفتها الطبيعة .....

اغمضت عينيها وعادت لأحلامها وذكرياتها والبسمة ترتسم على وجهها تارة ، والحزن يكلله تارة اخرى.



محاولة قديمة ان تنال اعجابكم

رشيد الميموني 07 / 09 / 2008 37 : 08 PM

رد: إمرأة ونافذة
 
مرحبا بعودتك أختي جمان و شهر رمضان مبارك عليك ..
أجد نفسي أمام نص ينبض بالحياة رغم قبوع بطلته أمام المدفأة وسهومها مع ذكرياتها . لكنها ذكريات تعتلج في حناياها أحاسيس .. ألام وأمال .. رجاء و قنوط .. حتى الطبيعة وظفت لتضفي على القصة رونقا وبهاء .. هناك الوحدة حقا رغم وجود الزوج .. لكنها وحدة تعيش مع ذكرياتها وأملها في وجود أولاد و أحفاد يملأون البيت بهجة و حبورا ..
يكفي ان البسمة لم تختف و أن الأمل لم تنطفئ جذوته ..
تحية إليك جمان ولك كل مودتي .

جُمان يوسف 30 / 10 / 2008 58 : 01 PM

رد: إمرأة ونافذة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 22139)
مرحبا بعودتك أختي جمان و شهر رمضان مبارك عليك ..
أجد نفسي أمام نص ينبض بالحياة رغم قبوع بطلته أمام المدفأة وسهومها مع ذكرياتها . لكنها ذكريات تعتلج في حناياها أحاسيس .. ألام وأمال .. رجاء و قنوط .. حتى الطبيعة وظفت لتضفي على القصة رونقا وبهاء .. هناك الوحدة حقا رغم وجود الزوج .. لكنها وحدة تعيش مع ذكرياتها وأملها في وجود أولاد و أحفاد يملأون البيت بهجة و حبورا ..
يكفي ان البسمة لم تختف و أن الأمل لم تنطفئ جذوته ..
تحية إليك جمان ولك كل مودتي .


[align=center]

[align=center]
اخي رشيد

اهلا بك وبمرورك الكريم
[/align]
واشكرك على التعليق اللذي اضاف لقصتي الكثير


سعيدة بوجودك هنا .. واعتذر عن التأخير بشكرك على تفاعلك مع قصتي المتواضعة

ارجو ان تظل بالجوار .. وتكرر الزيارة


دُمت بود
[/align]

نصيرة تختوخ 05 / 05 / 2010 54 : 10 PM

رد: إمرأة ونافذة
 
إستمتعت بما قرأت أخت جمان, سرد سلس وصور رسمتها بعناية و انسجام
تحيتي


الساعة الآن 56 : 05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية